جوسي
بعد خمس سنوات قضتها كشخصية ثانوية في عالم خيالي رومانسي، ترفض زواجًا مدبرًا من شاب لعوب سيئ السمعة وتهرب بمدخراتها. تشتري قصرًا “مسكونًا” بثمن بخس، متأكدة من أن شائعات الأشباح مجرد هراء، إلى أن يبدأ الناس في معاملتها كطاردة للأرواح الشريرة. الآن عليها أن تنجو من فوضى المجتمع الراقي، وسوء الفهم الغريب، ومنزل قد يكون ملعونًا أكثر مما كانت تظن.
ظنت إلينا أن استدعاءها إلى قلعة فالرافن المعزولة وسط الجليد كان لترميم لوحة أثرية لا تقدر بثمن.. لكنها لم تدرك أنها هي التحفة التي يرغب الكونت في امتلاكها.
الكونت فيكتور، سيد القلعة الذي يخشاه الجميع، رجلٌ يحيط به الصمت كما يحيط الجليد بأسوار قصره.
قوانينه صارمة: لا تجول في الليل، لا أسئلة عن الماضي، وإياكِ.. إياكِ أن تنظري طويلاً في المرايا المغطاة.
بين جدران تتنفس وعيون تراقبها من خلف الزجاج، تجد إلينا نفسها عالقة في شباك رجلٍ يراها ملكية خاصة له.
هو خطر، قاسي، وجذاب . وحين تكتشف أن القلعة تخفي سراً أظلم من الليالي القطبية، يكون قد فات الأوان للهرب… لأن الوحش لم يعد يريد التهامها فحسب، بل يريد قلبها.
رواية بقلم @luna_aj7
استيقظتُ لأجدني رهينةَ عالمٍ قصصيٍّ غارقٍ في العتمة، خاوٍ من الرجاء كأرضٍ نُزِع عنها النور.
تجسدتُ في هيئة الابنة الكبرى لأسرةٍ نبيلةٍ عُرفت ببراعتها في السحر، غير أنّي كنتُ عاطلةً عن أيِّ موهبةٍ أو هبةٍ تُذكَر، مجرّد هامشٍ في الحكاية، ظلٍّ يتلاشى بين السطور.
لكن…
لم أكن لأدع البؤس يبتلعني كما ابتلع سواي!
حين تهاوى وريثُ إحدى الأسر العريقة من عليائه إلى حضيض الهلاك، مددتُ نحوه يدي، وانتشلته من بين ركام قدره، ووهبتُه عنايتي كما تُوهَب الحياة لمن على وشك الفناء.
راعيتُه بإخلاصٍ لا شائبة فيه، وصدْقٍ لم تَمسّهُ الأنانية، على مدى أعوامٍ كانت كفيلةً بأن تُعيد صياغة كلِّ شيء.
لكنّ الزمن لم يكن رحيمًا.
فبعد أربعِ سنواتٍ كاملة، تبدّلَ كلّ ما كنتُ أعرفه.
“ألعلّكِ…
تفكّرين في التخلّي عنّي؟”
همس بها صوته المرتجف كأنّه سؤالُ حياةٍ أو موت، وكانت عيناه تُمسكان بي كما يُمسِك الغريق بطوق نجاةٍ أخير.
ومنذ تلك اللحظة، لم يعد يبتعد عنّي طرفة عين.
—
“لوسي…”
نطق اسمي وكأنّه يتذوّقه، ثمّ تابع بصوتٍ تخالطه رعشةُ امتنانٍ وحنين:
“حين تكونين إلى جانبي، أشعر أنّ كلّ ما ينهار داخلي يمكن أن يُبنى من جديد، وأنّ العالم – على قسوته – يغدو محتمَلًا.”
توقّف فجأة، ثمّ مدّ ذراعيه نحوي واحتواني بقوّةٍ صادقةٍ أربكت أنفاسي.
كانت أصابعه تجوس في شعري وعلى ظهري بارتباكٍ شبيهٍ بالعطش، كما لو أنّه يخشى أنّه إن تراجع لحظةً واحدة… سيفقدني إلى الأبد.
“أنظري إليّ،” قال بنبرةٍ واهنةٍ ولكنها دافئة،
“ما إن بقيتِ معي ساعاتٍ معدودة حتى عادت إليَّ روحي، وعاد قلبي ينبض بثبات.”
ابتسمتُ بخفةٍ لأكسر ثقل اللحظة وسألته برقةٍ ممزوجةٍ بالتردّد:
“وهل يعني ذلك أنّه بإمكاني الابتعاد قليلًا الآن؟”
لكنّ رافين لم يُجِب بالكلمات.
قبض على يدي بعنفٍ مفاجئ، قوّته كانت تفوق كلّ ما عهدتُه منه، حتى شعرتُ بالألم يزحف عبر معصمي.
“لا تجرّبي ذلك.”
قالها بصوتٍ خفيضٍ، ولكنّها انغرست في قلبي كسيفٍ مسلول.
ضاقت عيناه قليلًا، وارتسم في ملامحه صرامةٌ لم أعرفها من قبل، ثمّ أردف ببطءٍ حاسمٍ:
“هذا أمرٌ لا يُسمح به. لن أسمحَ به، أبدًا.”
تردّدتُ صامتة، وبين ضلوعي شيءٌ يشبه الخوف…
أو الارتباك… أو لعلّه شيءٌ أعمق من كليهما.
كلماته تلك لم تكن مجرّد رفضٍ، بل قَسَمٌ غامضٌ يحمل في طيّاته وعدًا وعُقدةً لا تنفصم.
ورغم قلبي الذي تاه بين النفور والعطف، أدركتُ أنّني كنتُ — بطريقةٍ ما — أُصبح مركزَ عالمه المتهالك شيئًا فشيئًا.
الأميرةُ ييرينا من مملكةِ سِيداس، شهدتْ مَقتلَ والديها أمامَ عينيها، وفقدتْ بصرَها بعدَ تلك المأساة.
وبعدَ أنْ خسرتْ أسرتَها بأكملِها، أُسِرَت على يدِ الإمبراطوريّة.
ورغمَ أنّها عقدتِ العزمَ على التّضحية بنفسِها في سبيلِ وطنِها،
إلّا أنّ الأقدارَ لم تَجْرِ كما أرادت، فوجدتْ نفسَها سجينةً في برجٍ عالٍ، متّهمةً ظلمًا بأنّها ملعونة.
“……أتطلّعُ إلى خدمتكِ. اسمي كيان.”
كان هذا صوتَ الأميرِ الوريثِ روشان فيستيوس، من المملكةِ العدوّة، وآخرَ وجهٍ رأتهُ الأميرةُ قبل أنْ تفقدَ بصرَها.
لقد أُغرمَ بها منذُ اللّحظةِ الأولى، إلى حدٍّ جعلهُ يختلقُ هُويّةً مزيفةً كفارسٍ حارسٍ ليبقى إلى جانبِها.
شيئًا فشيئًا بدأتِ الأميرةُ تعتمدُ على ذلك الفارسِ الغريب، من غيرِ أنْ تَعلمَ أنّهُ يُخفي عنها حقيقتَه.
وكانَ الغازي يتحدّثُ عن حبٍّ ملوّثٍ بالخداع، فيما يُلازمُ الأميرةَ متنكرًا في ثوبِ فارسٍ مُخلص.
تُدركُ ييرينا صدقَ مشاعرهما المشتركة، غيرَ أنّها تمزّقُها وخزاتُ الذّنب،
كما يُعاني روشان من العذابِ نفسه، نادمًا على خطيئتِه الأولى.
وفي تلك الأثناء، كانَ الإمبراطورُ الذي اشتهى الأميرةَ الفاتنة، لكنّهُ تردّدَ في الاقترابِ منها خشيةَ اللّعنة،
يُدركُ أخيرًا أنّ كلَّ ذلك ليسَ سوى مكيدةٍ دبّرها روشان، فيبدأُ البحثَ عن ييرينا……
إلى متى يُمكنُ للحقيقةِ أنْ تبقى طيَّ الخفاء؟
وفي اللحظةِ التي تنكسرُ فيها لَعنةُ الأميرةِ بإرادةِ الإلهة، وتفتحُ عينيها أخيرًا……
فهل سَيُبصِرُ الأعمى؟
عملتُ في كلّ أنواع الوظائف — من العمل الحرّ إلى العقود المؤقتة وحتى الشركات المفلسة — ولم يَبقَ نوع لم أجرّبه.
لكن في اللحظة التي تحقّق فيها حلمي أخيرًا بالانتقال إلى شركةٍ كبرى… وجدتُ نفسي متجسِّدةً في عالمٍ آخر.
كأرستقراطيةٍ فقيرةٍ من أسرةٍ منهارة لا تملك حتى ما يسدّ الرمق!
لا هذا عالم رواية، ولا أملك أيّ قوى خارقة، ولا أنا غنية.
آه، لكن هناك شيءٌ واحدٌ مشابه.
حتى هنا… ما زلتُ موظفةً تعمل لتعيش.
ولحسن الحظ، بما أنّني من خرّيجات بيئة “العمل الكوري”، فقد كان أداء العمل مقبولًا تمامًا.
وضعتُ لنفسي هدفًا: أجمع قدرًا مناسبًا من المال ثم أستقيل.
أن أعيش بهدوءٍ وبساطة… هذا كل ما أريده!
لكن—
“لقد نُقِلتِ إلى المقرّ الرئيسي.”
“نريدك أن تصبحي مساعِدة ابنة المركيز.”
“ما رأيكِ بالانضمام إلى ديوان المستشار الإمبراطوري؟”
كنتُ أريد فقط أن أعمل بسلامٍ دون عملٍ إضافي، لكن الجميع من حولي لا يتوقّفون عن البحث عني.
أرجوكم، اتركوني وشأني…!
“السكرتيرة كورنيليا، هل أنتِ مشغولة؟”
حتى إنّ دوق الإمبراطورية، الرجل الأوسم والأرفع شأنًا بين النخبة، صار يزورني باستمرار طالبًا “تعاونًا في العمل”.
هـ، هل هذا منطقي أصلًا…؟
القصة
دريل شتاين، سيد أرهون.
الحقيقة المؤسفة المتمثلة في أنه لم يحب زوجته لون هيلد كانت معروفة لدى معظم الناس.
“أقسم لجميع الآلهة؛
لن أحب شخصًا مثلك أبدًا.
وبدلا من قضاء بقية حياتي معك، أفضل أن أموت في ساحة المعركة. ”
لون، بعد أن سمعت الإهانات من زوجها يوم زفافهما،
أصبحت الزوجة الأكثر بؤسًا في العالم، لكنها لم تستاء من دريل.
بدلا من ذلك، فهمت دريل.
“لقد توسلت إليك مرات لا تحصى حتى لا تختارني زوجًا لك.
الآن بعد أن دمرتني، ما هو شعورك؟ ”
كان ذلك لأن لون هيلد دمر حياة دريل شتاين.
*
وبعد ثلاث سنوات، عاد الزوج الذي غادر إلى ساحة المعركة وكأنه ينتحر.
لطلب المغفرة عن أخطائها، قررت لون الحصول على الطلاق على الفور.
لكن زوجها كان يتصرف بغرابة.
“لن أطلقك حتى لو مت. لذا يجب عليك أيضًا أن تستسلم.”
لم يرفض الطلاق فحسب، بل مد يد العون إلى لون.
“لوني. الدرييل الذي اشتكى من أنك دمرت حياته ولد من جديد في ساحة المعركة.
ما الذي حدث بالضبط لدرييل في ساحة المعركة الشمالية؟
“سيدة هيلد، هناك جثث متجددة تهاجم القرية!”
علاوة على ذلك، بمجرد انتهاء الحرب في الشمال، وقعت حادثة غريبة في المنطقة.
هل سيتمكنون من تجاوز الأزمة؟
هل سيتمكنون من العيش في الحاضر دون الخوض في ندم الماضي؟
“ستُمنحين من الآن فصاعدًا قصة واحدة. اجعلي نهايتها سعيدة للجمين بلا استثناء.”
فرصة وأزمة معًا ألقاها “صوت غامض” أمام البطلة التي اختتمت حياتها فجأة بحادث مرور.
انتهى بها المطاف بالانتقال إلى جسد نيرسا، الشريرة وليست السيدة النبيلة، في رواية “السيدة النبيلة المتقدة” التي سكب فيها الكاتب نهاية منعشة حيث هاجمت البطلة الشريرة بعضهما وسقطوا من على الحافة.
“سأهرب!”
قررت الهروب فورًا، لكن تم القبض عليها سريعًا وعادت، لتبدأ حادثة غريبة تنتشر في الأوساط الاجتماعية.
لكن لا يمكنني الجلوس صامتة واستقبال مطرقة الانتقام.
هذه المرة، وبهدف عدم عرقلة طريق البطلة الزاهرة، قررت فتح ورشة عمل تستغل فيها مهنتي الأصلية من حياتي السابقة كمصممة منتجات…
“جيد. سأعود قريبًا رسوماتك المبدئية مثيرة للاهتمام.”
“ماذا؟ ستأتي مرة أخرى؟”
روبرتو، ولي عهد الإمبراطورية الذي يجب أن يصنع نهاية سعيدة مع البطلة، وكذلك بطل الرواية، يتسكع حولي باستمرار.
…لماذا تأتي إلى هنا دائمًا؟ اذهب بسرعة وافرش طريق البطلة بالورود!
في يومٍ هادئٍ من أيّام القرية، تقدّم إليَّ شابٌّ يعملُ في متجرِ الزهورِ ليطلبَ يدي.
كان ودودًا إلى حدٍّ يُذهِل، وسيمًا بملامحٍ كأنّها نُحتت من رُقّةِ النسيم، فقبلتُ عرضهُ دون تردّدٍ أو تفكير.
غير أنّ الأقدارَ – كعادتها – كانت تُخفي لي مفاجأةً غير متوقّعة…
إذ وجدتُ نفسي فجأةً زوجةَ وريثِ إحدى أعرقِ الدوقيّات!
—
“ذلكَ الثوبُ القرويُّ البائس لا يليقُ باسمِ عائلتنا الرفيعة!”
“أ… أُمّاه…”
قالت بصوتٍ متعجرفٍ، فرفعتُ بصري إليها والدموعُ تترقرقُ في عيني، ثمّ ابتسمتُ بأدبٍ وقلتُ:
“شكرًا جزيلًا لكِ!
لِأنّكِ تُعلّمينني الرّقيَّ بنفسِك، سأسعى بكلّ جهدي لأُصبحَ على شاكلتِك!”
حقًّا… كم هي لطيفةٌ حماتي العزيزة!
“اذهبي واعكُفي على العملِ في الحديقة!”
“أشكركِ من أعماقِ قلبي!”
آه، يا لِدفءِ هذه الشمس!
مسحتُ التّرابَ عن جبيني وابتسمتُ ابتسامةَ فخرٍ خفيّة.
كانت تُربةُ الحديقةِ غنيةً بالحياةِ إلى حدٍّ أنّ النباتاتِ نَمَت بسرعةٍ مدهشة، حتّى في أصغرِ رقعةٍ زرعتُها.
قطفتُ برعماً طريًّا حديثَ التفتّح، ووضعتهُ في فمي، فانفجرت في فمي نكهةٌ عطرةٌ مقرمشةٌ ملأت كلَّ ذرةٍ من حواسي.
آه، ما أروعَ هذا المكان، وما أجملَ هذه البساطة!
“اخرُجي من هذا البيتِ في الحال!”
“أوه، أكنتِ تقرئين هذا الكتاب؟”
“…أتعرفين هذا الكتاب؟”
مددتُ يدي بهدوءٍ نحو الكتابِ الذي كانت شقيقةُ زوجي تمسكُه، وكان كتابًا ألّفتهُ والدتي بنفسها.
ولأنّي حضرتُ محاضراتها حوله، رفعتُ رأسي بثقةٍ وأومأتُ مؤكّدةً.
ثمّ تلوْتُ على مسامعها بضعَ فقراتٍ من محتواه، فما لبثت ملامحُها أن تغيّرت كليًّا، وهتفتْ بانفعالٍ عميق:
“يا لَلعجب… إنّكِ أستاذتي!”
آه، حقًّا…
إنّ عائلةَ زوجي تُغرِقني بلُطفِها حدَّ الدهشة.
“إن كنتَ ترغبُ في قتلي، فقُل ذلك بصراحةٍ. سأموتُ من أجلكَ.”
منذُ اللِقاءِ الأول، أدركتُ أنَّ الأميرَ الرابع، الذي بدا صغيرًا وضعيفًا كما تصفه الشائعات،
لم يكن فقط صعبَ الإرضاءِ، بل كان أيضًا ذو شخصيةٍ غريبةِ الأطوار.
“طلبي الوحيدُ هو أن تُعطيني مكانًا بجانبكِ.”
بعد ستِ سنواتٍ، التقيتُ به مجدداً، وكان هذا اللقاءُ بمثابةِ عرضٍ للزواج.
“إن حققتُ طلبكَ، يا سموكَ، فماذا ستمنحُني بالمقابل؟”
“سأمنحُكِ كلَّ شيءٍ.”
الفارسةُ التي أشادَ الجميعُ بشجاعتها كبطلةِ حربٍ، لكنها فقدَتْ عائلتها بسببِ جاسوسٍ من العدو. والأميرُ نصفُ الدم، الذي يحمل دماءَ العدو ويُعتبر عارًا على العائلةِ المالكة.
أحدث زواجُهما ضجةً عارمةً في جميع أنحاءِ المملكة.
***
“لا حاجةَ للحبِّ بيني وبينكَ.”
مسافةٌ ملائمةٌ. مودةٌ محدودةٌ. علاقةٌ تقوم على المعرفةِ المتبادلةِ،
دون الغوص في التفاصيل.
علينا أن نحافظ على هذا الحد.
“آدورا، ما هو حقًا ثمين، يجب أن يكونَ معروفًا لي فقط.”
يعرضُ جانبًا جميلًا وملفتًا للنظرِ، بينما يُخفي حقيقتَه ببراعة.
جمالٌ أخّاذ وسحرٌ جذّاب يجعلُ كلَّ من يراه يُفتتنُ به.
لقد تغيَّر الرجلُ الذي التقيتُ به بعد ستِ سنواتٍ، بلا شك.
إنْ كانَ في محيطِكُم شريرةٌ خانها الحبُّ والصداقةُ، فجنحت قليلًا إلى الجنون، فالرجاءُ أنْ تُعامِلوها بلُطف.
فقد لا تكونُ مجرّدَ صديقةٍ أو فردٍ من العائلة…
إنّها أنا.
أنا بالذات.
“فيوليتا دأبت منذُ زمنٍ على اقترافِ الشرور.”
آه، إذًا فدلالةُ زهرةِ العِشقِ هي الخيانة.
هربتُ إلى دولةٍ مجاورةٍ لأضعَ حجرَ الأساسِ للانتقام.
لكنّ هذه البلدةَ أيضًا لا توحي بالاطمئنان.
“ما الذي تشتهرُ به هذه المنطقة؟”
“طيبةُ قلوبِ الناس؟”
فقيرة،
“وما ذاك هناك…؟ سوقٌ ليليّ؟ لا، بل سوقٌ سوداء؟”
“نُزاولُ التجارةَ هنا أحيانًا. وندفعُ أجرةَ المكانِ بانتظام.”
تجري فيها الأفعالُ غيرُ المشروعةِ على مرأىً ومسمع،
“أُوغ… كُح…”
“مولاي الدوق الأكبر، هل ما زلتَ حيًّا؟”
“……”
“يا إلهي… يبدو أنّه قد مات.”
مكانٌ يُصابُ فيه الدوقُ الأكبرُ بلعنةٍ مجهولة، فيتألّمُ كلَّ ليلةٍ أنينًا.
لا بدّ من ذلك. عليَّ أوّلًا أنْ أؤمِّنَ لنفسي مكانًا أعيشُ فيه!
لكن—
“أأُعيدُ القولَ مرّةً أخرى؟”
“قد تكونُ عديمَ الفطنة، وأحيانًا بلا اعتبارٍ للفوارق، ومشاكسًا لا يلبثُ أنْ يُحدثَ كارثةً ما إنْ تُرفَعَ العينُ عنه…”
“ومع ذلك، فإنّني أحبّك كما أنت.”
……ما هذا؟
أنا لم أكن أبحثُ إلّا عن سندٍ لانتقامي، ولم أكن أنوي اصطيادَ سموّ الدوق الأكبر!
“أنا أُريدُ شقاءك.”
لقد أحببتُ رجلاً لا ينبغي لي أن أُحِبَّه.
في الوقت الذي كانت فيه عائلتي على حافّة الانهيار، وفيما كان الزواج ضرورةً مُلحّة، ظهر ذلك الرجل… كاينتي.
كان قريبًا منّا إلى الحدّ الذي تحدّث فيه الكبار يومًا عن احتمال زواجنا ونحن أطفال.
ولذلك ظنّت يوليا أنّه مُنقذها.
لكنّه كان يريدُ تعاستي.
“مرحبًا… يا عدوّي.”
لقد أحببتُ امرأةً لا ينبغي لي أن أُحِبَّها.
بالنسبة إلى كاينتي، كانت يوليا مجرّد أداة.
أراد أن يقضي عمره وهو يشاهدها تتخبّط في الألم داخل قبضته.
لكن… الآن.
المرأة التي أحبّها بدأت تُناديني: “عدوّي”.
—
في اللقاء الذي جاء بعد شهرين، كان وجه كاينتي أكثر هزالًا وشحوبًا ممّا كان عليه قبل رحيلها.
“كفّ عن المماطلة… وقّع أوراق الطلاق.”
“لا.”
“بعد كلّ ما حدث؟ بعد أن دمّرتُ كل ما يخصّ أخي؟”
“ومع ذلك…
لا طلاق.”
“لماذا؟”
“لأنني أحبّك.”
من كان يتخيّل يومًا…
أنّنا بعد عام واحد سنقف أمام بعضنا بهذا الشكل؟
لم تفكر بالحلم يوما فحياتها بين قبضة الموت
معاشرتها للموت قد جعلها تعتاد بل تهوى طعنة السيوف و ركلة الظلم
رواية جانبية تحكي عن فتاة لم تمنح لها الحياة ما تريده الا انها قد ارتقت بإرادتهت لتكون اقوى حارسة في منطقة المعروفة بإسم تينغوكوجين منطقة تقدس النساء و تحمي حقوقهن
في احتكاكها المباشر مع عدوها اللدود الجنرال السادي الماكر الخبيث الذي يقف بجانب الامبراطور و حاشيته رافضين لوجود تينغوكوجين على اراضيهم
فكيف ستواجه هذا العدو و تمحو كل المخاطر التي تهدد امان تينغوكوجين


