شعرتُ بالبرودة عبر ملابسي، فانتفضتُ، وعندما أدركتُ أنّها يـد أسمير، انتفضتُ أكثر.
” أخي روين متعب، لذا سأحملكِ بنفسي. لا بأس بذلك أليس كذلك؟”
“هاه؟ لا، أنا… آه!”
لم ينتظر أسمير إجابتي، بل رفعني فجأة.
صرختُ بمجرّد أن طار جسدي في الهواء، و تشبّثتُ برقبتـه بعفويّة.
لم يكن لذلك أيّ معنى خاصّ.
لكن لماذا…
‘نية أسمير القاتلة هدأت تمامًا.’
‘نجحتِ في تحقيق الشّروط لتفعيل مسار الإستراتيجيّة لأسمير.’
‘أصبح بإمكانكِ رؤية نافذة حالة الهدف.’
[ [مختوم] مليئة بالبيب، الجزّار، صيّاد البشر ‘أسمير’
يعتبركِ ‘وجبة خفيفة لروينفيرات’.]
[[♡] المودّة: 2
—ترتفع عبر الحوار و الخيارات.
—إذا كانت المودّة أعلى من الإعجاب بـ10 أو أكثر لمدة ساعات، يتمّ الانتقال إلى مسار ‘النّهاية 19—فتاة الجميع’.
[♥] الإعجاب: 10
—يرتفع عبر الحوار و التّلامس الجسديّ.
—إذا أصبح الإعجاب أعلى من المودّة بـ50 أو أكثر، يتمّ تفعيل مسار الصّداقة. ]
لماذا… يظهر هذا الآن و يُسبّب الفوضى؟
أردتُ حقًا أن أفتّش عقل أسمير.
تنهّـد روين و هو ينظر إليّ وإلى أسمير بالتّناوب.
“مير، ليلي تشعر بالإزعاج. أنزلها…”
“لا، لا! لستُ منزعجة إطلاقًا! شكرًا، مير. روين يبدو متعبًا جدًا، لذا كنتُ سأمشي على قدميّ على أيّ حال. لكنّني خائفة حقًا…”
الإعجاب. يجب أن أرفع مستوى الإعجاب.
يجب أن أصل إلى مسار الصّداقة بأيّ وسيلة.
‘ ‘فتاة الجميع’ ما هذا؟ أعتقد أنّني أعرف، لكنّني لا أريد أن أعرف! ‘
عند كلامي اليائس و المحزن، ضحكَ روين و مـدّ ذراعه.
رأيتُ يـده تتّجه نحو رأسي بشكلٍ طبيعيّ، فتصلّبتُ دون قصد.
بالطّبع تجمّدت بسببِ أمر الإعجاب، لكن يـد لوين لم تلمس رأسي.
لمـاذا؟
“مير… ماذا تفعل؟”
لأنّ أسمير أسرع و وضع رأسـه مكاني.
“ليلي ثقيلة جدًا، لهذا مال رأسي إلى الأسفل.”
و استخدمني كذريعة.
‘إذا كنتُ ثقيلة ، كان على ذراعيكَ أن تسقطا لأسفل ، لا رأسكَ….’
كان كلامًا سخيفًا، لكنّه ساعدني في النّهاية.
ضحكَ روين كما لو أنّه لا خيار آخر و مسحَ شعر أسمير فقط.
“بالمناسبة، الطّريق ضيّـق، لذا من الأفضل أن نمـرّ واحدًا تلو الآخر، لكن لدينا شمعدان واحد فقط، و هذا محيّـر.”
صحيح، هناك هذه المشكلة أيضًا.
قد لا يهتمّ روين أو أسمير بهذا الأمر، لكن بالنّسبةِ لي، بدون ضوء، سأشعر و كأنّني محبوسة في الظّلام.
‘لكن لا يمكنني أن أقول لروين إنّني سأحمل الشّمعة بينما هو مـنْ سيذهي بمفرده…’
ليس لأنّني أشعر بالأسف، بل بسببِ خوفي من أن يغضب و يؤذيني.
نظرَ أسمير إليّ و إلى روين بالتّناوب و قال بهدوء:
“خذها أنـتَ ، أخي . أنا أرى جيّدًا في الظّلام ، فلا أحتاجها .و على أيّ حال ، لديّ هذه الحمولة المزعجة ، لذا لا أستطيع حملها.”
حملنـي دونَ إذني و الآن يدعوني علنًا بالحمولة المزعجة.
“للحمولة يـدان أيضًا…”
عندما رددتُ بابتسامة محرجة، سخرَ أسمير دون ردّ.
هذه المرّة، نظرَ روين إليّ و إلى أسمير بالتّناوب و ضحكَ بهدوء.
هل هذا مضحك؟
حسنًا، ربّما…
“إذًا سأذهب أوّلًا. كـنْ حذرًا ، ميـر. و أنـتِ أيضًا ، ليلي، لا تتوتري كثيرًا.”
“نعم، أخي!”
“…احذر أنـتَ أيضًا، روين. لا تُصَـب.”
استبدلَ روين الإجابة بابتسامة مثاليّة و بدأ بالمشي.
ثمّ بـدأ بعبور الفخّ بهدوء تامّ.
بالطّبع، ابتعدت الشّمعة تدريجيًا، و أصبح الضّوء خافتًا لدرجة أنّني بالكاد أرى الأشكال بضوء القمر.
قال أسمير بنبرةٍ حادّة بينما أنا متوترة تمامًا:
“عندما يصل أخي، سنبدأ بالمشي. إذا لم تريدي السّقوط، فتمسّكي جيّدًا.”
‘حسنًا، يجب أن أرفع الإعجاب بأيّ حال.’
شددتُ ذراعيّ و أجبـتُ بابتسامة بلا روح:
“نعم، فهمـتُ.”
“و عندما قلتُ إنّـكِ ثقيلـة، كنتُ جـادًّا. ماذا عن خسارة بعض الوزن؟”
‘على أيّ حال، هذا ليس جسدي الحقيقيّ، لذلك لا يهـمّ.’
أجبـتُ مرّةً أخرى بابتسامة بلا روح:
“نعم، فهمـتُ.”
” ولو لم يكن روين موجودًا، لما اهتممتُ بشخصٍ مثلكِ، لذا لا تتظاهري بالـودّ.”
‘لا أنوي التّظاهر بالودّ، و أتمنّى ألّا تهتمّ بي حتّى لو كان روين موجودًا.’
أجبتُ داخليًا، لكن خارجيًا قلتُ بابتسامة بلا روح:
“نعم، فهمـتُ.”
“…..؟”
“بالمناسبة، ميـر، إلى أين وصلَ روين؟ لا أرى شيئًا.”
تغيّرت نظراتـه، الذي كانت متوقّفة عليّ للحظة بسبب إجاباتي المطيعة، إلى الأمام.
“لقد وصلَ أخي. إنّـه… يلـوّح بيـده! يطلب منّا أن نأتي بسرعة!”
رفرفت شفتاه، ثمّ مـدّ أسمير قدمـه بسرعة.
كان الأوّل الجزء العلويّ الأيمن. تذكّرتُ ذلك وأنا أنظر إلى الأسفل، ثمّ صدمتُ.
لأنّ قدم أسمير اتّجهت إلى الجزء السّفليّ الأيمن.
“آه! مير، قدمـكَ! قدمـكَ!”
“آه.”
صرختُ بفزع و أنا أخنق رقبتـه ، فتراجعَ أسمير اللّعين خطوةً إلى الوراء و هو يصدر صوتًا قصيرًا.
في نفسِ الوقت تقريبًا، برزت الأشواك فجأة.
لو تأخّرتُ قليلًا، لاخترقت معدتي.
حسنا ، و كيف عرفتُ ذلك؟
[ليلي تجنّبت نهاية [‘أصبحت كبابًا…’] ]
هكذا عرفـتُ.
صرير، صرير.
صعدت الأشواك و هبطـت.
نظرتُ إلى أسمير بذهول، فبـدا محرجًا و كأنّه يشعر بالحرج.
“خطأ، لقد كان خطأ.”
“في العالم، هناك أخطاء لا يمكن ارتكابها إلّا مرّة واحدة…”
“مـاذا؟ لمـاذا؟”
“لأنّـكَ تموت بعدها…”
“…يا إلهي، ليلي. ادفني وجهكِ في صدري.”
“هاه؟ لمـاذا…؟”
“أنـتِ خائفة جدًا، لذا كلّما انتفضتِ، أنتفض أنا أيضًا. أغلقي عينيكِ أو غطّيهما، سيكون ذلكَ أسهل. أريد الذّهاب إلى روين بسرعة، هيّا.”
أتساءل إن كان يمكنني الوثوق بـه، لكن كلامـه عن الذّهاب إلى روين بسرعة بـدا صادقًا.
‘حتّى الآن، كان قد ركـضَ بشكلٍ متحمّسً لأنّ روين لـوّح بيـده و هذا ما جعله يخطئ…’
من المؤكّد أنّـه يحاول إلغاء تفعيل الفـخّ و العبور بسرعة.
بدلًا من الجدال، وضعتُ جبهتي على صدر أسمير مباشرةً.
حاولتُ جاهدةً تجنّب النّظر إلى القلادة الملعونة المعلّقة على رقبتـه
تقدّم أسمير في الممرّ بسرعة.
استمرّت الأشواك في الظّهور من الجانبين، لكن على الأقلّ، في هذا المسار المستقيم، يجب أن تكون الأشواك متوقّفة.
‘سرعته في المشي مذهلة…’
لم يتوقّف للحظة، فلم يكن من الممكن ألّا ألاحـظ.
بعد قليل، توقّفت خطوات أسمير و ناداني روين:
“ليلي، الآن لا بأس. لقد عبرنـا بأمـان ، فاطمئنّي.”
“آه. شكرًا، ميـر. كنتُ ثقيلة جدًا، أليس كذلك؟”
خرجتُ من حضن أسمير بشكل طبيعيّ و قلتُ.
كانت مجرّد تحيّة عابرة، لكنّ أسمير ردّ بوقاحة:
“إذا كنـتِ تعلمين ذلك ، فعليكِ خسارة بعض الوزن.”
“آه. عندما أخرج من هنا و أعود إلى البيت، سأبدأ بالقيام بالتّمارين.”
“هل ستتمكّنين من ذلك؟”
“هاه؟ ماذا قلـت؟ أنا… بسبب أصوات الصرير، أسمع طنينًا في أذنيّ…”
بالطّبع، هذا كـذب.
‘التّظاهر بعدم السّماع أصبح سهلًا الآن.’
نظرَ أسمير إليّ بعيونٍ ضيّقـة و قال “هذا يكفي” ببرود.
ضحكتُ بإحراج و همستُ لروين:
“روين، هل أنا حقًا سمينة؟”
هذا ليس ما يُقال في مثل هذا الموقف، لكنّه تصرّف مدروس.
‘ربّما أنا مخطئة، لكن يبدو أنّهم يقلّلون من حذرهم عندما أتصرّف بغباء.’
عند مقارنة ما حدثَ في القبو و غرفة التّعذيب، كان الجواب واضحًا.
‘في القبو، كانوا يحاولون استكشافي، لكن هذه المرّة لم يفعلوا.’
عندما وضعتُ تعبيرًا خجولًا، ضحكَ روين بخفّـة.
ثمّ انحنى و همسَ بنفس الطّريقة التي همستُ بها:
“أعتقد أنّـكِ مثاليّة الآن. لكن مير يحـبّ النّحيفات.”
“آه…”
ليس النّحيفات… بل هو يحـبّ من هـنّ بلا لحـم….
‘حسنًا، أنا أيضًا أفضّل الدّجاج او اللّحم الذي يكون فيه عظم في طعامي، لذا هذا ممكن.’
لا يجب أن أتفاجأ بكلّ شيء.
كرّرتُ ما فكّـرتُ بـه في الممرّ و ابتسمتُ ببراءة.
التعليقات لهذا الفصل " 24"