منذُ اللحظة التي خرجتُ فيها من غرفة الألعاب تلك، يبدو أنّني كنتُ بالفعل داخل نطاق مكعّب الإغلاق.
حاولتُ الصمود بأيّ طريقة، لكنّه لم يكن تنافسًا عادلًا من الأساس.
“آه…!”
بعد بضع خطوات دُفعتُ إليها، شعرتُ بتيار مخيف يسري في جسدي.
في الوقت نفسه، بدأت الزجاجات التي كانت متوقّفة تتدحرج نحوي. كان ذلكَ يعني أنّ الغرفة تتقلّص بوضوح.
لقد انتهى الأمر.
انتهى حقًا.
فكرة أنّ مصيري قد يكون أنني أصبحت”فتاة مضغوطة” سيطرت على ذهني.
“رو، روين.”
ناديتُ روين بشكلٍ غريزيّ.
قدماي، التي كنتُ أصمـد بهما، بدأتا تنزلقان إلى الأمام.
“روين ، روين… روين!”
صوتي، الذي كان قريبًا من صرخة يائسة ، انفجر مرارًا.
لم أستطع قول أيّ شيء آخر ، فقط كرّرتُ اسم روين بينما أخدش الجدار الشفّاف بأظافري.
دحرجة، دحرجة.
استمرّت الزجاجات في التدحرج نحوي بفعل الجدار غير المرئي.
و في الفضاء الذي تقلّص إلى حجم جسدي ، وقعت عيني على سكّيـن و أنا ألـهث.
كان أحد السكاكين التي لم أرغب في معرفة استخدامها.
‘إذا كنـتُ سأموت حتّى لو بقيتُ ساكنة…!’
هرعتُ و أمسكتُ بالسكّين الأقرب.
لم أتردّد للحظة واحدة.
مرّرت النصل على كـفّ يدي بقوّة ، فتدفّق الدم مع ألـمٍ بارد.
‘التيتانوس و ما إلى ذلك، ليس هذا وقت التفكير في مثل هذه الأمور.’
لكن الألم كان حقيقيًا.
عضضتُ على أسناني و ضربتُ الجدار الشفّاف بكفّي.
سرعان ما امتلأ الجدار ببصمات يـد حمراء، كما في ملصق فيلم رعب.
تردّدت رائحة الدم في أنفي.
شعرتُ بالألم الحاد و الخوف و البؤس المكتوم بينما أنا أفكّر :
‘هل يجب أن أفعل كلّ هذا حقًا…’
ثمّ صرختُ مجدّدًا:
“روين! أنا، أنا مصابـة! قلتَ إنّـكَ ستبقى بجانبي! لماذا لا تأتي ، هاه؟ روين ، روين…!”
كنتُ متأكّدة.
روين يراقبني من مكانٍ ما.
و كنتُ أؤمـن.
البعوضة التي تذوّقت ‘بيب—’ الخاص بي ستعود مرارًا، كما في ميزة ‘المطعم المفضّل’…
في النهاية، ضغطَ الجدار المتقلّص عليّ تمامًا .
أغمضتُ عينيّ بقوّة و أنا أشعر بالضغط، لكن مع مرور الوقت، لم يعـد يقترب أكثر.
بل شعرتُ بأنّ المساحة تتّسـع تدريجيًا.
‘هل…’
فتحتُ عينيّ بحذر، ثمّ رفعتُ إحداهما.
[‘أسمير’ يريد أن يجعلكِ ‘ملطّخة بـ بيب—’.]
[‘إديلين’ تريد أن تجعلكِ ‘دمية’.]
[‘؟’ يريد تذوّق ‘بيب—’ الخاص بـكِ.]
[‘؟’ يريد سرقة ‘بيب—’ الخاص بكِ.]
نوافذ متعدّدة ظهرت في رؤيتي المشوّشة.
لم يكـن روين الوحيد الذي يراقبني.
‘يا لهم من صراصير تتسلّق الجدران في الفجر!’
تفجّرت شتائم لم أستطع إطلاقها بصوت عالٍ داخلي.
في الوقت ذاته، أرخى الإرهاق ساقيّ و جلستُ على الأرض.
نظرتُ إلى كفّي الذي ينزف في ذهول، و استمرّت الدّموع في التدفّق.
‘هذه المرّة، ظننتُ حقًا أنّني سأموت…’
اختفى الشعور المخيف تمامًا، و لم يبقَ سوى الفراغ و الألم.
‘يجب أن أخرج بسرعة.’
لم أشعر بالأمان في مثل هذا المكان.
كنتُ أجـد صعوبة في الوقوف، لذا ركعتُ لأزحف إذا لـزم الأمر.
في تلكَ اللّحظة ، فُتح الباب مع صوت مفصلات بحاجة إلى تزييت.
الشّخص الداخل ، كما هو متوقّع ، كان روين.
“ليلي، أنـتِ هنا؟”
“رو، روين. روين…”
ربّما أكون قد أصبحتُ ميؤوسًا منها. كيف يمكن أن يكون وجه هذا الشيطان مرحّبًا إلى هذا الحدّ…
كان روين يحمل مصباحًا بدلًا من شمعدان.
‘إذًا، الشيء الثالث الذي يحصل عليه ليس مشعلًا بل مصباحًا. إذن ، هل الرابع هو المشعل…’
مرّت فكرة سخيفة في ذهني الفارغ.
ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجهه المضاء بضوء قرمزي.
[لقد أكملتِ حدثًا خاصًا: [‘امنحي الدم و خذي المودّة.’] ]
[كمكافأة لإكمال الحدث الخاص، تعلّمتِ مهارة ‘تساقط الحلوى بيب— (Sweet Ppi—)’.]
[تساقط الحلوى بيب— (Sweet Ppi—) (نشط) ]
[عند استخدام المهارة ، ستُصابين فجأة و يبدأ ‘بيب—’ بالتدفّق. يبدو أنّه جيّد لجذب الانتباه. (يمكن استخدام المهارة بمجرد التفكير في اسمها) ]
…شعرتُ و كأنّني سأفقد الوعي بسبب النافذة التي ظهرت كما لو كانت تنتظر هذه اللحظة.
اقترب روين منّي بينما كنتُ متجمّدة ، و جثـا على ركبتيه.
“هل كنـتِ خائفة جدًا؟”
أومأتُ برأسي كالمسحورة ، فازدادت ابتسامته عمقًا.
مـدّ يده بشكلٍ طبيعي، لكنّني شعرتُ بوضوح أنّه ليس لمساعدتي على النهوض.
مددتُ يدي اليسرى المجروحة إليه دونَ كلام.
‘حسنًا، كُـل كلّ شيء…’
نظرَ روين إلى كفّي و ضيّق عينيه. ظهرت نافذة شبه شفّافة فوق وجهه.
[ [مختوم] ملك الكوابيس، المدمّر، حاكم ‘بيب—’ ‘روينفيرات’
يعتقد أنّـكِ …وجبة خفيفة؟ → طعام مميّز يتبادر إلى الذهن عند إغلاق العينين. ]
مسحَ روين شفتيه و أمال رأسه.
تخيّلتُ ضربه على رأسه الجميل، لكنّني أغمضتُ عينيّ فقط.
لقد تحرّرتُ أخيرًا من كوني “وجبة خفيفة”، لكنّني لم أشعر بأيّ سعادة…
ظلّ روين يضـع وجهه على كفّي لفترةٍ طويلة.
مثلما قال إنّ لعق الجرح يوقف النزيف و يشفيـه بسرعة ، كنتُ أشعر بألـم أقلّ مع كلّ لمسة من لسانه.
بعد فترةٍ وجيزة، رفـعَ روين رأسه، و وجهه مليء بالرضا .
“توقّف النزيف، كيف حالكِ الآن؟ هل ما زال يؤلمكِ؟”
“آ، لا. لم يعـد يؤلم. …شكرًا. شكرًا على فعل هذا.”
“أنا أيضًا استمتعتُ، فلا بأس.”
شككتُ في أذنيّ للحظة بسبب كلامه غير المبالي.
استمتعتَ، فلا بأس.
استمتعتَ، فلا بأس…
‘…لا، هذا ليس بأس به!’
كيف أردّ على مثل هذا الكلام المريب؟
بينما كانت زاوية فمي المبتسمة بشكلٍ محرج ترتجف ، ظهرت خيارات.
[▶روين ينتظر . ماذا ستقولين؟
1. هل دمـي لذيذ لهذه الدّرجة؟ ربّما أنٕتَ تعاني من نقص الحديد ، روين. وجهكَ شاحب أيضًا… يمكنكَ تناول المزيد متى شئـتَ! (بلطف)
2. ماذا؟ ماذا قلـتَ؟ أنا ، أنا ، الآن ، مرتبكة جدًا ، لم أسمع. (تضحكين بتكلّف شديد)
3. أنـتَ… قمامـة؟ (بنظرة احتقار) ]
ها، هاااه.
أخذتُ نفسًا قصيرًا و طويلًا، و أمسكتُ يدي اليسرى التي تفوح منها رائحة الورد ، ثمّ ابتسمتُ بقوّة.
“هل دمي لذيذ لهذه الدرجة؟ ربّما أنـتَ تعاني من نقص الحديد ، روين. وجهـكَ شاحب أيضًا… يمكنكَ تناول المزيد متى شئـتَ!”
أنا ، أتحدّث إلى مصّاص دماء عن نقص الحديد.
‘لكن ليس لديّ خيار آخر! أريد فقط التظاهر بأنّني لا أعرف ، لكن ماذا لو تلعثمتُ و ارتبكتُ و تصرّفتُ بتكلّف…’
كنتُ أتمنّى لو لم تكن هناك خيارات.
و مع ذلك، يبدو أنّ روين أحـبّ تصريحي المجنون.
“ليلي، أنـتِ حقًا لطيفـة. لكن لا بأس في الوقت الحالي.”
ضحكَ و أمـال رأسـه.
ثمّ مسـحَ خدّي الملطّخ ببقايا الدموع و سأل:
“شعرتُ بالقلق عندما اختفيتِ فجأة. يبدو أنّـكِ مررتِ بأشياء مخيفة في وقتٌ قصير.”
“نـ، نعم. كِـدتُ أمـوت. جدار شفّاف اقتربَ فجأة…”
بينما كنتُ أتحدّث، شعرتُ بانتهاك غريب.
الآن عند التّفكير في الأمر ، لماذا لم تظهر نافذة تقول إنّني تجنّبت الموت هذه المرّة؟
‘هل لم يكـن لديهم نيّـة لقتلي من الأساس؟’
إذا كان الهدف فقط تخويفي، فقد ارتكبتُ للتوّ فعلًا غبيًا للغاية.
“اقترب جدار؟”
عندما توقّفتُ عن الكلام ، سأل روين مجدّدًا.
“…اقترب جدار و حاول سحقي. ظننتُ أنّني سأُسحق.”
“ظننتِ أنّكِ ستُسحقين.”
همم.
أصدر روين صوتًا خافتًا و نظـرَ إلى الأسفل.
تحديدًا إلى كفّي التي كان يلعقها للتوّ.
‘ما الذي سأقوله إذا سألني لماذا جرحتُ يدي…؟’
لم أفكّـر في العواقب عندما فعلتُ ذلك، لذا من الصعب الآن التبرير.
بينما كنتُ أتمنّى أن تبقى شفتا روين مغلقتين إلى الأبد، سمعتُ صوتًا ضعيفًا من خلفنا.
“…روين؟”
كان صوت مينا بوضوح.
التعليقات لهذا الفصل " 30"