أطلقَ روين يدي بحذرٍ وسأل:
“كيف جُرحتِ هذه المرة؟”
“آه، كانت هناكَ علبة ثقاب على الرّف، وخرجت منها شفرة. هناك، على الأرض…”
“هكذا إذن. طلبتُ منكِ تفقد ذلكَ الجانب لأنه بدا أقل خطورة، لكنكِ جُرحتِ بسببي…”
لو تفقدتُ الجانب الآخر، لكانَ شيء آخر قد ظهر.
في كلتا الحالتين، كنتُ سأُجرحُ على الأرجح.
لكنني هززتُ رأسي لروين الذي كان يتظاهر بالأسف.
“أنتَ كنتَ تحاول الاعتناء بي. على أيّ حال، لماذا توجد علبة ثقاب هنا؟ وانظر، كل شيء مغطى بالصدأ والغبار، لكنها نظيفة تمامًا.”
خطوة، خطوتان.
مـرَّ بي روين، و انحنى ليلتقط علبة الثقاب.
انتفضتُ عندما سمعتُ صوت الشفرة تسقط، فابتسم لي.
“لا أعلم. إنّها المرة الأولى التي أواجه فيها شيئًا كهذا، لكن بالتأكيد ستكون مفيدة لشيءٍ ما. يبدو أنه لا يوجد شيء مميز هنا، فلنخرج؟”
“أمم، حسنًا…”
يبدو أننا انتهينا هنا.
أجبتُ بإحراج و اقتربتُ من روين.
بسببِ ما حدثَ قبل قليل، أردتُ إبقاء مسافة، لكن بمجردِّ خروجنا من المطبخ، اضطررتُ للتشبث به.
“الشموع انطفأت كلها.”
كانَ الرّواق، الذي كان مضاءً إلى حدٍّ ما قبل دخولنا، مظلمًا كـفم وحش.
ولم يتوقف الأمر عندَ هذا الحد. فجأة، انطفأت أضواء المطبخ أيضًا.
“……!”
تعلقتُ بروين مجدّدًا.
‘هذا الوغد. هل يخطط لإيذائي في هذه الفرصة…؟’
هل أطفأ الأضواء عمدًا ليجعلَ دمي ألـذّ؟
إذا كان هذا قصده، فقد نجح.
أن أكون في ظلام لا أرى فيه شيئًا مع شخصٍ قد يقطع رقبتي في أيّ لحظة.
مَنٔ ذا الذي لن يخاف؟
‘ماذا أفعل…؟’
لا أريد الموت، وأكره الألم أكثر.
بينما كنتُ أصلي لتمرَّ هذه اللحظة بسلام، أضاء عود ثقاب فجأة.
نشرَ ضوءٌ صغير دافئ الظلام، فشعرتُ بالارتياح نوعًا ما.
هل بسببِ الضوء البرتقالي؟ بدت عيون روين أقل رعبًا.
ابتسمَ بلطف وقال:
“أرأيتِ، ليلي؟ قلتُ إنها ستكون مفيدة.”
…هذه ليست المشكلة هذه المرة أيضًا، أليس كذلك؟
كل ما مررنا به، أو بالأحرى ما مررتُ به، كان مشبوهًا وغريبًا.
لكن روين كان هادئًا للغاية، لدرجة أن أيّ شخصٍ مكاني سيشتبه به.
لكنني ابتسمتُ و أومأتُ.
‘حسنًا، افعل ما تريد. ماذا يمكنني أن أفعل…؟’
في هذا النّوع من الألعاب، كلما كنتَ أكثر ذكاءً، مـتّ أسرع.
لا داعي لإثارةِ شكوكه أو أن أصبح عبئًا مزعجًا.
قررتُ أن أكون فتاةً خائفة قليلًا، غير ذكية، و معجبة بروين.
‘سأعطيه الدّم قليلًا بهدوء، و أراقب الوضع، ثم أهرب…’
بالطبع، لا يجبُ أن أطمئنَّ كثيرًا.
الوجبات الخفيفة تُؤكل قليلًا، لكن إذا اشتهاها فجأة، يأكلها كلها ثم يقول: “آه، كان يجب أن أحتفظ بها.”
‘إذا لم أكن حذرة، قد أصبح أنا تلكَ الوجبة. يجب أن أحترس.’
مـدَّ يده التي تحمل عود الثقاب للأمام، بينما يمسك بذراعي باليد الأخرى.
“هيا نصعد إلى الطّابق الثاني، ليلي. يبدو أن الجميع صعدوا. الجو مظلم، فاحذري.”
“حسنًا، فهمت… آه!”
قبل أن أكمل ردي على تحذيره، تعثرتُ.
بعد خطوتين فقط، أمسكَ شيء بكاحلي و سحبني.
أنا أُسحب.
ما إن خطرت هذه الفكرة حتى أمسكتُ بروين، لكن جسدي سُحب بلا مقاومة.
“آآآه!”
“ليلي!”
زحفَ جسدي على السجادة. تدفقت الدموع مع صراخي.
تقلبت رؤيتي عدّةَ مرات.
بينما كنتُ أسمع ضحكات في أذني، لم أشعر بألمِ التّدحرج على الأرض.
بينما كنتُ أصرخ و أُلقى كدمية، تحررت ساقي فجأة.
في رؤيتي المشوشة بالدموع، تلألأ ضوء صغير.
رمشتُ عدّةَ مرات، و اتّضح المشهد تدريجيًا.
‘أين أنا…؟’
جدران حجرية مغطاة بالطحالب، خزائن خشبية متفرقة، براميل و جرار خشبية مكسورة.
ضغطتُ على رأسي النابض وحاولتُ تذكر اللعبة.
مكان مشابه…
‘القبو؟’
نعم، القبـو.
كان هناك مدخل في الرواق المقابل للمطبخ، لكنه مغلق في البداية، و يجب العثور على المفتاح في الطابق الثالث لفتحه.
لأن مينا، الفتاة الأخيرة المتبقية، كانت مختبئة هنا.
لهذا كان الباب مغلقًا.
“مي، مينا…؟”
ناديتُ اسمها بحذر.
لكن لم يأتِ رد، ولم أشعر بأي حضور.
أطلقت ُ أنينًا بصوت خفيف من ألم جسدي متأخر، و رفعتُ جذعي.
‘بالتأكيد، أمسكَ شيءٌ بكاحلي و سحبني…’
نظرًا للخلفية الزمنية، كنتُ أرتدي بلوزة و تنورة طويلة.
رفعتُ بحذر طرف التنورة الممزقة، فرأيتُ بقع دم.
لم تكن دمي.
كانت هناك آثار سوداء على شكلِ كف يد مطبوعة بوضوح على ساقي.
“……”
يبدو أن المفاجأة الشّديدة تجفف الدموع.
بينما كنتُ أحدق في كاحلي بصدمة، سمعتُ ضجيجًا عاليًا، فكتمتُ صرخة.
ثم سمعتُ صوتًا مألوفًا.
“ليلي، هل أنتِ هنا؟”
“روين…؟”
“نعم، أنا. أنتِ بخير. لحسن الحظّ. لحظة، سأفتح الباب.”
تنفستُ الصعداء من صوته اللطيف، لكنني سرعان ما تصلبتُ.
‘هذا الوغد متواطئ، فكيف أطمئن!’
إلى أيّ مدى يريدُ جعلَ دمي ينضج ليفعل مثل هذا؟
كانت بشرتي المكشوفة من الملابس الممزقة متقشرة.
‘لحسنِ الحظ، لا يوجد دم…’
على الرّغمِ من أن ساقي مغطاة بكدمات زرقاء و حمراء.
تجاهلتُ عمدًا آثار اليد على كاحلي و أخفضتُ تنورتي.
كانت تجربة مروعة. الصدمة النفسية كانت أكبر من الألم.
‘…لم يعد لديّ ثقة بأنني سأنجو.’
في اللّعبة، هذه مجرد البداية، لكنني مررتُ بالفعل بأشياء مرعبة عدة مرات.
فهمتُ الآن لماذا كانت مينا و ماريان و لاس خائفين بشدة.
كان سيغ و ريد، اللذين كانا يبحثان عن الأصدقاء بلا خوف، رائعين حقًا.
‘لو كنتُ مكانهما، لكنتُ هربتُ بمفردي.’
صراحة، أريد ذلكَ الآن أيضًا.
ثم تذكرتُ فجأةً أن هناك مخرجًا في القبو أيضًا.
‘كان هناك ممر سريّ خلف الخزانة.’
لكن الخروج منه سيكون صعبًا.
لأن مينا ماتت أثناء محاولتها الهروب من هذا الطريق.
“ليلي؟ أنتِ بخير، أليس كذلك؟”
ناداني روين من خلفِ الباب بينما كنتُ شاردة في افكاري.
مسحتُ عينيّ بظهر يدي، و قمتُ متعثرة و أجبتُ:
“أه، أنا بخير.”
كاحلي يؤلمني قليلًا، لكن ليسَ لدرجة أنني لا أستطيع المشي.
تنهد روين باختصار و قال مجددًا:
“هل يمكنكِ تفقد الباب؟ يبدو صدئًا أو مكسورًا، لا يتحرك.”
“آه، لحظة.”
اقتربتُ من الباب متعرجة و انحنيتُ قليلًا.
كان القفل مفتوحًا، و لم يبدُ به شيءٌ غريب.
سحبتُ المقبض دون تفكير، فبدأ الباب يتحرك ببطء مع صرير.
“ربما بسبب الصدأ في المفصلات. لوين، هل يمكنكِ الدفع من الخارج؟ سأسحب من الداخل.”
في اللعبة، كان يُفتح بسهولة، فهذا غريب.
أمسكتُ المقبض بكلتا يديّ وأنا أتحدث، فهمس روين
“إذا فُتح الباب، هل يمكنني الدخول؟”
“ماذا؟ ماذا قلتَ؟”
“إذا فُتح الباب، هل يمكنني الدخول؟”
“…آه؟”
“إذا فُتح الباب، هل يمكنني الدخول؟”
“……”
“إذا فُتح الباب، هل يمكنني الدخول؟”
طق، طق، طق.
سمعتُ ضربات منتظمة من الباب.
سقطت يدي من المقبض.
لم أكن أسحب، لكن الباب استمرّ بالصرير و فتحت فجوة صغيرة.
من خلالها، رأيتُ عينًا.
عين ذهبيّة بحدقةٍ مشقوقة طويلة، كعينِ وحش.
عندما تقاطعت نظراتنا، انحنت عيناه بابتسامة خبيثة.
“إذا فُتح الباب، هل يمكنني الدخول؟”
“…لا يمكنكَ!”
انفجرتُ بالبكاء و اتكأتُ على الباب، مضيفة وزني بيأس.
صرير، صرير.
امتزجت أصوات الخدش والطرق على الباب بالضحكات.
“آآآه! لا! روين، روين! روين!”
‘أيها الشيطان!’
بينما كنتُ أصرخ و ألعنُ روين، فُتح الباب أخيرًا.
“آآآه!”
سقطَ جسدي للأمام.
عندما اقتربَ وجهي من الأرض، أمسكت ذراع قويّةٌ بخصري بسرعة.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"