أطلقت تنهيدة عميقة فقط، حين أدركتُ فجأة أنّنا لا نعرف إلى أين نذهب.
‘بسببِ أسمير، كنتُ أتبعهم دون تفكير. هل نحن في الطّابق الثّاني بالفعل؟’
أدركت مينا الشّيء نفسه، فتردّدت قليلًا ثمّ نادت روين.
“روين. إلى أين نذهب الآن؟”
“ليس لديّ وجهة محدّدة، لماذا؟ هل هناك مكان تريدين التّحقّق منه؟”
“آه، ذلك… نعم. النوافذ المؤدّية إلى الشّرفة كانت مغلقة جميعها سابقًا، و لا يزال الأمر يقلقني…”.
“مغلقة؟ هذا غريب.”
عبسَ روين و مال برأسه.
شعرتُ بضيق في صدري و غثيان في معدتي من هذا المشهد.
‘رجاءً، مينا. لا تصرخي و تغضبي كما فعلتِ معي سابقًا.’
قد يتغاضى روين عن الأمر لمرّة واحدة، ربّما.
‘لكنّ أسمير لن يتحمّل.’
حتّى لو لم يظهر طباعه الحقيقيّة بسببِ وجود روين، فمن الواضح أنّه سيحيك شيئًا ما.
‘و بالإضافة إلى ذلك، لديه شيء ضـدي الآن، لذا سيكون هناك تأثير بالتّأكيد.’
نظرتُ إلى روين الصّامت و إلى مينا ذات العينين الواسعتين بالتناوب.
في النّهاية، فتحت مينا فمهـا أوّلًا.
“ما الّذي يجعله غريبًا؟ هاه؟”
“آه، عندما ذهبنا أنا و ليلي لتفقّدها، فُتـحت فورًا. كانت النّافذة الأولى أمامنا مباشرةً بعد صعودنا إلى الطّابق الثّاني. لكنّنا لم نتحقّق منها جميعًا.”
نظرَ روين إليّ و قال
“أليس كذلك، ليلي؟”
هزّزتُ رأسي دونَ تفكير، فنظرتْ مينا إليّ بنظرة خائفة.
‘حتّى لو لم أكن أنا مَـنٔ يجب أن تخاف منه…’.
لكنّ هذا أفضل على أيّ حال. لم تغضب أو تثـر كما فعلتْ معي.
لكنّ كلّما زاد حذر مينا منّي، ازداد إحباطي من الوضع.
‘كشف الفخاخ غير دقيق بشكلٍ غريب، و المهارة الجديدة لا تعجبني أيضًا. لماذا علي أن أرش دمًـا. لو ظهرت رائحة ثوم أو أوتاد للطعن في القلب لكان أفضل.’
حاليًّا لا أمل في مظهري.
بينما أتنهّد بصمت ، اقترحتْ مينا وهي تعضّ شفتيها و تنظر حولها.
“إذن، ماذا عن العودة إلى هناك…؟ ربّما نتمكّن من الخروج من الخارج من خلالها…”.
“حسنًا… قد يكون ذلك صعبًا. إنّها مرتفعة جدًّا، و هناك قضبان حديديّة أسفل، و قد يكون الأمر خطيرًا.”
“يـ، يمكنني ربط شيء ما بالدرابزين و النزول ممسكةً به. ماذا لو تجوّلنا في الغرف بحثًا عن شيء يُستخدم كحبل؟ هاه؟”
خرجتْ من فم مينا كلمات أردتُ قولها من قبل كنّني لم أستطع .
الحبل فكرة جيّدة. لكنّ، بعد أن علـم َروين بها، لم تعـد كذلك.
‘بالتّأكيد سينقطع الحبل أثناء النزول.’
تطوّر واضح جدًّا دونَ الحاجة إلى المحاولة.
تردّدتُ قليلًا ثمّ تدخّلتُ بحذر.
“لكنّ الخارج—”
“هيك!”
“…مليء بالضّباب، لذا حتّى مع الحبل قد يكون خطيرًا.”
تشوّه وجه مينا، فاختبأتْ خلف أسمير بسرعة أثناء حديثي.
عندما أصبح تعبيري غريبًا، شـدّ أسمير شفتيه كأنّه يستمتع.
شعرتُ بشـدّ في رقبتي.
‘لماذا يضحك بهذه الطّريقة. أنا لسـتُ صديقتـه.’
لم يكن الأمر مهينًا لي، بل مثيرًا للشفقة بالنّسبة لها.
فمينا تتعرّض للخداع حقًّا، بخلافي أنا.
‘لكنّ إظهار بعض الحزن قد يكون أفضل.’
أخفضتُ عينيّ و قمـت بالعضّ على شفتيّ معًا.
حرّكتُ أصابعي دونَ داعٍ، فربَت روين على كتفي.
لكنّ كلّ أفعالي بـدتْ لمينا كفتاة تتظاهر بشكلٍ مقزّز أنّـها ‘صديقة مزيّفة لا تعرف هويّتها’.
تردّدتْ مينا بوجه يمزج القلق و الخوف، ثمّ فتحتْ شفتيها أخيرًا.
“رو، روين. ذلكَ الشّخص… ذ، ذلكَ الشّخص…!”
“نعم. ما خطب ليلي؟”
“…مير، مير أيضًا… يعرف ليلي…؟”
“نعم، ما الّذي تقصدينه ؟ أخي روين يحبّهـا.”
‘غريب. لم يقلْ أسمير إنّني وجبة خفيفة، فلماذا أشعر و كأنني أسمع ذلكَ مع كلامه…’.
بالطّبع، صدّقتْ مينا ذلك فورًا و اتّسعت عيناها.
“يحبّهـا؟”
“نعم. و عندما يغلق عينيه يتذكّرها.”
‘غريب مرّةً أخرى. لم يقلْ أسمير أنّني وجبة مميّزة، فلماذا أسمع ذلك مرّةً أخرى…’.
بالطّبع، صدّقتْ مينا هذا أيضًا، فتجهّم وجهها.
انقبض حاجباها إلى الداخل. عيناها كانتا ترتجفان بتوتر، و شفتاها مفتوحتان قليلًا.
كان قلقها على روين واضحًا، لكنّها لم تقـل شيئًا في النّهاية.
فقط، بعد ذلك، قالتْ شيئًا آخر بصوتٍ مخنوق.
“نحن الآن أربعة. أليس من الأفضل الانقسام إلى مجموعتين بدل التّجوال دونَ هدف؟ مجموعة تبحث عن مخرج، و أخرى تبحث عن الآخرين؟”
ما إن انتهى اقتراح مينا حتّى ظهرتْ الخيارات.
[▶مينا تقترح الانقسام. ماذا تقولين؟
1. حسنًا. سأذهب مع روين إذن.
2. حسنًا. سأذهب مع مير إذن.
3. حسنًا. أفضّل الذّهاب مع مينا. ]
‘لا، لماذا لا يوجد خيار رفض؟’
في اللّعبة، البقاء معًا يعني موتًا سريعًا و التّفرّق موتًا بطيئًا، لكنّ الوضع الآن مختلف.
‘أفهم تمامًا رغبتها في الابتعاد عنّي…’.
لكنّ عدم منع مينا من الذّهاب إلى موتها بإرادتها يزعجني.
لكنّني لن أقول إنّني سأذهب مع مينا.
‘بالتّأكيد سترفض مذعورة، و بقاؤنا معًا سيجعل الأمر خطيرًا أكثر.’
كما حدثَ في غرفة اللّعب لإديلين . لا يزال ذلكَ المشهد محفورًا في ذاكرتي.
لكنْ قبل أن أتكلّم، صاحَ أسمير.
“حسناً. سأذهب مع أخي روين إذن!”
صرخت أنا أيضًا.
“لا يمكنكَ ذلك!”
“… لا يمكنني ماذا؟”
“ذ، ذلك…!”
[‘أسمير’ يريد أن يجعلكِ ‘ تصرخين بالبيب—’.]
“….”.
“نعم؟ ما الذي لا يمكنني فعله؟”
“أ، أنتما، الاثنان، ذلك…”.
[‘أسمير’ يريد أن يجعلكِ ‘مبلّلة بالـبيب—’.]
“….”.
“نعم، اثنان ماذا؟”
“…أ، أنا، معًا…”.
[‘أسمير’ يريد أن يجعلكِ ‘مليئة بالـبيب—’.]
“….”.
“معًا، مـاذا؟”
“ذ، ذلك…”.
[‘أسمير’ يريد أن يجعلكِ ‘بي—جسد(ㅇ[—[‘.]
لم أستطعْ قولَ كلمة واحدة بسببِ نافذة النّظام المرافقة لنظراته الدامية.
حتّى لو رأيتُ هذا عشرات أو مئات المرّات، لا يمكنني أن أعتاد عليها.
ظهرتْ أمامي الخيارات مرّة أخرى ، بينما كنتُ أتردّد تحت ضغط أسمير،
[▶ميـر يُلـحّ عليكِ. ماذا ستقولين؟
1. أ، أحمـق! أريد الذّهاب معكَ! (بحمرة الخدّين)
2. …أحقًّا، لا تفهم؟ (خجلة)
3. روين ملكـي. ابتعـد. (سخريّة). ]
قرّرتُ الصّمت فقط.
لأنّه، كما حدثَ سابقًا، أحيانًا يتمّ تجاوز الخيارات إن لم أجب.
‘نعم، سيكون الأمر كذلك هذه المرّة أيضًا.’
حدّقتُ أمامي بهدوء، فضاقتْ عينا أسمير خلف النّافذة الشّفّافة.
ثمّ، تغيّـر محتوى النّافذة.
[إن لم تجيبي، ستموتين.]
غطّتْ كلمات حمراء كالدّم المتساقط الرّؤية.
رمّشتُ ببطء، ثمّ قلتُ بخجل.
“…أحقًّا، لا تفهم؟”
لا أفهم. لماذا أفعلُ هذا… .
صراحة، حتّى لو نظر إليّ أسمير كحشرة، أو كشخصٍ مجنون، فإن ذلكَ سيكون متوقّعًا.
[جاذبيّتكِ النّاتجة عن مظهركِ الودّي أثرتْ على ‘أسمير’.]
[انخفضتْ نيّـة قتل ‘أسمير’ تمامًا. ]
[ [مختوم] مليئة بالـ بيب—، جزار، صيّاد البشر ‘أسمير’
يعتقد أنّـكِ ‘وجبة خفيفة للسيّـد روينفيرات’ → ‘كانتْ وجبة خفيفة…’. ]
[ [♡]درجة الحبّ: 2→10
[♥]درجة الإعجاب: 10→15 ]
انخفضت نيّة القتل لديه و زادتْ درجة الحبّ فجأة.
تذمّر أسمير بلسانه و قال بتذمّر.
“إنْ كنـتِ تريدين البقاء معي إلى هذا الحدّ، فلن أستطيعْ رفضَ ذلك. حسنًا. ليذهب أخي روين و أختي مينا معًا. أنا سأتفقّد المكان مع أختي ليلي.”
ما هـذا…؟
“روين. هيا.”
بينما كنت مصدومة ، اقتربتْ مينا بسرعة و أمسكتْ بذراع روين.
التعليقات لهذا الفصل " 32"