يبدو أنّه نسـيَ أنّه لعـقَ تلكَ اليـد المتّسخة بشهيّة كبيرة.
‘يتصنّع الاهتمام بالنّظافة رغمَ أنّه لا يملك أيّ مفهوم لها.’
بالطّبع، كنتُ أفكّر بهذه الطّريقة في داخلي، لكنّني من الخارج أظرهت ابتسامة على وجهي.
لكن هذه المرّة أيضًا، بسبب درجة الإعجاب، سحبتُ يدي بلطف و قلتُ بخجل:
“أمم، إذا اقتربَ وجهكَ كثيرًا، سأشعر بالخجل.”
كان ذلكَ يعني بوضوح أنّني أدرك وجود روين.
لاحظَ روين ذلكَ فضحكَ ضحكـة خفيفـة.
يبدو أنّ الجوّ اللّطيف بيننا كان يزعج أسمير حقًّا.
“سأنظر أنا!”
تدخّل فجأة، ثمّ أمسك بخدّي.
ثمّ، بعيونٍ مفتوحة على وسعها، حدّق في وجهي بشدّة.
[اسمير يريد تحويلكِ إلى ‘كباب’]
تلكَ النافذة اللّعينة ظهرت……
مجرّد رؤيتها تجعلني أشعر بالدّوار.
هل كان روين ذلكَ الوغد يفكّر في شيء مشابه عندما كان يدفعني إلى الموت؟
ثمّ خطرَ ببالي سؤال مفاجئ.
لماذا، رغمَ أنّهما هدفان للاستراتيجيّة نفسها، لا أرى أفكار روين الدّاخليّة بينما أرى اسمير؟
‘هل هذا هو الفرق بين الوحش الرئيسي و الوحش العاديّ؟’
لكن التفكير لن يُجدي، لذا تجاهلتُ الأمر سريعًا.
‘على أيّ حال، يجب أن أتعامل مع عداء أسمير أوّلًا……’
“افتحي عينيكِ أكثر.”
بعد كلام اسمير الحادّ، فتحتُهما أكثر.
و استغللتُ الفرصة لأفكّر بهدوء أكبر.
‘أوّلًا، هذا الرّجل يهتمّ بروين حقًّـا.’
في كلّ مرّة يغضب ، أو يهدأ ، يكون الأمر مرتبطًا بروين ارتباطًا عميقًا.
‘روين يعرف ذلك، لذلك أخبرني أن أقدّم القلادة له.’
لا أعرف لماذا توجد قلادة كهذه أصلًا.
‘و أنّه يكره اهتمام روين بي……’
ربّما يكون الأمر أسهل ممّا أفكّر.
أمسكتُ يـد إسمير الموضوعة على خدّي و قلتُ:
“الآن أصبحتُ بخير. شكرًا، ميـر. و شكرًا لكَ أيضًا على قلقكَ ، روين. حقًّـا ، كلاكما متشابهان في اللّطف.”
ارتجف إسمير.
يبدو أنّه تفاعل مع كلام “أنـتما متشابهان”
عندما رأيتُ عينيه الحادّتين تهدآن قليلًا، علمتُ أنّه سعيد.
واصلتُ الكلام:
“روين محظوظ. لديه أخ صغير طيّب هكذا. و علاقتكما جيّدة جدًّا. يقولون إنّ الإخوة عادة يتشاجرون كثيرًا.”
ارتجف إسمير مرّةً أخرى.
يبدو أنّه تفاعل مع “علاقتكما جيّدة جدًّا”.
عندما رأيتُ شفتيه ترتجفان، علمتُ أنّه سعيد أكثر.
واصلتُ الكلام مرّةً تلوى الأخرى:
“لكن…… أشعر دائمًا أنّني أسرق روين، لذا أنا آسفة قليلًا. أنا بخير يا روين لذا عليكَ الإهتمام بمير أيضًا.”
هـزّ إسمير رأسه بسرعة.
ابتسمَ روين فقط، لكنّ مظهره كان يقول “قولي المزيد”، فشعرتُ ببعض الإحراج، لكنّني قلتُ بثقـة:
“ص، صحيح. الآن عند التّفكير في الأمر، أخوك الصّغير الجميل و الطّيّب كان يبكي وحده في مكان مظلم، أليس كذلك؟ حتّى لو بـدا بخير، لا بدّ أنّـه كان خائفًا. بما أنّ الأخ الكبير قد أتى، ماذا لو عانقته بقوّة مرّة واحدة ليطمئن؟”
غطّى إسمير فمـه و نظر إلى روين بعيونٍ مليئة بالتّوقّع.
لكن لوين كان يحدّق في وجهي فقط، فابتسمتُ و قلتُ:
“ما الأمر، روين؟ هل قلتُ شيئًا غريبًا؟”
“……حسنًا. يبدو أنّ ليرلي ليست ذكيّة جدًّا.”
ما هذا. لماذا يبدأ مشكلة فجأة.
لكنّ تعبيره كان غامضًا جدًّا، فابتسمتُ فقط.
ثمّ ضحك روين ضحكة خفيفة و مـدّ لي الشّمعدان.
أخذته دونَ تفكير، ثمّ دار جسده ببطء.
كان أسمير الواقف بجانبي يبدو و كأنّه سيهزّ أذنيه و ذيله بقوّة لو كان يتملكهم.
تمتمتُ دونَ قصد:
“يبدو مثل كلب……”
“……ماذا؟”
“مير يشبه الجرو.”
“آه، هذا ما تقصدينه . نعم، ربّما. هيا، ميـر. لقد كنتَ خائفًا جدًّا، أليس كذلك؟ كنتَ وحيدًا في مكان كهذا.”
“نعم؟ وحيد…… لكنّني لم أخـف أبدًا!”
من ردّ إسمير المتوتر، أدركتُ فورًا.
‘هذا الوغد لم يكـن وحيدًا.’
هل كان مع مصاصي دماء آخرين؟
أم، ربّما، هل أمسك إسمير بِـ لاس.
فجأة تذكّرتُ الآلة الحديديّة المليئة بشيء لزجّ، و رائحة الدّم الغريبة في الغرفة.
“…..”
آه، لا، لن يكون. لم تكن هناك جثّة، ف لذلك لاس بخير.
ربّمـا.
نظرتُ بعيون ضبابيّة إلى روين و أسمير الذين يتعانقان كما لو أنّهما في مسرحيّة، ثمّ أدرتُ نظري.
مددتُ الشّمعدان أمامي و نظرتُ حولي، لكن لم يظهر شيء مميّز.
التعليقات لهذا الفصل " 25"