بطل وسيم
كان زواجًا تعيسًا.
إقطاعيّة تعجّ بالوحوش، طعامًا سيّئًا، ووقتًا وحيدًا بلا عائلة ولا أصدقاء.
وزوجٌ أبرد من شتاءٍ تتساقط فيه الثلوج، ريموند.
كانت إلويز تفكّر بذلك يقينًا.
“…الحمد لله أنّكِ بخير.”
إلى أن سمعت الكلمات التي قالها زوجها وهو ينقذها ثمّ يحتضر.
وقبل أن يزول الاضطراب من رأسها، غمرها ألمٌ حادّ، وأظلمت الدنيا أمام عينيها.
“أنا… لماذا ما زلتُ حيّة؟”
حين فتحت عينيها، عادت إلى عامٍ مضى، إلى عيد ميلادها الثاني والعشرين.
لم يكن هناك هجومٌ من الوحوش، ولم يكن القصر محترقًا، كان سليمًا كما هو.
وزوجها الذي مات وهو يحاول إنقاذها كان حيًّا، سالمًا تمامًا.
“هل أعددتم هديّة عيد ميلادي؟”
“…لم أتمكّن من تحضيرها.”
‘لكنّك أعددتها على ما أظن…؟’
في اللحظة التي نظرت فيها إلى ريموند، خفق قلب إلويز بعنف.
كان رجلًا تكرهه بلا شكّ. وكانت تعتقد أنّه يكرهها هي أيضًا.
“أصدّق كلامكِ يا سيّدتي.”
ربّما لم يكن الأمر كذلك.
لذلك قرّرت إلويز، في هذه الحياة، أن تعرف الحقيقة الواضحة حتمًا.
“قلتَ إنّني جميلة وتحبّ ذلك، أليس كذلك؟ اقترب وانظر جيّدًا.”
“الجوّ صافٍ وجميل اليوم. ما رأيك أن نخرج في نزهة معًا؟”
“هل ننام معًا هذه الليلة؟ نحن زوجان، أليس كذلك؟”
ولأجل ذلك، كان عليها أن تُغوي زوجها.
لقد انتقلتُ إلى داخل الرواية المفضلة لدي، ولكن ليس كأي شخصية.. لقد تجسدتُ في جسد “فيولا ڤلين”!
في القصة الأصلية، كانت “فيولا” هي الشريرة الطاغية، الأميرة الدوقية فلين الكبرى “فلين” في الشمال، والقائدة المخيفة لفرسان الأسود في إمبراطورية “دي أليان”. بسبب غيرتها وجنونها، حاولت قتل القديسة “لورا مين”، لكنها فشلت، وتسببت في دمار كل شيء.. حتى الشمال الشامخ انهار وسقط بسبب خطاياها.
في حياتي السابقة، كنتُ معجبة بشخص واحد فقط: الأرشيدوق
“أسلان دي ألين “.
إنه حاكم الشرق، الأمير الرابع للإمبراطورية دي أليان ، وقائد فرسان الأبيض، وبطل الإمبراطورية الذي يعرف معنى المشاعر الحقيقية. لكنه رحل بعيداً ولم يعد في القصة الأصلية.
فجأة، فتحتُ عيني لأجد نفسي قد عدتُ بالزمن إلى الوراء، وأنا في جسد طفلة بعمر 8 سنوات!
هذه المرة، لن أسمح بحدوث المأساة.
“هذه المرة.. سأنقذ كل شيء! سأحمي الشمال ولن أكون تلك الشريرة”
ولكن، لماذا يتصرف بطلي المفضل بغرابة؟ بدلاً من أن يرحل، هو يلاحقني؟ حاولتُ الابتعاد لتغيير المصير، لكنه وقف أمامي
بابتسامة غامضة.
قلتُ برجاء:
“صاحب السمو الملكي الأرشيدوق، اسمح لي بالمجال..
دعني أذهب”
اقترب مني بحدة وقال بصوت لا يقبل النقاش:
“قائدتي.. لن تذهبي إلى أي مكان”
“صاحب السمو، ماذا تنوي أن تفعل الآن؟”
ردت بنبرة تحد ممزوجة بالاهتمام :
“حسنا، أنت قائدة الفرسان الأسود، وأنا قائد الفرسان الأبيض.
ماذا ستفعلين مع فرسانكِ؟ لنرَ من سيفوز في النهاية.. يا قائدتي”
