في النهاية، يُنهي سيغ حياته بنفسهٌ تحتَ وطأة شعوره بالذّنب لجذبه أصدقاءه إلى هذا المصير.
ظهرَ في اللعبة: [سيغ أصبحَ “كتلة صامتة—”]، فأُطلقَ عليه وعلى ليلي لقب “ثنائي اللّحم” معًا.
‘…لماذا أفكّر دائمًا في هذه الأمور السخيفة؟ سأجنّ حقًا!’
كان يجبُ أن أهرب، سواء أصبحتُ ميّةً أو حيّة!
في النهاية، سيموت هو، و أموت أنا، ويموت الجميع!
بينما كنتُ أرتجف باستمرار، تحدث إليّ روين مجدّدًا.
“ما رأيكِ، ليلي؟”
“الوضعُ سيئ…”
“……ماذا؟ ماذا قلتِ؟”
“أقصد، الطّريق هناك. الذي يؤدي إلى الداخل. لكنه مظلم جدًا، لا أرى جيدًا…”
كدتُ أتسبّب في كارثة.
عندما أصلحتُ كلامي الذي تفوهتُ به دونَ وعي، أومأ روين برأسه وقال: “صحيح”.
بعد ذلكَ مباشرةً، بدأ الأصدقاء الذين كانوا يتحدثون يُظهرون قلقهم.
“يا أصدقاء، ألا تظنّون أن المكان يزداد ظلامًا؟”
“ربّما تكون الغيوم قد تجمّعت في السّماء. الطقس كان غائمًا اليوم، أليس كذلك؟”
“حتى لو كان كذلك… الشّعور سيئ حقًا. هيا نخرج الآن”.
“نعم، لنخرج! إذا تأخّرنا أكثر، سيشعر آبائنا في القلق!”
كانت مينا و ماريان و لاس الأكثر خوفًا.
أنا أيضًا شعرتُ بأن الرؤية تصبحُ أكثر ضبابية.
…إذا أُغلقَ الباب هنا، لن أعرف حتى لو ماتَ أحدهم بجواري.
“……”
كنت أشعر بضيقِ تنفس، لأن هذا يعني أن موتي يقترب.
واصلتُ إجبار نفسي على النّظر إلى الأمام بدلًا من الباب، مع توتّـرٍ شديد.
كان روين يتظاهرُ بأنه يستمع إلى الأصدقاء، بينما ظلَّ يراقبني.
‘لماذا يحدّقُ بي هذا الشيطان؟’
بهذه الطريقة، حتى لو حاولتُ التّسلل إلى الباب مجددًا، سيمسكُ بي مرّةً أخرى.
لا، لا، بل قد أقع في الفخِّ مباشرةً وأموت.
‘…لا بأس، لا بأس. لن أموت قبل أن يُغلق الباب. على الأرجح…’
لأحاولَ إطالة الوقت قدر الإمكان.
في تلكَ اللّحظة.
بام!
“آآآه!”
“ما هذا؟ ما الذي يحدث؟!”
مع صوتٍ هائل كأنّ صاعقة ضربت، غمر الظلام المكان.
انفجرت صرخات مدوية من كل جانب. كنتُ مصدومةً مثل الآخرين.
تجمدتُ، عاجزة عن التنفس، وشعرتُ بجسدي يبرد.
“ما هذا؟ ما الذي حدثَ فجأة؟!”
“الباب… أُغلقَ لوحده!”
“يا له من هراء! ربّما بسببِ الرّياح. انتظروا، سأحاول فتحه”.
بينما كانت الأصوات المذعورة تختلط، علا صوت سيغ الشجاع، مما أثارني.
استعدتُ وعيي أخيرًا، وتنفستُ بعمق وأنا أعضّ شفتيّ.
الأحداث تغيرت. لم يقترب أحدٌ من الباب، لكنه أُغلق!
‘…هل أغلقه روين عمدًا لأنني حاولتُ الهرب؟’
يا له من شخصٍ خبيث و شرّير.
كما هو متوقع من شخصٍ جعل القلعة مظلمة عمدًا لإثارةٌ الرعب.
في الواقع، الخلفية الرئيسية للعبة “القلعة الملطخة بالدماء” كانت ظلامًا كثيفًا لا يُرى فيه شيء، مثل الآن.
كما هو معتادٌ في ألعاب هذا النوع، كان ذلكَ لخلق الضغط النفسي والخوف.
في اللعبة، تصبحَ الشاشة سوداء، ثم يُخرج روين عود ثقاب.
وموت ليلي تحتَ الفخّ يحدث بعد ذلكَ مباشرةً.
“……”
كنتُ أتصبّبُ عرقًا باردًا. رفعتُ رأسي ، لكنّني لم أرَ شيئًا.
بينما كنتُ أعضّ شفتيّ بتوتر، قال سيغ:
“آه، لا أرى شيئًا على الإطلاق”.
“ا، احذر، لا تلمس شيئًا غريبًا…”
تمتمت ماريان بصوتٍ مرتجف.
“لا تقلقي، أعتقد أنني وصلتُ تقريبًا. هنا، أليس كذلك؟”
…لا يمكنني الاستمرار هكذا. يجب أن أبقى بجانبِ أحدهم، أيًّا كان.
‘بالتأكيد لن يقتل شخصين دفعةً واحدة، أليس كذلك؟’
لوّحتُ بذراعيّ بسرعة كما لو كنتُ أبحث عن الضوء.
“آه، وجدتُه. أين…”
في اللّحظة التي أمسكَ فيها سيغ بمقبض الباب، أمسكتُ أنا بذراع أحدهم.
تشبثتُ به بقوة كأنني لن أتركه أبدًا.
“هل أنتِ خائفة، ليلي؟ لا بأس، سيكون كل شيء على ما يرام. لا تقلقي”.
شعرتُ ببرودة مفاجئة، تتسلّل صوت هادئ إلى أذني.
كان روين.
“……!”
كدتُ أصرخُ من الصّدمة.
صحيح أن روين كان قريبًا، لكن كان هناكَ آخرون أيضًا. ومع ذلك، أمسكتُ به هو بالذّات!
“حسنًا، سأفتحه!”
لكن سيغ بدأ بالفعل بسحبِ الباب بقوة. لم أستطع التخلي عنه الآن.
‘لنفكر بشكلٍ إيجابيّ… لن يُسقط فخًا على نفسه، أليس كذلك؟’
كبحتُ خوفي الغريزي، و تنفستُ بصعوبة وأومأتُ برأسي.
في هذهِ الأثناء، قال سيغ، الذي كان يحاول جاهدًا فتحَ الباب، بحيرة:
“ما هذا؟ لماذا لا يُفتح؟”
كان سيغ الأقوى بيننا جسديًا. إذا كان يحلم بأن يصبح فارسًا، فلا بد أنه قويّ.
لكن حتى قوته لم تفتح الباب، فذُهل الجميع.
“لا، لا تفعل هذا، سيغ. توقّف عن المزاح و افتح الباب، من فضلك!”
“أنا لا أمزح! أقسم أنه لا يُفتح!”
“آه، لقد قلتُ أنّني لا أريدُ القدوم إلى هنا!”
“ليس وقتَ الغضب الآن، ماريان. ربّما الباب صدئ. هيا، دعونا نحاول فتحه معًا…”
بينما كان جين يحاول تهدئة ماريان التي كانت تصرخ بهستيريا، حدثَ شيء.
فجأةً ، أضاءَ المكان من الخلف. التفت الجميع، بما فيهم أنا المتشبثة بروين، إلى هناك.
رأينا ضوءًا. شمعة قديمة جدًا معلقة على الحائط كانت تشتعل.
‘هذا أيضًا مختلفٌ عن اللعبة…’
نظرتُ إلى جانبي دونَ وعي. لم يكن روين قد أخرج عود ثقاب.
كان الظّلام مخيفًا، لكن الضوء المفاجئ جعلنا نشعر برعبٍ أكبر.
“لماذا… لماذا تشتعل الشمعة فجأة؟!”
“هيا، لنكسر الباب معًا. بسرعة!”
“اللعنة!”
الأصدقاء، الذين كانوا يمزحون و يضحكون قبل قليل، بدأوا يدفعون الباب بأجسادهم.
أردتُ الانضمام إليهم بسرعة.
لو لم يكن روين يمسكُ بيدي.
“يبدو أن الجميع متحمسون جدًا. قد يكون ذلك خطرًا، فلنبقَ هنا”.
“……”
“أنا بجانبكِ، فلا تقلقي”.
هل سأطمئنّ معكَ؟
بينما كنتُ أبتلع دموعي، ظهرت خيارات تشبه ألعاب المحاكاة الرومانسية مجددًا.
[▶ روين يحاول مواساتكِ. ماذا ستردين؟
1. شكرًا، روين… (بخجل)
2. هل تظن أنّني سأطمئنّ في هذا الوضع؟! (باكية)
3. ابتعد عني (و دفع يده بعيدًا) ]
…لماذا تظهر هذه الخيارات فجأة؟
بالطّبع، أرغبُ باختيار الخيار الثالث، لكن إذا فعلتُ، سأموت فورًا.
روين شخص شرير ينهي أيّ شخصٍ يزعجه ولو قليلًا.
فتحتُ فمي ببطء.
“شكرًا، روين…”
انحنى طرف شفتي روين بابتسامة.
وفي تلك اللحظة، سقطَ شيء بصوت عالٍ بجوار الباب مباشرة.
“آآآآه!”
“ما هذا، بحق السماء!”
“أمي…!”
اختلطت أصوات الضجيج و الهدير مع الصرخات.
مطرقة حديدية ضخمة سقطت على الأرض الفارغة. كانت الفخ الذي قتل ليلي في اللعبة.
شعرتُ وكأن قلبي سقط معها.
“……”
“ما… ما هذا؟”
“آه…”
حتى مع الضوء، كان المكان مضاءً بشكلٍ محدود، فليس مشرقًا جدًا.
ومع ذلك، كان الجسم المرعب الذي حطم الأرض واضحًا، فتنفس الجميع بصعوبة.
في تلكَ اللّحظة، ظهرت نافذة أخرى.
‘ليلي تجنّبت [أن تصبح “لحمًا مفرومًا—”].’
…لا أفهم شيئًا على الإطلاق. لكن يبدو أنني نجوتُ بأعجوبة.
ما لم أكن قد أسأتُ فهم معنى “تجنّبت”.
بينما شعرتُ بالارتياح لتفادي الموت بأعجوبة، بدا أن الآخرين وقعوا في ذعر أكبر.
استمرت الصرخات من مصدرٍ مجهول، حتى انفجرت ماريان بالبكاء.
“لا، لا أريد… ما هذا؟ لا، لا!”
“مهلًا، ماريان؟!”
“آه، آه، آآآه!”
“لاس، انتظر!”
“يا أصدقاء!”
وقبل أن يتمكن أحد من إيقافهما، ركضت ماريان و لاس إلى الداخل.
في اللعبة، كانا خائفين بشكلٍ مفرط لدرجة أزعجت اللاعبين.
لكن هنا، هناك جبان أكبر منهما. أنَـا.
“هل أنتِ بخير، ليلي؟”
لم أُظهر ذلك، لكن صرخات ماريان و لاس جعلت ساقيّ ترتجفان.
عندما اهتز جسدي، أمسك روين بخصري بشكل طبيعي وسألني.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 2"
الرواية حلوة مره ♥️
استمري
يقول أنا بجانبك، فلا تقلقي(مايدري انه مصدر قلقها)