لحسن الحظ، كان المحتوى عاديًا، على عكس الخيارات السابقة.
شعرت بالارتياح وسألت روين، الذي كان لا يزال يتظاهر بالخجل:
“أمم، روين. قلتَ إن هناك صورة داخل القلادة، أليس كذلك؟ من كان؟”
أردت محو تلكَ القلادة الملعونة من ذهني، لكن لم أستطع.
في النهاية، روين هو مَنٔ أعطاني القلادة لأرى الصورة، مما جعلَ الأجواء محرجة.
كنت أتوقّع إجابته تقريبًا:
“نعم، كانت صورتي، ليلي.”
عندها سـأرد:
“مهلاً، هل هذا جدّك؟ مذهل! أن يعيش في مثل هذا القصر الكبير!”
مثالي.
المهم ألا تقع القلادة بين يديّ.
نظر إليّ روين و ابتسمَ بهدوء:
“كانت صورة رجل غريب.”
“…آه.”
تقوّست عيناه الحمراء كالهلال.
جـفّ فمي من ردّه غير المتوقّع.
كان التّوتر والخوف يسببان العطش.
إن إضفاء معانٍ على كلمات الآخرين و تصرفاتهم أمر مرهق. قد لا يكون لديهم أي نية فعلية.
لكن معرفتي بطباع روين الحقيقية جعلت كذبته مقلقة.
أخفيت توتري و تظاهرت بفحص الأرضية، قائلة:
“ربّما كانت ملكًا لشخصٍ عاش في هذا القصر؟”
“مَنْ يدري؟ لكن لو كانت شيئًا مهمًا، لما تُركت هنا. لا تعيريها اهتمامًا.”
“آه؟ آه، حسنًا.”
…نعم، دعينا ننسى الأمر. هذا ليس المهم الآن.
في هذه الأثناء، كان عود الثقاب الذي يحمله روين قد احترقَ نصفه.
بالنّسبة لعود ثقاب، فقد استمـرّ طويلًا، لكن فكرة اقتراب الظلام جعلتني أرتجف لا إراديًا.
‘لا يمكنني التشبث بروين الآن…’
كان ذلكَ بسببِ مستوى العاطفة و التعلّق المتذبذب.
على الرّغمِ من أن الشّرط الأساسي كان مجهولًا، إلا أن التحذير من الخطر جعلني حذرة.
“أممم، روين. هل لديكَ المزيد من أعواد الثقاب؟ يبدو أنه سينطفئ قريبًا.”
“آه، صحيح. هناك شمعدان و شموع هناك. سأحضرها، انتظري لحظة.”
شمعدان و شموع؟ هل كان هناك شيء كهذا؟
تفاجأت لأنني لم ألاحظه رغمَ تجوالنا معًا. مـرّ روين بجانبي، مانحًا إياي عود الثقاب.
على الرّغمِ من أنه لم يتحرك سوى بضع خطوات، إلاّ أنّني تبعته كدجاجة تطارد فرختها.
ضحكَ روين بهدوء، و كأن تعقّبي له و أنا خائفة كان مضحكًا.
ذهبَ إلى الزاوية و انحنى لالتقاط شيء.
كانت شمعة مغطاة بالغبار و شمعدان بمقبض.
بمجرّد أن أدخلَ روين الشمعة في الشمعدان، نقلت لهيب عود الثقاب إلى الفتيل بسرعة. تقريبًا في نفس اللحظة، انطفأ عود الثقاب.
‘كم كان ذلكَ خطيرًا…’
لم أتوقع أن نتمكن من استخدام شمعة، كانت رفاهية غير متوقعة.
لكن بمجرّد التفكير بتفاؤل، تسلل القلق كالظل.
‘لا يمكن أن يكون روين لطيفًا هكذا بدونِ سبب… هل هذه الشمعة ملعونة أيضًا؟’
بينما كنت أحدّق في النور الأكثر إشراقًا و أنا غارقة في التفكير، سأل روين فجأة:
“ليلي، هل تكرهين الظلام؟”
“أحبّـه عندما أنام.”
“…ماذا؟”
حتى على سؤاله العشوائي، أجبت بجدية، لكن رد فعله كان غريبًا.
رفعت رأسي لأرى روين ينظر إليّ بتعبيرٍ غامض.
…لماذا؟
“هل قلت شيئًا غريبًا؟”
“لا، ليس كذلك. على أي حال، انظري. لقد وجدنا شيئًا مفيدًا مرّةً أخرى، أليس كذلك؟”
غيّـرَ الموضوع بطريقةٍ غير طبيعية، لكنني قررت مواصلة الحديث دون تعليق.
بالتأكيد، كان مفيدًا.
الأول كان عود الثقاب، و الثاني الشمعة و الشمعدان.
‘إذن، الثالث… ربّما شعلة؟’
كنت أتمنى ذلكَ حقًا.
لو أستطيعُ أن أشعل النار في القصر و أهرب.
‘لكن روين لن يسمح بذلك، وفي أسوأ الحالات، قد أحترق معه…’
إذا حدثَ ذلك، ربما تنتهي القصة بنهاية “فتاة مشوية” أو شيء سخيف كهذا.
طردت الخيالات المرعبة وسألت بحماس:
“إذن، هل سنصعد إلى الطابق الثاني الآن؟”
“في الواقع، هناك شيء آخر يثير فضولي. دعينا نتحقق منه أولاً.”
“شيء يثير فضولك؟”
“نعم، تلكَ الخزانة الزخرفية هناك. ألا تبدو غريبة؟”
أشارَ روين إلى خزانة كانت تحجب ممرًا سريًا بمهارة.
تجمّدت، لكنه واصل، مبتعدًا عني:
“الأغراض الأخرى قديمة جدًا، لكن هذه تبدو بحالة جيدة. لا أعتقد أنها كانت هنا منذ البداية.”
“…آه، صحيح. لم أفكر في ذلك. أنتَ حقًا حادّ الملاحظة، روين.”
لم يكن “حاد الملاحظة” هو التعبير الصحيح.
‘حتى مع إضاءة الشمعة، فإن المكان لا يزال مظلمًا. كيف لاحظت هذا الفرق؟’
لكنني لم أظهر ذلك و أنهيت كلامي بمديح لنفسي.
مذهلة يا أنـا..
تبعت روين وهو يتّجه نحو الخزانة بخطوات صغيرة.
نظر خلف الخزانة وقال:
“ليلي، هنا. يبدو أن هناك بابًا.”
“هل… هو ربّما باب يؤدي إلى الخارج؟”
“من المحتمل جدًا. المباني الكبيرة مثل هذه عادةً ما تحتوي على ممرات سرية تؤدي إلى الخارج.”
بالنّسبة لهذا المكان، لم يكن هناك مخرج لائق في اللعبة.
لكن المهم الآن هو مواصلة الحديث.
‘أتذكر أنني تحدثت عن شيء مشابه مع مينا في القبو…’
حاولت إخفاء التوتر و أجبت:
“إذن، من الأفضل أن نتحقق، أليس كذلك؟”
“نعم، بالتأكيد. هيا، ليلي. أمسكي الشمعدان و ابتعدي قليلاً.”
“ماذا؟ لا، أنا أيضًا…”
“لا بأس. لا يجب أن تتسخي.”
“….”
لماذا شعرت أن عبارة “لا يجب أن تتسخي” كانت ناقصة، كما لو كانت تتبعها كلمة “وجبة خفيفة أحتفظ بها”؟
شعرت بقلبي ينكمش.
أمام رفضه اللطيف لكن الحازم، لم يكن أمامي سوى التراجع حاملة الشمعدان.
دفعَ روين الخزانة جانبًا بسهولة، دونَ أي جهد واضح.
تقلّص جسدي لا إراديًا عند صوت الاحتكاك المزعج للأرضية الحجرية.
عندما أُزيحت العقبة، تنفّست الصعداء عند رؤية الباب.
‘قالوا إن الممرّ بالكاد يكفي لمرور شخصٍ واحد، لكنه أضيق مما توقعت.’
دونَ اكتراث، أمسكَ روين المقبض الحلقي و سحبه دونَ تردد.
تردّد صوت صرير مزعج.
من الباب الذي فُتح ببطء، هبّت ريح رطبة و كئيبة.
عندما مددت الشمعدان بحذر، رأيت أرضية حجرية.
‘بصراحة، حتى لو كان هناك قاتل يطاردني، لا أريد الدخول…’
كنت أعلم أن هذا الممر لا يؤدي إلى الخارج، مما زاد من تقلّصي تنفسي.
لاحظَ روين خوفي و همس بلطف:
“هيا نذهب، ليلي. من المؤكد أنه يؤدي إلى الخارج.”
“…ماذا؟”
“إنه ضيق، لكن لا مشكلة. هيا.”
ابتسمَ روين بلطف و مـدّ يده.
نظرت بالتناوب بين وجهه، الذي يبدو كأن حتى الشيطان سيرفضه، و الباب الذي يبدو كمدخل إلى الجحيم.
“ما الذي تفكرين به؟ امسكي يدي بسرعة.”
تألقت عينا روين وهو يناديني مرّةً أخرى.
في تلكَ اللحظة، أظلم المكان المضاء بالشمعة.
‘مهلاً، مرّةً أخرى…’
شعرت بجسدي و لساني يتصلبان كالحجر، غير قادرين على الحركة.
رغمَ أنها المرة الثانية فقط، شعرت بأنني اعتدت على هذا الإحساس الغريب، و أدرت عينيّ.
بعد لحظات، أضاء المكان قليلاً، وكان روين و مينا يقفان أمامي.
تحدّثت مينا، ذات الشعر الأسود المربوط بشكلٍ فضفاض، بنبرةٍ متوترة:
“ما رأيك، روين؟ أعتقد أن هذا ممر يؤدي إلى الخارج.”
“من المحتمل جدًا. المباني الكبيرة مثل هذه عادةً ما تحتوي على ممرات سرية تؤدي إلى الخارج.”
“…أليس كذلك؟ قرأت في كتاب عن الممرات السرية في قصور النبلاء. للهروب من الغزوات، أو لنقل الطعام، أو لإخراج شيء سرًا.”
كانت مينا تتحدث بهدوء وثقة، لكن خوفها كان واضحًا.
أما روين، فنظرَ إليها بهدوء و سكينة.
بعد أن تحدثت مينا طويلًا، عضّت شفتيها وأشاحت بنظرها.
عندها فقط تحدث روين إليها:
“لنبحث عن الآخرين و نخرج معًا.”
“…معًا؟ هل لا تزال تعتقد أن الآخرين على قيدِ الحياة؟ هل تعلم كم ساعة مرّت منذُ دخلنا هذا القصر؟ ربّما مات الجميع!”
“لا، مينا. الجثث التي عُثر عليها كانت فقط لـليلي، التي وقعت في الفخ أوّلاً، وماريان، التي بقيَ منها جلدها فقط بالقرب من القبو. من المؤكد أن الآخرين مختبئون مثلكِ.”
ارتجفت مينا عندما ذكّرها روين بالموت المروّع بطريقةٍ لطيفة.
‘في اللعبة، بدأت الشّكوك بسببِ مثل هذه التصريحات.’
سماع هذا بشكلٍ مباشر، و ليس كجزء من حوار اللعبة، كان أكثر رعبًا مما تخيلت.
شحب وجه مينا أيضًا.
وعندما أخفضت رأسها، اختفى التعبير تمامًا من وجه روين.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"