لم يكن روين يتوقّع ردًّا، فاكتفى بالصمت و أدار بصره نحو النافذة.
“إذا تحسّنت حالتكِ، فلندخل. إن شعرتِ بالإرهاق، يمكنكِ الانتظار هنا. سيكون أقلّ رعبًا من الداخل.”
يتصرّف و كأنّه يحترم رأيي، لكنّني لن أنخدع.
أكرّر، مصّاصو الدماء لا يمكنهم الخروج من القلعة. هذه الشرفة جزء من القلعة.
‘قد يدفعني من فوق الدرابزين أو يجعل الأرضية تنهار.’
في موقفٍ خطير كهذا، حيث القفز قد يكون محفوفًا بالمخاطر، لا أريد أن أنجرف وراء هذه المخاطر.
تمتمتُ بنبرةٍ تحمل شيئًا من السخط:
“حتّى لو كنتُ خائفة، لا أحبّ أن أكون وحدي. أنتَ تعرف هذا ومع ذلكَ تتحدّث بسخافة.”
“همم، ليست سخافة…”
“بل سخافة. كم مرّة قلتُ إنّني أريد أن أكون معكَ؟”
مرّتين أم ثلاثًا؟
لم أعـدّ، لكن تعبيري كان مليئًا بالتوسّل.
ضحك روين بهدوء، و قال:
[ [مختوم] ملك الكوابيس، المدمّر، حاكم [بيب—] ‘روينفيرات’
يعتبركِ ‘وجبة خفيفة شهيّة المظهر و الطعم’ → ‘…وجبة؟’ ]
[ [♡] درجة المودّة: 18→20
[♥] درجة الإعجاب: 62→64 ]
تجدّدت نافذة النظام.
‘عدتُ لأكون وجبة خفيفة عاديّة.’
النّقاط الثلاث و علامة الاستفهام تزعجني، لكنّني تجاوزتُ محنة أخرى.
عندما أدرتُ بصري، اختفت النافذة الشفّافة.
لكن عندما رأيتُ روين وجهًا لوجه، فقدتُ صوابي للحظة.
تحتَ ضوء القمر، بدا وجهه الرقيق الذي يحمل ابتسامة بريئة و طيّبة، جميلًا بشكلٍ مخيف.
‘حقًا، يا له قمامة جميلة جدًا…’
لاحظَ روين أنّني كنتُ مفتونة قليلًا، فضحك بطريقةٍ أكثر إغراءً.
“هيّا، لنخرج!”
إذا استمرّ الأمر هكذا، سأقع في مشكلةٍ أخرى.
فتحتُ النّافذة على عجل.
بالقرب من النافذة، كانت هناك شمعدان وضعناه سابقًا، موضوعًا بعناية.
ما إن خطوتُ إلى الرّواق حتّى لفّني هواء كئيب ولزج.
‘ليلي’ تفادت [‘تحوّلت إلى كباب’…]
أدركتُ أنّني نجوتُ من الموت مرّةً أخرى.
‘…حقًا، الأمر خطير جدًا، سأموت إذا فعلتُ هذا أو ذاك، لذا يجب أن أتخلّى عن فكرة الخروج من هنا ما لم يكن ذلكَ ضروريًّا.’
لا أعرف لماذا حذّرني روين، لكن حتّى لو كان هناك حبل، فالحادث لا بدّ أن يحدث.
لأنّ خيار حذف المسار لم يظهر…
“ما بـكِ، ليلي؟”
ناداني روين و أنا متوقّفة عند النافذة المقوّسة الكبيرة.
لم يكن مفاجئًا أن وجهه الذي يبدي القلق يخفي نوايا مغايرة.
لكن، بغضّ النّظر عن ذلك، الخوف يظلّ خوفًا.
أخذتُ نفسًا عميقًا و أجبتُ روين:
“آه، دخلتُ مكانًا مظلمًا فجأة، فأصيبت عيناي بالضبابيّة. هل أنتَ بخير، روين؟”
“نعم، أنا بخير. لكنّكِ يا ليلي، تمتلكين الكثير من نقاط الضعف حقًا.”
أن يقول لي شخصٌ مختل عقليًّا مثل هذا الكلام، إنّه ظلم!
“هه…”
خفّفتُ من توتري الداخليّ بضحكة، ثمّ أمسكتُ الشمعدان بسرعة و أنرتُ الطريق.
لم أنسَ خلال ذلكَ أن أقدّم بعض المجاملات:
“على أيّ حال، بفضل قلقكَ عليّ، أشعر بتحسّن كبير عما كنتُ عليه. شكرًا، روين.”
“…إذا كان الأمر كذلك، فهذا جيّد.”
“نعم. بالمناسبة، لم أنتبه من قبل، لكن يبدو أنّ الطّابق الثاني يحتوي على الكثير من الغرف. أعتقد أنّه يجب أن نفتحها واحدةً تلو الأخرى، أليس كذلك؟”
أشرتُ إلى أقرب باب و نظرتُ إلى روين.
وفقًا للّعبة الأصليّة، المكان الأوّل الذي يمكن دخوله في الطابق الثاني هو المكتبة.
الغرف الأخرى إمّا مقفلة أو بها مفاتيح معطّلة، ممّا يجعل الدّخول إليها مستحيلًا.
‘لكن بما أنّ القبو كان مفتوحًا، فقد يكون هناك تغيير هنا أيضًا.’
الأولويّة الآن هي العثور على أيّ أثر لأيّ شخص.
صرخة لاس التي سمعتها سابقًا كانت قاسية، لكن إذا كان متعمّدًا جعلي أسمعها ، فهذا يعني أنّ الآخرين على الأقلّ بخير.
عندما أبديتُ موقفًا نشطًا نادرًا، أومأ روين برأسه بابتسامة غامضة.
“إذا كنتِ ترغبين في ذلك، فلنفعل. احترسي لكي لا تتعثّري أثناء المشي. قد يمسك شيء ما بكاحلكِ.”
“أمم…”
من طريقة كلامه، يبدو أنّ شيئًا ما سيُمسك بي لا محالة…
أجبتُ بتردّد وأمسكتُ بيد روين الممدودة.
كما في الطابق الأوّل، سرنا في الرواق بصمت.
على الرّغمِ من أنّه أوسع وأكثر إضاءة، إلّا أنّ القلق ظلّ قائمًا. بل كنتُ أكثر توتّرًا.
‘ماذا لو جرّني مرّةً أخرى… كان ذلكَ مخيفًا جدًا.’
أنا لا أثق بروين، لكنّني أثق بتحذيراته.
بينما كنتُ أتقدّم بحذر وأعصاب مشدودة، برزت يد فجأةً من الجدار الأيسر. يـد حمراء كبيرة جدًا.
“آآآه!”
صرختُ مذعورة و ضربتُ اليد بالشمعدان الذي كنتُ أحمله.
كان ذلك فعلًا لا إراديًّا.
عندما التفت روين، الذي كان أمامي قليلًا، كانت اليد قد اختفت تمامًا.
“ما بكِ، ليلي؟”
“يً، يـد…!”
“يـد؟ تريدينني أن أمسك يدكِ؟”
ما هذا الهراء الآن!
غضبتُ من تصرّفه وكأنّه لا يعرف شيئًا، ونظرتُ إليه بنظرةٍ مشبوهة.
لكن يبدو أنّ روين فهمَ ذلك بمعنى آخر.
“لا داعي للخجل هكذا.”
المشكلة أنّ المعنى الذي فهمه كان سخيفًا جدًا.
لكن بفضلِ ذلك، هدأ قلبي الذي كان يخفق بشدّة.
رفعتُ زاوية فمي بصعوبة و أنزلتُ عينيّ.
‘اهدئي، اهدئي. أنـتِ تعلمين أنّ أشياء ستظهر هنا. سترين أمورًا أسوأ لاحقًا، فلا يجب أن تنزعجي من هذا.’
بعد أن أخذتُ نفسًا عميقًا بهدوء، استطعتُ أن أفتح فمي أخيرًا.
“قبل قليل… برزت يـد من الجدار.”
“يـد؟”
يعرف كلّ شيء و يتظاهر بالجهل، يا له من نذل.
‘بالطبع، إذا كشف هذا الشخص عن هويّته الآن وقال إنّ كلّ شيء من تدبيره، سأكون في ورطة…’
لكن الحظّ السيّء يظلّ حظًا سيّئًا.
نظرتُ إلى الجدار حيث برزت اليد، و الذي أصبح الآن خاليًا تمامًا، و تابعتُ:
“كانت حمراء، كما لو أنّها غُمست في بركة دم…”
بينما كنتُ أنقل نظري إلى الشمعدان، لم أستطع إكمال جملتي.
كان هناك أثر أحمر مطبوع تحت قاعدة الشمعدان، تمامًا مثل الذي أمسك بكاحلي في الطابق الأوّل.
بينما كنتُ أحدّق في الشمعدان دونَ كلام، ناداني روين بصوت ناعم:
“ليلي، لا بأس. تنفّسي ببطء و انظري إليّ.”
رفعتُ رأسي كالمسحورة.
وجهه الأبيض الجميل كان مليئًا بالقلق.
‘يبدو هكذا من الخارج، لكنّه في داخله يتوقّع بلهفة طعم دمي…’
أصبح تنفّسي متقطّعًا.
أخذَ روين الشمعدان من يدي بعد ذلكَ مباشرة.
“سأحمل هذا. ومن الأفضل أن تبقي مسافة عن الجدار.”
“…حسنًا.”
“إذا لم تستطيعي المشي، أخبريني في أيّ وقت. لا ترهقي نفسكِ، مفهوم؟”
تعابيره، صوته، وحتّى إيماءاته كانت حذرة جدًا. حتّى نظرته.
‘يا للعسل الناقط…’
لو رآه شخص غريب، لأُعجب به.
لكنّني لستُ من النوع الذي يفتقر إلى الحدس عادةً.
الآن، بفضلِ غريزة البقاء، أصبح حدسي أكثر حدّة، وشعرتُ بشكلٍ غير مباشر أنّ روين لم يأخذ الشمعدان من أجلي.
بل لأنّه قلق من أن ألوّح به و أهاجم أتباعه مرّةً أخرى.
‘أو ربّما يخشى أن أسقط الشمعدان و أشعل حريقًا في مكانٍ غير مناسب.’
قلقه عليّ مريب، لذا كان هذا الاحتمال أفضل مئة مرّة.
ابتعدتُ عن الجدار و أمسكتُ بحافة ملابس روين، مستعدّة نفسيًّا.
‘خـدّي، شفتـاي، و يـدي قد أُصيبت… الآن، الأماكن السهلة المتبقّية هي رقبتي أو ساقي.’
ربّما يُطعن ظهري بسكّين.
‘لا يهمّ أين، فقط أتمنّى ألّا يكون مؤلمًا…’
شددتُ على عضلات وجهي لأكبح دموعي.
“لنمشِ بحذر، ليلي.”
أومأتُ برأسي دونَ ردّ.
كانت أعصابي مشدودة جدًا وأنا أتبع خطوات روين.
‘بالمناسبة، يبدو أنّ الطابق الثاني مليء بالفخاخ أيضًا.’
ليس الفخاخ فقط. الآن، سيبدأ مصّاصو الدماء في الظهور علنًا و المطاردة.
‘…إذا رأيتُ أيّ شيء مشبوه، لن أقترب منه مطلقًا.’
حتّى لو لم يكن مشبوهًا، سأحترس.
بينما كنتُ أمشي في حالة من القلق و التوتّر، متيقّظة لكلّ الجهات، توقّفَ روين فجأة.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات