تاريخي
―السؤال الأول: صف الطريقة التي يمكن بها إنقاذ ماركيزية مانو المنهارة.
امتحان التخرج يأتي بسؤال حظٍ كهذا؟!
لمعت عينا أداماس الخضراوان فرحاً، ثم رفعت زاوية فمها وكتبت الجملة الأولى دون تردد،
―يجب إحياء مانو سافيروس الذي مات في معركة أوشي باران.
***
هل هذا حلم؟ متى كان خيالي جيداً إلى هذه الدرجة؟ أين أنا بالضبط؟
سويييييي― بووم!
انفجر كرةٌ نارية بصوت مدوٍّ وسقطت في النهر. و في تلك اللحظة، صاح رجلٌ بصوتٍ يدوي كالرعد،
“علينا أن نعبر النهر فوراً! كلكم، اعبروا نهر باران!”
شعرٌ أسود، وهالةٌ زرقاء لامعة تُرى حتى من بعيد. رجلٌ منشغل بصدّ السيوف التي تطير نحوه.
أليس ذلك سافيروس؟!
لماذا الحلم واضحٌ إلى هذه الدرجة؟ لا تقل لي إنني متّ حقاً؟
“انهض بسرعة! اعبر نهر باران! إذا عبرت النهر ستنجو!”
عضّت أداماس شفتيها بقوةٍ عند سماع الصوت اليائس.
“اعبروا النهر بسرعة! أنا سأحرس الخلف!”
لا، أنتَ من يجب أن يعبر أولاً!
إذا لم تعبر أنت ذلك النهر، فالجميع سيموت. هكذا كانت كتب التاريخ.
ركضت أداماس حافية القدمين نحو سافيروس.
“ابتعدوا! آاااه! كلكم ابتعدوا!”
حتى لو كان هذا مجرد حلم، فإن مارنو أداماس لا تستطيع أن تترك ذلك الرجل، بطلها، يموت.
آخر أعمال شكسبير.
في جزيرة ما بالبحر، كان يعيش رجل عجوز، إسمه بروسبيرو مع إبنته ميراندا، وهي فتاة جميلة جداً. كانا يعيشان في كهف من الصخور يبدأ الخط الدرامي عندما حدث ذات ليلة أن هبت على الجزيرة عاصفة شديدة واشتدت ريح العاصفة، وملأ ضوء البرق وصوت الرعد الأرض والسماء، وأثارت الريح أمواجا عالية كالجبال، وأصبح صوت الريح وهدير الأمواج مخيفين مفزعين وسنرى بروسبيرو البطل يحرك كل الأحداث متسلحا بمعرفته الهائلة بالسحر وقد رسم شكسبير من خلال شخصيته ظلال الشخصيات الأخرى وتعد هذه المسرحية ضمن المسرح الأخلاقي حيث تنتصر قوى الخير في النهاية.
في القرن الحادي والعشرين، إذا وصلك خطاب قبول من مدرسة السحر وقررتَ ألّا تذهب، فأنت لستَ من أهل هذا الكوكب.
ولهذا، هربت سيللي من المنزل.
لتخذل أمنية أمّها التي كانت تريد أن تعيشا معًا طوال حياتهما!
“أيّها المديرررر! سيرافينا لوريل هارت قد اقتحمت المدرسةاااا!”
دون أن تعرف أنّ تلك الأم، قبل عشر سنوات، أنقذت الإمبراطورية من ملك الشياطين، ثم اختفت من العالم كالفارسة المقدّسة الأسطورية.
وفوق ذلك…
“إنه لشرفٌ لي أن ألتقي بكِ، يا أميرتي.”
“لقد عرفتُ ابنتي منذ أوّل حصة.”
“بعد ساعة واحدة، سيثبت العلم مَن يكون والدها.”
هل يعقل أن يكون والدي أحد المدرّسين الثلاثة الأوسم في أكاديمية سبيلمور؟
وأمّي لا تخبرني مَن هو أبي…
أما أنا، فسأقضي حياةً مترفة في مدرسة السحر من دون أن أعرف من يكون!
كنتُ قاتلًا.
عُرفتُ يومًا بـ”الكوارث الثلاث”، وزرعتُ الرعب في عالم القتال، وأصبحتُ عدوًا علنيًا للموريم، ولم أتوقف حتى بعد اجتياح العشائر التسع الكبرى. دفعتُ عددًا لا يُحصى من السادة إلى حافة جرف – حرفيًا.
“ابنة عائلة نامغونغ عمياء؟”
“يا إلهي.”
ارتكبتُ أعمالًا وحشية دون أن يرفّ لها جفن، كدمية بلا روح تعيش فقط لإتمام مهماتها.
“سيدة سويو! هل كانت رحلتكِ شاقة لدرجة أن جسدكِ تدهور لدرجة أنكِ تسعلين دمًا؟ لو أنذرتني ولو بحذر، لكنتُ بذلتُ المزيد من الجهد للمساعدة…”
…لكن الآن؟ سعال، سعال!
“دم!”
“يا إلهي، سويو! تسعلين دمًا مجددًا اليوم!”
انتهى بي الأمر بلعب دور ابنة محظية عشيرة نامغونغ، المريضة والضعيفة والحساسة للغاية.
اسمي يو إيل.
على أي حال، كنتُ قاتلًا مأجورًا.
لقد استحوذت على جسد أقوى شريره في العالم، والذي ستقتل بشكل وحشي على يد الأبطال.
من أجل سلام العالم، قابلت موتي وفقًا لسير القصة الأصلية،
ومن ثم، بعد خمس سنوات، فتحت عيني في جسد غريب….
الآن كل ما تبقى هو الاستمتاع بالعالم السلمي !”
كنت أرغب فقط في عيش حياة بسيطة كإضافة للقصة، لكن الأبطال الذين قتلوني لا يتوقفون عن مطاردتي؟
الأمر لا يتوقف عند اكتشافهم هويتي، بل الآن هناك ثلاثة (مجانين) من الأبطال يبتسمون بدموع في أعينهم.
“منذ أن من حلمت بنفس الحلم. حرق القارة بأكملها وتلطيخ آخر حفنة من التراب بالدم.
خطيبي السابق الذي طلب فسخ خطوبتنا وقال إنه يحب امرأة أخرى، أصبح مجنونا بطريقة أنيقة…..
“لقد قتلت الإله. ذلك الإله اللعين الذي أعطى الوحي بقتلك.”
بابا المملكة المقدسة، الذي حاول قتلي لإنقاذ القديسة، أصبح مجنونا.
وأما الشخص الذي كنت أقل رغبة في لقائه،
من فضلك لا تختفي مجددًا، جيلا.”
الفارس النبيل الذي أصبح بطلا للشعب بعد أن قتلني، أصبحمجنونا جميلا….
فجأة!
في اللحظة التي همس لي فيها بصوت هادئ وبارد
انفجر الجبل الذي خلفه بصوت مدو.
انتظري . هل تحرك الجبل للتو…؟!”
“هذا العالم السلمي الذي تحقق بفضل موتك….
بينما كنت أتقلب بعيون مفتوحة بدهشة، وضع يده الكبيرة على عيني وهددني برقة
لا تجبريني على تدميره بيداي.”
…. يبدو أن الأبطال أصبحوا غريبين بعض الشيء بعد موتي أليس كذلك ؟
“أنا أُريدُ شقاءك.”
لقد أحببتُ رجلاً لا ينبغي لي أن أُحِبَّه.
في الوقت الذي كانت فيه عائلتي على حافّة الانهيار، وفيما كان الزواج ضرورةً مُلحّة، ظهر ذلك الرجل… كاينتي.
كان قريبًا منّا إلى الحدّ الذي تحدّث فيه الكبار يومًا عن احتمال زواجنا ونحن أطفال.
ولذلك ظنّت يوليا أنّه مُنقذها.
لكنّه كان يريدُ تعاستي.
“مرحبًا… يا عدوّي.”
لقد أحببتُ امرأةً لا ينبغي لي أن أُحِبَّها.
بالنسبة إلى كاينتي، كانت يوليا مجرّد أداة.
أراد أن يقضي عمره وهو يشاهدها تتخبّط في الألم داخل قبضته.
لكن… الآن.
المرأة التي أحبّها بدأت تُناديني: “عدوّي”.
—
في اللقاء الذي جاء بعد شهرين، كان وجه كاينتي أكثر هزالًا وشحوبًا ممّا كان عليه قبل رحيلها.
“كفّ عن المماطلة… وقّع أوراق الطلاق.”
“لا.”
“بعد كلّ ما حدث؟ بعد أن دمّرتُ كل ما يخصّ أخي؟”
“ومع ذلك…
لا طلاق.”
“لماذا؟”
“لأنني أحبّك.”
من كان يتخيّل يومًا…
أنّنا بعد عام واحد سنقف أمام بعضنا بهذا الشكل؟
ليريان، الّتي تَمْلِكُ عَقلَ طِفلٍة صغير، لكنّها أصبحت بطلةً بفضل مَهارتِها الخارقة في السّيف.
بعد أن دَمَّرَ الفسادُ في العائلة الإمبراطوريّة والكنيسةِ هذا العالَم، عادت عشرين عامًا إلى الماضي، إلى زمن السّلام…
“أبي! أظنّ أنّني قد عُدتُ بالزّمن!”
وقرّرت أن تخبر عائلتها بكلّ ما سيحدث في المستقبل.
وبعد اجتماعٍ عائليّ طويل، كان القرار هو: يجب الإطاحة بكلّ الرؤوس العفنة في الإمبراطوريّة.
الأب، زعيم سياسيّ عظيم.
الأم، ظلّ خفيّ يتحكّم في المجتمع المخمليّ.
الإخوة الكبار، أصحاب النفوذ الماليّ.
عائلة إيرسيوني قرّرت أن تُصبح “أشرارًا” من أجل إنقاذ العالم.
“وماذا عنّي أنا؟”
اعترضت ليريان لعدم وجود دورٍ خاصّ لها.
“ليرياننا ستكون تميمة العائلة. اسمها: الشريرة الصغيرة!”
“وما معنى ذلك؟”
“فقط… أن تساعدي العائلة كلّها.”
بالطّبع باستخدام براءتِها وجمالها. لكنّ العائلة كتمت بقيّة الكلام.
غير أنّ ليريان فهمت الأمر بطريقة مختلفة:
‘يعني إذا لزم الأمر، عليَّ أن أقطع رؤوس المزعجين؟’
لا تقلقوا، سأحميكم جميعًا!
رحلةُ غزوِ العالم مع العائلة الشرّيرة بل بالأحرى: قصّةُ إنقاذه
“تلك هي المرأة على ما أظن. تلك الكونتيسة المجنونة. قالوا إنّ اليوم يوم خروجها من السجن.”
“لقد انهالت ضربًا على زوجها حتى كاد يموت، ومع ذلك تبجّحت بأنّها فعلت الصواب وطلبت الطلاق!”
زوجها، الكونت زالت، حاول أن يبيع (هنرييتا) كعشيقة للإمبراطور،
بل ورفض حتى أن يمنحها الطلاق.
إذًا، ما العمل؟ لا بدّ من جعل الطلاق أمرًا لا مفرّ منه.
بعد أن سُجنت بتهمة العنف الأسري، كان الهواء الخارجي الذي استنشقته عند خروجها…
مُثقلًا بالهموم.
العائلة قد انهارت، ولم يعد لـ(هنرييتا) مكان تعود إليه، ولا مال تقتات به.
‘كما توقعت، لم يبقَ سوى ذلك الحل.’
الثروة الطائلة التي تركها جدّها الأكبر الراحل في “غابة الوحوش”!
وكان ثمّة طريقة واحدة لدخول تلك الغابة المحظور ارتيادها،
ألا وهي الانضمام جنديّةً في جيش دوق كراكوف، المسؤول عن إدارة تلك الأرض!
—
(هنرييتا ماتشاشي) لم تكن تعرف شيئًا عن الجيش،
وبكلمة أخرى، كانت جنديّة مُتعبة مرهقة للجميع.
“المتدرّبة ماتشاشي. اخرجي فورًا.”
“أيمكنكم منحي قليلًا من الوقت لأستعد؟”
“3 دقائق.”
“30 دقيقة؟”
“دقيقتان.”
منذ اليوم الأوّل، لفتت الأنظار بتصرّفها العجيب كجنديّة تأخذ الأمر برحابة صدر،
حتى وقعت مباشرةً تحت بصر الدوق الذي كان يملّه كلّ شيء.
ديزيريا، ابنة قائد فرسان فاسيديا.
في ساحة المعركة، كان الثمن الذي دفعتهُ لحماية القلعة حتى النهاية ليس الشرف….ولا الحياة….بل الموت.
ماتت وهي تلعن فابريس، خطيبها والخائن الذي باعها.
لكنها عندما فتحت عينيها و وجدت نفسها قد عادت ثلاث سنواتٍ إلى الماضي.
[ستندلع الحرب خلال ثلاث سنوات. لا تتأخري وتعالي إليّ. – T.]
وقد وصلتها رسالةٌ منه مجددًا.
الرجل الذي كان عدوًا، لكنه كان أقرب للحلفاء من فابريس نفسه.
الجاسوس الذي أخرج سكان الإقليم إلى مكانٍ آمن عندما رفضت ديزيريا الهرب.
في حياتها الجديدة، وقبل أن يبيعها فابريس—الذي سيصبح لوردًا قريبًا—
قررت ديزيريا أن تسلّم نفسها طوعًا إلى لازار، وتعرض عليه زواجًا بعقد….بنية طلب اللجوء.
لكن.…
“مرّ وقتٌ طويل يا حبيبتي.”
“ألسنا نلتقي لأول مرةٍ اليوم؟”
“ظننتكِ تتظاهرين بعدم المعرفة، لكنكِ حقًا لا تتذكرين؟ إذًا لماذا ناديتِ اسمي بكل تلك العذوبة؟”
لماذا يتصرف وكأنه يعرفها منذ زمن.…؟
بعد وفاة والديها، احتاجت ماديسون إلى زوج من أجل حماية ثروتها وعائلتها.
زوج يكون وصيًا قانونيًا عليها في الأوراق الرسمية حتى تبلغ سنّ الرشد بعد عام واحد.
ولحسن الحظ، ماديسون التي كانت في حياتها السابقة قارئة نهمة لروايات الرومانسية الأرستقراطية، لم يكن الزواج بعقدٍ شكلي مشكلة على الإطلاق.
لكن ماذا لو أن الزوج الذي قدّمت له أوراق الطلاق بعد انتهاء مدة العقد، انقلب فجأة ومزّق وثيقة الطلاق؟
مستحيل أن تسمح بذلك.
تطلب ماديسون روزبوند زوجًا.
أولًا: يجب ألّا تكون له عائلة.
ثانيًا: يجب ألّا يهتم بواجبات الزواج.
ثالثًا: يجب ألّا يملك ماضيًا خفيًا.
وبهذا، وجدت رجلًا بلا عائلة، ولا ماضٍ، ولا مالٍ — رجلًا يسير في طريقٍ معاكس تمامًا لقوالب الروايات الأرستقراطية المعتادة.
“هل تحب الأطفال، صدفةً؟”
“ليس كثيرًا.”
“هل لديك ماضٍ مخفي أو عائلة منقطعة الصلة بك؟”
“عائلتي ماتت جميعًا، والناس العاديون لا يملكون ماضيًا يخفونه، أليس كذلك؟”
“ما رأيك في واجبات الزوجين؟”
“لنرَ… ربما ألّا ينجب أحدهما طفلًا غير شرعي؟”
“مقبول!”
لكن لكل إنسان سرّ يخفيه، حتى ماديسون نفسها.
“سيد؟ طبعًا، يجب أن أقتله فور الطلاق. حتى لا تبقى عواقب بعد ذلك.”
“لماذا عليّ قتل ماديسون روزبوند؟ تلك المرأة لا تعرف شيئًا، وسأبقى بهدوء لمدة عام فقط ثم أرحل.”
هكذا، ماديسون التي لا تفكر سوى في طعنه من الخلف،
وسيد الذي لا يفكر إلا في الهرب.
زواج يعيشه الاثنان، كلٌّ منهما يحلم بعالمٍ مختلف تمامًا.
في نسخةٍ خياليّة من إنجلترا في القرن التاسع عشر، حيث يتجوّل مصّاصو الدماء في ظلمات المدن جنبًا إلى جنب مع البشر، تعيش “روزالي” ،جلادةُ الفرعِ الثالث من قسم إعدام الكائنات غير البشريّة، حياتها اليومية بينما يُساء فَهمها كمصّاصة دماء، فقط لأنّها ذات ملامح إسكتلنديّة مميّزة.
أمّا “غيلهيلم”، الذي تغيّر لون بشرته وشَعره بسبب تعرّضه للشمس فترةً طويلة في طفولته، فيُخطئ الناس فيه ويظنّونه إنسانًا، رغم أنّه ليس كذلك.
كعادتهما، يتعقّب روزالي وغيلهيلم مصّاص الدماء الذي أباد عائلة إيفنهارت، متنقّلين بين أرجاء إنجلترا.
غير أنّ سلسلة جرائم مرعبة تبدأ بالظهور، جثث بلا رؤوس تُكتشف واحدةً تلو الأخرى.
وخلال التحقيق، يسمعان عن أسطورةٍ قديمة حول مصّاص دماء قُطِع رأسه على يد صيّادين قبل سنوات طويلة… لكنه ربما لم يَمُت بعد.
منذ عهد الملك آرثر الذي تعاون مع الساحر العظيم ميرلين وفرسان المائدة المستديرة لطرد مصّاصي الدماء وإنقاذ الجزيرة لم تشهد إنجلترا هذا المستوى من الظلام والتهديد.
فهل سيتمكّن روزالي وغيلهيلم من الانتقام لعائلة إيفنهارت؟ وهل سينقذان إنجلترا من هذا الشرّ العائد؟
“أيّها الكلب القذر من بيستمونت، دم هذه المتعاقدة… لي وحدي.”
“آه، ها هو يبدأ مجدّدًا… ألا يمكنك التوقّف عن ترديد تلك الجُمل السخيفة و المبتذلة؟”
في محاولة لحلّ جريمة قتل على ضفاف نهر التايمز، تُوفَد روزالي إلى لندن، حيث تلتقي بمصّاص دماء تخلّص من قيود “الميثاق الدموي” الذي فرضه “عهد لندن”.
وهكذا، تنطلق مغامرة رومانسيّة مشوّقة وسط مدينةٍ رماديّة باهتة، تجمع بين مصّاص دماءٍ يحلم بأن يصبح إنسانًا، و جلادةٍ تسعى للثأر من قاتل عائلتها!
ألفيريل، مغنّية من الأقنان في دوقية هيرون.
جمالها المفرط غدا سمًّا يلتفّ حول عنقها النحيل،
وموهبتها التي لم تطلبها يومًا كانت فخًا حادًّا يسحق أطرافها.
ظنّت أنّها ستعيش طوال حياتها مربوطة بأطراف الدوق،
كدُمية تتحرّك بأصابعه،
لكن لم يكن أحد يتوقّع أنّ الحرية ستأتي فجأة
بعد موت سيّدها المفاجئ.
وبينما تُركت في قصرٍ معزول،
ظهر أمامها رجل غريب.
تيرينتشيو هيرون، الابن غير الشرعي للدوق،
وعازف البيانو الذي يُلقّب بـ “العبقري المنكوب”.
قال لها:
«اجلسي. فهذا اللحن اكتمل بفضلك،
ومن الأولى أن تكوني أنتِ أوّل من يسمعه».
فتمتمت مترددة:
«هل… هل التقينا من قبل؟»
أهي مجرّد لُطف يدفعه شعورٌ بالوحدة؟
كلّما تعمّقت العلاقة التي بدأت بنزوة غامضة وامتدّت،
اهتزّ عالم ألفيريل الساكن
كعاصفة عاتية تقتلع جذورها…
«لا بأس… فكلّ ما ينبغي أن يُحفَظ، ما زال محفوظًا».
«وما الذي ينبغي أن أتذكّره؟»
«أنتِ.»
حدّقت ألفيريل فيه مطوّلًا،
فاكتفى تيرينتشيو بابتسامة خافتة.
«أتذكّركِ يا ألفي.»
لم تستطع استيعاب ذلك حقًّا.
حتى لو أبقت تلك الابتسامة في عينيها إلى الأبد،
فربما لن تدرك يومًا ما الذي تخفيه من معنى.



