الأرستقراطية
وجدتُ نفسي متجسدةً داخل روايةٍ رومانسيةٍ مُظلمة محظورةٍ لمن هُم دون التاسعة عشرة.
بصفتي ليندسي شارلوت إيفرغرين، شخصيةٌ لا علاقة لها البتّة بأحداثِ الرواية الأصلية.
كنتُ أعيشُ بسلامٍ في بلدة هوغوس الريفيّة، أنتظرُ بفارغ الصبر اليومَ الذي سأتزوجُ فيه من خطيبي، كايدن.
لكن كايدن، بعدما سافر إلى العاصمة، خانني وارتبطَ بابنة أحد النبلاء، الذي كان كونتًا.
هكذا تركني وحيدةً خلفه، أذرفُ الدموع في حسرةٍ وألم.
حينها اقترب منّي ابنُ عمّي، ريجيس إينيف دي فالنتين.
“ليندسي، أستطيعُ فعل أيّ شيءٍ لمواساتكِ.”
فكرتُ في نفسي أن هذا القدر من اللطف مبالغٌ فيه، لكنني ظننتُ أن لطفه المفرط ينمُّ عن طباعه اللطيفة.
حتّى صباح اليوم التالي، عندما استيقظتُ لأجدَ نفسي في سريرٍ واحدٍ معه.
حدّق فيّ بعينيه الذهبيتين المفعمتين بالرغبة، لكنّني صرختُ فيه أن هذا لا يليقُ بأفرادِ العائلة……
“كفى كلامًا كهذا يا ليندسي. فكّري في ذلك جيدًا، لا يُمكننا أن نكون عائلة.”
كان مُحقًا.
عند التفكير في الأمرِ مليًا، لم يكُن سوى ابن زوج أخت والدة أختي غير الشقيقة.
* * *
بعد أن أغواني ريجيس وتزوجتُه في حالةٍ من الضياع، اكتشفتُ الحقيقة.
كلّ شيء، من خيانة كايدن مع ابنة الكونت، إلى اقترابِ ريجيس منّي، كان جزءًا من مخططٍ محبوكٍ بعنايةٍ منه.
لكن الجزء الأكثر إثارةً للجنون هو
أنه لم يكن العقل المدبر الذي يتحكمُ بالبلاط الملكيّ في الخفاء فحسب، بل كان أيضًا الشرير الأخير في الرواية، الذي حبسَ البطلة وعذّبها، دوق شونيس.
إلينور، الأميرة المحبوبة، خسرت كل شيء في لحظة واحدة بعد زواجٍ شبه قسري من دوقٍ غريب عن وطنها.
تحوّلت إلى دوقة شكليّة، يُعاملها الجميع كأنها لا شيء، تكافح للبقاء يومًا بعد يوم حتى انتهت حياتها بموتٍ بائس.
لكن… وبشكلٍ معجزي، عادت إلى الماضي.
هذه المرة، أقسمت ألا تعيش كحمقاء من جديد.
فهل تنجح في انتقامها وهي تقلب الطاولة على الجميع، فرصةً تلو الأخرى ؟
“لوسيا، أنا لا أعرف كم أنا محظوظ بوجودك.”
أقوى عائلة سحرية في الإمبراطورية “رودبيل”. وعار العائلة المخفي تحت هذا الاسم المجيد، رودبيل نصف الدم.
“أنا سعيد للغاية لأنك ابنتي.”
لقد تحملت كل أنواع الاحتقار وعملت بجد فقط لأسمع هذه الكلمات. بالنسبة لي، أنا التي كنت أتوق إلى المودة طوال حياتي، ابتسم والدي لأول مرة وقال: “بجسدك المتواضع، سوف يتمتع رودبيل بعصر ذهبي لمائة عام قادمة. كوني فخورة.”
حفرة لا قعر لها حيث يُحبس فيها إله شرير، الأبيسوس. من أجل الحفاظ على قوتهم، يجب أن يضحوا بسلالة رودبيل هناك مرة كل مائة عام.
“لا يمكنني الموت هكذا.”
لا يمكنني أن أدع حتى موتي يُستغل ويُهجر من أجلهم. مستغلة إهمال الجميع، حاولت الهرب في تلك اللحظة.
“وداعًا. لوسيا المثيرة للشفقة والحمقاء”.
لقد سقطت في الجحيم بابتسامة نقية كالملائكة وحقد أكثر شراسة من أي شيء آخر.
[سقط شيء مثير للاهتمام].
في الظلام اللامتناهي. اقترب صوت منخفض مليء بالضحك مثل الخلاص.
“سأساعدك”.
باقتراح لطيف لا يمكن رفضه.
“ما رأيك أن تسقطيهم في الهاوية هذه المرة؟”
عدت إلى الماضي. كنت على وشك المغادرة الآن بعد أن حققت كل ما أردته.
“سأعطيك رودبيل. سأعطيك أي شيء تريدينه”
لماذا…أنت أكثر من كرهني؟
“لذا لا ترحلي يا لوسيا”
لماذا تتشبث بي؟
في زاوية هادئة من عالم يعجّ بالأسرار، تعيش إريكا، فتاة حالمـة بعينين تتوقان لاكتشاف ما وراء الجبال والبحار والقصص التي لم تُروَ بعد. منذ صغرها، كانت تحدّق في السماء، تتساءل: هل هناك ما هو أكبر من هذا العالم الصغير الذي أعيش فيه؟
وحين تأتيها فرصة العمر، تنطلق في مغامرة لا تشبه أي شيء عرفته من قبل. تقودها خطواتها إلى أراضٍ غامضة، ومدن منسية، وخرائط تنبض بالأسرار. وعلى طول الطريق، تصادف أصدقاء أوفياء، وتعيش لحظات من الدفء والضحك، وتكتشف طعماً جديداً للحب الذي يولد من رحم المغامرة.
لكن العالم ليس كله نورًا… فبين خيوط الجمال تكمن خفايا مظلمة، ومخاطر تهدد قلب الرحلة. تواجه إريكا قرارات مصيرية، وتدخل في سباق مع الزمن لفك شيفرة ماضٍ مدفون يمكن أن يغير مستقبلها، وربما مستقبل العالم بأسره.
رواية تمزج بين سحر المغامرة، ودفء الصداقة، ورعشة الحب الأول، وإثارة الاكتشاف. رحلة لن تنساها… وربما لن تنساك.
إن كنت تبحث عن رواية تنبض بالحياة، مشحونة بالعاطفة، ومليئة بالدهشة… فهذه الرواية كُتبت لأجلك.
لكلٍّ ظروفه الخاصة.
لكن لا يمكن تفسيرها جميعها.
امرأةٌ تتوق إلى التخلّص من سمعة كونها أميرةً لا تستحقها والتحرر، وأميرٌ طُرد من العالم.
لطالما كانت علاقتهما محفوفةً بالشكوك.
“سأهرب معك.”
اختارت الأمير، الهارب الآن من الإمبراطورية، وعرضت عليه يدها. فقبلها.
“لا تُبدِ هذا الوجه، حتى لو تساءلتِِ إن كان الاتجاه الذي نسير فيه هو الاتجاه الصحيح.”
“…..”
“وجهٌ يجعلكِ خائفةً، لا تعرفين ما يخبّئه لنا القدر.”
كانت هذه عادة. كان الأمر عظيمًا جدًا بحيث لا يُسمى حبًّا، ولكنه عاديٌّ جدًا بحيث لا يُسمّى خلاصًا. تذكرت أيديهما المتشابكة دفء بعضهما البعض.
“عندما يُفتح هذا الباب، لا نعرف ماذا سيحدث لنا.”
أمام الباب الأحمر الأخير، قطعا عهدًا على بعضهما البعض.
“لا أعرف، لكن لا يهم، أليس كذلك؟”
“لأنك وأنا هنا.”
أسطورة الطائر المنسي.
لقد بدأ سجل الاختيارات التي لا رجعة فيها.
لقد امتلكت الحب الأول للبطل في رواية رومانسية.
وليس هذا فقط، بل ككومبارس سيتم تدمير عائلته خلال عامين ويموتون!
في الأصل، كان دوري هو إلحاق الصدمة بالبطل الذكر ثم المغادرة.
لكنني لم أكن قلقة جدًا. ألن أتمكن من الفرار من هذا العالم بالموت على أي حال؟
كما خططت، قمت بالتحضير للانتحار أمام أعين البطل الذكر.
اعتقدت أنها كانت الطريقة المثالية للعودة إلى المنزل دون تحريف الحبكة الأصلية …
حتى فشلت محاولتي للانتحار.
***
عندما التقينا مجددًا بعد خمس سنوات، نظر إليّ البطل وبكى. أخبرني أنه يعلم أنني على قيد الحياة، فتظاهرتُ بأنني لا أتذكر.
ماذا يستطيع الناجي الوحيد من عائلة دمرت بسبب الخيانة أن يفعل؟
“من أنت؟”
قال لي البطل، الذي كان يتصرف بشكل يائس بسبب فقدان الذاكرة:
“لقد تزوجنا، رينا.”
متى فعلنا ذلك!!
‘حتى لو كان زواجنا، والذي قرره الإمبراطور، ليصبح انتقامي منك. أألا ينبغي أن تتحمليه، يا عروستي الجميلة؟’
* * *
عندما فشلت استراتيجية والدها، والتي أدت إلى ثورة في الدولة المجاورة لجعل صهره ملكًا،انتهى المطاف بديتريس، التي فقدت خطيبها، بالإرتباط بالفارس المفضل للإمبراطور لتفادي الأزمة التي لحقت بعائلتها.
بصفتها ابنة الدوق، كان الزواج من فارس عارًا. والأسوأ من ذلك هو أن الشخص الذي عليها الزواج به، وهو الفارس المفضل للإمبراطور، كان لوسيوس إليوت. كان هذا هو حبيبها السابق، والذي اضطرت لكسر علاقتها به بسبب معارضة والدها لها قبل ست سنوات.
كان لوسيوس حبيبًا شغوفًا وحنونًا. ومع ذلك، فقد فقد لقبه وأرضه ودفع إلى ساحة المعركة بعد أن ثبت أنه ابن غير شرعي بحيلة من والد ديتريس.
بعد ست سنوات، واجه الاثنان بعضهما البعض في موقف معكوس، وهما يحملان ذكريات سيئة من الماضي. أصبحت ديتريس تشعر بالقلق البالغ تجاه فعل لوسيوس، والذي لا تستطيع أن تقرر ما إذا كان ذلك انتقامًا أم ندمًا…
الدوق أدريان بيرتيانو، فارس المجتمع الراقي والنبيل المثالي.
الجدة التي جعلت منه سيدًا كاملاً لبيت الدوق رغم حدود مولده، سقطت مريضة ذات يوم، فبدأ أدريان بالبحث عن طبيب مشهور.
لكن الطبيب البارع الذي استقدمه كان في الحقيقة الخادمة الصغيرة التي غادرت قصر الدوق قبل ثماني سنوات، وحبه الأول الفاشل.
“ألستِ أنتِ من أقسمتِ بنفسكِ أنكِ لن تعودي إلى قصر الدوق أبدًا؟”
“كان المال حينها قليلًا جدًا.”
“سمعتُ أنكِ راهنتِ حتى على شرف والدكِ.”
“لقد باعني أبي كخادمة. وأنا بدوري من حقي أن أبيع شرفه بما يكفي.”
الفتاة التي وُلدت في طبقة وضيعة لكنها كانت شامخة الجمال، عادت الآن كطبيبة جشعة.
ذكرى الحب الأول كانت مختلفة تمامًا عن ما أصبحت عليه، لكن قلبه ظل ينجذب إليها بلا حيلة.
“عندما أراكِ، أشعر بصداع.”
“سأصف لك دواء للصداع.”
“هاتِه أولًا.”
“بـ 15 قطعة فضية.”
“يبدو أنكِ نسيتي أني صاحب عملكِ.”
“يبدو أنك نسيت أن العقد ينص على أنني طبيبة السيدة العجوز لا طبيبتك أنت. وبيع الأدوية يُعد مصدرًا خاصًا لدخلي الشخصي.”
“… يكفي. اخرجي.”
“إذن سأبيعه لك بـ 13 قطعة فضية.”
“أنتِ حقًا…!”
أحبّت جايلين ليونيل منذ أن رأته أوّل مرّة، ذلك النبيل المتألّق بعينيه الذهبيّتين وابتسامته التي تشبه شمسَ الصيف.
دفعتها مشاعرها الصامتة إلى الالتحاق بأكاديمية بيلوديان الإمبراطورية فقط لتبقى قريبةٍ منه، وظلّت سنواتٍ طويلة تكتفي بالوجود في عالمه كظلٍّ صغير يتبع نورًا لا يمكن بلوغه.
لكن حلمها الرّقيق تلاشى حين سمعت بالصدفة رأيه الحقيقي فيها؛ إذ لم يرَ فيها سوى ‘عامّية’ لا تستحقّ حتى التفكير، فانهار ما بنته في قلبها طيلةَ عشرة أعوام.
عندها أدركت جايلين أنّ حبّها غير المتبادل، الذي عاش في أعماقها كسرٍّ جميل، قد بلغ نهايته المحتومة، وأن الوقت حان لترك ذلك النور البعيد والمضيّ قدمًا نحو عالمٍ لا تكون فيه مجرّد ظلّ.
مات طفلي.
الرجل الذي كان حبها الأول و أب طفلها كان قاسيًا حتى النهاية.
“هذا الطفل كان خطأً على أي حال” ،
زواجي الأول المؤلم انتهى بموتي.
في حياتي الثانية الجديدة ، قطعتُ وعدًا ،
“سأنجب الطفل و نغادر معًا”
و كنتُ بحاجة لذلك الرجل لمقابلة الطفل.
“عليّ أن أتمسّك به. حتى لو كنتُ أكرهه حتى الموت”
ليست لدي أي نية لجذب انتباهه بعد الآن.
بمجرد أن يكون لدينا أطفال ، سنكون قد انتهينا.
* * *
“أنتِ لستِ هذا النوع من الأشخاص”
عضت أريانا شفتها ثم همست ،
“ابنتي ليست ابنتك أيّها الدوق. لكن لماذا …!”
“لأن هذا لا يهم. إنها طفلتكِ”
نظرت إليها العيون الفيروزية الداكنة الميتة كما لو كانت تحترق.
“أنتِ و أطفالُكِ لي”
في حياة ملعونة… ظهر رجل غامض يدّعي أنه الأب الحقيقي!
“لا يمكن لذلك تِلك ذات الشعر الأسود أن تكون ابنتي بأي حال.”
“آه، أبي!”
“من تجرؤين على مناداته أبًا؟ لم يكن لي ابنة مثلك أبدًا. أطردوا تلك الطفلة فورًا. إنها لم تولد قط.”
رغم أنّ تأوهًا مريرًا صدر من الفتاة، إلا أن الإمبراطور لم ينظر إليها سوى بعينين باردتين.
الطفلة الملعونة.
الأميرة المسكينة التي تخلى عنها والداها.
والشخص الوحيد الذي مدّ يد العون لها.
“تعالي معي.”
الأميرة المهجورة أمسكت بيد الرجل الذي أشرق كالنور.
لقد استحوذتُ على شخصية الشريرة في لعبة موجهة للإناث. ولكن لعبُ دور الشريرة عادةً ما يكون صعبًا.
عائلة سيئة ومزعجة، خطيبٌ خائن، وأشخاصٌ يتجاوزون الحدود.
أليست هذه الظروف كافيةً لأيّ قديسة حتى تُصبح امرأةً شريرة؟
لكني حاولت أن أكون لطيفةً لأنني أعلمُ أن التصرف كامرأة شريرة سيؤدي بي إلى الموت.
▷ (اسكبي الماء الساخن عليها)
▷ (اصفعيها على خدها)
ألا يمكنني حتى التحدثُ بما أريد؟ أليس للأشرار أيّ حقوق إنسانية؟
وبينما كنتُ أموت من الإحباط، اقترب منّي رجل.
“لماذا لا تتطابقُ تعابيرُ وجهكِ وكلماتكِ؟ هذا مثيرٌ للاهتمام.”
هل هذا الرجل شخصٌ عاديّ؟




