إثارة
“ربيه.”
بهذه الكلمة المقتضبة، ألقى سيّدي العائد من ساحة الحرب شيئًا بين ذراعيّ…
لم تكن غنيمة، بل طفلًا رضيعًا.
“سـ… سيّدي؟!”
ارتجف صوتي، عاجزة عن استيعاب ما يجري أمامي، وكأنّ العالم كله توقف عن الدوران للحظة.
كنتُ — أنا، أديلين — أحلم دومًا بحياة هادئة، أن أتزوّج رجلاً وسيمًا طيب القلب، وأن أحتضن طفلاً يشبه الربيع في نقائه وصفائه.
لكن يبدو أنّ القدر رسم لي مسارًا آخر، مختلفًا، أظلم بكثير من أحلامي البسيطة.
فجأة، وجدت نفسي أحتضن طفلًا لا صلة لي به، طفلًا قيل لي إنّه “غنيمة الحرب” التي أعادها سيّدي معه.
ولم أكن أعلم حينها أنّ هوية هذا الطفل ستقلب عالمي رأسًا على عقب، وتهز أركان حياتي كلها.
من تلك اللحظة، لم تعد حياتي تربيةً فحسب،
بل تحوّلت إلى معركة صامتة أُخاطر فيها بكل شيء، حتى بحياتي.
“سأمنحك ضعف الأجر، ومنزلًا، وعربةً، ومواشي، ومهرًا للزواج…
هل يرضيكِ هذا؟”
تلعثمتُ، مرتعدةً، قبل أن أجيب، فابتسم ابتسامة خفيفة، حاملة في طياتها تهديدًا ووعودًا وقال:
“إذًا… أضيفي إلى ذلك رجلًا تتزوّجينَه.”
لم أستطع مقاومة تهديده الخفي ولطفه المخادع في آنٍ واحد، فانتهى بي المطاف حبيسة قراره.
ولكنه لم يخبِرني أبدًا أنّ الرجل الذي سيُضاف إلى الصفقة لم يكن سوى هو نفسه.
”يجب أن أقتص أجنحة هذا الطائر وأقتلعها.”
إيزابيل دي فيّيِن.
الفتاة التي حلِمت بأن تَغدُو فارسة، فقدَت جناحيّها وأصبحت راهبة.
لم يَكُن هُنالِك أملْ ولا خلاَص.
لم تَكُن هُنالِك راحَةٌ ولا سَلاَم.
الحرب التي اشّتَدت ووصَلت إلى إيزابيل، التي كانت تعيش في قَعر يأسِها.
“سَأكون أنا ألِهَتك.”
الأمير، لِيُونيل أورتيغَا، وَرِيث إمبراطورية أليبان التي أشعَل بها فَتيل الحرب.
الرجل الذي قتل أخاه الأكبر وَشن حرباً ضد أخته ليجلس على كرسيّ العرش.
لقد زَعزَع مَصِير إيزابيل.
”إِما ان تَقبِضي على السّيف أَما مُوتي!”
لماذا بدى الأمْر بالِـ “مَوُت” وكأنه أمْرٌ بالـْ “النجاة”؟
لم تستطع إيزابيل أن تعرف.
مرحبا بكم في قصر روز.
تمت كتابة هذه الرسالة لمساعدتك على عيش حياة آمنة وسلمية في هذا القصر للعام المقبل. يرجى فهم القواعد التالية بشكل كامل في أسرع وقت ممكن، والالتزام بها كأولوية قصوى تحت أي ظرف من الظروف.
يرجى أن تضع في اعتبارك أنه إذا قمت بخرق القواعد، فأنت وحدك المسؤول عن كل ما يحدث.
***
انهارت الحياة في لحظة بعد وفاة والدي.
لقد تمسكت بإصرار. حتى في خضم إسراف والدتي والديون التي لا تطاق.
“الآن… … “هل تطلب مني أن أبيع نفسي لرجل أكبر من والدتي؟”
ولكن بكلمة واحدة من والدتي، انهار كل شيء.
ثم تتلقى عرضًا لتصبح معلمة لعائلة أوتيس المرموقة، أغنى عائلة في المملكة. ولم يكن لدي خيار سوى قبول ذلك.
“مرحباً بك في القبر الأكثر عطراً في العالم، آنسة راشيل هوارد. دعونا نصنع جثثاً جيدة معاً.”
قصر مغطى بالورود. عائلة أوتيس الجميلة المبهرة.
أحداث غريبة تختنق بداخله ببطء.
الآن حان الوقت لدفع ثمن اختياراتك.
***
نأمل مخلصين أن يكون لديك سنة آمنة وممتعة.
استعدتُ ذكريات حياتي السابقة—لكن ذلك وقع في أكثر اللحظات بؤسًا: قبيل الليلة الأولى لي مع ماركيز هَرِمٍ فقد صوابه.
“إذًا، لمَ لا تُساعدين البطل في القضاء على زوجك؟”
وها أنا أجد نفسي مُتجسدةُ داخل رواية رومانسية خيالية بعنوان «ثورة ناجحة، حب عقيم» حيث يُلاقي جميع الأبطال حتفهم في نهاية مأساوية.
ومن بين جميع الشخصيات، كُتب لي أن أُطعَن بسيف البطل، لا أن يكون الضحية زوجي النذل، الماركيز، الذي كان من المفترض أن يلقى مصرعه!
لكنني أرفض أن تكون هذه نهايتي!
وبعد أن ساعدتُ البطل على التخلص من زوجي المختلّ دون إبطاء، فوجئتُ بالدوق—الذي كان نفسه قاتل زوجي—يتقدّم إليّ بطلب زواج مفاجئ.
“أنا الطرف (أ)، أسيليا كورنيل، وأنت الطرف (ب)، كاسيون ييغر، سندخل في زواج تعاقدي مؤقت.
وهذه بنود الاتفاق.”
“يبدو أنني حظيتُ بزوجة مشبوهة إلى حد بعيد… صفة مثالية للنجاة في هذا العالم.”
وبما أن عرضه لا يبدو نابِعًا عن حب صادق،
فمن الأجدر أن نبقي العلاقة ضمن حدود صفقة نفعية متبادلة!
“هل يُمكن اعتبار هذا طعامًا فعلًا؟”
“إنه ماكرون.
هل ترغب أن أطلب لك واحدًا؟”
“تأكلين هذه اللُقيمات الصغيرة فرادى؟ اطلبِ الصَفّ السفلي بأكمله.”
لكن…
وعلى نحوٍ غير متوقّع،
يبدو أن بيني وبينه قدرًا عجيبًا من التوافق؟
لونا فتاة من العالم الحديث، عنيدة، لاذعة، وعاشقة للقصص الرومانسية لكن دائمًا، قلبها يقع حيث لا يفترض. مع كل مسلسل أو رواية، لا تقع في حب البطل… بل في حب ذلك الذي يقف دوما في الظل، البطل الثاني، الطيب، الصامت، الذي لا يُختار أبدًا.
غضبها من النهايات “غير العادلة” جعلها رمزًا للتمرد الرقمي… حتى جاء العقاب.
صيف بلا إنترنت.
قرية نائية.
ومنزل جدّة يخفي أكثر مما يبدو.
لكن حين تكتشف لونا صندوقًا قديـمًا يحتوي على شرائط مسلسل غامض، تبدأ رحلة مشاهدة تتحوّل إلى ما هو أبعد من المتعة. هناك شيء غريب في هذا المسلسل… شيء لا يشبه أي قصة عرفتها من قبل.
وحين تنغمس في آخر حلقة، تدرك أن بعض القصص… لا تُكتب على الورق. بل تُعاش.
* الرواية من تاليفي ولا يسمع باخذها باي شكل من الاشكال
– تخلي عني البطل في يوم زفافي
في يوم الزفاف، لم يحضر العريس.
لقد وقعت في اليأس وقضيت أيامًا كئيبة، ولكن عندما تمكنت بالكاد من جمع نفسي وحضور مأدبة في القصر – رأيته هناك، يبتسم بلطف مع خطيبته الجديدة.
***
امتلكتُ جسد شريرة صغيرة تُعذب البطلة، وينتهي بها الأمر مُعدمة.
بعد أن تخلى عنها البطل، سقطت في الظلام وأصبحت عشيقة دوق عجوز، ثم ضايقت البطلة وماتت.
أبٌ جشع، وزوجة أبٍ شريرة، وأختٌ غير شقيقةٍ حاقدة.
والآن، وفوق كل ذلك، وُصِمتُ بأنني المرأة التي هرب عريسها يوم زفافها، مُجبرةً على تحمُّل همسات الآخرين وثرثرتهم.
يجب أن أجد طريقة للهروب من هذا الجحيم.
كرّست حياتي كلها من أجل عائلتي، وفي النهاية، وجدت نفسي على وشك أن أُباع كزوجة ثالثة.
وللخلاص من هذا المصير البائس، لم يكن هناك مفر سوى الزواج.
لن أعيش كضَحِية بعد الآن!
وفي تلك اللحظة، ظهر فجأة في قسم السحر الكئيب موظف جديد يشبه الملاك.
رجل وسيم، رقيق، وشخصيته لا تشوبها شائبة. لكن… لماذا يُبدي هذا الرجل المثالي كل هذا الاهتمام بي؟
“من الآن فصاعدًا، تناولي الغداء معي فقط.”
“اتركي العمل الإضافي…ولنقضِ ما تبقى من اليوم معاً.”
“سينباي، هلاّ تخرجين في موعد معي غدًا أيضًا؟”
وقعت في حب هذا الشاب النقي الذي لم يمنح اهتمامه إلا لي،
وتزوجنا في لمح البصر.
كنت أظن أنني تحررت أخيرًا من العائلة الجحيمية،
وأن السعادة البسيطة باتت بمتناول يدي—
لكن لحظة…
زوجي الحنون؟ اتضح أنه الأمير الثالث المختل؟
هذا زواجٌ إحتياليّ!
في أحد الأيام، تم استدعائي إلى هذا العالم.
تدفقت الوحوش، وجاءت أزمة لا تصدق.
مواهبي لا يمكن أن تكون أسوأ.
[مستوى موهبة اللاعب في الحضيض.]
[جميع الأرقام تقريبا ميؤوس منها.]
سواء كان عليك أن تصبح محاربا أو ساحرا.
سواء كنت قد عدت في الوقت المناسب.
عليك الاستفادة من كل شيء من أجل البقاء على قيد الحياة.
“ماذا عن ذلك؟”
“سأستخدم كل ما لدي للبقاء على قيد الحياة!”
لقد قَطَعْتُ صَداقتي مع صَديقِ طُفولتي بِسَبَبِ تَلاعُبِ خَطيبي.
بَعْدَ ثَماني سَنَواتٍ، في لَحظةٍ كِدتُ أن أفقِدَ فيها حَياتي، مُحاصَرةً بِمُخَطَّطاتِ الخَطيبِ الذي وَثَقتُ بِهِ.
“اهْرُبي يا صاحِبةَ السُّمو!”
“… كِيان؟”
لقد عادَ الشَّخصُ الذي قَطَعْتُ معه الصَّداقاتِ فَجأةً.
“لا تَبْكي. سَوفَ تَبْدينَ قَبيحةً حقًا إذا فَعَلْتِ ذلك.”
مَعَ وَداعٍ بِنَبرةٍ مألوفةٍ لِطُفولَتِنا، ماتَ بَدَلًا مِنِّي. عِندما رَأَيتُهُ يَموت، قَطَعْتُ نَذرًا:
“لَنْ أعيشَ هكذا مرةً أُخرى.”
***
لِذا، عُدْتُ بِالزَّمَنِ إلى الوَرَاءِ. المُشكلة؟ لقد عُدتُ بَعْدَ عامٍ من قَطعِ صَداقتي مع كِيان!
ومعَ ذلك، لَم أستطعْ أنْ أَتْرُكَ مَأساةَ حَياتي الماضِيةِ تَتَكَرَّر. هذهِ المَرَّة، كُنتُ مُصَمِّمةً على العيشِ بلا خَوف.
أوَّلًا، أذَقْتُ أَخي غيرَ الشَّقيقِ المُتَنَمِّرِ طَعْمَ الانتِقامِ القاسي.
“آآآه! هل طَعَنتِيني بِالسَّيفِ للتَّو؟!”
“يا إلهي، انْظُر إلى ذلك! أنتَ لَم تَمُتْ بَعدُ، أليسَ كذلك؟”
ثُمَّ أرسَلتُ رِسالةً قاسيةً إلى أَخي الذي كانَ في حالةِ حَربٍ، أطلُبُ فيها الانفِصالَ عن خَطيبي.
[فقط أَرسِلْ لي رِسالةَ الانفِصالِ دونَ أيِّ أعذار. إذا لَم يَكن الأمرُ كذلك، فَسَوفَ أقتلُ الجميعَ وأحبِسُ نَفسي في السِّجن.]
والأهمُّ من ذلك… كانَ عليَّ أنْ أُزِيلَ سُوءَ الفَهمِ مع كِيان!
“أُريدُ أن أكونَ أفضلَ صَديقةٍ لكَ مرةً أُخرى، كما كُنا من قَبل.”
“نعم، أنا أُقدِّرُ لُطفَ صاحِبةِ السُّمو.”
“سأعمَلُ جاهدةً لاستِعادةِ الثِّقةِ التي فَقَدْتُها.”
“نعم، أنا أُقدِّرُ جُهودَ صاحِبةِ السُّمو.”
لكن لم يكن مِن السَّهلِ استِعادةُ كِيانَ، الجَريحَ…
‘لقد عُدتُ عَبرَ الزَّمنِ حتى – ليسَ مِن المُستَحيلِ أن أتمَكَّنَ مِن تَحطيمِ هذا الجدار!’
فقطِ انْتَظِر. بالتَّأكيد سَأُصبِحُ صديقتكَ مرةً أُخرى!
في إمبراطوريّة بَستيان يعيشُ كلبٌ مسعور.
اسمه ألديهايد، وكان يُلقَّب بأقوى رجلٍ في العالم.
ثروةٌ ومجدٌ، لا ينقصه شيء، ومع ذلك كان له أمنيةٌ واحدة……
“أُمنيتي هي أن ألتقي نيونيا!”
ثم رسمَ في أسفل الورقة صورةً صغيرةً له وهو يرتدي طوقًا على شكل أذني جرو.
في تلك الأثناء، أطلقت “نيونيا” خاصّتُه، سييّنا، تنهيدةً عميقة.
‘كنتُ فقط أريد أن أقضي ما تبقّى من حياتي في فعل الخير ثم أموت بهدوء.’
لكنّ طفل الكفالة “بّوبّو” عاد وقد أصبح الكلبَ المسعور الذي وحّد القارّة.
بل حتّى من دون أن تنصب هي شِباكًا، هو بنفسه نسج شبكةً كاملة، ثم دخلَ إليها طائعًا.
في أيّ مرحلةٍ يا تُرى حدث الخطأ؟
وُلِدتُ في عالم رومانسيّ خيالي لا أعرف فيه مَن البطل، ولا ما هو العمل.
لا أملك ذَرّة موهبة في السيف أو السحر، لذا أمسكتُ القلم مجدّدًا.
كلّ ما فعلتُه هو كتابة القصص كوسيلة لتجنّب زواجٍ مدبَّر.
“الأسرة الإمبراطوريّة تُقيم حفلة تنكّرية بحثًا عن الحبّ الحقيقي والرومانسيّة!”
“تصريح من سيّد السيف بيرن”
“قرأتُها مئة مرّة، وبكيتُ مئة مرّة، وفكّرتُ مئة مرّة.”
عن كيف أصبحتُ، على حين غرّة، واحدة من أشهر الشخصيّات في الإمبراطوريّة.




