على الرّغمِ من ذلك، شعرتُ ببعض الطمأنينة وأنا متشبّثة بذراع روين.
‘هل هذا ما يعنيه المثل القائل إنّ حتّى روث الكلب قد يكون مفيدًا في بعضِ الأحيان…؟’
لكن وسط ذلك، استمرّ صوت الخدش يتردّد.
عضضتُ شفتيّ، آملة ألّا ترتفع درجة الإعجاب كثيرًا، و شددتُ قبضتيّ.
كم مـرّ من الوقت؟
توقّف صوت الخدش المزعج فجأة، كما لو أنّه أُسكت تمامًا.
‘…هل ما زلتُ بحاجةٍ إلى إبقاء عينيّ مغلقتين؟’
بينما كنتُ أعتصر يديّ من القلق، همسَ روين:
“يمكنكِ فتح عينيكِ الآن.”
كان صوته لطيفًا و ودودًا مجدّدًا.
فتحتُ عينيّ بسرعة، فكان وجه روين، الذي يبتسم ببراءة، أمامي مباشرة.
نظرتُ بعيدًا بشكلٍ لا إراديّ، فكانت الأيدي التي كانت تزحف كالعناكب قد اختفت كما لو كانت كذبة.
“لقد اختفت الأيدي كلّها…”
“نعم. يبدو أنّها كانت تتفاعل مع الصوت أو الحركة. بما أنّكِ كنتِ خائفة جدًا، طلبتُ منكِ إغلاق عينيكِ.”
“…حقًا؟ أنتَ مذهل حقًا، روين. كلّ ما استطعتُ فعله هو الصراخ من الخوف. لو كنتُ وحدي، لما استطعتُ الهروب.”
منذُ قليل، لاحظتُ أنّه بارع جدًا في تمثيله.
ابتسم روين ابتسامة مثاليّة ردًا على مديحي المزيّف.
ابتسمتُ بإحراج و نظرتُ إلى الخلف و قلتُ:
“لقد تفاجأتَ كثيرًا أيضًا، أليس كذلك، ميـر؟”
لم أكن أرغب في الحديث معه، لكن الصمت كان مقلقًا.
لكن آسمير كان يعبّس كطفلٍ عوقب.
“نعم، نوعًا ما.”
من إجابته الفاترة، استنتجتُ الوضع متأخّرًا.
‘الأيدي الحمراء التي برزت من جدار الرواق، وهذه الأيدي الحمراء هنا. لا شكّ أنّها من تدبير أسمير… لكن يبدو أنّ روين وبّخـه بينما كانت عيناي مغلقتين.’
هذه المرّة، يبدو أنّه تصرّفَ دون أوامر.
فهمتُ السبب. بالتأكيد لأنّه يكرهني لدرجة أنّه يريد قتلي!؟
‘…يا له من وغد قذر.’
عندما رأيتُ أسمير، بشفتيه المنتفخة، يستدير كطفلٍ متذمّر، شعرتُ بغيظ شديد.
في تلكَ اللحظة، أمالَ روين رأسه قليلًا و قال بنبرة مطمئنة:
“أعرف أنّكِ طيّبة، ليلي، لكن من الأفضل أن تعتني بنفسكِ أوّلًا.”
“ماذا؟”
“قلبكِ ينبض بسرعة كبيرة.”
“…لا، لا تستمع إليه!”
من همسه المثير، شعرتُ بوخز في جسدي، فارتفع صوتي دونَ قصد.
ابتسمَ روين بعينيه كما لو كان مستمتعًا.
“تسك!”
صدرَ صوت تذمّر من أسمير.
بما أنّ المكان هادئ و المسافة قريبة، لم أستطع إلّا أن أسمعه.
عندما نظرتُ إليه بطرف عيني، كان يحدّق بي بوجه مليء بالسخط.
كان عداؤه واضحًا جدًا.
‘لماذا يستمر هذا الوغد في فعل هذا؟’
تنهّدَ روين بجانبي بهدوء.
فجأة، انتفض أسمير و أدار عينيه، ممّا جعلني أشعر بالجنون.
“ليلي، انتظري لحظة. هناك شمعدان على الجدار هناك، سأذهب لإشعاله.”
“حسنًا، هيّا.”
لم أنتظر ردّ روين و تحرّكتُ نحو المكان الذي أشار إليه.
بالطبع، قمتُ بـجرّ روين معي.
سمعتُ ضحكة خافتة بسببِ تصرّفي الملتصق، لكن لا خيار آخر.
‘إذا قال ‘انتظري لحظة’ و ذهب، قد ينتهي أمري!’
مجرّد مِترين.
يجبُ أن أحمي حياتي بنفسي.
‘…لكن لماذا يتبعنا هذا الوغد؟’
لعنتُ أسمير الذي كان يتبعنا بخطوات متثاقلة، و توقّفتُ أمام جدار به نافذة صغيرة.
رفعَ روين الشّمعدان و أشعل الفتيل.
سرعان ما أضاء ضوء خافت آخر في الغرفة المظلمة.
[ الضوء ينير المحيط بدفء. (الموقع الحالي – غرفة التعذيب) ]
توقّف لساني مجدّدًا.
‘غرفة… تعذيب؟
ليست مستودعًا، بل غرفة تعذيب؟’
تجمّدت من كلمة لم يكن يجب أن تكون مرتبطة بي أبدًا.
نظرَ إليّ روين، بينما كنتُ واقفة مذهولة، و تحدّثَ بلطف:
“قبل أن نذهب إلى مكان آخر، دعينا نفحص هذا المكان بعناية. حتّى في القبو، جمعنا شموعًا و شمعدانات، و ها هي تفيدنا.”
ما الذي يمكن أن نحصل عليه من غرفة تعذيب؟
لا أعرف، ينتابني شعور سيء. لكن…
“حسنًا.”
أومأتُ برأسي بطاعة مرّةً أخرى.
‘متى سأستطيع قول لا بصراحة؟ ربّما ليس في هذه الحياة…’
لحسن الحظ، موقفي الخاضع و السلبيّ كان فعّالًا مع روين.
يبدو أنّه يحبّ أن أعتمد عليه، فابتسم بعيون منحنية و مسحَ على رأسي.
في الحال، حجبت نافذة النظام رؤيتي:
[ درجة إعجاب ‘روينفيرات’ وصلت إلى مستوى خطير.
[♡] درجة المودّة: 20→24
[♥] درجة الإعجاب: 64→69 ]
“…..”.
[ نيّـة قتل ‘أسمير’ وصلت إلى مستوى خطير.
نيّته القاتلة تجاهكِ: ♥♥♥♥♥ ]
‘…أرجوكم، ألا يمكن أن تأتوا واحدًا تلو الآخر؟’
أريد أن أمزّق كلّ القلوب.
‘هل هذه لعبة محاكاة رومانسيّة أم محاكاة بقـاء؟ الهدف ليس الحبّ، بل البقاء على قيد الحياة…’
كانت الفكرة التي خطرت لي مقنعة جدًا، حتّى كدتُ أبكي.
لكن غريزة البقاء القويّة جعلتني أُبعـد يد روين و قلتُ:
“لا تفعل هذا عندما يكون هناك أشخاص آخرون.”
“إنّها مجرّد مسحة على الرأس؟”
“…لا يفترض أن تلمس رأس فتاة هكذا؟”
“أنتِ خجولة جدًا، ليلي.”
“أنتَ مَنٔ لا يبالي كثيرًا، روين.”
لحسن الحظ، كان تصرّفي الخجول و المتحفّظ مفيدًا حتّى الآن.
على الرّغمِ من نبرتي الحادّة، ضحكَ روين بهدوء.
‘مهما كان، يمكنني التّواصل معه. المشكلة الحقيقيّة هي… ذلكَ الوغد.’
يقال إنّ النظرات تجعل الوجه يؤلـم.
بالتأكيد كانت مجرّد تعبير، لكن مؤخّرة رأسي كانت تؤلمني حقًا.
“…..”.
أمسكتُ بحافة ملابس روين بقوّة و استدرتُ.
كان أسمير، على بُعد خطوة، يحدّق بي بتعبيرٍ مقلق.
عندما ضيّق عينيه، ظهرت نافذة:
[ ‘أسمير’ يريد أن يجعلكِ ‘مليئة بـ[بيب—]’.
‘أسمير’ يريد أن ‘[بيب—]’ بكِ.
‘أسمير’ يريد أن ‘[بيب—]’ بكِ. ]
لو عدتُ إلى عالمي، سأمسك بتلابيب المطوّر و أسأله:
ما الدواء الذي تناولته لتضع ‘بيب’ على مثل هذه الأشياء؟
‘…لا، ليس هذا فقط، بل لا حاجة لإخباري بهذا!’
استدرتُ بسرعة بينما كنتُ أنتحب داخليًا.
‘لا يمكن أن يستمر الوضع هكذا. من الآن فصاعدًا، أنا و روين واحد… لا، إذا كنتُ قريبة منه هكذا، سترتفع درجة الإعجاب!’
كنتُ غاضبة و مذهولة حقًا.
أن تكون نيّـة القتل عالية من البداية أمر محيّر، لكن يمكنني قبوله.
‘من الطبيعي أن يغضب من إنسان يعامله كحشرة و يضربه بشمعدان. لو كنتُ مكانه، لكنتُ غضبتُ لو ضربني دجاجة.’
لكن أن ينتقم منّي بعد أن وبّخـه روين، هذا حقًا سخيف.
‘آه، ماذا أفعل؟’
درجة المودّة و الإعجاب تسبّبان الصداع، ويجب أن أحترس من الفخاخ و الإصابات و أبقى ضمن مترين من روين.
كيف يمكنني تقليل نيّـة قتل ذلكَ الوغد؟
‘آآآآآه…’
يبدو أنّ تعبيري كان كئيبًا جدًا.
أمال روين وجهه قليلًا و همس:
“ليلي، إذا كنتِ غير مرتاحة مع شخص آخر، لا داعي لأخذه معنا. إذا كنتِ لا ترغبين حقًا، يمكننا الذهاب وحدنا.”
“…حقًا؟”
“نعم. نحن لسنا في وضع يسمح لنا بمساعدة الآخرين الآن.”
من وجهة نظري، كلّ مصّاصي الدماء أشرار.
خاصّة روين، الذي يجلب أشخاصًا طيّبين إلى القلعة كفريسة، فهو حقًا شرير.
ومع ذلك، كان لطيفًا و ودودًا لدرجة أنّني كدتُ أبكي و أوافق.
لو لم تكن مؤخّرة رأسي تؤلمني كما لو أنّها ستُثقب، لكنتُ فعلتُ.
‘حدسي يخبرني. إذا وافقتُ الآن، ستطاردني كلّ فخاخ القلعة لتقتلني!’
أمسكتُ بحافة ملابس روين بكفّيّ المبلّلتين و هززتُ رأسي.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات