عضضتُ على فمي بقوّة لدرجة أنّ الدموع كادت تنهمر، لكن ذلكَ لم يكن الشّيء المهم الآن.
‘هذه ليست يـد إنسان.’
ليست يـدًا بشريّة، هذا مؤكّـد.
لأنّ اليـد التي كانت الباهتة لدرجة أنّ الأوردة تظهر من خلالها، لم يكن لها أظافر.
“…آه.”
لم تكن الدموع بسبب لساني المعضوض، بل لسببٍ آخر.
كانت اليـد تتحرّك كما لو تبحث عن شيء، و تقترب تدريجيًا.
تراجعتُ إلى الخلف، لكن ما كان خلفي هو جدار.
لا مكان للهروب.
وفي اللحظة التي لامست فيها تلكَ الأصابع طرف قدمي،
[وجدتـكِ.]
مع صوت خشن، أمسكت اليـد بكاحلي و جذبتني بقـوّة.
“آآآآه!”
شعور مرعب سبـق أن اختبرتـه.
صرختُ بقوّة، أغمضتُ عينيّ ثمّ فتحتهما.
“ليلي؟ لقد استيقظتِ!”
بجانبي كانت مينا، ترتدي فستانًا أخضر يشبه لون عينيها.
لم أستوعب الوضع بعد.
بينما كنتُ ألهـث و أحدّق في وجـه مينا، أدركتُ متأخرةً.
‘حلم…؟’
لقد كنـتُ أحلم.
“…ليلي، هل أنـتِ بخير؟”
لم أشعر بالواقع بعد.
تحدّثت مينا إليّ بحذر بينما لا أزال في حالة من الصدمة.
أملتُ رأسي، و أخيرًا استطعتُ الردّ عليها بشكلٍ صحيح.
“مينا…هذه أنـتِ، صحيح؟”
بالأحرى، لم يكـن ردًا، بل سؤالًا آخر.
و مع ذلك، عضّت مينا شفتيها، و أومأت برأسها و هي تذرف الدموع.
“نعم ، إنّهـا أنا. أنـتِ بخير. لحسن الحظ. لقد اختفيتِ فجأةً و قد كنّا قلقين…!”
احتضنتني بقوّة و بكـتْ بحرقة . عندها شعرتُ أنا أيضًا بالدموع و هي تتحمّع في عينيّ.
“أنا مَنٔ كنتُ أبحث عنكم. عندما عـدتُ مع روين، لم أجـد أحدًا منكم.”
فكرتُ أنّني لو وجدتُ أحدًا، كنتُ سأترك روين له و أهرب، لكنّني ألقيتُ تلكَ الفكرة في الظلام.
ابتعدت مينا، التي كانت تبكي بحزن، و سألتني:
“…روين؟ ليلي، هل كنتِ مع روين طوالَ هذا الوقت؟”
“آه، نعم ، كنـتُ معـه. لكن ، مينا ، أين نحن؟”
بصرف النظر عن الحلم، نسيتُ أمرًا بسبب لقائي غير المتوقّع بمينا.
لقد رأيتُ نافذة تقول إنّني أصبتُ بحالة النوم، ثمّ انقطعت.
‘لحسن الحظ، أنا أسمع بشكلٍ جيّـد الآن…’
بينما كنتُ أسأل مينا، تفحّصتُ المكان بعفويّة.
‘ضوء القمر هنا أقوى بكثير من الرواق. الشموع تبدو أكثر إضاءة أيضًا. مَـنْ يملك مثل هذا الذّوق ليزيّـن هذا المكان كغرفة أميرة؟’
كان فخمًا و عريقًا للغاية.
‘…لكن لا أرى باب خروج.’
في الألعاب، هناك غرف مثل هذه الإعدادات أحيانًا.
يمكنكِ الدخول بحرّيّة، لكن الخروج ليس كذلك.
‘يجب أن يكون هناك مفتاح في مكانٍ ما.’
يجب عليّ إيجـاده.
بينما كنتُ أحرّك عينيّ بتردّد، أجابت مينا متردّدة:
“لا أعرف بالضبط. عندما فتحتُ عينيّ، كنتُ في هذه الغرفة، و قد تمّ تغيير ملابسي بالفعل.”
“آه، صحيح. كنتِ ترتدين ملابس مشابهة لي…”
نظرتُ إلى الأسفل دونَ تفكير و توقّفتُ عن التفكير.
كنتُ أرتدي ملابس عاديّة و بسيطة بوضوح.
فلماذا…
‘لماذا أرتدي مثل هذه الملابس المزعجة…؟’
لم يكن فستانًا مثل مينا.
لكن الزي الأبيض الناصع لم يكن مناسبًا لهذا المكان.
‘مَـنْ يرتدي الأبيض في مثل هذا المكان المليء بالغبار؟ هذا جنون…’
لم يقتصر الأمر على تغيير الملابس.
‘على الرّغمِ من أنّني تعرّقتُ كثيرًا، جسدي نظيف و منتعش. و رائحته جميلة أيضًا.’
حتّى أنّهم قاموا بغسلي و أنا نائمة.
بفضلِ ذلك، أصبح من الواضح مَـنْ فعـلَ هذا.
‘ليس روين أو إسمير. لم يبدوا مهتمّين بالنظافة. إذًا، يجب أن تكون تلكَ المرأة مصّاصة الدماء.’
لم أرَ وجهها، لكنّها بالتأكيد أنثى.
ليس فقط بسببِ شعرها الطويل، بل عند التفكير الآن، بدا أنّها كانت ترتدي شيئًا يشبه الفستان.
‘كلّهم مجانين بوضوح…’
تنهّدتُ بتردّد.
تحدّثت مينا إليّ بحذر أكبر:
“ليلي، هل رأيتِ أيّ شخصٍ آخر غير روين؟”
فكّرتُ في إسمير عند سؤال مينا.
‘حسنًا، اسمير بالفعل شخص آخر…’
المشكلة هي أنّ مينا لم تكن حاضرة عندما تلاعب روين بذاكرتي.
‘إذا تحدّثتُ بطيش، قد يسبّب ذلكَ مشكلة عندما أقابل روين لاحقًا.’
يبدو أنّه من الأفضل التحدّث بشكلٍ غامض الآن.
“سمعتُ صوت لاس و أنا أصعد إلى الطابق الثاني.”
“فقط صوت؟ ألم تلتقِ بـه؟”
“نعم.”
لم أذكر عمدًا أنّها كانت صرخة يائسة.
كما شعرتُ بالارتياح لرؤية مينا، هي أيضًا كانت مثلي. لم أرد إخافتها بكلام غير ضروري، فذلك سيكون مزعجًا لكلينا.
لحسن الحظ، عضّت مينا شفتيها فقط و لم تسأل المزيد.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 27"