“لا، ليست المسألة أنّني غير مرتاحة أو أكره ذلك. ليس هذا…”
تردّدتُ قليلًا.
لم أجـد عذرًا على الفور.
‘إذا قلتُ إنّه يبدو أنّه يكرهني، من المرجّح أن يقول روين إنّ ذلكَ مستحيل.’
لكن الاستمرار في التحرّك معًا دونَ حـلّ أيّ شيء أمر خطيرًا حقًا.
لم يستعجل روين ردّي، بل اكتفى بالنظر إليّ بهدوء.
‘…بما أنّ الأمر وصلَ إلى هذا، لماذا لا أتّهمـه بأنّه مشبوه؟’
منذُ البداية، تصرّفَ أسمير بطريقةٍ غريبة كثيرًا.
و كما فكّرتُ سابقًا، كان من الغريب وجوده في هذه القلعة.
‘مهما تظاهرتُ بالغباء، إذا تصرّفتُ ببلاهة زائدة، سيشتبه روين أيضًا.’
بعد أن اتّخذتُ قراري، وقفتُ على أطراف أصابعي و همستُ:
“ألا تعتقد أنّ هذا الشخص مشبوه بعض الشيء؟”
خفّضتُ صوتي قدر الإمكان، لكن لا شكّ أنّ أسمير سمعه.
كيف عرفتُ؟
[‘أسمير’ يريد أن ‘[بيب—]’ بكِ. ]
…لم أكن أريد أن أعرف.
شعرتُ بمؤخّرة رأسي تؤلمني مجدّدًا، لكنّني تظاهرتُ بالجهل.
نيّـة قتل أسمير كانت مكتملة بالفعل. لا فائدة من محاولتي كسب وده.
نظرَ روين، الذي لم يتوقّع مني قول هذا، و حرّك حاجبيه قليلًا.
“مشبوه؟ من أيّ جانب؟”
“أنـتَ رأيتَ ذلك، أليس كذلك؟ الحرق على يده. أليس غريبًا؟ عندما دخلنا القلعة، كانت كلّ الشموع مطفأة، فكيف أُصيب؟”
“آه، هذا صحيح.”
“و كان يبكي بحزن شديد، ثمّ فجأة قال إنّه يبحث عن رفاقه و يريد مرافقتنا. هذا غريب أيضًا. و الأهم…”
“و الأهم؟”
“يبدو أنّه مهتمّ بـكَ كثيرًا.”
“…ماذا؟”
استرخت تعابير روين، التي كانت جادّة.
ضربتُ صدري كما لو كنتُ محبطة و تابعتُ:
“ألم تسمع صوت تذمّره؟ و كلّما كنتَ لطيفًا معي، ينظر إليّ بوجه غاضب.”
“آه.”
“لا شكّ في ذلك. هذا الشخص يخطّط لشيء سيء تجاهكَ. قال إنّ لديه رفاقًا، أليس كذلك؟ ربّما هم من حبسنا في القلعة. عند التّفكير في الأمر، فإنّ إغلاق الأبواب و إضاءة الأنوار فجأةً كان غريبًا أيضًا.”
“همم…”
“ربّما تلكَ الأيدي التي برزت من الأرض قبل قليل كانت جزءًا من خدعة غريبة قام بها…”
أصبح تعبير روين غامضًا، يبدو كأنّه يبتسم وفي الوقت ذاته لا.
بينما كنتُ أظهر تعبيرًا جادًا و قلقًا للغاية.
بالطبع، داخليًا، كنتُ راضية جدًا بردّ فعل روين المتفاجئ.
‘بهذا، سأبدو كفتاة منجذبة إليه و لكنّها غبيّة إلى حدٍّ ما، أليس كذلك؟’
ضحكَ روين بهدوء و هو يرمش ببطء.
ثمّ أمال رأسه قليلًا وقال:
“لا أعرف إن كنتِ سريعة البديهة أم لا، ليلي.”
“أنا سريعة إلى حدٍّ ما.”
“…حسنًا، لا بأس. أنا أفضّل الإنسان الغبيّ، البريء، و الخائف على الشّخص الذكيّ.”
إنسان غبـيّ، بـريء، و خـائف.
حاولتُ أن أبدو كذلك، لكن… ما هذا الشعور الفاتر؟
لكن تأمّلي لم يدم طويلًا.
اقترب روين، أخفض رأسه حتّى شعرتُ بأنفاسه.
“…..!”
ابتلعتُ أنفاسي بشكل لا إراديّ، تجمّدت، و نظرتُ إليه بعيونٍ متسعة.
في اللّحظة التي ضحكَ فيها وهو يرمش، تحوّلت حدقتاه إلى شقّين طويلين.
‘هل ينوي، في هذا الموقف، أن يتغذّى على دمي؟!’
في لحظة من الخوف بينما كنتُ غير متأكّدة أيّ جزء منّي سيُمزّق، ظهرت نافذة أمامي:
[ أصبتِ بحالة غير طبيعيّة ‘التلاعب بالذاكرة’ (الهدف: أنتِ)
—عدد الأشخاص الذين دخلوا معًا: 9 (سيغ، جين، ريد، لاس، روين، ليلي، ماريان، مينا، ميـر)
—مير و روين أخوان غير متشابهين
—في الطّابق الأوّل، عندما قال جين و ريد إنّ مير و روين لا يتشابهان، غضبَ ميـر
—ليلي، روين، و ميـر وصلوا للتو إلى غرفة التعذيب
—كلّ ما حدثَ داخل غرفة التعذيب قبل ذلك سيُنسى ]
كان المحتوى مشابهًا لما رأيته في الشّرفة، لكن أكثر تفصيلًا.
‘التلاعب بالذاكرة…’
يبدو أنّ روين يريد منّي ألّا أشكّ في أسمير.
لو كان الأمر كذلك، لماذا لم يمثّل بشكلٍ أفضل من البداية؟
‘بالمناسبة، أخوان؟ هذا أسوأ من خداع سيغ و التّظاهر بأنّه صديق.’
لكن عندما أصبتُ بالسّحر سابقًا، كان جسدي فقط خارجَ السيطرة، بينما كان ذهني سليمًا.
و علاوةً على ذلك، كنتُ أرى نوافذ النظام، لذا لم يكن له أيّ تأثير.
‘من الأساس، كان أسمير معنا منذُ دخول القلعة، فما الحاجة إلى التلاعب بالذاكرة الآن؟’
لا أفهم ما يفكّر فيه. و لا أريد أن أعرف.
على أيّ حال، يجب أن أتفحّص المكان و أخرج بسرعة.
غرفة تعذيب؟ هذه الكلمات لوحدها تجعلني أكرهها.
‘كلمة لم يكن يجب أن تكون مرتبطة بي أبدًا… مهلاً؟’
ما هـذا؟ أشعر أنّني فكّرتُ بنفسِ الشيء قبل قليل.
روين الذي عادت حدقتاه إلى طبيعتها، ابتسم بلطف.
“إذن، دعينا نفحص هذا المكان بعناية قبل الذهاب إلى مكان آخر. حتّى في القبو، جمعنا شموعًا و شمعدانات، و ها هي تفيدنا. أليس كذلك، مـير؟”
“نعم!”
ردّ أسمير ببراءة على كلام روين.
شعرتُ بلحظة شكّ غريبة.
‘أسمير لم يكن معنا في القبو.’
مهلاً، متى انفصلنا و متى التقينا مجدّدًا؟
كما لو أنّ حجرًا أُلقي في بركة هادئة، تقلّب ذهني بعد موجة صغيرة.
[ بفضلِ القوّة العقليّة الناتجة عن غريزة البقاء القويّة، تـمّ إلغـاء حالة ‘التلاعب بالذاكرة’. ]
“…ماذا؟”
“ما الخطب؟ هل هناك شيء غريب؟ أم أنّ وجه ميـر غريب؟”
“ماذا؟ وجهي غريب؟! لا يمكن أن يكون كذلك. لقد تأكّدتُ جيّدًا… آه، على أيّ حال، الغريب لستُ أنا، بل، ليلي؟ كيف يمكن أن يبدو وجهي غريبًا؟”
[ ‘أسمير’ يريد أن ‘[بيب—]’ بكِ. ]
“……”
تمتمَ أسمير بوجه متجهّم.
تصلّبَ جسدي. ليس بسببِ كلمة الذبح، رغم أنّها كانت واضحة على الرّغمِ من [بيب—].
‘ما الذي حدثَ للتو…؟’
كان ذهني في حالة فوضى، و شعرتُ بقشعريرة مفاجئة.
حتّى و أنا أرى نافذة النظام الغير طبيعيّة، لم أدرك ما الخطأ.
لقد التقينا بأسمير لأوّل مرّة في غرفة التعذيب هذه.
و مع ذلك، كانت ذكرى أنّه كان معنا منذُ دخول القلعة محفورة في ذهني.
ليس هذا فقط.
‘حقًا، تـمّ خلق ذكريات…’
كما ظهرَ في نافذة النظام، تصوّرتُ بوضوح مشهدًا يضحك فيه جين و ريد على أنّ ميـر و روين لا يتشابهان.
ومع ذلك، لم أشكّ في ذلكَ أبدًا.
‘التلاعب بالذاكرة مخيف حقًا. لا عجب أنّ الجميع خُدع في اللعبة.’
نظرتُ بحذر إلى روين، الذي كان لا يزال يبتسم بلطف، لكن ظهري شعرَ بالبرودة.
ارتعدتُ من فكرة أنّني كنتُ أعتبره لطيفًا و ودودًا و أنّني كنتُ أرتاح له و لو قليلًا.
‘أنا على قيدِ الحياة الآن فقط بسبب نزوة روين.’
لو أراد روين، لاستطاع، كما فعل للتو، أن يعبث بذكرياتي كما يشاء، أو يتحكّم بي حسبَ رغبته.
‘ملك الوحوش الذين يشربون الدماء و يأكلون اللحم.’
يبدو أنّني قلّلتُ من وطأة هذه الكلمات كثيرًا.
بينما كنتُ لا أزال في حالة ذهول، عبسَ روين.
“لقد صُدمت مجدّدًا. هل أنتِ مريضة؟”
“لا، لا. فقط…”
“كما قلتُ من قبل، لا تجهدي نفسكِ كثيرًا، ليلي. يمكنكِ أن تكوني ضعيفة معي بقدر ما تريدين. مفهوم؟”
على الرّغمِ من أنّه يعرف أنّ هناك شيئًا غريبًا، لم يُظهر أيّ شكّ.
يبدو أنّه لا يفكّر مطلقًا أنّ قدرته قد لا تعمل عليّ.
‘حسنًا، هذا منطقيّ. حتّى أنا أُصبتُ بها رغمَ علمي بها…’
شعرتُ بالقشعريرة مجدّدًا عند التّفكير في ذلك.
أومأتُ برأسي عدّة مرات، ثمّ استدرتُ إلى أسمير، الذي كان يقف بشكلٍ متذمّر.
روين و أسمير لا يعلمان أنّ التلاعب بالذاكرة قد أُلغـي.
لذا، يجب أن أعامله كـأخ لـصديق.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات