رجل لطيف
تلقت إيريكا عرض زواج من صديق طفولتها، رودريك الذي عاد من الجيش وقضى معها ليلة مشتعلة بالعواطف.
لكن نشوة حبها الأول لم تدم طويلًا، إذ وقع انقلاب في تلك الليلة، وانتهى الأمر بمقتل رودريك، تاركًا وراءه طفلًا في رحمها.
وفي أحد الأيام، بينما كانت غارقة في حزنها، ذهبت لمساعدة سيدة أثناء ولادتها…
“…رودريك؟”
الرجل الذي ظنت أنه ميت تبين أنه زوج تلك المرأة!
في النهاية، قررت إيريكا إنجاب طفل الرجل الذي خانها. ومع طفله في أحشائها، هربت بعيدًا. لكن القدر لا يرحم، وبعد بضع سنوات، التقت به مجددًا، ومعها طفلها.
“هاه، هذا الطفل يشبهني تمامًا.”
“ما الذي تقوله بحق الجحيم؟ هذا الطفل ليس طفلك!”
منذ تلك اللحظة، انقلبت حياة إيريكا الهادئة إلى فوضى.
رودريك، ما الذي يحدث معك بحق السماء؟
لقد كان من المفترض أن يكون ميتًا، لكنه الآن حيّ، يدّعي أن طفل امرأة أخرى هو ابنه، ومع ذلك لا يزال يصرّ على أن إيريكا هي المرأة الوحيدة التي يريدها. كان ضعيفًا في السابق، لكنه الآن أصبح مجرمًا مطلوبًا، يُعرف بقدرته على هزيمة العشرات من المرتزقة بمفرده.
ما هي الحقيقة المخفية وراء أكاذيب رودريك؟
كان كايلرن بمثابة نور يوريس.
لقد أحبته كثيرًا لدرجة أنها لم تستطع أن تتخيل مستقبلًا بدونه.
لهذا السبب فإن حقيقة أنه كان يدفعها بعيدًا فجأة كانت صعبة التحمل.
“سأتزوج نهاية الشهر ، فلا تبحثي عني بعد الآن. أطلب منكِ لآخر مرة”
لم يكن هناك أي عاطفة في صوته الجاف.
لم يكن هناك أي كراهية ، فقط صوت هادئ يقدم قطعة من الأخبار المملة.
***
و هي منكسرة القلب ، يوريس لا تستطيع أن تحب زواجها المدبر من تشاينت.
و لكن تشاينت أحب زوجته كشجرة عجوز ثابتة.
بغض النظر عن مقدار الألم ، بغض النظر عن عدد المرات التي نادت فيها بإسم حبيب طفولتها في كوابيسها ، بغض النظر عن عدد المرات التي همس فيها أنه يحبها.
كان الأمر كذلك حتى جاءت الحرب المفاجئة التي أخذت كل شيء بعيدًا.
لقد عاد زوجها ميتًا ، و رحل والداها ، و تحوّل بلدها الحبيب إلى رماد.
و ماتت يوريس مع ندم عميق.
هذا ما فكرت به عندما فتحت عينيها.
في يوم ربيعي هادئ قبل ثماني سنوات.
“يوريس ، هل مازلتِ نائمة؟”
لقد كان كايلرن لطيفًا ، لكن هذا لم يعد مهمًا الآن.
لا أعلم لماذا عدتُ إلى الماضي ، و لكنني سأوقف الحرب.
و …
“زوجي ، تشاينت ، على قيد الحياة”.
في أحد الأيام، بينما كانت تعاني من الحمى الشديدة، تذكرت أنجلينا ذكريات من حياتها الماضية، بما في ذلك حقيقة أن هذا المكان هو رواية وأنها الأخت الصغرى للشرير و المحكوم عليها بالهلاك.
لفترة من الوقت، شعرت بالحزن لأنها ستموت مبكرًا.
“سأستمتع بما تبقى من حياتي.”
إنه مرضٌ لا علاج له على أي حال. لذا فكّرت في فعل كل ما تريده قبل موتها، أو ربما تحاول حتى فعل شيءٍ يمنع شقيقها من أن يصبح شريرًا…
“من فضلكِ، سيدة فلوبير.”
وفجأة، بدأ البطل ينظر إليها بنظرة عاطفية إلى حد ما.
“هل… يمكنكِ أن تمنحيني فرصة؟”
لقد كان يقول لها هذا السطر المتوسل بالتحديد، وهو ما كان من المفترض أن يقوله للبطلة الأصلية.
‘اممم ما الذي علي فعله بهذا الأمر؟’
ابتلعت أنجلينا أنينًا.
‘بالنسبة لكوني مجرد شخصية إضافية محكوم عليها بالموت، هل تدخلت كثيرًا في العمل الأصلي؟’
قليلاً… لا، لقد كان الوضع محرجًا جدًا.
“من فضلِكَ ، دعني أذهب. لا تجعلني أكرهك أكثر مما أكرهك بالفعل”
لقد خاطرت أديلايد بحياتها مقابل لعب دور الدوقة ، لكنها لم تكن لديها أي نية في حُبِّ كلاوس.
كان نبيلًا شماليًا يتمتع بـواجِهة أنيقة ، لكنه يفتقر إلى أي نُبل حقيقي.
كان التعامل مع مثل هذا الدوق دائمًا مصدر إحراج لأديلايد ، التي عاشت طوال حياتها كسيدة نبيلة.
لقد كانا يستغلان بعضهما البعض فحسب ، لذا لم يكن هناك أي احتمال أن يكون هذا حبًا ، بل مجرد شيء تافه هكذا.
“أنت تعني شيئًا بالنسبة لي”
كلما وقِعتُ في حبه ، كلما تعمقتُ أكثر ، و أصبح كل شيء في فوضى. مثل حريق لا يمكن السيطرة عليه.
هل لديكِ أيُّ قيمة أخرى غير نفسِكِ؟
وبخها كلاوس بشدة بـشفتيه على حلقها.
“أريد كل شيء منكِ ، حتى أنفاسَكِ. كيف لا يكون هذا حُبًا؟”
“أنتَ مجنون تمامًا …”
لقد جعلتَني أُدرِك بـأبشع صورة ممكنة أن كُلَّ ما تبقى بيننا ليس سوى الكراهِية.
بعد أن فقدت والديها، تم راعيةُ إيفون من قبَل عائلةَ الكَونِت كليَن.
حتى أنها كانت على وشك أنَّ تُخطبَ مع ابنَ الكونت فلين.
ومع ذلكَ، قبل حَفل الخَطوِبة مباشرةً، أكتشفتهُ وهو يخَونهِا.
بعد فسخَ الخطوبة وبحثَها عن طريقةً للعيشِ بشكلٍ مستقلٍ، صَادفتَ إعلانًا لوظيفةٍ بـ شروطٍ غريبةً.
[نبحث عن شخَصٍ يمتلَكُ شعرًا فضيًا لامعًا وعيونًا خضراء زاهيةً.]
كان صاحب ذلكَ العَمل دوَق داَنتي كريستوفر، أشهر فارسٍ في الإمبراطوريةِ.
لحسَن الحظ، اجتازت المقابلةَ وتم توظيفها كمديرةٍ لقصرِ الدوق.
باستخدام مهاراتَها في الحَياكةِ والتطَريزِ، بدأت بـ تزَيين القَصر الكَئيَب، وبدأتَ تحلمُ بحياة جديدة في العاصمة…
بشكل غريب، بدأ الناَس في منزلِ الدوقِ ينادونها بـ”سيدتي”
وبدأ دانتيَ، المعروفُ بندرةِ وجودهِ في المنزلِ، يَتناول العَشاءَ مَعها كُل مساءٍ.
وعلاوةً على ذلكَ، طلَب منهَا بإصرارٍ أن تعلّمهُ الحياكةَ. وَبدا التعلم بيديه الخشنتين بشكلٍ جاد…
“ما هـٰذا؟”
“هَديةٌ.”
“دوق ، هل تعرفُ ما تعنَيه هذِه الزَهرةُ؟”
“…….”
هذه الزهرة تُقدّم عند الاعترافِ بالحُبِ…
ألم تكَن أنتَ من وظفنيِ كمديرةٍ؟! لماذا تعاملنَي بهَذا اللطفِ؟؟
فعلتُ كُلَّ ما بوسعي حتى يحبوني لكن لم يحبني احد لا عائلتي و لا خطيبي أحبّني.
كانت والدتي مخطئة عندما قالت لي إن بذلتُ قُصارى جُهدي حتى يحبوني سيحبوني.
بعد 14 عاماً من الحب من جانب واحد ، كان من المؤلم أن أدرك ذلك في اللحظة التي قررت فيها المغادرة مع الدوق فيكاندر ، بطل الحرب ، الذي رأيته في مأدبة النصر.
و كان نفسه رجلاً جميلاً ، صادفته بالشارع.
“أسمحي لي بأن أُعطيكِ أثمن ما لدي”
مُمسِكةً بيده و تارِكَةً الجميع ورائي.
“أنتِ لم تُحبّيني أبدًا على أي حال، أليس كذلك؟”
انتهت حياة أستيل الزوجية التي طال انتظارها في يوم واحد.
لقد عملت بجد لتصبح زوجة كايزن منذ أن كانت في العاشرة من عمرها، لكن الشيء الوحيد الذي بقيَ لها هو وصمة العار التي تحملها كإمبراطورة لليلة واحدة. لقد تخلّى عنها الإمبراطور، الرجل الذي أحبّتهُ، كايزن، أراد منها أن ترحل.
“نعم. أنتَ مُحق. لم أُحبُّكَ.”
كذبت أستيل للمرة الأخيرة.
كان زوجها كايزن سبب حياتها، ولكن أيضًا كان زوجها ليوم واحد.
اعتقدت أستيل أنه لن يكون هناك اتصال معه مرة أخرى، ولكن…
“أعتقد… أنني قد أكون حاملاً؟”
بعد ست سنوات، كذبت أستيل مرة أخرى عندما التقت بكايزن.
“أنتِ… من هذا الطفل؟”
“إنه ابن أخي.”
لحماية الطفل.
تقمصت جي سو-أون، شخصية إينا، والتي كانت إحدى الشخصيات الثانوية في الرواية.
بعد انتقالها، واجهت الكثير من المتطفلين المزعجين فحاولت تأديبهم قليلًا، لكن يبدو أن ذلك أنشأ شائعاتٍ غريبةٍ عنها.
“أأنتِ من جعلتِ عددًا لا يحصى من الرجال يركعون عند قدميكِ بجسدكِ هذا؟”
اممم، نعم، لقد جعلتهم يركعون عند قدمي باستخدام جسدي هذا……
بصراحة، حتى لو كان ذلك بالقوة، فهو لا يزال يُعتبر استخدامًا للجسد.
“يُقال إن إشارةً واحدةً من يدكِ تُسقط أقوى الرجال صرعى.”
صحيح، لكن الإشارة التي تتخيلونها تختلفُ تمامًا عن تلكَ التي تتحدثُ عنها الشائعات……
“ويقال إنّ كلّ من يلتقي بابتسامتكِ الساحرة لا يجرؤُ بعدها حتّى على النظرِ في عينيكِ.”
هذا لأنّهم خائفون منّي لا أكثر…
“لا أريدكِ أن تهتمّي بالوسائل أو الطرق. اجعلي الدوق يقع في حبكِ فقط.”
وليّ العهدِ الذي صدّق تلك الشائعات السخيفة، اقترح عليّ أن أغوي بطل الرواية.
كنتُ أعلم أن البطل سيحبّ البطلة في النهاية، لذا قررتُ الصمود حتى ذلك الحين……
لكن يبدو أن الأمور قد انحرفت عن مسارها؟
“سيدي الدوق، الرغبات ليست أمرًا سيئًا أبدًا. إذا أردتَ شيئًا، فقلْه بصراحة.
ولكن إذا رفض الطرفُ الآخر، تراجعْ. هذا كلّ ما في الأمر.”
“هل الأمر بهذه البساطة؟”
“نعم.”
“إذن، اسمحي لي أن أطلبَ منكِ بكلّ جرأة. أريدُ أن أعانقكِ.”
… هل أنتَ جاد؟
بعد أن فقدت سيرينا لوران حبيبها، أصيبت بمشكلة في ذاكرتها.
وبناءً على نصيحة عائلتها، نزلت إلى إقطاعية صغيرة لتعيش هناك بهدوء.
وحين بدأت ذكراها تتلاشى من أذهان الجميع، عادت إلى العاصمة.
الغاية كانت الزواج.
قال الجميع بصوتٍ واحد:
“من سيتزوج آنسة قد خبا نجمها؟”
ومع ذلك، لم يخفِ أحدٌ فضوله بشأن الرجل الذي ستُقدَّم إليه.
خطيب سيرينا كان دانييل لي، شريك عمل عائلة لوران، ونبيلًا نصفَ الدم من دولةٍ أخرى.
قال لها في أول لقاء بينهما:
“هل آنسات آل لوران هكذا دائمًا؟ أم أن الليدي لوران تحديدًا تفتقر إلى أيّ شعورٍ بالخجل؟”
فأجابته سيرينا:
“أهو لأنك نبيلٌ نصفُ الأصل…؟ ما أرقّ تعابيرك حقًّا.”
كانت لقاؤهما الأوّل أسوأ ما يمكن.
—
غير أنّه مع مرور الوقت، بدأت سيرينا تشعر بانجذابٍ غامضٍ تجاه دانييل.
وبدا أنّه يبادلها الشعور ذاته.
إلى أن جاء اليوم الذي باحت له فيه بسرّها ومشاعرها، لتكتشف أنّ كلّ تصرّفٍ منه كان محسوبًا منذ البداية.
عندما فتحتُ عينيّ، وجدتُ نفسي في عالم رواية – ليست أيّ رواية، بل خيال رومانسيّ قويّ وكئيب. وكأنّ امتلاك شخصية أنثوية ثانية، يُعتقَد أنها ميتة، لا يكفي، فهل يُعطي البطل الأمل للآخرين بينما يترك البطلة الحامل خلفه؟
“أوليفيا، هل كان عليكِ أن تزيفي موتكِ فقط لتشاهدني أندم عليه؟”
يغضب البطل، ويلومني على أفعاله. أضحك عليه، وأركله بقوة في موضع الألم، وأتخذ قرارًا.
“أقطعها أيها الوغد عديم الفائدة!”
ليس لدي أي نية للعيش كما في السابق!
***
سواءً كان ذلك لسحق التابع الذي قلل من شأني لصغر سني، أو لحماية المقاطعة القريبة من الحدود، أو للحذر من السلطة المريبة للبطل، فقد حصلتُ على إذن الإمبراطور وأنشأتُ سجنًا. لكن…
“ألن تسجنني أيضًا؟”
حضر تروي مارسدن، الحب الأول للبطلة الثانية ومعلمها السابق.
“توقف عن إظهار هذا الاهتمام التافه لي يا رجل.”
“إذا كنت تريد أن تتحدث هراء، اذهب إلى المنزل.”
وبينما كانت تحاول دفعه بعيدًا عنها ببرود، تذكرت ماضيهما القاسي،
“سأعود إلى المنزل. دعيني أنظر إلى وجهكِ لخمس دقائق أخرى.”
لماذا تحاول تغيير هذا النوع؟
وُلِدتُ في أرفعِ المراتب، لكن نهايتي كانت تافهةً لا تُذكَر.
لم يكنْ مسموحًا لأحدٍ أن يدوسَ عليَّ. كلُّ ما أردتُه هو أن أحكمَ من مكانةٍ يَرفعُ إليها الجميعُ رؤوسهم.
لكن ذلك الطمعَ أخذَ مني في النهايةِ كلَّ مَنْ أحببتُهم.
ابنتي الحبيبة، والرجلُ الوحيدُ الذي أحببتُه في حياتي.
عندما لقتْ ابنتُها حتفَها، لم يفوِّتِ الإمبراطورُ – الذي كان يتربصُ بي – الفرصةَ للتخلصِ منِّي. وهكذا وقعتُ في السجن، أنتظرُ يومَ اختفائي. وانتهت بعد أن اللحظةِ التي وجَّه فيها “ديكلان” _زوجي_ المسدسَ إلى رأسهِ وأطلقَ النار.
وجدت نفسي وقد انتقلت إلى داخل رواية مليئة بالهوس والمآسي، لكن الأمر لم يكن يهمّني إطلاقًا. لم أكن البطلة ولا الشريرة؛ كنت فقط مجرد نبيلة عابرة.
شعرت ببعض الأسف تجاه البطلة، التي ستنقذ طفلًا و تعاني على يد الشرير ، لكن البطل سينقذها في النهاية على أي حال.
لم يكن هناك ما يدعو للقلق في حياتي.
“هذا جنون! هل جننت، يا أخي؟!”
إلى أن جاءني أخي المعتوه قائلاً: “لدي هدية لك!”، وجلب ذلك الطفل!
“ألا يشبه ذلك القط الضال الذي كنتِ تحبينه عندما كنتِ صغيرة؟”
أيًّا كان! أعده من حيث أحضرته فورًا!
* * *
“لا بأس، طالما أنني لا أُكشف…”
تظاهرتُ بمساعدة الشرير الذي كان يبحث بجنون عن أخيه الأصغر المفقود ، بينما كنت أراقبه سرًا.
كنتُ مصممة على ألا أسلّم الطفل لإنسانٍ أراد استخدام أخيه الصغير كأداة في الحرب، ولكن…
“راينا، تكلّمي.”
اشتدت قبضته على كاحلي شيئًا فشيئًا.
“لماذا تخفين أخي الصغير، كاليكس ، و تكذبين عليّ هكذا؟”
