النبلاء
ساعات عمل قصيرة، راتب مرتفع، رئيس لطيف ووسيم.
بالنسبة لـ “رويليا”، التي كان عليها الاعتناء بشقيقتها المريضة، لم يكن هناك وظيفة أفضل من هذه.
إلا إذا استثنينا أن رئيسها سيتحول إلى شخصية شريرة بسبب وقوعه في حب امرأة لا تبادله المشاعر.
في النهاية، قدمت له الكثير من النصائح لإنقاذه من مصيره المحتوم.
“ماذا عن إرسال هدية للانسة إيميل لتعزيز العلاقة معها؟”
“لماذا أفعل؟ الطرف الذي يحتاجني هو من يجب أن يرسل الهدية.”
“انسة إيميل تفضل الرجال اللطيفين مثل سمو ولي العهد.”
“كم عدد المحتالين الذين يدّعون اللطف؟ لا تقولي لي أنك أيضاً تحبين هذا النوع من الرجال!”
لكن، على الرغم من كل جهودها، فشل حبّه من طرف واحد.
هل سيصبح الشرير كما هو مقدر له؟
“سيدي، لا يمكنك أبداً الشجار مع انسة آيلا.”
“إذا لم تفهمني، يمكنني ببساطة أن أحبسها وأشرح لها حتى تستوعب.”
يبدو أن الهروب من القدر أمر مستحيل.
“سيدي، أعتقد أنه يجب عليّ العودة إلى مسقط رأسي لفترة لأعتني بشقيقتي.”
لذلك، دعونا نقدم الاستقالة أولاً.
عادت “رويليا” إلى مسقط رأسها لتعيش بسلام، تدير عملاً وتعتني بابن أختها.
لكن ذلك كان قبل أن يظهر الدوق.
“من هو الوغد الذي جعلك حاملاً ثم تخلى عنك؟”
“ماذا؟ الأمر ليس كما تعتقد…”
“لا تقلقي، هل هو ولي العهد؟ هاه! إذن هذا ما منعك من إخباري وغادرت!”
وهمس بغضب ودفء في أذنها.
“حسنًا، سأقضي على العائلة الامبراطورية بأكملها لأنتقم لك.”
يبدو أن الرئيس قد أساء الفهم تماماً.
“آه، أم أنّ هذه هي المرة الأولى التي يلمسكِ فيها رجل؟ ألم تكونا أنتِ وإيان على علاقة؟ يبدو أنّني لم أكن مراعيًا لعذريتكِ.”
“لا تلمس إميليا!”
حرب بين أخوين في عائلة الدوق الأكبر فيسبيرد.
جوزيف، الابن الأكبر، الذي يؤمن أن أخاه الأصغر سلب منه لقب الدوق، أثار فتنة.
من أجل حماية زوجته إميليا،
استخدم إيان، قدراته التي احتقرها وتجنّبها طوال حياته.
لكن تلك القدرة، التي ظلّت مختومة لزمن طويل،
خلقت لهيبًا مرعبًا قاد حتى صاحبه إلى الهلاك،
وأحرقت كل شيء في النهاية.
تحت وطأة الشعور بالذنب لعدم قدرتها على حماية إيان،
ألقت إميليا بنفسها في النيران التي ابتلعته…
“آنستي، ما بكِ؟ هل أنتِ مريضة؟”
عادت إميليا إلى يوم ميلادها العاشر حيث التقت إيان لأول مرة؟!
أدركت إميليا أنها عادت في الزمن إلى ما قبل أن تُعقد خطوبتها من إيان.
ربما في هذه الحياة، يمكنها إنقاذ نفسها وإيان من المأساة.
لم يعد هناك إيان، الدوق فيسبيرد، الذي يحتقر قدراته وينكر ذاته،
ولا إميليا، الدوقة السلبية التي كانت تراقبه من بعيد فقط.
سأحمي زوجي بنفسي!
من يجرؤ على المساس بزوجي سيُدمَّر!
بدأ كلّ شيء يتغيّر كما تمنّت.
حتى إيان، زوجها، وحتى مصيرهما المؤلم.
امتلأ قلب إميليا بالأمل في تغيير المأساة.
* * *
لكن…
اقترب إيان منها، بوجه يعكس انزعاجًا، وهمس خلف ظهرها.
“ألا تتمنّين شيئًا منّي؟”
كانت ذراع إيان القوية تطوّق خصرها.
احمرّ وجهها تلقائيًا بسبب صوته المنخفض الذي تسلّل إلى أذنيها.
في المرآة، حيث بدت صورتها المرتبكة إلى جانب صورة إيان.
كان وجه رجل يريدُها بوضوح.
“إن لم يكن لديكِ شيء، سأشعر بخيبة أمل.”
قال ذلك وهو يقبّل خصلات شعرها.
من يجرؤ على المساس بزوجي سيُدمَّر…
لكن، هل أنا من بدأت بالمساس به خطأً؟
“لقد وُلِدنا مع إلهامٍ لا ينضب وكان علينا أن نصبح شعراء. لكن معبد ماتشينا البغيض دفعنا بعيدًا، ووصفنا بالزنادقة. لقد حان الوقت لاستعادة مكاننا.”
مدّ يده نحو بيا.
“يوتيرب تعرف أيضًا، مُلهِمة الشعر الغنائي والموسيقى، أننا تجسيدٌ لترنيم كلام الحاكم. مملكتنا، ريبيتو، هي المملكة المقدّسة الحقيقية الوحيدة، لذلك دعنا نعود. هذه هي قضيتنا.”
وما ورد في الأصوات التي تناقش القضية لم يكن سوى غضب. جلب هذا الشعور بالتفاوت شعورًا غريبًا بعدم الراحة.
ثم فتح الإمبراطور، الذي كان يستمع بهدوءٍ بين الاثنين، فمه.
“ليس هناك خطأٌ فيما قلتَه. إذا كان هذا هو الحال، فمن المؤكد أنه لا يوجد سببٌ لأخذ هذا على أنه زندقة.”
تفاجأت بيا بهذا التأكيد المُنعِش ونظرت إلى الإمبراطور. ابتسم الإمبراطور وعيناه منحنيةٌ بأناقة. فتح فمه بشكلٍ هزلي، مبتسمًا مليئًا بالثقة.
“ومع ذلك، إذا أصبحتَ مساعدي المقرّب، سيكون لديكَ راتبٌ ثابتٌ ومكافأة نهاية الخدمة السخية. وبصرف النظر عن ذلك، هناك أيضا الوجه الوسيم للإمبراطور.”
“قضيّتي تنتهي هنا.”
تَبِعَت بيا يوتيرب بسرعةٍ جانب الإمبراطور.
* * *
25 أبريل عام 521 من التقويم الإمبراطوري.
[اعترف جلالة الإمبراطور للضابط عندما رآه اليوم. رفض هذا الضابط اعترافه.
وبعد رفضه، هرب جلالة الإمبراطور على عجل، وكأنه يشعر بالحرج. عندما تبعه الضابط، غضب وطلب منه ألّا يلاحقه.
وسرعان ما قال الضابط الإمبراطور ‘أنا ضابط، لذا فمن واجبي أن أتبع جلالتك’. قال للإمبراطور للضابط إنه سيتمّ طرده. في اليوم التالي اكتشف الضابط أنه لم يُطرَد من العمل …]
“توقّفي عن كتابة هذا السجلّ اللعين! لا، امسحي هذا الجزء!”
بدا جلالة الإمبراطور مُحرَجًا وأمر بمسح سجل اعترافه. كانت احترافية هذا الضابط ووعيه المهني قويّةً جدًا.
“لدينا في فرقة الباليه كنزٌ لا يقدَّر بثمن.”
كارين شانير، راقصة باليه تتمتع بجمال فاتن و موهبة فطريّة.
كارين، التي كانت كزهرةٍ عاليةٍ شامخة، تتوجه إلى أحد الرعاة لإنقاذ فرقة الباليه التي توشك على الانهيار بسبب العجز المالي.
و فِي اللحظة التي كاد فيها الرّاعي، الذي كشف عن نواياه السوداء، أن يتحرّش بها،
يتدخل دوق أكتوروس، بطل غلوريتا، لإنقاذها.
“تعالي إلى حضني، أيّتها الفتاة التعيسة.”
“…شكرًا، أيها السّيد الذي يستمتع بتعاسة الآخرين.”
أكتوروس، الذي كانَ يتعرّض لضغط من أسرته للزواج، و كارين، التي تحتاج إلى مستثمر و درعٍ واقٍ لفرقتها،
يبدآن علاقة حبٍّ بعقدٍ هدفه الاستفادة المتبادلة.
“لو كان حلمًا عابرًا، ما المشكلة؟ حين أكون معكِ، أشعر وكأنّني أحلم.”
العلاقة التي بدأت بالكذب، بدأت شيئًا فشيئًا تأخذ طابعًا حقيقيًا.
إلى أن جاء اليوم الذي اكتشف فيه أكتوروس الأشواك التي كانتْ كارين تخفيها تحت بتلات الزهور…
*****
“قولي إنك لستِ الفاعلة… قولي إنك مظلومة.”
“أكتور…”
عند صوت كارين الرقيق، شعر أكتوروس برغبة في الهرب.
اللعنة على كارين شانير، كانت في تلك اللحظة أيضًا جميلة بشكل مؤلم.
جمالٌ قد يجعل المرء يقبل بالذل في هذا الواقع عن طيب خاطر.
“ليتني لم أحلم بهذا الحلم البائس أصلًا.”
أكتوروس وجّه فوهة المسدّس الباردة كالثلج نحو جبهة كارين.
بانغ!
كانت نهاية لحظةٍ كانت أشبه بالحلم، بجمالها الخادع.
“رابيانا سيلدن. لقد دفعت المبلغ المناسب للحصول عليكِ.”
تغيّر شريك الزواج… وذلك في يوم الزفاف ذاته.
رنّ صوت بارد ومتعجرف في أذن رابيانا.
فقدت عائلتها وبصرها في حادث وهي صغيرة، وأصبحت تعيش متطفلة على الآخرين،
لكنها لم ترغب أبدًا أن تُباع بهذا الشكل وتتزوّج قسرًا.
“أنجبي طفلي. بمجرد أن تضعيه، سأدعكِ تذهبين إلى أي مكان ترغبين به.”
كلمات أحادية لا تحمل أي اعتبار لها.
لقد كان دوق “ألبرتو ويل لوين” رجلاً من هذا النوع.
“لماذا أنا بالذات؟”
“لأنكِ امرأة لن أضطر للاهتمام بها.”
“…أرجوكَ أوفِ بوعدك بأن تدعني أذهب أينما أريد.”
حينها، اتخذت رابيانا قرارها.
بمجرد أن تُنجب الطفل، وبمجرد أن يتخلّى عنها زوجها،
ستنهي هذه الحياة البائسة إلى الأبد.
—
كان “ألبرتو” يظن أن الزواج من رابيانا سيكون أمرًا بسيطًا.
لم يكن يدرك حتى ما هو ذلك الشعور الذي كان يختبئ في قلبه،
وافترض أنها، لكونها امرأة لا تملك شيئًا، ستسهل عليه تحقيق غايته.
“لا تأتِ. ارجع من حيث أتيت، يا دوق.”
“هل ستغادرين… وتتركينني؟”
لم يُدرك كم كان تفكيره أحمق إلا بعد أن أصبح عاجزًا حتى عن الإمساك بها.
أخيرًا، أدارت له رابيانا ظهرها.
المرأة التي كانت دائمًا في متناول يده،
قاسية، تحاول الآن الذهاب إلى مكان لا يمكنه الوصول إليه.
“رابيانا!”
صرخة يائسة دوّت وسط الغابة.
أنا أميرة؟!
إيلي ذات السبع سنوات انتقلت إلى جسد الأميرة إيليا – نظيرتها في العمر من رواية التي كان أخوها يقرأها لها كل ليلة!
الأميرة إيليا، بطلة القصة سيئة الحظ، نُحّيت عن العرش بسبب مؤامرات حاشيتها الشريرة، ثم دمرت العالم عندما خرجت قواها السحرية (المانا) عن السيطرة.
لكن إيلي تعرف الحل الصحيح بفضل قراءتها للرواية:
“سأنجو حتمًا!”
سأصبح ملكة صالحة، تجلس على العرش وتنقذ العالم من الدمار!
خلال ذلك، التقت بدوقٍ في الثامنة: كليوس بيرنت.
تنجذب عينا إيلي باستمرار إلى كليوس الوسيم بشكلٍ أخّاذ…
لكنها اكتشفت لاحقًا أن كليوس فقد والديه في حادثة مرتبطة بالملوك السابقين.
إيلي، الراغبة في تهدئة قلب الدوق الكاره للعائلة المالكة، بدأت تتعلّق به بكل براعةٍ وذكاء:
“عيناك… جميلتان.”
“تذوق هذا… إنه لذيذ.”
“أريد أن أكون صديقةً للدوق بيرنت.”
“أأحتاجُ سببًا لأتقرب؟ أحيانًا المشاعر تكفي وحدها!”
“حقًا؟ حقًا؟ حقًا؟”
رغم كراهيته للعائلة المالكة… لم يقوَ على مقاومة جاذبية إيلي.
كليوس الذي كان يصدّها بجدارٍ منيعٍ، بدأ يذوب أمامها شيئًا فشيئًا……
لقد انتقلت روحي إلى جسد الشخصية الثانوية التي تتزوج من الشرير الخفي وتموت ميتةً مفاجئةً عنيفة!
ظننتُ أن تجنب الزواج سيكون الحل، فحاولت أن أطلب الزواج من رجلٍ آخر، وهربت من المنزل، وفعلت كل الأشياء التي يكرهها الشرير…
“لِذا تزوجيني يا إيفانجلين كلودا.”
في عامي الخامس بهذا الجسد، وقبل 3 أسابيع من بدء الأحداث الأصلية! أخيرًا، تقدم لي الشرير بطلب الزواج.
أنا… أهذا حقًا نهايتي المروعة؟!
كلما حرفت مسار القصة الأصلية، اقتربتُ أكثر من مصيرها؟!
فهل ستتمكن من حماية حياتها وحبها، وبلوغ السعادة…؟
س: صِفي مشاعركِ عندما لم يكن أبوكِ الموثوق به شخصية ثانوية.
ج: م- ماذا… أعِد لي دوري كـ”مواطنة إمبراطورية عابرة!
في حربٍ تستمر 365 يومًا بالسنة!
عالمٌ مجنون لا يوجد فيه يومٌ بلا قلق!
كان كوني شخصية ثانوية هنا نعمةً.
“أميرتي~ استيقظي~♡”
“آه، ابنتي الجميلة♡♡.”
إضافةً إلى ذلك، العيش حياةً بسيطةً في قرية جبلية مع أبٍ لطيفٍ وحنون (جيمس براون، 27 عامًا، شخصية ثانوية) هو الأفضل!
—وهذا ما اعتقدته.
“انظر! الشخص الذي ظهر للتو هو أبي! يحمل رمز الرجال العاديين: بني الشعر وبني العينين!”
“……”
“حتى لو نظرتِ إليه، فهو مجرد ‘مواطن إمبراطوري عابر، أبٌ عازبٌ بعمر 27 عامًا يعيش في قرية جبلية مع ابنةٍ صغيرةٍ ويُكافح لكسب الرزق.”
نظر إليّ قائد الفرسان بلا اكتراث.
“—المعذرة يا سيدي؟ هناك؟ وااه!”
في تلك اللحظة، ارتاع قائد الفرسان وسحب سيفه. نظرت إليه غريزيا.
‘…أبي؟’
طاقة زرقاء تتصاعد فوق عصا أبي الخشبية. فركت عيناي وراقبت المشهد مرة أخرى.
‘م- ما هذا؟’
في اللحظة التالية… شعر أبي البني وعيناه البنيتان – الرمزان لـ”الشخصية الثانوية ” – بدءا بالتغير تدريجيًا.
“يا إلهي!”
بشعرٍ فضيٍّ مبهرٍ وعينين زرقاوين متلألئتين، أيُّ شخصٍ سيرى أنه يصرخ بسماته الجسدية قائلا “أنا البطل الرئيسي!”
‘م- معذرة؟ أليس هذا أبًا عازبًا بعمر 27 عامًا يعيش في قرية جبلية مع ابنته صغيرة—؟ ‘
—جيمس؟ هل هذا حقيقي؟
“أعِد لي ابنتي، أيها الوغد.”
في طريقي إلى منفاي من القصر الإمبراطوري حسب ما حدث في القصة الاصلية، التقطت هرةً صغيرةً متسخة. رغم أنني طُردت من القصر، لكن إطعام قطة واحدة ليس بالأمر الصعب!
“تعالي معي. اسمكِ سيكون… حسنًا، أسلان.”
وبهذه الطريقة، بدأت عزلتي الهادئة مدة خمس سنوات مع أسلان.
“ماما، هل استيقظتِ؟”
…لقد تحولت قطتي إلى الشريرة في الرواية.
* * *
سألت أسلان لويد في أحد الأيام:
“يا عم، لماذا لا يمكنك أن تحب أمي؟”
“لديها بالفعل زوجٌ فقدته من قبل.”
“أمي ليس لديها شيءٌ كهذا!”
ليس لديها؟ إذن فما قصة صورة الرجل التي رأيتها سابقًا؟ بينما كان لويد في حيرة، همست أسلان بكلامٍ سريٍّ في أذنه:
“أنا لست ابنتها البيولوجية. يمكنك الاعتراف لها بحبك.”




