عندما نظرتُ إلى الجانب، كانت نافذة النّظام لا تزال واضحةً حتّى في الظّلام.
ورأيتُ أيضًا درجة الإعجاب التي كانت في 24 ترتفع ببطء.
‘حسنًا. يجب أن أرفعها قدر الإمكان الآن.’
أنا أتذكّر جيّدًا.
روين ينتقل إلى النّهاية إذا ارتفعت درجة الإعجاب أو الحبّ كثيرًا، لكنّ أسمير كان لديه مسار صداقة.
الأمر الوحيد الذي لم أفكّر فيه هو أنّ درجة حبّ أسمير ترتفع بسهولة غير متوقّعة.
‘كانت درجة إعجاب روين ترتفع فقط، أمّا درجة الحبّ فلم ترتفع أبدًا.’
أسمير الذي بدا و كأنّه سيرفضني في أيّ لحظة، احتضنني بهدوء على نحو غير متوقّع.
و بالفعل لفترةٍ طويلة جدًّا.
طويلة إلى درجة أنّ درجة الإعجاب ارتفعت بأكثر من 50 عن درجة الحبّ.
‘ما، ما هذا؟’
كان عود الثّقاب قد احترق منذ زمن، لكنّ الوضع لم يكن يسمح بإشعال آخر.
لحسن الحظّ، بقيت نافذة النّظام كما هي، وكانت درجة الحبّ ثابتة عند 33، أمّا درجة الإعجاب فقد ارتفعت إلى 80.
وفي اللحظة التي تغيّرت فيها القيمة إلى 83.
[درجة إعجاب ‘أسمير’ ارتفعت بأكثر من 50 عن درجة الحبّ. سيتمّ تفعيل مسار الصداقة.]
[فشل في تحقيق الشّرط المسبق لـ ‘النّهاية 19—فتاة الجميع’]. سيتمّ حذف المسار (مؤقّتًا).]
[[مختوم] أسمير المغطّى بالدّم، الجزّار، صيّاد البشر
يراكِ ‘كانت وجبة خفيفة……’ → ‘كيس وجبة خفيفة لذيذ الطّعم و عطريّ الرّائحة’.
شهيّته تجاهكِ: ♥♥♡♡♡]
[[☆] درجة الحميميّة: 33
—ترتفع بمجرّد التّنفّس
—إذا ارتفعت درجة الحميميّة بأكثر من 100 عن درجة الصداقة، سيتمّ تفعيل مسار الحبّ
[★] درجة الصداقة: 83
—ترتفع من خلال الحوار، الخيارات، و الأفعال
—عندما تصل درجة الصداقة إلى 1000، سيعتبركِ صديقة حقيقيّة و لن يشعر بالشّهيّة أو نية القتل ]
نظرتُ إلى النّافذة الممتدّة كأنّني مسحورة، ثمّ شككتُ في عينيّ.
‘درجة صداقة 1000……’
كنتُ أتوقّع ذلك ضمنيًّا، لكنّ الطّريق لا يزال طويلًا جدًّا.
بالإضافة إلى ظهور الشّهيّة فجأة مع رموز قلوب، و أنّ درجة الحميميّة ترتفع بمجرّد التّنفّس، و أنّه يمكن العودة إلى مسار الحبّ، كلّ ذلك يجعلني أفقد عقلي.
‘يا له عالم مجنون حقًّا……’
بينما كنتُ أشعر بالدّوار و أحرّك شفتيّ….
أمسك أسمر ذراعي بلطف شديد ثمّ أطلقها برفق.
“أختي ليلي.”
“نـ، نعم؟”
بسبب موقفه الحذر إلى درجة الإرباك، أجبتُ متلعثمة.
لم تساعد إضاءة نافذة النّظام في إنارة المناطق المحيطة. لذا لم أرَ تعبير أسمير، لكنّ صوته كان هادئًا جدًّا.
“أشعلي عود الثّقاب مرّة أخرى.”
كانت كلماته التّالية هادئة أيضًا إلى أقصى درجة.
أدخلتُ يدي بسرعة في الجيب، أخرجتُ عود ثقاب، و أشعلته كما في السابق.
لم يكن وجه أسمير المضاء بنور اللهب الأحمر مختلفًا كثيرًا. لكنّه ابتسم ابتسامة محرجة قليلًا عندما التقت نظراتنا.
هل كان الأمر محرجًا؟
كانت شفتاه مرفوعة من جانب واحد فقط.
لم تكن ابتسامة ساخرة منحرفة، بل كشخص نسي كيف يبتسم.
“قلتِ إنّكِ تريدين غسل يديكِ. اغسليها بسرعة و اخرجي. ربّما عاد أخي روين و أختي مينا بالفعل.”
لم ينتظر أسمير ردًّا. أمسك يدي فورًا و مشى بخطى واسعة في الظّلام.
ظهرت نافذة نظام أخرى في الهواء.
[لقد حقّقتِ حدثًا خاصًّا. [‘كن صديقي.’]
كمكافأة لإكمال الحدث الخاصّ، تلقيتِ مهارة ‘درع الصديق’.]
[درع الصديق (سلبيّة)
عندما تكونين في خطر، سيحميكِ الهدف في مسار الصداقة دون تفكير. كلّما ارتفعت درجة الصداقة، أصبح الدّرع أكثر تفانيًا. (الهدف المفعّل: أسمير) ]
قرّرتُ عدم الاهتمام بأسماء الأحداث و المهارات الغريبة هذه.
المهمّ هو من ‘عندما تكونين في خطر’ إلى ‘سيحميكِ’.
‘ربّما اختفت نية القتل بسبب ذلك.’
ابتلعتُ زفيرًا بصمت.
بعد روين، تمّ تفعيل استراتيجيّة أسمير أيضًا.
هذا يعني بالمقابل أنّ مصاصي الدّماء الآخرين أهداف استراتيجيّة أيضًا.
‘على الأقلّ كانت هناك نهاية فتاة الجميع، لذا يجب أن تكون مؤكّدة. لن يقولوا إنّ اثنين فقط هم الجميع.’
ربّما تشمل الأهداف أديلين و مصاص الدّماء الذي ذكر اسمه من قبل المدعو بـ فرين.
و علامة استفهام أخرى رأيتها في غرفة التّحنيط.
‘الآن، حتّى لو تمّ تفعيل الاستراتيجيّة، لم يعد هناك حاجة للتّفكير السّلبي.’
إذا لم يتمّ تفعيل الاستراتيجيّة، فهذا جيّد أيضًا.
لكن إذا تمّ تفعيلها، فسأتقدّم بطريقة ما في مسار الصداقة لأجعله درعًا مخلصًا.
‘درجة صداقة 1000……. حتّى لو فكّرتُ فيها مرّة أخرى، هل هي ممكنة؟ لكن إذا حقّقتُها فقط، لن يشعر بالشّهيّة أو نية القتل.’
لنفكّر بشكلٍ إيجابي. حتّى الأمل الضغير هو أمل.
لكن فجأة مرّ شيء في ذهني.
‘هنا……. لا يوجد حدّ زمنيّ، أليس كذلك؟ ألن يقتلونا جميعًا عندما يحلّ الصباح؟’
بعض الألعاب تتقدّم بنمط هجوم زمنيّ، فتنتهي إذا انتهى الوقت المحدّد.
<القلعة الملطّخة بالدّماء> ليست لعبة من هذا النّوع، لكنّ القلق لا مفرّ منه.
من الصّعب معرفة كم مضى من الوقت منذ دخول القلعة.
‘بالإضافة إلى أنّني نمتُ في الوسط……’
و لا أشعر بالجوع أو العطش، لذا أصبح الإحساس أصعب. هل هذا أيضًا بسبب اللعبة؟
فكّرتُ في أنّني يجب أن أتحقّق من الوقت إذا أمكن، عندما توقّف أسمير.
“أعطيني عود الثّقاب.”
هذه المرّة أيضًا لم ينتظر ردًّا، بل أخذ عود الثّقاب فورًا. ثمّ أدار حنفيّة ذات شكل غريب.
صرير، صرير.
دار الصّمّام مع صوت صدأ.
بعد ضجيج قصير، سال من الأنبوب المعدنيّ ماء أحمر.
“آآه!”
الوحيد الذي يضيء المناطق المحيطة هو لهب عود الثّقاب.
و مع ذلك، صرختُ دون تفكير أمام اللون الأحمر الدّمويّ الواضح، فسأل أسمير فورًا.
“لماذا تفزعين هكذا؟ إنّه مجرّد ماء صدئ.”
“……ماذا؟ صد، صدئ؟”
“الأنابيب قديمة. بعد قليل سيخرج الماء النظيف.”
كان كلام أسمير صحيحًا. بدأ الماء الأحمر المتدفّق بغزارة يصبح شفّافًا تدريجيًّا.
نظرتُ إليه مذهولة ثمّ تمتمتُ.
“ظننتُ أنّه دم يتدفّق.”
“و لماذا قد يخرج ذلك؟ يا للأسف.”
آه، يا للأسف. نعم ، إنّه أمر مؤسف……
كان كذلك سابقًا و الآن أيضًا، هناك الكثير من الأمور المؤسفة.
ومع ذلك، رددتُ بهدوء و ببرود. أصبحتُ شخصًا فقد صوابه من الصّدمة فورًا.
“ماء صدئ، ماء صدئ. نعم، ماء صدئ……. لا يمكن أن يكون دمًا……”
عندما نظرتُ إلى الأسفل و تمتمتُ بصوت منخفض، التفت أسمير إليّ.
“أختي؟”
“بالتّأكيد رأيتُ خطأ قبل قليل أيضًا. نعم. رأيتُ خطأ……”
“مهلًا، أختي؟”
“أنا لستُ غريبة. أنا بخير. بخير، بخير……”
“……”
لم يكن هناك ردّ خاصّ رغم تجاهلي لنداء أسمير.
كما توقّعتُ، يبدو أنّه يريد أن أفقد عقلي قليلًا.
‘هذا ليس صعبًا على الإطلاق!’
إذا فعلتُ ما يريد، ألن يكون له تأثير إيجابيّ على درجة الحبّ أو الصداقة؟
بعد فترة من ذلك، أمسك أسمير يدي.
انتفضتُ جسمي كأنّني استعدتُ وعيي للتوّ.
“م، مير؟ ماذا؟”
“كنتُ أناديكِ دائمًا، ألم تسمعي؟”
“لا، لا. آسفة. كنتُ أفكّر في شيء آخر فلم أردّ. إذن، قلتَ إنّ الماء مؤسف…..؟”
عندما أجبتُ بابتسامة محرجة، تذمّر أسمير.
“هل قلت ذلك فعلا؟ أنـتِ حقًّا جبانة جدًّا. و تبكين بسهولة أيضًا. لا أظن أنكِ ستعيشين طويلًا.”
“……قال روين سابقًا إنّني سأموت مبكّرًا، لكنّ الجبناء و البكّائين يعيشون أطول عادةً أتعلم لماذا؟ لأنّهم يتجنّبون الأمور الخطرة بسبب خوفهم.”
“و هل تجنّبتِ شيئًا بشكل صحيح؟ دخولكِ إلى هنا من البداية كان فشلاً.”
أعرف ذلك لذا أتمنّى أن تصمت قليلًا.
كدتُ أن أعبس للحظة، لكنّني تحمّلتُ و أجبتُ.
التعليقات لهذا الفصل " 38"