حادثةٌ سخيفة ولا تُصدَّق، لكنني الآن محاصرةٌ داخلَ لعبة.
لعبة الرّعب “القلعة الملطخة بالدماء”.
كانت هذه اللّعبة في يومٍ من الأيام تحظى بشعبية كبيرة، إذ ركبتْ موجة الموضة آنذاك.
الخلفية التّاريخية للعبة، على الأرجح، تعود إلى العصور الوسطى. يعيشُ البطل في قريةٍ تتردّد فيها أسطورةٌ مخيفة.
تدور هذه الأسطورة حولَ قلعةٍ قديمة تقع بجوار بحيرةٍ محاطـةٍ بأعشاب القصب الوفيرة شمال القرية.
يقال إن هذه القلعة تضمُّ وحوشًا مختومة تتوقُ إلى دماء البشر.
لم يجرؤ أهل القرية منذُ زمنٍ بعيد على الاقتراب من القلعة.
بالطّبع، نشأ البطل و أصدقاؤه وهم يسمعون تحذيرًا مستمرًا: “لا تقتربوا أبدًا من القلعة”.
لكن في يومٍ من الأيّـام، صاح الصديق الأول، الذي يحلم بأن يصبحَ فارسًا يومًا ما، بنبرةٍ جريئة: “يا لكم من جبناء! من ماذا تخافون؟ هيا بنا ندخل!”، وهكذا بدأت اللعبة.
وكما هو الحال في مثلِ هذه الألعاب، يموت الجميع باستثناءِ البطل.
أوّل مَنْ يموت كانت فتاةً جميلة و هادئة كان الصّديق الأول يحبّـها سرًّا.
لم تمت موتًا عاديًا، بل ما إنْ حوصروا في القلعة حتى سحقها فخٌّ سقط من السقف.
التّـرجمة التي ظهرت هناك كانت: [ليلي أصبحتْ لحمًا مفرومًا-]، و أطلق اللاعبون على ليلي لقب “فتاة اللحم المفروم” أو “فتاة فطيرة الهامبرغر”.
لماذا قبلَ عنها”لحم مفروم-“؟ بسببِ الرقابة.
لعبة “القلعة الملطخة بالدماء” هي في الأصلِ لعبة للكبار فوق 19 عامًا.
لكن، لا أعلم أي نوع من العقاقير تناولها صانع اللعبة، فقد استبدل كل الكلمات العنيفة أو الدموية بكلمة “بيب” في نسخةٍ مخصّصة لمَنْ هم فوق 12 عامًا.
حتّى الأمور السخيفة تم استبدالها بـ”بيب”، وهذا ما جعلَ هذه النّسخة تحظى بشعبيّةً أكبـرَ من نسخة الـ19 عامًا بسبب الشهرة الغريبة التي اكتسبتها.
أنا، كوني جبانةً ، لعبتُ نسخة الـ12 عامًا.
لنعد إلى الموضوع الرئيسيّ، بعد أن أنهيتُ اللعبة وأنا أشتم النّهاية التي لا تُغتفر، وجدتُ نفسي فجأةً في جسدِ فتاة اللّحم المفروم، ليلي.
“واه، المكان مظلم جدًا…”.
“هناكَ رائحةٌ عفنة غريبةٌ تنبعث من المكان”.
وكنتُ قد دخلتُ القلعة بالفعل.
أشعرُ أنّني سأجنّ! مهما فكرتُ، هذا خطأ فادح.
كنتُ فقط غاضبةً من النهاية، لكنني فجأةً أصبحتُ شخصيّةً إضافيّة تموت موتًا بشعًا. هل هذا منطقي؟
“ألا يوجد شعلةٌ أو شمعة هنا؟”
“وهل تظنُّ أن مثلَ هذه الأشياء ستكون موجودة؟ كان يجبُ أن نأتي بمصباح. أذهب لأحضر واحدًا؟”
“القرية بعيدة جدًا، سنعتاد على الظّلام قريبًا”.
في هذه الأثناء، كان أصدقاء ليلي يتجوّلون في الدّاخل بلا خوف، يتفحّصون المكان.
بينما أنا، خلفَ هذه الشّخصيات المحكوم عليها بالموتٌ عاجلًا أم آجلًا، كنتُ أبتلع دموعي بمفردي.
بعضّ الألعاب تحتوي على نهاياتٍ متعددة بناءً على اختيارات البطل، مما يعني أن الجميع قد ينجو.
لكن لعبة “القلعة الملطخة بالدماء” كانت بلا أملٍ أو مستقبل.
لماذا؟ لأن البطلَ نفسه كان الشّرير الأساسي.
“لماذا تنظر هكذا، روين؟ هل هناكَ شيء غريب؟”
اقتربَ جين الصّديق المتحمس الذي يحبّ لفت الانتباه، من روين.
و روين، بطل اللعبة و الشّرير الخفي، هـزَّ رأسه مبتسمًا بلطف.
“لا، لا شيء. كنتُ أتمنى لو وجدنا شيئًا مثيرًا للاهتمام”.
“صحيح، يبدو أن المكان قديم جدًا، لذلك نهونا عن دخوله، أليس كذلك؟ لأنه خطير”.
“ربّما…”.
عندما أنهى روين جملته بنبرةٍ غامضة، تجاهلها جين بلا مبالاة و عـاد لينضمَّ إلى الشّخصيات الإضافية الأخرى.
قالت ماريان، التي كانت خائفة، و هي ترتجف:
“لننظر قليلًا و نخرج بسرعة، يا أصدقاء. هذا المكان يثيـرُ القشعريرة…”.
“بعد أن وصلنا إلى هنا، تريدين الخروج؟ يجبُ أن نستكشف الدّاخل أكثر”.
“لكنه حقًا مهجور. قالوا إنه تمَّ إهماله لمئات السنين”.
“ربّما هناكَ غرفة سرية أو كنز مخفي!”
الحوارات تبدو مألوفة.
شعرتُ بقلبي ينبض بقوة و أنا أرى مشاهد المقدمة نفسها تتكرّر أمام عيني.
لكن ليست الإثارة هي ما شعرتُ به، بل لأنّ موت ليلي يقترب.
‘بالتّأكيد، بعد هذا الحوار، ستنزعج ماريان و لاس و يقرّران العودة بمفردهما…’
لكن ما إن يحاولا الخروج حتى يُغلق الباب بصوتٍ عالٍ، وتموت ليلي.
بمعنى آخر، أموت أنا.
سأتحوّل إلى لحمٍ مفروم.
‘آه، لا…!’
لا، هذا لا يمكن أن يحدث! ليس موتًا عاديًا، بل هذه هي نهايتي؟
لا يمكن أن أسمح بذلك. يجب أن أتسلّلَ خارجًا بمفردي قبل أن يحدثَ ذلك.
بينما كان انتباه روين منصبًّا على شيءٍ آخر، تظاهرتُ بأنني أتفحص المكان واتجهتُ بهدوءٍ نحو الباب.
لكن عندما وقفتُ بجوار الباب مباشرة، أمسكَ أحدهم بكتفي.
“ليلي”.
“……!”
كان روين، الذي كان بعيدًا قبلَ لحظات، يقفُ خلفي الآن.
شعرتُ بيده الباردة كالجليد حتّى من فوق ملابسي، فكدتُ أصرخ.
هدّأتُ قلبي النابض بقوّة بصعوبة، واستدرتُ ببطء.
في الظّلام، كان شعره الفضي و عيناه الحمراوان يلمعان بشكلٍ مبهر. كانت رسوم اللّعبة جيدة، لكن رؤيته في الواقع كانت مخيفة من شدة وسامته، وهو ينظر إليّ بهدوء.
في الحقيقة، لم يتحدّث ليلي و روين أبدًا في اللعبة.
لنقل إنه لم يكن هناكَ وقت للحوار، لأن ليلي تموت فورًا.
حتى لو كانت شخصيّةً إضافية، فإن الشخصيات تختلف في طباعها و أسلوب حديثها، لذا ترددتُ في كيفيةع الرد. وفي تلكَ اللحظة، ظهرَ شيءٌ أمامي.
[▶ تحدّث إليكِ روين. ماذا ستردّين؟
1. نعم، روين. ما الأمر؟ (مبتسمة بلطف)
2. يا إلهي، لقد فاجأتني! (غاضبة)
3. لا تلمسني هكذا. (بجدية) ]
شعرتُ بالحيرة. منذ متى تحتوي هذه اللّعبة على خياراتٍ دقيقة كهذه؟
كل ما رأيته في اللعبة كانَ خيارات ثنائية مثل [افعل/لا تفعل] أو [نعم/لا]. لكن هذه حوارات تشبه ألعاب المحاكاة الرومانسية.
‘يا له من عالمٍ مجنون…’
شعرتُ بالعرق البارد يتصبّب من ظهري.
من بين الخيارات، يبدو الخيار الأول هو الأكثر أمانًا.
لكن هل يمكنني الابتسام الآن؟ لا يمكنني أيضًا الغضب أو التّحدث بجدية، لذا أغلقتُ فمي.
لكن فجأةً، تغيّرَ محتوى النافذة.
[▶ إذا لم تجيبي، ستموتين.
1. نعم، روين. ما الأمر؟ (مبتسمة بلطف)
2. يا إلهي، لقد فاجأتني… (خائفة)
3. لا تلمسني هكذا. (بجدية) ]
شعرتُ وكأنّ قلبي يهوي.
تحوّلت الكتابة إلى اللون الأحمر، وكأن الدم يتساقط منها.
كلمة “ستموتين” زادت من شعوري بالخطر.
“ن، نعم، روين. ما الأمر؟”
رفعتُ شفتيّ بجهد لأبتسم و أجبت، فظهرت ابتسامة على وجه روين الخالي من التعبير.
“إذا بقيتِ وحدكِ قد يكون ذلكَ خطرًا، فلنبقَ معًا”.
سماعُ هذا من أخطرِ شخصْ هنا جعلني أكاد أبكي.
لم أجب، لكن روين أمسكَ بيدي وقادني إلى الدّاخل.
‘اللعنة، كنتُ على وشكِ الوصول إلى الباب!’
كنتُ أرغب في دفع يده و الهرب، لكن قبضته كانت قوية جدًا.
مشيتُ مع روين مرغمة، فنظرَ إليّ الأصدقاء الذين كانوا يتحدثون.
كان تعبير وجهي اثنين منهم لافتًا بشكلٍ خاص.
الأوّل هو الصّديق الأول، سيغ، الشجاع و الجريء على عكسي.
والثاني هو جين، الذي تحدّث! إلى روين قبل قليل.
‘الآن أتذكر، جين أيضًا كان يحبّ ليلي سرًّا…’
ليلي جميلة. حتى رغمَ كونها شخصية إضافية تموت فورًا، ظلت تُذكر في الأعمال الثانوية.
لكن هذا لا يسعدني أبدًا. ما فائدة الجمال في لعبة رعب؟
تحدّثَ سيغ، الذي لا يعلم أن هذا المكان سيكون قبره، و وجهه محمر وهو يتلعثم:
“أنتما… لماذا تمسكان بأيدي بعضكما؟”
“آه، كنتُ قلقًا لأن ليلي كانت بمفردها. هذا لا يعني شيئًا، فلا تقلق”.
“وجهكَ سيحترق، سيغ”.
“اص، اصمت!”
في إعدادات اللعبة، كان سيغ يحبّها سرًا، ويبدو أنه لا ينوي إخفاء ذلك.
عندما تركَ روين يدي، أطلقَ سيغ صوت تذمر”تسك” بعصبية و شبكَ ذراعيه.
سيغ، بشعره الأشقر و عينيه الزرقاوين، كان وسيمًا إلى حدٍّ ما، لكن الوسامة لا تساعد في لعبة رعب.
لكنه كانَ الشّخص الذي يعيش أطولَ فترة هنا.
لأن روين تركه حيًا عمدًا، ليس لسببٍ آخر، بل ليزرعَ فيه اليأس.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"
شكرا على الترجمة 🥰