رقبتي و وجهي يشتعلان. ليس من الخجل أو الحرج، بـل من الإحباط.
‘حتى بعد قول كل هذا الهراء، التعلق يرتفع بواحد فقط…!’
كنت أشاهد الأرقام على نافذة النظام تتغير في الوقت الحقيقي.
التعلق الآن عند 18، و الفارق مع الإعجاب هو 44.
يا للـجنون.
لكن ما كان أكثر إثارة للجنون هو شيء آخر.
لأن:
“آه، ماذا أفعل؟ ليلي تستمر بقول أشياء لطيفة، يبدو أنني لن أتحمل أكثر.”
كانت عينا روين، اللتين كانتا متألقتين أكثر من أي وقت مضى، مشقوقتين بشكلٍ طولي.
“تعالي إليّ، ليلي.”
عندما تحدّث في تلكَ الحالة، تحركت ساقاي كالمسحورة.
[ لقد أُصبتِ بحالة غير طبيعية ‘السحر’ (الهدف: أنـتِ) ]
مع معلومات لم أكن أرغب في معرفتها.
‘لا تفرض علـيّ هذا!’
كان عقلي واعيًا، لكن جسدي لم يعد ملكًي.
اضطررت للوقوف أمام روين.
وضع يده الباردة على خدي، و نظـرَ إليّ بنظرةٍ مليئة بالرغبة.
‘هذا الوغد… يبدو أنه يفكر في أكل الوجبة كلها الآن…!’
كيف يمكن أن يحدث هذا؟ لقد حفرت قبري بيديّ بينما أنا أحاول تجنّب النهاية.
نزلت يده الباردة كالجليد من خدي إلى أذني، ثم عادت إلى خدي، وصولاً إلى عنقي.
كنت خائفة.
كان الخوف يمزق أعصابي. و ظهري مبلّل بالعرق البارد.
شعرت أن الوقوف عاريةً أمام وحش جائع سيكون أفضل من هذا.
‘لا أريـد هذا.’
تدفّـقَ شعور قوي بالرفض فوق الخوف.
في اللّحظة التي لامس فيها ظفر روين رقبتـي، تحركت ذراعي التي كانت ثابتةً فجأة.
[ بفضل الروح القوية النابعة من غريزة البقاء المتينة، تم إلغـاء حالة ‘السحر’. ]
مع ظهور نافذة النظام فجأة، رنّ صوت صفعة واضحة!
شعرت بلمسة صلبة في كف يدي.
“….”
كانت يدي التي تحركت من تلقاء نفسها قد ضربت صدر روين.
ليس خـدّه، بل صـدره.
نظـرَ روين إليّ بتعبير مذهول، ثم رفـعَ ذراعيه بخجل و غطّـى صدره.
“ليلي…”
“….”
احمرّت خداه البيضاء كالثلج.
شعرت و كأنني ارتكبت فعلاً فاحشًا، فلوّحت بيدي بسرعة:
“أنا، أنا! لم ألمسكَ هناك عمدًا…!”
قبل أن أنهي كلامي، بدأت محتويات نافذة النظام التي لا تزال موجودة تتغير:
[لقد أكملتِ حدثًا خاصًا. [‘أنتِ الأولى التي تفعل هذا بي.’] ]
كمكافأة لإكمال الحدث الخاص، يمكنكِ الآن التحقق من حالتكِ.
[[?] فتاة القرية ‘ليلي؟’
[الطباع] جبانة، جيّدة في التحكم بالغضب
[السمات] مظهر جذاب، لذيـذة، غريزة بقاء قوية ]
“….؟”
لعبة رعب ممزوجة بمحاكاة رومانسية، والآن ظهر شيء آخر.
نسيت حالتي و تسمّرت في مكاني.
‘ما هذا، بالضبط…؟’
فحصت النافذة بهدوء، لكنني لم أفهم شيئًا.
و ما الذي لا أفهمه؟ كـلّ شيء.
‘حدث خاص؟ أنتِ الأولى التي تفعل هذا بي؟ علامة الاستفهام في الاسم، هل هي مكسورة؟ و طعم الدم …’
يا إلهـي.
كان العرق البارد يتدفّق من ظهري و جبهتي.
تراجعت للخلف دونَ تفكير، فخفض روين ذراعيه التي كانت تغطي صدره بخجل.
“ليلي، الاقتراب كثيرًا من السور خطير.”
“ماذا؟ آه… روين! أنا، أنا حقًا لم أفعل ذلك عمدًا! كنتَ محرجةً جـدًّا، لذا…!”
نعم، مهما كان ذلك، هذا أهمّ الآن.
قرّرت التحقق من النافذة لاحقًا و بدأت أتعلثم بالأعذار.
نظرَ روين إلى يدي التي كانت تلوح في الهواء و ضحك بإحراج:
“نعم، أعرف. اهدئي، لا بأس. لقد بالغتُ في المزاح، أليس كذلك؟ كنتِ لطيفة جدًا فتجاوزت الحدود. أنا آسف.”
مـزاح؟
لو لم يكن ينوي قتلي حقًا، لما نظـرَ إليّ بهذه الطريقة.
لكن إذا مـرّ الأمر هكذا، فهذا جيّد بالنّسبة لي.
ألقيت نظرة خفية على روين، وجهه و أذناه لا تزالان محمرّتين.
كان يتلعثم و هو مضطرّب للغاية… ربّما هو أكثر براءة مما يبدو.
‘هل لأنه عـاشَ محبوسًا هنا لمئات السنين؟’
عندما التقى نظرنا، بدت ابتسامته المحرجة منطقية.
ربّما بسببِ تعبيره الصادق لأوّل مرة، تدفق سؤال فجأة في ذهني:
‘بالمناسبة، لماذا تـمّ ختم روين و مصاصي الدماء هنا؟’
في اللعبة، كان هذا عنصر مكافأة لم يُكشف عنه حتى النهاية.
قال المطـوّر:
‘هناك سبب للختم، لكنه لن يظهر في اللعبة.’
ربّما لم يكشفوه لأن الألعاب الشعبية غالبًا ما تُحول إلى روايات أو ويبتون.
‘كان الإعداد الرسمي أن مصاصي الدماء، باستثناء روين، لا يمكنهم مغادرة القلعة على الإطلاق. حتى روين لا يستطيع استخدام قوته خارج القلعة، و لا يمكنه الابتعاد كثيرًا.’
لذلك، كانوا يجذبون الأشخاص القريبين كفريسة.
لكن عند التفكير، كان هناك نقص كبير في المنطق.
‘لا أفهم لماذا يتركون قلعة يختفي فيها الناس باستمرار. هل لأن القرية صغيرة؟ لكن هذا سيؤدي إلى نقص أكبر في السكان.’
كان هناك الكثير من النقاط غير الواضحة التي لا يمكن تفسيرها لمجرّد الخوف.
‘إذا كانوا حذرين لهذه الدرجة، ألن يكون من الطبيعي أن يهجروا القرية أو يمنعوا الاقتراب تمامًا؟’
لكن الطريق إلى القلعة كان مفتوحًا، ولم يكن هناك أي إغلاق.
حتى ليلي و غيرها من الشخصيات الثانوية وقعوا في فـخّ روين بينما كانوا يتجولون بالقرب من هنا.
‘…في الحقيقة، أكثر ما ينقصه المنطق هو أن مصاصي الدماء و روين لا يموتون جوعًا.’
لاحظَ روين أنني أنظر إليه و ابتسم بسحر:
“وجهكِ مثل الطماطم، ليلي.”
“…و أنتَ كذلك! لكن، ما قلته منذُ قليل كان جادًا… أتمنى أن تكون أكثر حذرًا في المستقبل. إذا استمررت هكذا، أشعر أنني سأهرب حقًا.”
“آه، هذا سيكون مزعجًا. حسنًا، سأكون أكثر حذرًا.”
يبدو أنه أخـذَ كلامي كنكتة.
نظرَ إليّ و أنا أبتسم بشكلٍ ضبابي، و أمال رأسه:
“هل تحسّن شعوركِ بالإرهاق ؟”
“أمم، نوعًا ما…؟”
“إذا كنتِ متعبة جدًا، يمكنني حملك—”
“لا حاجة لذلك! لا داعي! أنا بخير الآن!”
ضحك روين على صراخي المتعجل.
أردت تحطيم وجهه.
تحولت نظرة روين إلى خلفي، نحو السور تحديدًا.
“بالمناسبة، يبدو أن القفز من هنا قد يسمح بالهروب من القلعة. ما رأيكِ، ليلي؟”
“نعم، ربّما… لكن…”
“آه، لكنه خطير بالتأكيد. إنه مرتفع جدًا. القفز من هنا قد يسبب إصابات خطيرة. إذا كسرتِ عظمة، فقد تكونين محظوظة، لكن قد ينكسر رأسك.”
“….”
“و رأيت لمحة عند دخولنا القلعة، هناك قضبان حديدية بالأسفل. مخفية بالضباب، لكن إذا أخطأتِ الهبوط…”
لم أكن أنوي القفز بلا معدات، لكن بعد كلام روين، تخلّيتُ عن أي أمل.
“إذن، هل الآخرون لم يتمكنوا من الخروج من هنا؟”
“على الأرجح. سيغ و جين لن يغادرا قبل العثور عليكِ، و ريد ليس من النوع الذي يهرب تاركًا أصدقاءه.”
“….”
“و ماريان و مينا جبانتان. ربّما تختبئان في مكانٍ ما بانتظار مَـنْ يجدهما. أما لاس… فهو بخير بالتأكيد.”
هل هو بخير حقًا؟
ربّما كانت الصرخة التي سمعناها هي صرخة لاس الأخيرة.
حتى لو كان الأمر كذلك، لا يمكنني فعل شيء.
ابتسمتُ بمرارة و أومأت.
نظرَ إليّ روين بتعبيرٍ غامض و قال:
“أنتِ لطيفة حقًا، ليلي. على الرّغمِ من بكائكِ و شعوركِ بالخوف ، تفكرين بأصدقائكِ قبل نفسكِ.”
لستُ كذلك حقًّـا.
أنا واثقة أنّني لو التقيت بشخصٍ الآن، سأرمي روين عليه و أهرب بمفردي.
بالطبع، لم أقل ذلك، و اكتفيت بابتسامة مناسبة.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات