تسلّلَ صوتٌ لطيف إلى أذني المتجمدة من نفَسٍ شعرتُ به على مؤخرة رقبتي.
“هش، ليلي. أنا. لا بأس، اهدئي.”
نظرتُ حولي مذهولة، فرأيتُ وجه روين يبتسم بغرابة كما فعلَ من قبل.
هذه المرة، كانَ هو حقًا.
بمساعدته، وقفتُ بشكلٍ مستقيم، وأنا أرمش بعيونٍ مصدومة.
عبرَ الباب المفتوح بالكامل، رأيتُ السلالم، لكن لم يكن هناكَ أحد بالقرب.
نظرَ روين إليّ بعمق، ثم تنهّـد.
“كنتِ خائفة جدًا، أليس كذلك؟ آسف لتأخري.”
“كانَ هناك، أمامَ الباب… شخصٌ آخر…”
“آه، لقد رأيته أنتِ أيضًا… كانَ مظهره مروعًا. لا يملك نصفًا سفليًا.”
“…..”
أردتُ أن أصرخَ أنّ ما هو مروع هو أخلاقك!
‘لم أرَ سوى وجهه، فكيفَ لي أنْ أعرف إنْ كان يملك نصفًا سفليًا أم لا!’
لكن في اللعبة، كان مصّاصو الدّماء الذين يطاردون روين جميعهم بهذا الشكل.
‘إما وجوه فقط، أو نصف علوي، أو نصف سفلي. كانت الرسومات النقطية مقززة، فكيف ستبدو في الواقع؟’
ربّما أفقد وعيي و أنا واقفة…
حتى الآن، كنتُ واقفة مصدومة. عبسَ روين و مسح أطراف عيني بأصابعه.
“عيناكِ متورمتان. هل بكيـتِ؟”
“…نعم. كنتُ خائفة جدًا.”
“كنتُ بجانبكِ و لم أستطع فعلَ شيء. أنا آسف، ليلي.”
“لأنكَ كنتَ بجانبي…”
حدثَ هذا! توقّف عن التظاهر بالطيبة!
غضبتُ من كلامه المنافق، لكنني أضفتُ بهدوء:
“أشعر بالأمان. لو كنتُ وحدي، لما تحملتُ ذلكَ أبدًا.”
ابتسمَ روين بلطف دونَ رد واضح.
ثم، كما لو تذكّرَ شيئًا، أصدرَ صوتًا قصيرًا و سأل:
“هل هناك جروح؟ لقد سُحبتِ على الأرض. هل أصبتِ بشيء…”
“آه، لا! لقد التوى كاحلي قليلًا و أُصبتُ بكدمات، لكن لا دم.”
“هكذا؟ هذا جيد…”
لماذا يقول إنه جيّد و تعبيره يبدو نادمًا؟
إلى متى يجب أن أتظاهر بعدمِ الملاحظة؟ أريد أن أبكي.
لكن الدّموع تدفقت فعلًا.
رأى روين ذلك وأظهر تعبيرًا محرجًا، مما جعلَ قلبي يخفق بشدة.
لأنني شعرتُ به.
ليس ‘كيف أواسيها؟’، بل ‘إنها مزعجة، هل أقتلها فقط؟’…
قبل أن يتكلّم روين، تكلمتُ بسرعة:
“آه، أنا سخيفة. أشعرُ بالارتياح لذا تستمر دموعي بالتدفق. أنا آسفة.”
“لا داعي للأسف. أنا سعيد حقًا أنكِ بخير، ليلي.”
“أمم. أنتَ، هل أنتَ مصاب؟ في الحقيقة، ذلك الشّخص أمام الباب، الذي قلتَ إنه بلا نصف سفلي، تظاهر بأنه أنتَ… ظننتُ أن شيئًا حدث لك.”
“أنا بخير بالطّبع. بالمناسبة، يبدو أن المشي صعب عليكِ. هل أحملكِ؟”
الآن ليسَ وقت تقديم العلاج بعد المرض.
‘حتى وأنا أمشي بهدوء بجانبكَ، حدثَ هذا…’
إذا حملني، سيكون من الصّعب التصرف بسرعة إذا حدث شيء.
وعلاوةً على ذلك، التّعلق بذراعه مقبول، لكن أكثر من ذلكَ يثير نفوري…
‘وأشعر أن هذا الوغد قد يدخلني في فخٍّ عمدًا ليتركني أسقط.’
هززتُ رأسي بحزم، لكنني حافظتُ على ابتسامة.
“ليس مؤلمًا جدًا، فلا مشكلة. أنتَ أيضًا متعب وخائف، و مع ذلكَ تهتم بي. شكرًا حقًا، روين.”
“على الرّحب. إذا شعرتِ بالتعب، أخبريني في أي وقت. لا تجهدي نفسكِ كثيرًا.”
“حسنًا. أنتَ أيضًا، إذا شعرتَ بالتعب، أخبرني. أنا، ربّما لا أستطيع مساعدتكَ كثيرًا، لكن سأبذل قصارى جهدي.”
أنا أثق بكَ. أعتمد عليكَ. لن أكون عبئًا مزعجًا!
وضعتُ كل هذه المشاعر في ابتسامة مشرقة.
نظرَ روين إليّ بوجهٍ خالٍ من التعبير، ثم ارتفعت شفتاه.
فجأةً، ظهرت نافذة غير شفافة بيني و بين روين.
‘كنتُ سأموت مجددًا…!’
لحسنِ الحظ، نجوتُ هذه المرّة أيضًا.
بينما كنتُ أمسح صدري مرتاحة، ظهرَ شيء:
[فشل في تحقيق الشرط المسبق لـ‘النهاية 02—فتاة اللحم’. تم حذف المسار.]
كان شيئًا لم أسمعه أو أره من قبل.
‘…نهاية؟ فتاة اللحم…؟’
ما هذا الاسم السخيف؟
تصلب تعبيري، فأمال روين رأسه باستغراب.
“ليلي؟”
اهدئي. يجب أن أهدأ.
شددتُ على ركبتيّ المتعثرتين، و شعرتُ بحرارة في عينيّ وأجبتُ:
“لحظة! لقد أصبتُ بتشنج في ساقي… ربّما تفاجأت عضلاتي من الحركة المفاجئة.”
“آه، هكذا. ظننتُ أن تعبيركِ أصبح سيئًا لأنكِ رأيتني.”
ضاقت عينا روين.
كان من الواضح أنه يختبرني، لكنني كنتُ واثقة.
“كنتُ أحاول كبحَ دموعي. لا أريد البكاء أمامكَ، روين…”
لم أكذب. فقط كان هناك الكثير من المعاني الضمنية.
روين، الذي بدا منزعجًا من بكائي من قبل، ضحكَ بهدوء كما لو أنه فهم.
بالطبع، لم يقل شيئًا مثل ‘لا بأس إن بكيتِ’.
جلستُ على الأرض متأخرة، و تظاهرتُ بتدليك ساقيّ وخفضتُ رأسي.
عندما اختفى روين من رؤيتي، عبستُ غريزيًا.
استمرت الأفكار في ذهني.
‘في <القلعة الملطخة بالدماء>، كانت هناك نهاية واحدة فقط، لكن في ألعاب هذا النوع، عادةً ما تكون هناك نهاية سيئة، نهاية عادية، و نهاية حقيقية.’
إذا ماتَ.البطل في منتصف اللعبة، تكون نهاية سيئة.
إذا فاتك شيء لكنك أكملت اللعبة، تكون نهاية عادية.
و إذا تحققت شروط صعبة شبه مستحيلة في الجولة الأولى، تحصل على النّهاية الحقيقيّة.
مثل الحصول على أداة معينة أو تفعيل حدث معين.
لكن كانت هناك ألعاب تنتهي فورًا بناءً على اختيارات البطل.
‘المشكلة أن النهاية في منتصف اللعبة تترك شعورًا غامضًا و غير مريح ينتظر البطل…’
مثلي الآن.
عند رؤية ‘النهاية 02—فتاة اللحم’، شعرتُ بمستقبل بائس.
‘النهاية 02 تعني أن هناكَ أرقام أخرى…!’
ماذا أفعل؟ لا يجب أن أبكي، لكن الدموع تستمر بالتدفق.
عضضتُ شفتيّ بقوة لأتحمل، لكن جسدي استمر بالارتجاف.
لاحظَ روين ذلك، وربت على ظهري، وتحدث بلطف:
“ليلي، ما بكِ؟ هل ساقكِ تؤلمكِ كثيرًا؟”
“…نعم. ظننتُ أنني بخير، لكن فجأةً شعرتُ بوخز…”
“قلتُ لكِ لا تجهدي نفسكِ. قد لا يكون التواءً، بل مشكلة في العظام. دعيني أرى.”
جلسَ روين أمامي مباشرة و رفع تنورتي حتى ركبتي.
نظر إلى ساقي المغطاة بالكدمات، و عبس و همس:
“غريب. شممتُ رائحة دم.”
“… .”
كان صوته منخفضًا جدًا، لدرجة أنني لم أكن لأسمعه لو كان المكان صاخبًا.
لكن القبو كان هادئًا جدًا، وكانت أذناي حساسة للغاية.
لم يكن يتحدث عن آثار الدّم على كاحلي.
مرّةً أخرى، في هذا النوع، أسرع مَنْ يموت هو الجبان الذكي.
“روين، هل قلتَ شيئًا؟ كنتُ أبكي، فلم أسمع جيّدًا…”
“لا شيء. كنتُ أتحدّث لنفسي…”
هل كان حقًا يتحدّثُ لنفسه؟
رفعَ روين رأسه و ابتسمَ بلطف كما لو لم يكن لديه أي نوايا خفية.
لكن ما إن رأى وجهي، تغيرت عيناه.
عيون حمراء تلمع بشكلٍ مخيف، و حَدَقتاه تضيقتا إلى الأعلى.
مشابهة لشكله عند الكشف عن طبيعته في نهاية اللعبة.
“…..”
اجتاحني خوف أكبر من السابق.
هذه المرة، سيأكلني حقًا. حقًا، حقًا…
بينما كنتُ غارقة في خوفٍ شديد، وهو يحدق بي بإصرار، رمشَ بعينيه.
في تلكَ اللحظة، عادت عيناه إلى طبيعتهما.
“شفتاكِ تنزفان، ليلي.”
كان صوته و تعبيره لطيفين كما في السابق، كأنني كنتُ أحلم.
من كلامه القلق، أدركتُ أخيرًا.
‘…شفتاي، نزفتا.’
ربما جُرحتا لأنني عضضتهما بقوة.
مددتُ لساني دونَ وعي، لكن روين مـدَّ يده أسرع.
مسحَ إبهامه شفتيّ بلطف.
ثم رفع روين إصبعه إلى فمه و لعقه، بتعبير مبهر.
‘أنا، أنا… أنا لستُ ذكية! ذهني حديقة زهور. عقلي عبارة عن نودلز عديمة الفائدة. مهما فعلَ هذا المجنون من تصرّفات غريبة، يجب ألا أعرفَ أنها غريبة!’
شعرتُ أن حياتي ستنتهي لحظة اكتشافي لطبيعة روين الحقيقيّة.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"
شكرا على الترجمة ♥️