مـيـل
أصغرُ أفرادِ عائلةِ فلاديزيف، تيا، قد عادت للمنزل.
لكن، ما استقبلها لم يكنْ أحضانَ العائلةِ الدافئةَ، بل… شبحٌ غريب؟
“أنا آخرُ سيّدةٍ لعائلةِ فلاديزيف، جئتُ من المستقبلِ.
فبعدَ اثنَي عشرَ عامًا، ستُبادُ العائلةُ بأسرِها.”
“بما أنّني الآن في الثامنةِ من عمري، فبعدَ 12 سنةً سأكون… إذن… 812 عامًا!؟”
في اللحظةِ الأخيرة، عادت الشبحُ وينتر عبرَ الزمن،
ومع تيا، الساحرةِ الصغيرةِ التي نشأت تحت رعايةِ جدّتِها دوقةِ الشمال،
تلتقي العائدتان، وحين تتشابكُ أيديهما، يتغيّرُ مصيرُ العائلة!
“حسنًا! لننطلق!”
محاولاتُ تيا المرِحةُ واللطيفةُ لتغييرِ المستقبل،
تسيرُ اليومَ أيضًا─ كما هو متوقَّع، بسَّلاسةٍ!
قررتُ أن أتنازل عن أبي للبطل كي أنجو بحياتي.
لكن!! فقط اعتنِ به لفترة قصيرة!
* * *
في يوم ميلادي الثامن، استعدتُ ذكريات حياتي السابقة.
كان من المثير أن أجد نفسي داخل رواية قرأتها في حياتي السابقة، لكن لماذا أنا الشريرة؟!
بل وأسوأ من ذلك، أنا الشريرة التي ستُطرد من قصر الدوق الأكبر بعد أن عذبتُ البطل، وسأكون أول من يموت على يديه؟!
لتجنب هذا المصير، قررتُ أن “أتنازل” عن أبي للبطل.
هدفي في هذه الحياة هو: “تسليم أبي للبطل والبقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة!”
استراتيجيتي تُسمى: خطة تسليم الأب!
‘على أي حال، أنا لا أحتاج إلى أب، فخذه أنتَ!’
لكن…
‘ماذا؟ ذكريات؟ تقول إن هناك ذكريات أخرى يجب أن أتذكرها إلى جانب ذكريات حياتي السابقة؟!’
يبدو أن هناك سرًا خفيًا عن نفسي لا أعرفه بعد!
“آه، أم أنّ هذه هي المرة الأولى التي يلمسكِ فيها رجل؟ ألم تكونا أنتِ وإيان على علاقة؟ يبدو أنّني لم أكن مراعيًا لعذريتكِ.”
“لا تلمس إميليا!”
حرب بين أخوين في عائلة الدوق الأكبر فيسبيرد.
جوزيف، الابن الأكبر، الذي يؤمن أن أخاه الأصغر سلب منه لقب الدوق، أثار فتنة.
من أجل حماية زوجته إميليا،
استخدم إيان، قدراته التي احتقرها وتجنّبها طوال حياته.
لكن تلك القدرة، التي ظلّت مختومة لزمن طويل،
خلقت لهيبًا مرعبًا قاد حتى صاحبه إلى الهلاك،
وأحرقت كل شيء في النهاية.
تحت وطأة الشعور بالذنب لعدم قدرتها على حماية إيان،
ألقت إميليا بنفسها في النيران التي ابتلعته…
“آنستي، ما بكِ؟ هل أنتِ مريضة؟”
عادت إميليا إلى يوم ميلادها العاشر حيث التقت إيان لأول مرة؟!
أدركت إميليا أنها عادت في الزمن إلى ما قبل أن تُعقد خطوبتها من إيان.
ربما في هذه الحياة، يمكنها إنقاذ نفسها وإيان من المأساة.
لم يعد هناك إيان، الدوق فيسبيرد، الذي يحتقر قدراته وينكر ذاته،
ولا إميليا، الدوقة السلبية التي كانت تراقبه من بعيد فقط.
سأحمي زوجي بنفسي!
من يجرؤ على المساس بزوجي سيُدمَّر!
بدأ كلّ شيء يتغيّر كما تمنّت.
حتى إيان، زوجها، وحتى مصيرهما المؤلم.
امتلأ قلب إميليا بالأمل في تغيير المأساة.
* * *
لكن…
اقترب إيان منها، بوجه يعكس انزعاجًا، وهمس خلف ظهرها.
“ألا تتمنّين شيئًا منّي؟”
كانت ذراع إيان القوية تطوّق خصرها.
احمرّ وجهها تلقائيًا بسبب صوته المنخفض الذي تسلّل إلى أذنيها.
في المرآة، حيث بدت صورتها المرتبكة إلى جانب صورة إيان.
كان وجه رجل يريدُها بوضوح.
“إن لم يكن لديكِ شيء، سأشعر بخيبة أمل.”
قال ذلك وهو يقبّل خصلات شعرها.
من يجرؤ على المساس بزوجي سيُدمَّر…
لكن، هل أنا من بدأت بالمساس به خطأً؟
كنتُ الجاسوسة المثالية التي ربّاها البابا.
تناولتُ جرعة تصغير للتسلل وسرقة إرث عائلة دوق كرايتان بناءً على المهمة التي كلفتُ بها.
“لماذا يداي صغيرتان هكذا؟ ما هذا الصوت؟ آه! لماذا أصبحت قصيرة جدًا؟!”
لكن شيئًا ما حدث خطأ، فتحولتُ إلى طفلة في الخامسة من عمرها.
إذا فشلتُ في المهمة، فالموت هو النتيجة الوحيدة التي تنتظرني.
حاولتُ بجسد طفلة في الخامسة أن أفعل شيئًا لأبقى على قيد الحياة.
“ليفونيا كرايتان. من اليوم، ستكونين ابنتي.”
تم تبنّيّ كابنة صغرى لعائلة الدوق.
إذا كان هذا يُعدّ تسللًا، فليكن تسللًا.
لكن آه… يبدو أن الدوق تبناني كبديل لابنته المفقودة.
حسنًا! على أي حال، كنتُ أنوي استغلالهم بشكل مناسب للعثور على الإرث!
ما دمتُ هنا، سأستمتع بحياة عائلة الدوق إلى أقصى حد قبل أن يتم طردي.
كانت هذه هي الخطة بالتأكيد…
“ليفونيا، من الآن فصاعدًا، حتى الخدش الصغير يجب أن يُعالج. هذه قاعدة العائلة.”
“كرة القطن، حتى لو مزقتِ الستائر بالمقص، لن نعاتبكِ. هذا منزلكِ، أليس كذلك؟”
“ليفونيا، أختي الصغرى. كل ما تريدينه سأعطيكِ إياه مدى الحياة. فقط ابتسمي.”
لماذا يعاملني هؤلاء الأشخاص، الذين لا تربطني بهم صلة دم، بهذه الطيبة؟
كل ما فعلته هو التسلل كابنة بالتبني من أجل المهمة.
يجب ألا أحمل آمالًا زائفة وأهرب.
“إلى أين تهربين بعد أن ألِفتِنا؟ أظن أنني أعرف هويتكِ الحقيقية، أيتها الأميرة.”
“…….”
“فقط خذيني معكِ. سأتبعكِ أينما ذهبتِ.”
لا أستطيع أن أرفع قدميّ للرحيل.
هل يحق لي أن أطمع بهذا؟
يَبدو أنَّنِي قتلتُ البطل الأصليَّ.
كان هُنَاكَ رجلٌ مُلقّى على الأرضِ ينزفُ بغزارةٍ، وكنتُ أحمِلُ خِنجرًا دموِيًّـا.
‘لِـمَنْ هذا الجسد؟ أيْـنَ هذا المكان، ومن هذا الرَّجُل؟’
قـبل مقدرتِـها على استِيعَابِ الوضعِ الرَّهـيبِ.
“سمو الدوق! هل حدث أيُّ شيءٍ؟ سَوف نَدخُلُ!”
تَبَيَّن أنَّهَا قاتِـلة.ٌ
في ذلِكَ الوقتِ، سَمِعْتُ صَوتًـا غامِضًـا فِي رأسـِي، كأنَّنِي أقرَأُ مقطعًـا مِنْ روايَـةٍ مَـا.
احتجتُ للمُساعَدَةِ من المُحَقِّقِ الذي كَانَ يُلاحِقُنِي، آمون سبينسر.
***
“هَـل تقصدِيـنَ التَّـعَاونَ للـقَبْضِ على المجـرمِ معًـا؟”
“نعم، لديَّ معلوماتٌ قيمةٌ.”
لذلِـك قرّرنـا إقامـةَ تحالـفٍ مـؤقتٍ مِـن أجـِل المـنفعةِ المتبادلـةِ.
كـنتُ متيقنـةً مِنْ ذلـكَ…
العلاقةُ التعاقديَّةُ، التي اعتقدت أنَّها ستنتهي بمجرَّدِ العثورِ على الجاني الحقيقيِّ، كانت تتغيَّرُ قبلَ أن أدرك
“قد حدثَ خطأ. وبسببِ خطأنا، تحمَّلتِ كُلَّ العواقبِ بدلًا منا.”
يقولُ إن حياتي كانت خطأً؛ كلُّ هذه المحنِ كانت شيئًا لم يكن عليَّ أن أواجهه!
“هذه المرة، سوف أتأكَّدُ من جعلكِ تعيشينَ حياةً كريمةً.”
“لا أحتاجُ إلى ذلك.”
وبعدَ عدةِ ساعاتٍ من الإقناعِ والتفاوضِ، تمَّ التوصلُ إلى تعويضٍ.
لو كان لديَّ 100 مليونِ عملةٍ ذهبيةٍ ومنزلٍ، كنتُ سأعيشُ براحةٍ وثراءٍ.
لكنَّ آلةَ السحبِ التي تلقيتها كاعتذارٍ – والتي كانت شائعةً في تلك الأرضِ – كانت أكثرَ فائدةً.
***
قمتُ بالسحبِ الأولِ: دروك، دروك، دورك، دورك…
“أنا والدكِ.”
هاه، ما هذا؟ لا أحتاجُ إلى ذلك. لا تعطيني والدًا، أعطني شيئًا آخر.
وفي تلك اللحظةِ، تدفَّقتِ الدموعُ من عيني التنينِ الأبيضِ.
لم يُقال أبدًا إنه سيتمُّ منحُ عائلةٍ لي كتعويضٍ!
تسيطر روح عاصفة عاتية على خادمة في القصر الإمبراطوري. وثقتها بجمالها الباهر وحده، تجعلها تتورط في قصة حب بين الإمبراطور والبطلة، وهو دور غالبًا ما ينتهي بفقدان حياة من تؤديه.
“الإمبراطور؟ ما أهميته على أي حال؟”
بينما تحاول التخلص من هوسها بالإمبراطور، تتضح لها القيمة الحقيقية لعمل خادمة في القصر: وظيفة مستقرة براتب مناسب، وإجازات منتظمة، وحتى حماية مكانتها الاجتماعية من القصر. بدا الأمر وكأنه الوظيفة المثالية، أليس كذلك؟
وعلى الرغم من هوايتها السابقة في صنع الكوكتيلات والاستمتاع بحياة مريحة، إلا أنها وجدت نفسها منجذبة إلى شؤون القصر.
“اوجيني، ما هذا المشروب اللذيذ؟” نظر إليها الأمير الصغير بعينين متألقتين.
“أريد أن أقدم هذا المشروب في حفل القصر، ما رأيك؟” أقنعتها الخادمة الصارمة بتعبير جاد!
وثم،
“أنا مرتاحة لوجودك بجانب نواه.”
حتى الإمبراطور ذو القلب البارد بدا وكأنه قد أصبح ألطف قليلاً!
… هل من الممكن أن تتحول حياتها في هذه الرواية إلى نوع شفاء علاجي مع هذا التحول في الأحداث؟


