أطلقتُ أنفاسي التي كنتُ أكبحها بصعوبة و ابتسمتُ.
“أن، أنا بخير. شكرًا…”
ثم انسللتُ بهدوء من بين ذراعي روين، فظهرت خيارات أمامي.
[▶ لقد هربت ماريان و لاس إلى مكانٍ ما. الجميع مذعورون. ماذا أفعل؟
1. أهرب بمفردي.
2. أتبع ماريان و لاس.
3. أبقى هنا. ]
ماذا أفعل؟ بالطبع، يجبُ أن أهرب بمفردي!
‘سأتظاهر بالخوف وأصعد إلى الطّابق الثاني…!’
الآن وقد أُضيء المكان، يمكنني بطريقةٍ ما العثور على السلالم والصعود.
في الطابق الثاني، هناكَ مخرج للهروب.
في الأصل، كانت لعبة “القلعة الملطخة بالدماء” تدور حول التحكم بروين لاستكشافِ القلعة، وهو المحتوى الرئيسي.
في اللعبة، كان عود الثقاب الذي يحمله روين هو الوسيلة الوحيدة لإضاءة المحيط.
كانت تلكَ الأعواد للاستخدام مرّةً واحدة، ويمكن العثور عليها داخل القلعة.
‘بالأحرى، هل يُعتبر هذا استكشافًا أم مغامرة؟ يجب تفادي الفخاخ و الوحوش للعثورِ على مخرج الهروب والأصدقاء المختبئين.’
خلالَ هذه العملية، تجعل الحيل الروائية الماكرة والإخراج اللاعبين الجدد يظنون أن روين بطلٌ طيّب وكريم.
…بصراحة، كانوا يرونه ساذجًا.
لأنه كلّ ما وجدَ مخرجًا، كان يعود قائلًا: “يجب أن أجـدَ أصدقائي”.
لكن في منتصف اللعبة وما بعد، تتكشف الأدلة تدريجيًا، ويبدأ في إظهار طبيعته الحقيقية.
روين هو ملك مصاصي الدّماء المختومين في هذهِ القلعة.
في الأساس، لم يكن روين صديقًا حقيقيًا.
لقد تلاعب بذكرياتنا لينضم إلى مجموعتنا، وهو مَن حرّضَ سيغ لدخول القلعة.
ولم يكن يبحث عن الأصدقاء، بل كان يطاردُ الفريسة الهاربة و المختبئة.
‘كان هناكَ أيضًا إعداد مجنون يقول إن الدم يصبح ألـذَّ كلما زادَ الخوف.’
لم يكن الظلام وحده هو المشكلة، بل الفخاخ العديدة و الوحوش وطرق القتل البشعة، كلها من صنعه.
إذا كنتُ سأموت في كلّ الأحوال، فقد يكون من الأفضل أن أموت بسرعةٍ دونَ أن أجد وقتًا للصراخ بدلًا من الارتجاف في الظلام.
لكن…
‘لا يمكنني ألا أحاول الهروب على الأقل.’
مخرج الهروب في الطابق الثاني هو نافذة.
جميع النوافذ مغلقة، لكن هناك نافذة واحدة مزلاجها مكسور.
يجبُ أن أتحقق من الموقع الدقيق، لكن إذا قفزتُ، سأتمكن بالتأكيد من الخروج.
رتبّتُ أفكاري بسرعة و نظرتُ حولي بحذر.
“ماذا نفعل؟ ألا يجب أن نبحث عنهما بسرعة؟”
“لكننا لا نعرف ما قد يكون هناك. التّصرف بتهور خطر.”
“لكن لا يمكننا أن نتركهما هكذا. سأذهب، ابقوا أنتم هنا…”
“انتظر! دعنا نحاول فتحَ الباب مجددًا. من الأفضل أن نخرج ونحضر أهل القرية، أليس كذلك؟”
“وماذا لو حدثَ شيء لهما في هذه الأثناء؟”
لحسنِ الحظ، يبدو الجميع مشتتين. حتى لو اختفى شخصٌ آخر الآن، لن يلاحظوا، أليس كذلك؟
أصلًا، لم أكن أشاركُ في الحوار منذُ البداية.
كان انتباه روين منصبًا على الآخرين.
‘الفرصة الآن أو لا!’
كتمتُ أنفاسي قدرَ الإمكان، تراجعتُ بهدوء متظاهرةً باللامبالاة، ثم سارعتُ نحو الرواق.
خشية أن يلاحظني أحد، تحركتُ بحذر شديد، و ابتعدت أصوات الضجيج تدريجيًا.
…لم تكن هناكَ أي إشارة إلى أن روين يتبعني.
تنفستُ الصعداء و تقدمتُ في الرواق.
كم مشيتُ؟ في خضمّ الخوف المخنوق، وجدتُ أخيرًا سلّمًا يؤدي إلى الأعلى.
“……”
تفجّرَ النفس المحبوس في فمي المغلق.
‘سأخرجُ من هنا مهما كان!’
في تلكَ اللّحظة التي خطوتُ فيها خطوةً للأمام.
“كنتِ هنا، ليلي.”
تسلّلَ صوتٌ منخفض مخيف بارد إلى أذني من الخلف.
في الوقت نفسه، كانت اليد التي أمسكت بمعصمي باردة كالجليد، كأنها تجسيد للصوت.
تجمدتُ في مكاني، عاجزةً عن الحركة. شعرتُ بقشعريرة في جسدي و برودة في ظهري.
لم أرد أن أنظرَ خلفي. أردتُ دفع يده و الهرب، لكن جسدي تحرّك كما لو كان يُتحكم به، كان متصلّبًا كترس صدئ.
حتى التروس الصدئة كانت ستنزلق بسلاسةٍ أكثر مني.
اقتربَ روين من خلفي دونَ أي صوتٍ أو إشارة، مبتسمًا بهدوء.
“كنتُ قلقًا عليكِ. التّجوال بمفردكِ خطر، فلنذهب معًا.”
أمسكَ يدي بقوة ليمنعني من الهروب.
هل أتوهّمُ أم أنه يقصد إلى الجحيم…؟
‘لماذا يتبعني ويترك الفرائس الأخرى الطازجة هناك!’
اخترتُ أسوأ فعلٍ يمكن أن يرتكبه جبان في فيلم رعب: [1. التحرك بمفرده]، لكن لسببٍ وجيه.
في اللّعبة، يتفرّق الأصدقاء جميعًا.
و أثناءَ البحثِ عن الأصدقاء المختبئين والتحدث معهم، تُكتشف حقائق جديدة.
من بين الهاربين، كان سيغ و ريد يبحثان عن الأصدقاء مثل روين.
لكن عندما يلتقي أحدهم بشخصٍ آخر، يظهر وحش في الظّلام و يطاردهم، فيفترقون مجددًا.
ماذا يعني هذا؟
يعني أن الوحوش، أيّ مصاصي الدماء، يبحثون عن الأماكن التي بها أشخاص كثيرون.
بمعنى آخر، إذا تجمعنا، نموتُ بسرعة، و إذا تفرقنا، نموتُ لاحقًا.
‘بالطّبع، روين كان يجدُ الفريسة ثم يستدعي أتباعه…’
ابتلعتُ ريقي بحذر و سألتُ:
“أين، أين الباقون؟”
“لا أعلم. رأيتكِ تتّجهين إلى مكان ما بمفردكِ، فتبعتكِ.”
“آه، هكذا إذن. لم يكن عليك….”
ألا يمكنني العودة الآن؟ لم يفت الأوان بعد!
مع الخوفِ من أن روين قد يُظهر طبيعته الحقيقية في أي لحظة، شعرتُ بحرارة في عينيّ.
كان تنفسي غير منتظم، و يديّ و قدميّ باردتان، وجسدي يرتجف بلا توقف.
كنتُ أبدو مريبةً بوضوح، لكنني لم أستطع السيطرة على نفسي.
عندما رأيتُ عيني روين تنحنيان، توقعتُ الموت.
لـكن…
“يبدو أنكِ خائفة جدًا. يا لكِ من مسكينة.”
مرّرَ رويت يده على خدي بحزن، و عدّل خصلة شعر سقطت و وضعها خلف أذني.
ثم أضاف بنبرةٍ رقيقة جدًا:
“الجميع قلقون بالتأكيد، فلنعد.”
“……حسنًا.”
خـفَّ الجوّ البارد الملتصق بي.
لحسنِ الحظ، يبدو أنه ينوي إخفاء طبيعته الحقيقية الآن.
‘أو ربما، مثلما فعلَ مع سيغ، يريد أن يُظهر لي فقط الجانب الطيب و الرقيق.’
ليعطيني لاحقًا يأسًا و خوفًا أكبر.
‘…هل أنا الآن أُنضج؟ ليجعلَ دمي ألـذَّ قبل أن يأكله…؟’
محوتُ بسرعة هذا التخيل المرعب الذي تبادر إلى ذهني.
في هذه الأثناء، أمسكَ روين بيدي بدلًا من معصمي وقال:
“الجو مظلم، فلنمسك بأيدي بعضنا البعض. لا بأس بذلك، أليس كذلك؟”
“ن، نعم. لا، لا بأس.”
“سأترك يدكِ أمام سيغ. قد يشعرُ بالغيرة مرّةً أخرى.”
“هه…”
ضحكَ روين مازحًا، فشددتُ شفتيّ بإحراج.
يا للظلم! السلالم كانت على مرمى البصر، و فشلتُ مجدّدًا…
لكن نظراته المستمرة تجعلُ التسلل بعيدًا مستحيلًا.
في صمتٍ ممزوج بأصوات الخطوات، غرقتُ في التفكير.
‘يجب أن أغير خطتي. سأنضم إلى الآخرين أولًا، ثم أجد طريقة للتفرق كما في اللعبة.’
سنهرب جميعًا و نحن نصرخ بحماس.
‘يقال إنكِ إذا أردتِ إخفاء شجرة، فأخفيها في غابة.’
إذا اختلطتُ بين الشّخصيات الإضافية الهاربة، سأكون أقلّ وضوحًا. ربّما…
لا أعرف كيف انتهى بي المطاف في هذا الوضع، لكن لم يكن لدي وقتٌ للاكتئاب.
عدتُ مع روين إلى المكان الأصلي، لكن…
“لقد اختفى الجميع.”
“……”
كل ما تبقى هو الشمعة المشتعلة و الفخّ الذي كان من المفترض أن يسحقني.
‘إلى أين ذهبَ الجميع…؟’
شعرتُ بقشعريرة في جسدي و عرق بارد.
عندما بدأتُ أرتجف مجددًا، التفت روين، الذي كان يميل رأسه، نحوي.
“أنا بجانبكِ، ليلي. لا تخافي.”
أنا خائفةٌ لأنّكَ بجانبي!
يستمر في قول “لا تقلقي”، “كل شيءٍ على ما يرام”، “لا تخافي”، لكن كلما قال ذلك، شعرتُ و كأن دمي يُستنزف.
عضضتُ داخل فمي بقوة لأستعيد رباطة جأشي، وتمتمتُ بهدوء:
“أين ذهبَ الجميع؟”
“لم يخرجوا بالتأكيد. لقد هربت ماريان و لاس، و نحن أيضًا غادرنا، فربّما يبحثون عنا.”
“صحيح، أليس كذلك؟ إذن…”
“سأبحث عنهم و أحضرهم. هل ستبقين هنا و تنتظرين؟ ربّما يأتي أحدهم.”
ماذا؟ أن أكون بمفردي هو بالضبط ما كنتُ أتمناه و أرجوه.
كنتُ على وشكِ الإجابة بنعم بسرعة.
لكن فجأةً، لو لم يتحوّل العالم إلى ظلام دامس.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 3"