سوء فهم
لقد عاشت لأكثر من عشر سنوات كصديقة طفولة لرجل تكنُّ له حُبًا من طرف واحد.
“جوديث، لا يوجد شيء في العالم أثمن بالنسبة لي منكِ.”
همس أسيل بلطف مع ابتسامة، لكن علاقتهما مجرد علاقة أصدقاء أعزاء، لا أكثر.
“أسيل فيدليان رجل قاسٍ.”
حتى لو لم يعتقد الجميع ذلك، فإن جوديث تُقيّم أسيل على هذا النحو. لأنه ليس لديه قلب قاسٍ، فهو أكثر قسوة. لقد سئمَت من الأمل وحدها والأذى وحدها. لذلك قرَّرت جوديث قطع علاقتها مع أسيل.
كوسيلة لإبعاد أسيل، خُطبَت لرجل آخر.
“سأخطبكِ، لكن هذا لا يعني أنني أعتبركِ خطيبتي.”
خطوبة بدون حب، وهذا ما أرادته بالضبط. ولكن على الرغم من أنه كان واضحًا مثل هذا…
“ماذا ستفعلين إذا قلتُ إنني أُحبُّكِ؟”
لماذا يستمر خطيبها تشيس بالاقتراب منها؟
“أريد أن أكون بجانبكِ.”
ولماذا يُحاول أسيل هزّها الآن؟
“هل تفكر في الطلاق؟”
كان زواجًا قائمًا على المصلحة منذ البداية.
هو الكونت شاب من عائلة دالمور النبيلة في المملكة
وهي ابنة بارون ريفي، جلبت معها مهرًا كبيرًا.
زواجهما الخالي من الحب ظل مستمرًا بهدوء لثلاث سنوات.
لكن بعد ذلك —
“ألستُ الزوجة التي تريدها؟”
“هذا الزواج لم يعد يعني لي شيئًا.”
كانت حياة الكونتيسة، رغم أنها خالية من المشاعر، مستقرة كما هي.
إلى أن أخبرها زوجها فجأة برغبته في الطلاق.
⸻
لم يكن كيث يريد الانفصال عن بريوني
لكنه اضطر إلى اتخاذ ذلك القرار لحمايتها.
“لا يمكنني أن أطلب من امرأة لم تتزوجني بدافع الحب أن تُضحي من أجلي.”
طلاق نشأ من سوء فهم، وتدخّلات من الآخرين وأسرار دفنت في تاريخ العائلتين وفي ماضي المملكة.
وعاشقان أدركا حبهما بعد فوات الأوان.
”…أريد أن أتزوج بريوني مرة أخرى.”
رجلٌ إرتقى في المراتب بحُبِّهِ لامرأةٍ نبيلة. لكن في النهاية، أدَّى هذا الحُب إلى سقوطهِ.
كنتُ أقرب صديقة للمرأة التي أحبَّها. عندما ظهرَ ليتقدَّم لخُطبة صديقتي، كما هو مُخطّط، لم يتبقَّ لي سوى عام واحد. لذا استبدلتُ سقوطه طواعيةً بوقتي المتبقي.
“تزوَّجني يا ديلان فيتزروي.”
بعد قرار متهوّر للغاية، بطريقة رومانسية للغاية.
“لماذا تفعلين هذا؟ إذا كان هناك أي شيء تريديه، فقط أخبريني.”
لم يكن لدى ديلان شك في أن الطاولة التي كان يجلس عليها كانت مائلة نحوه. كان لدى ديلان الكثير، وكلما زاد، زادت فائدة التفاوض.
“يمكنني أن أُعطيكِ ما تريدين، ولإرضائكِ.”
“لكنني لا أريد منكَ شيئًا أكثر من الزواج.”
لكن كان هناك شيء واحد لم يعرفه ديلان: الشخص الأكثر ثراءً يجب أن يخشى الشخص الذي ليس لديه ما يخسره.
“أوه، هناك شيء آخر. أُريدكَ أن تعيش بسعادة إلى الأبد.”
“هذا صحيح. ما السبب على الأرض؟”
فكرت إيفلين للحظة. منذ أن شعرت أن هذا السؤال سيُطرح، كانت تفكر في الإجابة الأكثر منطقية. ولكن عندما حان وقت قولها، تردَّدت. لأن تلك الإجابة: “لأني أُحبُّكَ.”
حتى بالنسبة لها، بدت كذبة واهية.
“لم يحدث شيء. سأعتبرُ الأمر كذلك سواء قبلتَه أم لا، هكذا سأرى الأمر.”
أحبَّ أنسيل، حفيد الماركيز هنتنغتون، ضيفة الصيف في لونغفيلد. عندما كان صغيرًا، كانا أصدقاء طفولة، ولكن على الرغم من أنهما أصبحا بعيدين بسبب الاختلافات في الوضع الاجتماعي، إلّا أنه ظلَّ يحملها في قلبه فقط.
حتى أصبح أنسيل خطيب أختها الوحيدة، أطلقت إيلويز يد أنسيل بهدوء. ثم حوّلت نظرها نحو شارع الليل البعيد الذي كان عليها أن تسير فيه، على الرغم من أن دموعها تنهمر على وجهها، إلّا أنها نطقت كل كلمة بحزم حتى لا تبدو أكثر ضعفًا.
“كما لو لم يحدث شيء. لننسى الأمر، لنعش كما لو لم نُحب بعضنا البعض أبدًا. يمكنكَ فعل ذلك.”
استدارت بعد أن قالت هذه الكلمات. مع كل خطوة مرتجفة، كانت تدعو بشدة أن تتوقف عن التمسك به لأنه لم يكن لديها ما تقوله أكثر من ذلك.
“لماذا وقعتُ في حُبّكَ؟ بعد الزواج ورؤية أختي تقف بجانبه كزوجة، هل سأتقبّل كل هذا حينها حقًا؟”
كانت ليلةً شعرت فيها وكأن حياتها قد تحطّمت. أيامها التي آمنَت فيها بالحب بدت وكأنها زمنٌ بعيد.
“آسفة… لأني لم أتمكّن من قتلكِ أسرع من ذلك.”
كلير، الإمبراطورة ذات الوجه المشوّه بالندوب، والتي كانت على وشك الموت بسبب مرض غامض لا يُعرف له سبب. قبل أن تزهق أنفاسها الأخيرة بلحظة، انكشفت أمامها حقيقة لا يمكن تصديقها.
صديقتها العزيزة، ليليانا، التي كانت تعتز بها كما لو كانت حياتها ذاتها، هي الشريرة التي شوّهت وجهها، وسلبت منها زوجها، وتسببت لها بالمرض.
كان لابد أن تعرف كلير الحقيقة كاملة.
“أنتِ… لستِ إلا قديسة مزيفة، أليس كذلك؟”
وبما تبقّى لها من قوة، استدعت قوة الهية لتكشف به الحقيقة. غير أنّ النهاية لم تكن سوى موت بائس ومؤلم.
“من هذه اللحظة لم تعد هناك إمبراطورة! أحرِقوا هذا البرج الملعون، ولا تتركوا منه حتى رماداً!”
لكن…
هل كان ذلك رحمة من الحاكم الذي رقّ لحالها؟ إذ حين فتحت عينيها من جديد، وجدت نفسها قد عادت إلى ربيع عمرها في سن العشرين.
هذه المرة، لم يعد شيء يثير الخوف في قلب كلير. جسد مات وعاد للحياة، فما الذي يُخيفه الموت مرة أخرى؟ وإن كان لا بد أن تفنى، فلتزهر وتذبل مثل أبهى زهرة سامة متألقة.
‘سأجعلك تموتين ببطء يا ليلي… مثل ضفدعٍ يغلي في ماءٍ حارّ وهو لا يدرك حتى فوات الأوان.’
وهكذا ارتفع الستار عن الفصل الأول من انتقامها.
“أريد أن أقع في حب شخص واحد وأنظر إليه فقط حتى أموت.”
ابتسمت أرييل ببرود على الكلمات عندما قال أحدهم ذلك.
لكن ابتسامتها غمرتها، إلتقت أرييل بكايلانس ووقعت في حبه كما لو كان قدرًا.
“إنه حبٌّ كقدرٍ في قصةٍ خيالية، كما قال الناس.”
لم تشكّ أرييل قط في هذه الكلمة. حتى في هذه اللحظة التي ينهار فيها كل شيء.
“ما قاله كايلانس عن حبه لكِ كان كذبة. ابنة قاتل قتل والديه. أراد كايلانس تدميركِ، الابنة التي أحبّها قاتل والديه كحياته.”
إنهارت أرييل حالما أدركت أن كل شيء كان زائفًا.
“ليتني لم أقابلكَ. لو استطعتُ، أريد أن أمحو وجودكَ من ذهني. سأقطع علاقتنا المريعة.”
أرييل، التي تركت وراءها وصيّة، ألقت بنفسها في بحرٍ مظلم.
“لا أُصدق أنكِ كنتِ على قيد الحياة. هذا ليس حلمًا، أليس كذلك؟ لو كان حلمًا، أُفضّل ألّا أستيقظ هكذا.”
“أرييل، أرييل.”
رجلٌ إحتضنها، ذرف الدموع وهو يردد اسمًا غريبًا. حالما حاولت يده الكبيرة المرتعشة أن تلامس خدها، تجنبَت يده لا إراديًا.
“من أنتَ؟”
بعد أن نسيَت أرييل كل شيء، دفعتهُ ببرود.
“ماذا؟”
تجهّم وجه كايلانس الوسيم.
فتاة مراهقة أميركية من أصل ياباني ابنة لأم عزباء لا ترى ضيراً في تحرر والدتها الجنسي ولكن المفاجأة تقع عندما تكتشف أنها ابنة ولي عهد إمبراطور اليابان تراسل صديق والدها من أيام الجامعة وتتفاجأ عندما تعود إلى منزلها بوجود ثلاثة رجال يابانيين ينتظرونها في المنزل. هل يريد ولي العهد التنصل من صلته بهذه الابنة المزعومة، أما أنه يريد إعلان أبوته لها؟
تسافر الفتاة إلى اليابان وتقابل ولي العهد، ويبدأ الاختلاف الثقافي والبغض الأسري بين أبناء العم في الأسرة المالكة، وتزيد الصحف الصفراء من لهيب الصراع في النهاية تجد الفتاة الحب وتخسره ولكن نار الحب تحي المشاعر الباردة ليس للفتاة وحبيبها بل لولي العهد وحبيبته السابقة أيضاً.
رحل الكلب الذي كنتُ أربيه إلى ما وراء قوس القزح.
“سوري… آسفة، آسفة يا صغيري…”
كنتُ أتمنى لو أستطيع أن أصبح مثلك.
لو كنتُ شخصًا قادرًا على منح الحب كما كنتَ تفعل، لما ظلَّت ذكريات تقصيري تجاهك تطاردني إلى هذا الحد.
لكن، يا سوري…
“هو هو .”
حين قلتُ إنني أريد أن أصبح مثلك، لم أقصد أن أصبح كلبًا حرفيًّا…
—
تحوّل جسدي إلى كلب، ولم أفعل سوى أن أركض خلف الجدّ الذي أعرفه لأطلب المساعدة.
“من المفاجئ أن نُدخل حيوانًا إلى البيت.”
“لو ظهر أمامي ولو مرّة واحدة، سأطرده فورًا.”
لم يكرهني أفراد العائلة فحسب، بل كان يعيش في هذا المنزل أيضًا…
“نحن لسنا على علاقة تسمح لنا بالجلوس بودٍّ هكذا، أليس كذلك؟”
ذلك الرجل الذي كان بيني وبينه أسوأ علاقة عِداء عندما كنتُ إنسانة.
هكذا بدأت حياتي المزدوجة الباهرة، أتنقّل بين هيئة الكلب والإنسان وأنا أخفي هويّتي.
“أنتِ… ما حقيقتك بالضبط؟”
حقًّا…
“هو هو.”
“لا تحاولي التهرّب بالنباح وكأنّ شيئًا لم يحدث.”
…يا لي من مسكينة!
نشأت فريا في ميتمٍ و هي تتعرض لسوء المعاملة.
و في أحد الأيام ، عثرت في الساحة على صبيٍّ جميل أشقر الشعر ، أخضر العينين ، ممدّدًا على الأرض، اسمه “لوس”.
‘فريا ، ليس لي أحدٌ سواك.’
‘مهما حدث ، لن أترك يدكِ أبدًا’
لكن في يومٍ ما …
“أصغي إليّ جيدًا. سأعود لآخذكِ قريبًا”
اختفى “لوس” فجأة ، و كان ذلك آخر ما بقي في ذاكرتها عنه.
بعد ثلاث سنوات—
“سأمنحكِ شرف أن تصبحي خادمتي”
هكذا أصبحت فريا فجأة خادمةً لولي العهد المجنون؟
‘لا أريد البقاء معه ولو للحظة!’
رغبت في الابتعاد عنه ، لكن فريا وجدت نفسها مرارًا تتشابك طرقها مع ولي العهد.
شعرٌ أشقر كالذهب ، بشرة شاحبة بيضاء ، شفاه رفيعة حمراء …
لكن عيني ولي العهد لوكيوس الزرقاوان الغامقتان جعلتاه مختلفًا تمامًا عن لوس الذي عرفته.
‘إنه ليس لوس … لكن لماذا يُذكّرني به؟’
بعد أن فقدت سيرينا لوران حبيبها، أصيبت بمشكلة في ذاكرتها.
وبناءً على نصيحة عائلتها، نزلت إلى إقطاعية صغيرة لتعيش هناك بهدوء.
وحين بدأت ذكراها تتلاشى من أذهان الجميع، عادت إلى العاصمة.
الغاية كانت الزواج.
قال الجميع بصوتٍ واحد:
“من سيتزوج آنسة قد خبا نجمها؟”
ومع ذلك، لم يخفِ أحدٌ فضوله بشأن الرجل الذي ستُقدَّم إليه.
خطيب سيرينا كان دانييل لي، شريك عمل عائلة لوران، ونبيلًا نصفَ الدم من دولةٍ أخرى.
قال لها في أول لقاء بينهما:
“هل آنسات آل لوران هكذا دائمًا؟ أم أن الليدي لوران تحديدًا تفتقر إلى أيّ شعورٍ بالخجل؟”
فأجابته سيرينا:
“أهو لأنك نبيلٌ نصفُ الأصل…؟ ما أرقّ تعابيرك حقًّا.”
كانت لقاؤهما الأوّل أسوأ ما يمكن.
—
غير أنّه مع مرور الوقت، بدأت سيرينا تشعر بانجذابٍ غامضٍ تجاه دانييل.
وبدا أنّه يبادلها الشعور ذاته.
إلى أن جاء اليوم الذي باحت له فيه بسرّها ومشاعرها، لتكتشف أنّ كلّ تصرّفٍ منه كان محسوبًا منذ البداية.
أنا مُحتقرة من قِبل جميع أفراد العائلة.
رئيس عشيرة نامغونغ السابق، ورئيسها الحالي، اللذان يثير اسمهما وحده القشعريرة في أرجاء العالم،
بالإضافة إلى ولديهما، نامغونغ هيون ونامغونغ هوي، اللذين يتنافسان على منصب “سيّد العشيرة” القادم.
حسنًا… ليس لدي ما أحتج به.
فقد تم الإمساك بي وأنا أتسبب بجرح في جسد نامغونغ سويون، التي كانوا يعتزون بها كثيرًا.
صحيح أنني الآن محبوسة في جسد طفلة في الرابعة من عمرها،
لكن الحقيقة أنني كنت في الأصل “سيساما” (القديسة) من طائفة الشيطان السماوي،
وكنت في الواقع أُعالج نامغونغ سويون.
ولم يكن أحد يعرف ذلك.
وفي النهاية، عندما ماتت نامغونغ سويون دون أن تسنح لي الفرصة لفعل أي شيء،
قالوا لي أن علي أن أكون بديلة عنها.
…وهكذا أصبحت الابنة الوحيدة المدللة لعشيرة نامغونغ.
لقد تجسّدتُ في بطلة الرواية الرومانسية المظلمة «حياة القدّيسة في الأسر».
لكن التفكير في الهروب؟ هذا تصرّف المبتدئين.
أنا ، على العكس ، قرّرت أن أكون الأذكى: أعترف للبطل بحبّي مبكرًا ، و أخطّط لأن أصبح «أسيرته برضاي»!
“يمكنكَ أن تأخذني معكَ اليوم”
“و لِمَ تقولين لي هذا؟ لقد التقينا للتوّ”
“أمم ، لكلّ شخص حلم ، أليس كذلك؟ حلمي أن يخطفني رجل وسيم و يغمرني بالحبّ”
“حسنًا. فلنذهب معًا إذن”
رائع ، كلّ شيء يسير حسب الخطة …
مهلًا ، لماذا تغيّر لون شعره؟
لـ— لمن طلبتُ أن يأسرني بالضبط؟
***
أدرك أليستو الأمر على الفور.
القدّيسة التي تحدّثت عن “الحلم الرومانسي” لم تكن تقصده هو ، بل ذلك الرجل الواقف هناك.
كانت نظراتها ملتصقة به ، و عيناها تتلألآن بالعاطفة.
‘هذا غير مقبول’
و بانزعاج غريبٍ داخله ، تقدّم ليحجب ذلك الرجل عن مجال نظرها.
فرفعت رأسها نحوه كجروٍ داس أحدهم على ذيله ، بعينين مستديرتين و أنفٍ صغيرٍ و شفاهٍ مرتجفة ، كأنها تستجديه بعطفها.
‘لكن فات الأوان … نظراتكِ البريئة لن تنقذكِ الآن’





