توقّفتُ بدوري على عجل، و التصقتُ بجانبه و رفعتُ رأسي.
كما لو أنّه توقّع نظرتي، أنزل روين عينيه في الوقت ذاته و ابتسم ببعض الإحراج.
“لقد وصلنا.”
“…آه.”
نظرتُ إلى الأمام متأخّرة.
كان أمامي باب خشبي مزخرف بنقوش أنيقة.
‘ما الغرف الموجودة في الطابق الثاني؟ كنتُ أتحرّك بسرعة كبيرة لدرجة أنّني لا أتذكّـر سوى المكتبة.’
لم ألعب اللّعبة سوى مرّة واحدة، لذا كانت الذكريات غامضة جدًا، بخلاف مَنٔ قاموا بلعبها مرات عديدة.
بينما كنتُ أحاول جاهدة تذكّر شيء ما، جذبَ روين مقبض الباب فجأة.
كما توقّعتُ، انفتحَ الباب بسهولة تامّة.
لم يكن ذلك مرحّبًا به، فتمتمتُ بهدوء:
“كيف يتركون الباب دونَ قفل هكذا؟ ماذا لو دخل أحدهم و خرج بحرّية؟”
“إلى مَنٔ تقولين هذا؟”
“…إلى الأشخاص الذين عاشوا في هذه القلعة قديمًا؟”
“آه.”
ضحكَ روين كما لو أنّه مستمتع.
لا أعرف إن كان يضحك لأنّه يجد ذلكَ ممتعًا حقًا.
انحنيتُ بسرعة و تظاهرتُ بفحص الداخل، متمتمة:
“الداخل أنظف ممّا توقّعتُ؟ يبدو أنّه مستودع، نظرًا لكثرة الأغراض المتنوّعة.”
في اللّعبة، كان هناك مكان يظهر فيه نصّ يقول [أداة لا يُعرف استخدامها] عند التفاعل مع الأغراض.
مـدّ روين الشمعدان إلى الأمام و قال:
“لا يبدو أنّ هناك شيئًا خطيرًا. هيّا ندخل.”
“…آه، حسنًا.”
من طريقة كلامه، يبدو أنّ شيئًا ما سيظهر لا محالة…
ابتلعتُ دموعي في موقفٍ مألوف و دخلتُ.
‘حتّى هذا المكان يبدو كئيبًا جدًا عند رؤيته مباشرة.’
في اللعبة، لم يكن هناك شيء يُذكر، لكن النوافذ المكسورة و الأقمشة القديمة التي تغطّي الأشياء جعلته مخيفًا.
فوق ذلك، كانت رائحة العفن و رائحة دمويّة غريبة تخزني في أنفي و حلقي.
‘لماذا هذا المكان بالذّات تفوح منه هذه الرائحة؟’
بينما كنتُ أعبّس، تفحّصَ روين المكان دونَ تردّد.
ثمّ فجأة، نظر إليّ و همس بهدوء:
“هناك شخص ما، ليلي.”
شعرتُ بالراحة، الفرح، و القلق في آنٍ واحد من صوته الخافت.
إذا كان هناك شخص آخر في القلعة، فلا بدّ أن يكون من الشخصيّات الإضافيّة غير ليلي.
وجود شخص آخر معنا أفضل بكثير من البقاء مع روين وحدي. لكن…
‘المشكلة هي أنّ مصّاصي الدماء سيطاردوننا. إذا زاد عدد رفاقنا، سيستدعي روين أتباعه بالتّأكيد.’
حتّى لو استغللتُ الفوضى للهروب منه، لا يوجد مخرج آمن الآن.
‘النفق السرّي في القبو لن ينجح، و الشرفة في الطابق الثاني أيضًا. المخارج الأخرى في الطابق الثالث…’
للوصول إلى هناك، يجب أن أظلّ مع روين.
يا للسخرية.
أخطر شخص في هذه القلعة هو الأكثر أمانًا بجانبه.
‘أتمنّى فقط ألّا يكون ماريان أو لاس.’
هما أكثر جبنًا منّي، سيصرخان و يبكيان و يثيران الفوضى.
حينها، سيغضب روين بشدّة، و سيؤول ذلكَ الغضب إليّ.
دونَ أن أفقد تركيزي، تتبّعتُ بعينيّ المكان الذي أشار إليه روين.
في نهاية نظرته، رأيتُ شيئًا يلوّح بشكلٍ خافت.
كان الظلّ الضبابي في الظلام يشبه ظلّ إنسان بلا شكّ.
لكنّه كان مريبًـا.
الغرفة واسعة، لكن من المستحيل ألّا يكون قد سمع صوت دخولنا أو حديثنا.
‘…هل هو ميّـت؟’
تسلّلت القشعريرة إلى ظهري.
جذبتُ حافة ملابس روين على عجل و همستُ:
“رو، روين. انتظر لحظة. أليست تلكَ جثّة؟”
“ماذا؟”
“ليس ماذا! انظر، إنّه لا يتحرّك…”
“هل هناك أحد؟ أرجوكم، ساعدوني…”
تحرّك الظلّ الذي كنتُ أراقبه و وصلني صوت ضعيف.
من شدّة الذعر، عضضتُ لساني و تراجعتُ مستخدمة روين كدرع.
كان صوت رجل بلا شكّ. …ليس صوت أيّ من أصدقائي.
“إنّه مؤلم جدًا. مؤلم… أشعر و كأنّني سأموت…”
اجتاحتني الحذر، الشكّ، الخوف، و الارتباك تباعًا.
‘مَـنْ هذا؟ في اللّعبة، لم يظهر أيّ شخص آخر…!’
بالطبع، لا معنى لمقارنة الوضع الحالي مع اللعبة الآن.
لقد تغيّرت الأمور كثيرًا.
بمعنى آخر، قد يكون شخص آخر قد دخلَ القلعة قبلنا.
‘لا، مستحيل. بنسبة 99.9%، هذا مستحيل. لا يوجد شخص عاقل يدخل مكانًا مثل هذا، و لو دخل، لكان قد أُكِـل بالفعل.’
و الأهمّ، أنّ روين، الذي ‘يتظاهر بالطيبة’، لم يركض نحو الرجل، بل ظـلّ ينظر إليّ بهدوء، وهذا ما أقلقني.
هنا، اختفت حتّى نسبة 0.1% المتبقّية.
‘أراهن بدمي كلّه أنّـه ليس إنسانًا.’
إذن، التصرّف الذي يجب أن أتّخذه واضح.
“يبدو أنّه مصـاب. هيّا نساعده بسرعة.”
إذا كان يتظاهر بأنّه إنسان، فالأفضل أن ألعب معه.
‘لأكرّر: أنا غبيّـة بشكلٍ ميؤوس منه. رأسي مليء بالزّهور. حتّى لو علمتُ شيئًا، يجبُ أن أتظاهر أنّني لا أعلم، أنا لا أملك عينين أو أذنين، و أحيانًا لا فـم حتّى!’
في أفلام الرّعب أو التّحقيق، أوّل مَنٔ يموت هو شخص محدّد.
مَنٔ يتجول هنا و هناك، يكتشف شيئًا مريبًا، أو يقول ‘هل التّالي…!’ لنفسه.
لأنّ هذا قد يكون مصيري، جذبتُ روين بيأس و توجّهتُ إلى الداخل.
الشّيء الوحيد الذي لم أتوقّعه:
[ واجهتُ ‘؟’.
[مختوم] مليء بـ[بيب—]، الجزّار، صيّاد البشر ‘؟’
نيّتـه القاتلة تجاهكِ: ♥♥♥♥♡ ]
عندما رأيتُ الكلمات أمامي، تجمّدتُ مكاني.
حتّى مع [بيب—]، الألقاب المرعبة كانت كافية، لكن قلوب؟
‘لا تضع قلوبًا في أيّ مكان!’
كـدتُ أصرخ من الذهول.
لو كانت هذه لعبة حقيقيّة، لظهرَ شيء مثل ‘أظلم المكان أمام ليلي!’
عندما توقّفتُ في منتصف الطريق، نظرَ إليّ روين.
“لماذا أنتِ مذهولة هكذا، ليلي؟”
“…آه، لقد مشيتُ بسرعة فشعرتُ بألمٍ مفاجئ في كاحلي. ظننتُ أنّني تحسّنتُ بعد صعود الدرج، لكن يبدو أنّني أجهدتُ نفسي قليلًا.”
“هل يؤلمكِ كثيرًا؟”
“لا، لا. مجرّد وخز خفيف. شكرًا على قلقكَ، روين.”
خطوتُ مجدّدًا و جذبتُ ذراع روين.
بالطبع، لا يوجد أيّ ألـم.
لا أعرف إن كانت ‘ليلي’ قويّة بشكلٍ غير متوقّع، أو إن كنتُ متوترة جدًا لدرجة أنّني لا أشعر بالألم.
كان الرجل الغامض متكوّرًا و مستندًا إلى الجدار.
عندما اقتربَ روين بالشمعدان، رفع الرجل رأسه.
على الرّغمِ من مرور الوقت، لم تذب الشمعة، و أضاءت وجه الرجل، فشعرتُ بالارتباك.
‘لماذا؟ لماذا يبدو وسيمًا و سليمًا هكذا…؟’
كان شابًا نسبيًـا.
بشرة بيضاء، شعر أشقر ناصع، و عيون زرقاء.
سيغ أيضًا أشقر ذو عيون زرقاء و وسيم، لكن هذا كان أكثر جاذبيّة بكثير.
لذلك بدا غريبًا. في اللّعبة، لم يكن هناك شخص واحد بمظهرٍ سليم.
نظرتُ إلى روين بحذر و تحدّثتُ بحيطة:
“أه، هل أنتَ بخير؟”
نظرَ إليّ الرجل بعيون رطبة كالغزال و تعبير مثير الشفقة.
“إنّه مؤلم. مؤلم جدًا…”
“مؤلم؟ أين؟”
“يدي، يدي تؤلمني.”
رفعَ الرجل يده اليسرى و هو يذرف الدموع بحزن.
مـدّ روين الشمعدان كما لو كان ينتظر، و ظهرت يد الرجل.
على بشرته الناعمة، كان هناك أثر أحمر واضح.
كان هناك بقعة شفّافة كبيرة، كما لو أنّه أصيب بحرق، و عندما رأيتها، أصبح ذهني فارغًا كمَنْ أصابته صاعقة.
‘هذا الرجل… هل يعقل…؟’
تذكّرتُ أنّ اليد التي برزت من الجدار قبل قليل كانت يدًا يسرى.
‘عندما النّظر إليه جيّدًا، يشبه الأثر الذي على الشمعدان.’
نظرتُ بطرف عيني إلى الشمعدان الذي يحمله روين.
كان حجم الأثر الأحمر على قاعدة الشمعدان متطابقًا تمامًا.
‘وهذا المكان ليس فيه نار، فكيف أصيب بحرق؟’
حتّى لو كان هناك شمعة في الرواق، لكن لا شيء هنا.
‘…بالمناسبة، كان هناك مصّاص دماء أشقر يطاردني في اللعبة.’
على الرّغمِ من أنّه كان رسمًا غير واضح تماما، كان لون الشعر واضحًا، فتذكّرته جيّدًا.
‘نعم، بالتأكيد! إنّه ذلكَ الذي كان يطاردني برأس مقطوع!’
كان عنيدًا بشكلٍ لا يصدّق و سريعًا بشكلٍ جنونيّ، جعلني أشتم عدّة مرّات من شدّة شراسته.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات