كلا التعبيرين مباشران ومناسبان، لكنّهما غير صالحين للنداء.
نظرتُ إلى الباب الذي ما زال يُطرق بعنف، وقلتُ بهدوء:
“هذا مخيف أيضًا. فلنسمّه ببساطة الأشقر. لون شعره لافتٌ جدًّا…… و يشدّ الانتباه……”
حتّى و أنا أنطق بذلك، كان الشعور مزعجًا.
لكن بما أنّ مجرّد كلمة ‘رأس’ أطاحت بالصداقة بالكامل، لم يكن هناك خيار آخر.
و لحسن الحظّ، تقبّل ريد و لاس كلامي كما هو.
“صحيح، إنّه لون لافت فعلًا.”
“أ، أجل. لهذا رأيته فورًا. كان يلمع—. وبصراحة، الأشقر أفضل من رأس أو وحش وجه أو شبح رأس. الباقي…… مخيف……”
“……لاس، أنتَ حقًّا. لا، لا بأس. على أيّ حال، بما أنّ ذلك الأشقر لا يبدو قادرًا على الدخول، فلنستغلّ الوقت هنا لتبادل المعلومات و وضع خطّة. في الحقيقة، أنا و لاس قد التقينا للتوّ قبل قليل.”
تنفّس ريد تنهيدةً أخرى، ثمّ بدأ يشرح ما حدث بعد اختفائي أنا و روين.
في البداية، كان مطابقًا تمامًا لما سمعته من مينا.
هربت ماريان و لاس، فارتبك الجميع.
ثمّ اختفيتُ أنا و روين أيضًا، فكان سيغ مصدومًا على وجه الخصوص.
بعد ذلك، جاءت قصّة متوقّعة و مألوفة.
“ما إن صعدنا إلى الطابق الثاني حتّى أشارت مينا أوّلًا إلى النافذة. قالت إنّه قد يمكننا الخروج من هناك.”
“سمعتُ ذلك من مينا. قالت إنّ النافذة لم تُفتح.”
“…في البداية ظننتُ أنّ المفتاح تالف أو صدئ. لكنّنا تشبّثنا بها نحن الثلاثة وسحبنا بكلّ قوّتنا، ومع ذلك لم تتحرّك. حتّى عندما حاولنا كسر الزجاج، لم يظهر أيّ تصدّع.”
عند شرح ريد الهادئ، انكمش لاس قليلًا.
دار بعينيه بتردّد و قال بصوتٍ خافت:
“أنا و ماريان أيضًا، أوّل ما فعلناه كان فحص النافذة……”
يبدو أنّ نفسيّة البشر متشابهة حقًّا.
من حسن الحظّ أنّها كانت مغلقة؛ فلو كانت مفتوحة، أما كنّا جميعًا سنقفز من هناك؟
‘الآن أفهم لماذا أغلق روين النوافذ.’
على أيّ حال، في مثل هذا الوضع لا يجدي الإخفاء أو الخداع، فقرّرتُ أن أكون صادقة.
حتّى لو كان الهروب الجماعيّ مستحيلًا.
“اسمعوا، يا رفاق. في الحقيقة، عندما فتحنا أنا و روين النافذة، فُتحت بسهولة كبيرة. كانت النافذة الأماميّة تمامًا بعد صعود درج الجهة اليمنى في الطابق الأوّل.”
“…هل هذا صحيح حقًّا؟”
“نعم. أنتم صعدتم من درج الجهة اليسرى، أليس كذلك؟ ربّما كان من الصعب التحقّق بدقّة إلى هناك. روين و مينا ذهبا الآن للتأكّد من ذلك.”
ما إن خرج اسم مينا من فمي حتّى تغيّر تعبير ريد مجدّدًا.
كان يحاول التصرّف بهدوء، لكنّ المشاعر السلبيّة لم تختفِ.
ولأنّ لاس لم يكن غافلًا، بادر بالسؤال:
“ر، ريد. ماذا حدث بينكَ و بين مينا؟”
“لا، لا شيء…… إن كان يمكن تسميته شيئًا أصلًا. فقط… ألم تقل مينا شيئًا؟”
تفادى ريد السؤال بارتباك، ثمّ سألني هذه المرّة.
كانت قد قالت شيئًا فعلًا.
‘شيئًا يشبه التبرير الذاتيّ. لكنّه ليس غير مفهوم….’
كانت مينا منهكة نفسيًّا للغاية، و قد وصلت إلى حدّها الأقصى.
و فوق ذلك، كان احتمال أنّها عبرت نهر اللاعودة مرتفعًا.
‘على الأقلّ، لنتمنَّ لها طريقًا أقلّ ألمًا…….’
بدلًا من نقل كلمات مينا حرفيًّا، رويتُ ما شعرتُ به و رأيته.
“مينا كانت خائفة للغاية، هذا أكيد. بصراحة، لو كنتُ معها في ذلك الموقف، لكنتُ وافقتها الرأي.”
التعليقات لهذا الفصل " 40"