★
6 النتائج
ترتيب حسب
قد يظن الآخرون أن زواجهما كان بلا حب، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة لكلوي.
لقد أحبّت زوجها بكل جوارحها.
لكن.
"يبدو أنكِ لا تدركين كم يكون وجودكِ بجانبي مزعجًا."
"اخرجي. لا تقتربي مني في الوقت الحالي."
فلتفكّر في الأمر.
ماذا عساه يفعل حين تموت؟
"سأموت بعد عامين."
لم يتبقَّ لها سوى عامين لتعيش.
أرادت أن تحيا كما تشاء، ولو لفترة قصيرة كهذه.
"طلاق. لنفعله."
قدّمت كلوي أوراق الطلاق المرتبة بعناية إلى زوجها.
وكانت تظنّ أنه لن يُبدي أي اعتراض.
"زوجتي قد جُنّت أخيرًا."
مزّق الأوراق بأسنانه المطبقة، وقال بحدة:
"الطلاق، أو أي شيء يشبهه لن يحدث. أبدًا."
حينها بدأ زوجها يتصرّف على نحو غريب.
لِمَ الآن؟
امرأةٌ نافدةُ الصبر.
امرأة لا تخجل من التسلّل إلى غرفة رجل.
وصمةُ عارٍ في جبين الأسرة الإمبراطورية.
تلك هي الكلمات التي وُصِفت بها أليزيا، زوجة الأمير الثاني، فرانز، ذلك الرجل الكامل البديع.
وبرغم بروده وخياناته، ظلّت أليزيا تحبّه. لكن فرانر قتلها.
وقبل أن تُزهق روحها، لعنتْه.
ثم استيقظت في الماضي.
في حياتها الجديدة، كان كل شيء كما كان، ما عدا فرانز.
"لستُ قلقًا عليكِ، بل على نفسي. إن فقدتُكِ، سأجن."
هل أخطأت اللعنة؟
حاولت أن تعيش كأنها غير موجودة، كما أراد فرانز في حياتها السابقة، لكنه الآن لا يكفّ عن التعلّق بها.
"لا توجد امرأة سواكِ ليّ. فلا تفكّري ولو لحظةً في غير ذلك."
تحذير محتوى: قد تتضمّن بعض المشاهد في هذا العمل مضامين عنيفة. يُرجى التنبّه قبل المتابعة.
توجّهت شارلوت هيغل إلى قصر ميستي مور بعد أن بلغها نبأ تدهور حالة والدتها الصحية.
وهناك، التقت برجل يُدعى ريتشارد كنسينغتون، الأخ الأصغر لإيرل كنسينغتون.
بوسامته الغريبة وسلوكه المهذّب، بثّ ريتشارد في نفسها شعورًا فطريًّا بالخطر. كان بوسعه أن يتحوّل إلى البرود في طرفة عين. حاولت الابتعاد عنه، لكنّها، كفريسةٍ وقعت بين أنياب أفعى، أخذت تجد نفسها شيئًا فشيئًا عاجزة عن الإفلات من قبضته.
***
"لماذا تحاولين الهرب؟"
ابتسم ريتشارد بسخرية وهو يُحدّق في شارلوت التي كانت قد ارتدّت لا شعوريًّا إلى الوراء. بدا كصيّادٍ يُمعن النظر في طريدةٍ حُوصرت في الزاوية. في عينيه ظلّ من الشفقة والندم، لكنّ بريقًا قاسيًا غطّى عليهما.
"أتنوين الهرب؟"
تأمّل جسدها المرتجف، ثم أعلن بصوتٍ واثق.
"لن تتمكّني من الفرار."
"ولمَ لا؟"
"لأنني لن أسمح لكِ بذلك."
كان مستعدًّا لمطاردتها حتى أقاصي الأرض إن تمكّنت من الفرار. ثمّ، سيبدأ في التهامها ببطء. من الرأس حتى أخمص القدم.
ولن يشفع لها بكاء، ولا صراخ، ولا توسّلات.
كان إدريك فيلتون، أكثر الرجال كبرياءً ونبلًا في الإمبراطورية.
وقد تحقق حلمها حين حدثت المعجزة، وتزوجته.
الرجل الذي أحبته بصمت طوال عشرة أعوام.
كانت ميلي تظن أن السعادة وحدها هي ما ينتظرها من الآن فصاعدًا.
كما تنتهي الحكايات الخرافية بعبارتها الأخيرة، وعاشا سعيدين إلى الأبد.
"ماذا أفعل في هذا الحفل؟"
"سيكون الأمر أسهل عليّ إن بقيتِ في المنزل."
لكن، مع مرور الوقت، بات إدريك باردًا، لا يبالي بها.
لماذا لم تخبرها الحكاية الخرافية بشيء عمّا يحدث بعد الزواج؟
"إن كنتَ ستعاملني هكذا...فلماذا تزوجتني إذًا؟"
سألت ميلي، متعبةً، بينما وجهه يسخر ببرود.
"لأنني كنتُ أظن أنني أحببتُكِ حينها."
دون أن تدري أن كلماته تلك ستهدم عالمها بأكمله.
***
لطمت مياه المطر وجنتيها بقسوة.
وكانت الريح عنيفةً حتى كادت تقتلع جسدها النحيل.
لقد كان عنف الطبيعة، الذي واجهته للمرة الأولى، قاسيًا بلا رحمة.
ومع ذلك.…
'إنه أفضل بكثير من البقاء بجانبك.'
لم تلتفت وراءها.
في ليلة عاصفة، غادرت ميلي عالم زوجها إلى غير رجعة.
انتهت خطبتي التي دامت سبع سنوات.
انفصالٌ من طرفٍ واحد.
اختار هو آرييل، زميلته في الأكاديمية التي شُخّصت بمرضٍ عضال، بينما تزوّجتُ أنا، بالمقابل، الدوق ديريان الذي بلغ السبعين.
وعلى خلاف بروت في الرواية، لم أبكِ، ولم أتعلّق به.
لم تكن حقيقية بالنسبة لهم أبدًا.
"لم أفكّر بكِ يومًا كزوجة."
حتى زوجها، ذاك الذي جمعتها به ورقة عقد.
"أمنيتي؟ أن تختفي."
ولا ذاك الابن الذي لا يجري في عروقه قطرة من دمها.
في تلك اللحظة، قررت دافني أن تتخلّى عن كل شيء.
اختفت السيدة. ولأكون أدق، اختفت قبل عيد ميلاد السيّد الشاب، ولم تترك خلفها سوى رسالة واحدة. لم يُعر أحد الأمر اهتمامًا، وظنّ الجميع أنها ستعود عمّا قريب.
يوم، يومان، عشرة أيام.
لم تعد السيدة، وعندها خرج الجميع يبحث عنها.
لكن الأوان كان قد فات.