من ضعيف إلى قوي
في عالمٍ تهمس فيه العناصر السحرية للموهوبين، وتُضاء سماؤه بنيران السحرة وبرد الجليد المنبعث من أنامل المتفوقين، وُلد غراي… فتى لا يُجيد شيئًا.
تخيّل أن تكون في احتفال يُحدد فيه مصيرك، حيث يعلن الشيخ المرتدي للعباءة المزينة بالأحجار السحرية أمام الجميع:
“Affinity: صفر.”
صمت. دهشة. نظرات شفقة… وسخرية.
في هذا العالم، يُولد البشر وهم مرتبطون بعنصر واحد على الأقل: النار، الماء، الهواء، الأرض، أو حتى الظلال والنور. أمّا من لا يمتلك هذا “الارتباط”؟ فهو مجرد عالة، لا مكان له إلا في ظلال العظماء.
لكن ما لم يعرفه أحد، حتى غراي نفسه، هو أن عدم ارتباطه لم يكن ضعفًا… بل كان ستارًا.
كان جسده يخفي انسجامًا فوضويًا، “Affinity: Chaos” — رابط غير مألوف، قديم، لا يمكن التحكم به بسهولة، لكنه إذا استُيقظ… يغيّر كل شيء.
يبدأ غراي رحلته من القاع، متحملًا الاحتقار، العزلة، والتدريبات القاسية. لكنه لا ينهار. بل ينمو… يكتشف… يقاتل. ومع كل معركة يخوضها، ومع كل سرٍ ينكشف عن جسده وعقله، تبدأ “الفوضى” في داخله بالارتباط بكل عنصر… واحدًا تلو الآخر.
النار لا تحرقه، بل تشتعل بين قبضتيه. الماء لا يُغرقه، بل ينساب بأمره. الأرض تهتز تحت خطاه، والهواء يُفتح له دروب السماء.
ما بدأ كرحلة فتى منبوذ… يتحول إلى ملحمة صعود غير متوقعة، حيث يتحدى غراي الأكاديميات، العائلات النبيلة، وحتى قوانين الكون نفسه.
“الفوضى ليست ضعفًا… إنها كل العناصر في آنٍ واحد.”
للمرة الثالثة، تموت بعد إصابتها بنفس المرض النادر في رواية “BL”.
لكنها لن تموت عبثًا هذه المرة!
فقررت اتخاذ تدابير خاصة:
«سأضع ملعقتي على مائدة الدواء الجاهزة!»
يا سيدي الصغير، لن أفوّت قطرة دواء ولا نفسًا واحدًا!
تنكرت في هيئة خادم، وبدأت في خدمة السيد الصغير المريض.
وكان الأمر مذهلًا لدرجة أن حتى الأرواح المنبعثة من أنفاسه كانت تشفيني!
لكن تنفيذ الخطة لم يكن سهلاً
“اخرج! اخرج! لقد سئمت من كل شيء!!!… انتظر، ماذا تفعل راكعًا؟”
“سيدي، إن كنت سترميها، فرجاءً ضعها في فمي.”
كنت محرجة حين قلت له ذلك، محاولًة منعه من رمي زجاجة الدواء.
“لا بأس إن رششتها على وجهي”
كان بؤبؤا السيد الصغير يتقلّبان بجنون في تلك اللحظة.
أنا امرأة أفعل ما يجب عليّ فعله.
اعتنيت بسيدي، من أنقذ حياتي، قدر ما أستطيع.
خدمته، واحتضنته، وحملته، وكنت قدميه التي تمشي به في كل مكان.
ترى، هل أدرك قيمتي الحقيقية كوريث لعائلة دوق نبيلة؟
كان ينظر إليّ بتعب أحيانًا، لكنه لم يطردني.
والآن، وقد تعافى وسدد دَين المعروف حين بدأت أنسحب بهدوء…
أصبح السيد الصغير غريبًا.
“إلى أين تحاولين الهرب وأنت تحبينني إلى هذا الحد؟”
“……”
“ألم تقولي أنك ستموتين بدوني؟”
وفجأة، بدت ملامحه كمفترس جائع.

