رومانسي
لقد كان زواجًا مدبراً
لذلك هربت في ليلة زفافي الأولى.
تخلّيت حتى عن اسمي، وعشت عشر سنوات بعيدًا… حتى وصلني نبأ وفاة والدي، فعدت إلى المنزل.
وهناك، وجدتها… الزوجة التي ظننتُ أنها ستكون قد رحلت منذ زمن بعيد، تلك التي لم أرَ سوى وجهها مرة واحدة فقط.
ما زالت جميلة كما كانت.
مسرحية احتيال وطنية تجمع بين دوقٍ بارد السلوك و آنسة مُحتالة جريئة!
“بما أنك تقول إنك بحاجة إلى مُحتالة ، فلا بد أن هناك عملية احتيال تخطط لها ، أليس كذلك؟”
رجلٌ نبيل في المرتبة التالية بعد الملك في هذا البلد ، و يريد أن يحتال؟
شعرت سو ببعض الفضول.
“نعم ، هناك. إنّه أمرٌ بالغ الأهمية يتعلّق بمكانة الدوق”
“و أي دور يفترض بي أن أؤديه؟”
“زوجة”
عندما جاء رد الدوق البارد ، للحظة لم تصدّق سو أذنيها.
ما الذي يهذي به هذا الرجل؟
“أحتاج إلى زوجة”
“ماذا قلت؟”
“الطرف الذي سنحتال عليه هو جلالة الملك. هل تستطيعين فعلها؟”
“… يا دوق ، هل أنت على ما يرام؟”
“أأمُر مَلك نييتَا بأن يُحضر أمِيرة المَملكة. سَوف أعُود إلى الإمبراطُورية معْها.”
فِي تِلك اللحظَة، إسترجعتُ ذكريَات حَياتي السَابقة عِندما أصبَحت رهِينة للإمبرَاطُورية، وكَان هَذا العَالم دَاخل رِواية رعَاية الأطفَال فِي القَصر الإمبرَاطُوري.
وَكنت أنَا الأم التِي تُنجب البطَلة الرئيسِية وتُموت عَلى الفَور بَعد الوِلادة كَما هُو التَقليد فِي هَذا النُوع مِن القصَص.
لَم أرغب فِي المَوت، لذَا حَاولت الهَرب، و لكِن بمجرَد أن خَرجت مِن الإسطَبل، تَم القَبض عَلي.
“كَانت رهينتِي تحَاول الهَرب، أليسَ كَذلك؟”
كَان هَذا هُو الإمبراطُور أمامِي.
لَم يَكن بإستطَاعتي فِعل أي شِيء ، حتَى تَم جَري وأصبحتُ الإمبرَاطُورة.
ولَكننِي قَررت أن أصبِح إمبراطُورة مُهملَة ومَهجُورة رَحلت دُون أن يلاحظَها أحَد.
“لَا بد أن ننَام فِي نفس الغُرفة ، أنا وأنتِ معاً.”
لَكن، لماذَا الإمبراطوُر مَوجودٌ فِي قصرِي؟ ألا يوجَد شِيء آخر ليفعَله؟.
تقُول والدة الإمبراطُور الأرمَلة، كلمَا رأتني، تَتذكر شَبابها وتبكِي بحُرقة.
والإمبراطُور يَطلب مِني أن أُبعدَها وألا أسمَح لها بالبقَاء هُنا.
يَبدو أن العَلاقة بين الأُم والإبن متَوترة بَعض الشِيء، لذا حَاولت أن أصلِح الأمُور بينهُما…
“إذا أسَاء جلالة الإمبراطُور إليكِ، أخبرينِي بذلك سرًا، ثم سأسَاعدكِ بطريقةٍ ما.”
بَعدما إستعَادت والدة الإمبراطُور حُب إبنها، أصبَح الأمر هَكذا.
“لَم أرتبِط بأحد مِن قَبل، ولكِن لا أستطِيع التَوقف عَن النظَر إليكِ.”
لِماذا هَذا الإمبراطُور الوسِيم ينظُر إلي هَكذا بعيونٍ متلألئة؟
أنَا حقًا أريد الهرُوب.
إذا أنجبُت طفلاً مِن هَذا الرَجل، سيصبِح الجَميع سُعداء بإستثنَاءي.
ولَكن لمَاذا لا أستطِيع تَرك هَذا الرجل الذِي يهمِس لِي قائلاً “إنه يشعُر بالوحدَة؟”
“إذا كنتُ سأتزوّج يومًا ما ، فأريد أن يكون ذلك مع المدير! لأنّي أحبّه كثيرًا!”
إنّه النجم في شركتنا.
حتى لو قلتُ إنّي أحبّه ، فلن يُعير أحد الأمر اهتمامًا.
شخصٌ لن أرتبط به أبدًا ، ولا يمكن أن أرتبط به إلى الأبد ، فادّعيتُ أنّي أحبّه كذبًا.
لأنّ عليّ أن أخرج من تلك الأزمة بأيّ طريقة.
و لكن—!
لماذا يظهر المدير هناك فجأة؟
هل … سمعني؟
سيَفهَم … أليس كذلك؟
لديه مظهرُ نجمٍ شهير ، فلا بدّ أنّه تلقّى اعترافات كثيرة ، و سيظنّ أنّني قلتُ ذلك من منظور المعجبة فقط؟
و لكن—!
فجأةً أصبح المدير يتناول الطعام في مطعم الشركة؟
و يجلس بجانبي؟
و يزور غرفة استراحة الموظفين؟
بل و حتى انتشرت أخبار بأنّه فسخ زواجًا مدبّرًا!
لا ، مستحيل ، بالتأكيد لا …
“ليس هذا أوّل اعتراف تتلقّاه ، صحيح يا مدير؟”
“إنّه الأوّل”
“لا ، أعني ، أنا أحبّ … لكن … ليس … يعني … ليس حبًّا حقيقيًّا …”
“و أنا أيضًا أحبّكِ. آنسة لي دانا ، لنتزوّج”
يبدو أنّني …
لقد لمستُ — (أنا التي لم تفعل شيئًا سوى العمل) — شاربَ الأسدِ (المدير).
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها …
لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل ابيها الإمبراطور لنصب فخ لزوجها المستقبلي واتهامه !
لا اريد ان اموت بهذا الشكل المخزي والبائس!
من أجل الهروب من موتي المُقدَّر ، سأعقد صفقة مع خطيبي الدوق الأكبر.
“ارجوك ساعدني وسأرد لك هذا الجميل بكل ما املك”.
“اذا كنت تريدين ان انقذك خمني بشكل صحيح ما سيحدث الليلة مساء ”
مع قدرة هذا الجسد على رؤية المستقبل و معرفتي بقصة الرواية كان ذلك سهلا علي ، ويالراحة اجتزت اختبار خطيبي بنجاح وحافظت على روحي من الذهاب إلى الهاوية .. وتمت الصفقة بيني وبينه بهدوء
كنت بالكاد قد نجوت من الأزمة وتمكنت من إنقاذ حياتي ، لكن الأزمة كانت مستمرة …
“هل نسيتِ أنكِ زوجتي؟”
“لا لم أنس!”
“لا بأس حتى لو نسيتِ لأنني سأذكرك دائمًا مرارًا وتكرارا”
لقد تجسّدتُ كـ شخصية في رواية رومانسية خيالية.
لكن المشكلة أنني استيقظتُ … داخل التابوت!
في يوم جنازة صاحبة الجسد الأصلي!
و الأسوأ؟ أنني قرأتُ الكثير من الروايات لدرجة أنني لا أستطيع حتى تحديد أي رواية أنا فيها بالضبط.
عائلتي باردة و قاسية ، و الخادمات يرتجفن من الخوف أمامي … يبدو أنني تجسّدتُ بشخصية شريرة.
حسنًا ، حان وقت استخدام خبرتي في الروايات الرومانسية الخيالية!
أول خطوة؟ الهروب من شخصية الشريرة!
لكن أثناء ذلك ، عثرتُ على نقش غريب …
“ما هذا؟”
[طريقة استدعاء □□]
هل هو تعويذة لاستدعاء روح أو تنين؟ جيد! فالشريرة تحتاج على الأقل إلى وسيلة لحماية نفسها.
“مياو~”
… لكن لماذا لم يُستدعَ لا روح ولا تنين؟
بل قطة شبيهة بالجبن ، ذات نمط النمر و ثلاث عيون ، اختارتني؟!
لا بأس … لطيفة جدًا ، لذا لا مشكلة!
شخص يعرفني جيدًا، ومع ذلك لا يشعر بالذنب لتخليه عني. ومع ذلك، شخص بحاجة ماسة لمساعدتي. هذا أنت.
إلى جانب هذا الهراء، عرض عليّ زواجًا بعقد لمدة عامين.
ضيعة فقيرة، مسؤولية ثقيلة، ومستقبل بعيد.
بالنظر إلى كل ذلك، ألم يكن هذا الهراء أمرًا يستحق الشكر؟
وهكذا، أصبحت رينيه طوعًا زوجةً بعقد لحبها الأول اللعين.
كان ذلك قبل عامين تقريبًا.
**
“لا، التمديد مناسب. لماذا تهتم بشخص على وشك البدء من جديد؟”
ألكسندر، بشفتيه المعقودتين في حالة من عدم التصديق، رفع رأسه بهدوء ونظر إلى السماء.
بداية جديدة… …
تمتم، كما لو كان يفكر في الكلمات التي قالتها للتو، ثم سأل بصوت كريه.
“ماذا ستفعلين بعد الطلاق؟”
أريد أن أعيش كما أريد. أسافر، آه! وأعيش قصة حب عاطفية.
أضافت رينيه، وهي تراقب عبوس ألكسندر، ضحكة متوترة:
سأجرب حفلة مبيت فوضوية، وهو أمر لم أفعله من قبل مع زوجي المزيف.
**
أن نرى بعضنا البعض وجهًا لوجه،
أمرٌ لا بد أن نمر به.
لا أعرف العمل الأصلي، لكن يبدو أنّني تجسّدتُ في جسد عروس مزيّفة داخل قصة رومانسية كوميدية.
لقد وضعتُ خطة محكمة لجعل البطل الرئيسي والمحيطين به في صفّي، تحسّبًا لليوم الذي يُكتشف فيه أنّني عروس مزيّفة.
“على أيّ حال، هذا الزواج مجرّد صفقة.”
أوه، كم هو متوقّع.
على أيّ حال، ستصبح خادمي في النهاية، فلماذا كل هذا النّزق؟
كل ما فعلته هو أنّني نشرتُ بطاقة إيجابية لا نهائية وابتسامة مشمسة كبطلة رومانسية كوميدية…
لكن لماذا يبدو البطل الرئيسي وكأنّه يتعرّض للتنمّر؟
“أنا لا أحبّكِ.”
لم أكترث لبرودته، ظننتُ أنّها مجرّد مرحلة إنكار المعجبين.
كان ينظر إليّ بعيون يملؤها الاستسلام، وكأنّه يرى جدارًا لا يمكن تجاوزه، لكن أذنيه كانتا تتحوّلان إلى اللون الأحمر.
فمه يقول إنّه لا يحبّني، لكن جسده صادق.
“…لا يمكنني حبسكِ، أليس كذلك؟”
يبدو أنّ البطل الرئيسي بدأ يتعلّق بي تدريجيًا…
لكن لماذا يبدو أسلوب هوسه كأنّه من قصة مأساوية؟
لم أكن أعلم حتى في أحلامي أنّ العمل الأصلي كان قصة مأساوية تُعرف بـ”السمّ القاتل”.
آه- على أيّ حال، إنّها قصة رومانسية كوميدية! قصة شافية!
الملخص
لقد تجسّدتُ في شخصية المرأة الشريرة التي تلقي اللعنات بهدف الحصول على البطل.
ولم يكن هذا أي لعنة عادية، بل لعنة تُحوّل البشر إلى دمى صغيرة: “لعنة الدمية”.
‘وطبعًا، وبما أنني المرأة الشريرة…’
أموتُ على يد البطل، الدوق الشمالي البارد، ريشيد إيفنتيريون،
وذلك بطريقة مريعة للغاية.
‘لا!’
لم يكن كافيًا أن أُجسَّد في شخصية المرأة الشريرة، بل يريدون مني أن أموت هكذا أيضًا؟
من الآن فصاعدًا، هدفي الوحيد هو البقاء على قيد الحياة.
وبهذا الوضع، لا يبقى أمامي سوى اختطاف البطل ومعاملته بشكل جيد!
⸻
ومع شعوري بالعجلة، قمتُ بوضع البطل في حقيبتي بمجرد أن اكتشفته.
“آيريل بلانديتشيه، هل تريدين أخيرًا أن تموتي بتهمة إهانة العائلة الملكية؟”
الدوق الصغير نظر إليّ ملوّحًا بسيفه الرفيع مثل أعواد الأسنان.
لكن، لماذا هذا الرجل يواصل إهدائي هدايا صنعها بيده مباشرة؟
“بما أن الأميرة تساعدني، فكل ما أفعله هو مجرد مقابل مناسب لذلك.”
لا، هذا ليس صحيحًا. لا أستطيع أن أوافق على هذا.
الأمر خطير جدًا.
أنا لم أخطف البطل إلا لأحيا… ليس أكثر!
“لذا، لا تفترض أن إعطائي هكذا شيء يعني أنني أشعر بما تشعر به.”
أذن ريشيد بدأت تحمرّ شيئًا فشيئًا وهو يتجنب النظر في عيني.
يبدو أن البطل قد أساء فهم نيتي تمامًا.
وجدتُ نفسي محاصرةً في لعبةٍ مجنونة، حيث بغضِّ النظر عن النهاية التي أختارها، ألقى حتفي دوماً على يد الشرير الأكبر.
“ألم يخبركِ أحدٌ من قبل؟ عندما تكذبين، فإن هذين المكانين هنا وهنا يبدأن في الارتجاف.”
ظننتُ أنني هالكةٌ لا محالة. لكن بعد ذلك…
“على أيِّ حال، أرجو أن تتحول هذه العلاقة إلى لقاءٍ سرّيٍّ من الآن فصاعداً.”
“تحذيرٌ متأخر، لكن كان عليكِ أن تكوني حذرةً منذ البداية. عندما تسمحين لشخصٍ مثلي بالاقتراب مرّة واحدة، فلن يكون هناك مجالٌ للتراجع أبداً.”
ما الذي جرى لك فجأة يا سيدي الشرير؟!
لقد انغمستُ في رواية رومانسية مظلمة مخصّصة للبالغين، في دور شخصيةٍ جانبية.
على أيّ حال، حياتي هنا لا علاقة لها بالأصل.
فلأستعد إذن لشيخوختي بعملي كمدرّسة خصوصية!
…… أو هكذا ظننت.
لكن تبيَّن أن البيت الذي عرض عليَّ راتبًا ضخمًا للعمل عنده، هو بيتُ البطل نفسِه؟
بل والبطل لم يتجاوز السابعة بعد؟
جيّد، هذا أفضل! سأجمع المال وأبدأ في إعادة تأهيله أيضًا!
“سيدي الصغير كايل، في مثل هذه الحالة تبدأ بالاعتذار أولاً. هيا، كرّر معي: آسف.”
“…… آسف.”
“أحسنتَ، عمل رائع!”
لكن…
“إذن، يا معلمتي، كنتِ بخيلة في عطفكِ عليّ أنا فقط. أخبريني، ماذا عليّ أن أفعل كي أحصل على ثنائك؟”
ذلك الدوق الشرير، عمّ البطل.
لماذا تقترب منّي باستمرار؟
وفوق ذلك…
“عمي، هل تقدّمتَ لخطبة المعلّمة مجددًا؟”
البطل الصغير بدأ يتشاجر مع عمه بسببي.
“لا أريد أن أناديها بالمعلمة بعد الآن، بل بالكنّة الجديدة.”
وجدّي البطل يطلب منّي أن أصبح زوجة حفيده.
“إلّي لا تريد الزواج، أريد أن أعيش مع المعلمة فقط!”
وحتى بطلة القصة الأصلية اللطيفة تتشبّث بي…
ما الذي يحدث؟ ولماذا الجميع يتصرّفون هكذا تجاهي






