في البداية، كنتُ خائفة لدرجة الجنون، لكن الآن أشعر وكأنني سأجـنّ من ضيق التنفس.
كنت ألهث ونفسي يصل إلى حلقي، عندما تحدث روين بنبرة تبدو و كأنها قلقة:
“هل ما زلتِ خائفة جدًا، ليلي؟”
نظرتُ إليه بوجهٍ مرهق.
في مثل هذه المواقف، أليس من الطبيعيّ أن تسأل أوّلاً إذا كنتُ متعبة؟
‘لكن ماذا أتوقع من شخصٍ غير طبيعي…’
بالطبع، أنا خائفة أيضًا.
أومأت برأسي بضعف… ثم ارتجفت.
كانت عيناه الحمراوان المرعبتان تفحصان جسدي بعناية.
تجمّدت كتمثال و أنا أنظر إليه لفترةٍ طويلة، ثم اقتربَ خطوةً و ضحكَ بعينيه:
“تعالي إليّ، ليلي. سأجعل الأمر غير مخيف.”
في تلكَ اللحظة، تذكرت كلامي السّخيف في القبو منذُ قليل.
“….”
تنهّدت تلقائيًا.
إذن، كل هذه التصرفات كانت جزءًا من خطة!
لكن في تلكَ اللحظة، كان ذلكَ أفضل رد ممكن.
‘لنصدق ذلك. يجب أن نصدّق…’
اقتربت منه، فأخـذَ روين الشمعدان من يدي و وضعه على الأرض.
ثم، بيده الباردة التي لم أعتد عليها بعد، لمسَ خدي.
كان المكان الذي لمسه هو بالضبط الذي جُرح عندما دخلنا المطبخ.
“الجرح شُفي تقريبًا. قد يؤلم قليلاً، لكن هل هذا مقبول؟”
ما الذي يخطط له؟ يبدو أن هذا الشّيطان ينوي تمزيق الجلد مجدّدًا كما فعلت أنا.
‘إذا كان سيفعل ذلك، كان يمكن أن يكون فعله لذلك على إصبعي أفضل…’
رفعت ذراعي لتلكَ النيّة، لكنه ضحكَ بشكلٍ غامض و قال:
“هذا الجانب كافٍ بالفعل.”
مـاذا!
كـدتُ أصرخ، لكنني كتمتُ الكلمات.
يبدو أن طعم الدّم يختلف حسبَ المكان.
‘حسنًا… حتى الخنازير و الأبقار تختلف نكهاتها حسب نوعيّة لحومها و الجزء المطبوخ منها…’
لن أموت، لذا دعني أستسلم بسرعة و أصعد إلى الطابق الثاني.
شبكت يداي و أغمضت عينيّ، فضحكَ روين بهدوء و رفـع أظافره.
مثلما مرّت سكين بجانب وجهي، شعرت بألـمٍ حـادّ.
‘آه…’
بسببِ توتّـر أعصابي، شعرت بالدّم يتدفّق.
سُحب ذقني للأعلى بيده الباردة.
في كل مرة كان الصوت الزلق يضغط على طبلة أذني، كان نفسي يتقطع.
لم أشعر بشيءٍ عندما لعق إصبعي، لكن الآن كنتُ خائفة و مشمئـزّةً حقًا.
لدرجة أنني تساءلت عما إذا كنت عاقلـةً لاستسلامي السّريـع.
“هيك…”
يا إلهي. لماذا تستمرّ الدّموع بالتدفق؟ هل لأن هذا الموقف مقزز؟
مع هسهسة صغيرة، سقطت دمعة. في نفسِ اللّحظة، توقّفَ لسان روين.
“ليلي.”
فتحتُ عينيّ المغلقتين عند سماع مناداته لاسمي.
كانت يده لا تزال تسحب ذقني، لذا كانت عيناي تواجهانه مباشرةً أكثر من أي وقت مضى.
عندما التقت نظراتنا، طوى روين عينيه بلطف.
“قلتِ إنكِ تشعرين بالأمان عندما ألعق جرحكِ و أهدئكِ. فلماذا ترتجفين هكذا؟”
“…بسببِ السلالم.”
“آه، السلالم. صحيح. أنتِ تخافين كثيرًا، لذا حتّـى هذا يخيفـكِ.”
يا للوقاحـة!
قد أكون خائفةً بشكلٍ خاصّ، لكن حتى الأشخاص العاديين لن يتحمّلوا هذا.
رددت بسرعة بمجرّد أن تركت يده ذقني:
“ألستَ خائفًا، روين؟ هذه الظواهر الغامضة تستمر في الحدوث.”
“حسنًا، لقد مررت بأشياء أكثر رعبًا في الماضي.”
الماضي؟
كـدتُ أرد تلقائيًا، لكنني عضضت شفتي و صمتت.
‘لقد عـاشَ لمئات السنين، لذا ربّما جلب أشخاصًا مختلفين و أرعبهم بطرقٍ مختلفة…’
يا لوقاحته بعد أن أخاف الآخرين.
بينما كنت أستمع إلى هرائه بأذن و أتجاهله بالأخرى:
“آآآآه!”
“…..!”
سُمع صراخ من مكان ما في الطابق العلوي.
لم أعرف مَـنْ هو، لكن كان صوت رجل.
رفعت رأسي بسرعة.
“روين، للتو…!”
“لنصعد و نـرى.”
التقطت الشمعدان من الأرض على عجل، و أمسكت ذراع روين باليد الأخرى.
هرعت صاعدة السلالم، لكن بدلاً من الوصول إلى المنصة، وصلنا إلى ممر الطابق الثاني.
كان الطابق الأول يعطي شعورًا بأنه مهجور منذُ زمن طويل—تماثيل مكسورة، أغراض مغطاة بالغبار، ستائر ممزقة، و معادن صدئة.
لكن الطابق الثاني كان مختلفًا.
‘يبدو كبيتٍ مهجور.’
بكلمة واحدة، كان كئيبًا.
كان أكثر ما يلفت الانتباه هو النوافذ الكبيرة المتصلة بالشرفات، المتباعدة بانتظام على أحد الجدران.
كانت أشعة القمر تتسلّل بشكلٍ خافت، مما جعل الطابق الثاني أكثر إضاءة من الأول.
‘هل هذا تصحيح واقعي؟ في اللعبة، كان الطابق الثاني مظلمًا جدًا.’
أو ربّما تحسن مزاج روين بعد تذوقه لدمي.
كانت إحدى تلكَ النوافذ مخرجًا، لكن مع وجود روين، لا يمكنني الهروب الآن.
نظرت حولي، متجاهلة الأسف.
“مَنٔ كان ذلك؟ صاحب ذلك الصوت. هل تعرف لمَنْ هو يا روين؟”
“يبدو أنه لاس. لكن لا أعرف من أين جاءت الصرخة.”
“….”
“لا تقلقي كثيرًا، ليلي. الجميع بالتأكيد بخير. لقد مررتِ بأمور مخيفة عدّة مرات وأنتِ بخير، أليس كذلك؟”
هل يسمي هذه مواساة؟
في اللعبة، كان يتصرف بشكلٍ طبيعي نسبيًا، فلماذا يعاملني هكذا؟
‘حسنًا… عند التعامل مع مجنون، يجب أن أجـنّ معه…’
أفرغت ذهني و ابتسمت ببراءة و أومأت.
لكن يبدو أنني لم أدر تعابيري جيدًا.
ضيّـقَ روين حاجبيه وأمال رأسه قليلاً:
“هل أنتِ مريضة؟ وجهكِ شاحب.”
“لا، لست مريضة، فقط متعبة قليلاً. لقد كنا نصعد و نهبط السلالم باستمرار، ثم سمعت تلكَ الصرخة، فشعرت بالغثيان…”
“فهمت. إذن، لنأخذ استراحة ونتنفس بعض الهواء.”
“ماذا؟ أين؟”
“هناك شرفة خارج النافذة. الخارج مضاء، لذا دعي الشمعدان مؤقتًا.”
أنهى روين كلامه بوجهٍ يبدو قلقًا حقًّـا.
وقبل أن أرد، انتزع الشمعدان و وضعه جانبًا و سحبني نحو النافذة.
في اللعبة، كانت جميع النوافذ تقريبًا “صدئة ولا تُفتح” باستثناء واحدة، لكن هذه انفتحت بسلاسة.
‘هل يسمح لي برؤية الخارج بهذه السهولة؟’
لا أصدق. هل يخشى أن أتقيـأ هنا؟
‘يبدو أنه كان حسّاسًا بشكلٍ خاص من قبل، لذا قد يكون هذا صحيحًا.’
كان ذلكَ شيئًا أنا ممتنة له. لم أكن أكذب بشأن شعوري بالغثيان.
عندما فُتحت النافذة المزعجة، ضربت نسمة رطبة لكنها منعشة خديّ.
في لحظة، وصلت إلى الخارج الذي تمنيته.
“آه…”
ربّما بسببِ قرب البحيرة، كان المشهد مغطى بضباب كثيف.
لكن القمر في السماء، كما في عالم الخيال، كان كبيرًا ومضيئًا، مما جعلَ الرؤية واسعة.
‘أشعر أنني أحيا مجدّدًا.’
هكذا إذن شعور الحرية و الإنتعاش.
ليست مبالغة، لكن هواء القصر كان ثقيلًا بطريقةٍ ما.
أدرت عينيّ لأنظر تحت السور.
كان الضباب كثيفًا جدًا لدرجة أن الأرض لم تكن مرئية، لكن كون المكان قلعة جعل الارتفاع كبيرًا.
‘لو كان هناك حبل، يمكنني التسلق للأسفل…’
أين يمكنني إيجاده؟
بينما كنتُ غارقة في التفكير، ربّـتَ روين على ظهري وقال:
“هل تشعرين بتحسن؟”
“آه، نعم! أنا بخير.”
“هذا جيد.”
ثم ابتسم بلطف و شبك أصابعه بيدي التي كان يمسكها.
في تلكَ اللحظة، خفقَ قلبي مجدّدًا.
[‘روينفيرات’ قد وصل إعجابه إلى مستوى خطير.
[♡] التعلق: 12→13
[♥] الإعجاب: 54→62 ]
ظهرت نافذة تعرض مستويات التعلق والإعجاب.
وكان الإعجاب أعلى بـ49 من التعلق، مما يعني أنني أواجه مسار “فتاة التربية”.
‘أنقذوني…!’
كان الغريزة تتغلب على العقل، و الفعل يسبق التفكير.
“روين!”
نفضت يدي المشبوكة بعنف و تراجعت للخلف وصرخت:
“يجب أن نبقي مسافة بيننا! القرب منكَ سيء لقلبي!”
ثـمّ رأيتها.
قيمة التعلق ترتفع في الوقت الحقيقي.
من 13 إلى 14. مجرد 1، لكن في موقفي، كانت تلكَ الواحدة ثمينة.
واصلت التبرير و أنا أرمش بعينيّ إلى روين:
“عندما تبتسم لي! قلبي يرتجف.”
ليسَ فقط قلبي، بل معدتي تبرد من الخوف.
“عندما تمسك يدي فجأةً أو تلمس خدي، يتقطع نفسي.”
أشعر و كأنني سأموت من ضيق التنفس.
“عندما تنادي باسمي، أشعر و كأنني في عالم آخر.”
هذا ليسَ كذبًا. أنـا بالفعل من عالـمٍ آخر.
“لذا! ألا يمكنكَ التوقف عن الابتسام أو اللمس هكذا…؟ أشعـرُ أنني سأموت حقًّـا.”
أنهيت كلامي و عضضت شفتيّ بقوّة.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات