شريحة من الحياة
«أحيانًا، الحماية تؤلمنا أكثر مما تُنقذنا.»
لم أفهم كلمات أمي فورًا، بل احتجتُ وقتًا طويلًا لأستوعبها،
لأن الحقيقة لا تُقال لتُفهم بسرعة،
بل لتُوجِع أولًا.
طوال حياتي، كنتُ أطارد ما أحب،
لا شغفًا بالركض،
بل لأنني لم أنل شيئًا بسهولة.
كان ذلك قدري:
أن أتعلّق،
ثم أقاتل لاستعادة ما فقدته.
كان الأمر صعبًا،
وما زال مُرهقًا،
حتى بدأتُ أتساءل:
ماذا لو تخلّيتُ عن كل شيء؟
ماذا لو كانت النجاة
في التخلّي لا في التمسّك؟
ربما حينها،
سأحمي قلبي من الانكسار،
وأُنقذ مشاعري من الضياع.
✦ ♡ ❥
وحين غنّت أمي على أوتاد الموت،
لم تتشبّث بالحياة،
ولم تطلب البقاء إلى جانبي،
بل كانت تتمنى، في صمتٍ مُنهك،
أن يقترب الأجل.
✧✧✧
رأيتُها ترحل خالية الوفاض،
وحين غابت،
ندبت عليها أنفاسي .
✧✧✧
عندئذ أدركت .
لم يُعمِنا الحب يومًا،
لكن سهوة العيون عن الواقع…
كانت الأسف كلَّه.
ما هو شعوري و أنا هي الشتاء الأبدي ؟!!.
– حسنا !! إنه ليس أمراً سيئا جدا إلى حد ما … لكن ليس عندما تعتدوا على أحدٍ من أقربائي ، عندها لن يكون الأمر سيئا فحسب … بل سيصبح كارثة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتحدث ميرا عن رحلتها المروعة و هي تتجول بصفتها نذير الشؤم الذي جلب هذا الشتاء ، فما هو مصيرها ؟؟
و ماهو السبب الحقيقي لهذا الشتاء الأبدي ؟!.
تقمّصتُ داخل لعبة محاكاة مواعدة كنتُ قد تركتُ لها مراجعة نقديّة لاذعة وطويلة.
ومع ذلك، لديّ خبرة في اللعب، فبناء مستوى الألفة ليس بالأمر الصعب…
[تحذير! الذكاء منخفض ولا يمكن الردّ!]
إذًا، فلأبدأ بالمهارات أوّلًا…
[تهانينا. تمّ الحصول على لقب “المثرثرة الكارثية”!]
هل هذا مزاح؟
إجمالي الإحصائيّات السالبة، ناقص 200، يعرقلني في كلّ صغيرة وكبيرة.
لكنّني التقيتُ بإضافي واحد فقط لا يتأثّر بالإحصائيّات،
وقد أصبح هو طوق نجاتي الوحيد……
“جرّب أن تُغويني أنت أيضًا، لوسي.”
لماذا انتهى به الأمر إلى التحوّل إلى الظلام؟
في هذا العالم اللعين، حيث إنّ مجرّد الإصابة بالزكام يُؤدّي إلى الموت إن لَمْ تكُن هناك قُوّة مُقدَّسة.
كنتُ ضعيفة البنية، إلى أن أدركتُ يومًا أنّني لستُ سوى شخصية ثانوية في رواية كنتُ قد قرأتُها في حياتي السابقة.
الزوجة السابقة للبطل برينان، التي تموت وهي حامل، لتُصبح جسرًا لقصّة الحب بين البطلة التي حلّت بروح جديدة والبطل.
‘لا أُريد أن أموت.’
فلأتهرّب من الزواج، وأبحث عن طريقة لأستعيد صحّتي عبر صيدليّ!
لكن تحت قمع المعبد، كان الصيدليّ يُساوى بالشيطان، غير أنّها، بتذكّرها لحياتها السابقة، لم تخَف.
ثمّ وجدت الحلّ.
كلّ ما عليها فعله هو تفسير كتاب سرّي مكتوب بلُغة هذا العالم الغريبة، التي لم يتمكّن أحد من فكّ رموزها.
وبينما كانت تحدّق في الكتاب وكأنّها مسحورة، قالت إيديت:
“إنّه… يُمكن تفسيره. هذا النص.”
—
غير أنّ مشكلة ظهرت.
لماذا يجري الترتيب لزواجي من برينان؟!
وبطريقة ما أصبحتُ حمقاء مُغرمة بوجهه الوسيم…
“أوه، أكان وجه برينان هو ما أعجبكِ إذًا؟”
قالت دوقة القصر وهي تضحك بمرح، فيما أجاب برينان بوجهٍ جامد، مُومئًا برأسه:
“……يبدو أنّه يجِب عليّ الاعتناء بمظهري.”
ماذا عنك أنت أيضًا…؟
لا، ليس هكذا!
منــــــطقة جونغــــــنو
في يومٍ ما من عمر أستي البالغ أربع سنوات، وصل إليها خبر وفاة والدها.
« استناداً إلى المادة 12، الفقرة 1 من قانون تنظيم إجراءات الدفن وما يتعلق بها، تم التعامل مع جثة المـــــتوفى مجهول الهوية. وعليه، نعلن أدناه، راجين من ذوي الصلة استلام الرماد المحفوظ. »
كان والدها دائماً يتحدث بأشياء غريبة، كان يزعم أنه جاء من إمبراطورية تُدعى ‘تالوتشيوم’، وأنه حتى موطن أستي نفسه يعود لتلك الإمبراطورية.
« أنا وتي سنعيش معاً طويلاً جداً. وفي يوم من الأيام، سنعود حتــــماً إلى موطننا الأصلي، لنعيش في بيت أكبر وأنظف، وسأجعل تي تبتسم دوماً هناك. »
كان يتحدث عن العودة إلى موطنه وعن إسعادها، لكن في النهاية، تركها وحدها ورحل..
لكن، بينما كانت تبحث في صندوق التذكارات، ظهر فجأة كائن لم تره من قبل!
「 هل تريدين أن أعيد لكِ كل شيء؟ 」
« حـ…حجرة تتحدث…؟ »
「 إذا أردتِ، يمكنني إعادته. المكان الذي ولدتِ فيه، المكان الذي كان يجب أن تكوني فيه أصلاً، حيث يعيش ذلك الرجل الآن. 」
حصلت أستي على فرصة أخيرة.
الآن يمكنها إنقاذ والدها والعودة إلى موطنها الأصلي!
لذا، ظنت أن أيامها القادمة ستكون مليئة بالسعادة والراحة.
***
« بصراحة، كنت أتساءل متى ستظــــــهرين في النهاية »
عادت أخيراً إلى عالمها الأصلي، حيث كافحت لتجد موطئ قدم لها.
لكن حين اجتمعت مجدداً بوالدها القديم، بدا أن هناك شيئاً غريباً بشأنه.
« بعد أن قطعتِ أرزاق الآخــــرين، يبدو أنكِ لا تخجلين، يا ملكة الأرواح »
ألم يكن والدك فارساً مقدساً؟
« أنا أشعر بالملل. فلننهي هذا الأمر في مواجهة واحدة. الخاسر يتوقــــــف عن العمل ويترك هذا العالم. »
مرتزق.
ليس أي مرتزق، بل قائد فريق مرتزقة من الدرجة العالية، يُعرفون بشجاعتهم في المعارك وقطع الوحوش المرعبة بشكل مثير للإعجاب.
« إذا قتلتك اليوم، سأستـــعيد مكانتي كالأول في التوظيف، أليس كذلك؟ »
يبدو أن والدها كان يخفي شيئاً، شيئاً كبيراً وعظيماً للغاية.
أيُّها القُرّاء، أليسَ في كلِّ روايةٍ رومانسية قاعدةٌ أساسية؟
ما يُسمّى بـ ‘الزواجِ التعاقدي لا ينتهي أبدًا’.
الزوجانِ المزيّفان يقعانِ في حبٍّ حقيقي،
وحياةُ شهرِ العسلِ السعيدة تستمرُّ إلى الأبد.
يتشاجران حول الطلاق، لكن في النهاية لا ينفصلان.
······لكن، لماذا لا ينطبقُ هذا عليّ؟
لقد غيرتَ العالَمَ الذي وُلدتُ فيه من جديد، وجعلتُهُ روايةَ زواجٍ تعاقدي.
بصراحة، كنتُ واثقةً من نفسي.
كنتُ أظنُّ أنّ نهايةَ الزواجِ التعاقدي ستكون نهايةً سعيدةً حيثُ نتحوّلُ إلى زوجَين حقيقيَّين مدى الحياة،
لكنَّ الواقعَ تحوّل إلى صفقةٍ تجاريةٍ كاملةٍ لا تحتوي على ذرّةِ حبٍّ واحدة!
“بالنسبة لي، لا يوجد أحدٌ غيرُها.”
لم تَطُلْ دهشتي، وسرعانَ ما اعترفتُ بالأمر.
حسنًا، إنْ كان يُفضِّلُ شخصًا آخر، فلأُرسِلْهُ في سلام.
قررتُ التخلّي عن زواجي الأول، والبحث عن زوجٍ ثانٍ بدلًا منه.
لكنْ، في أحدِ الأيام، تغيّر هذا الرجلُ الباردُ الحادُّ الطبعِ تمامًا.
لكنْ في اتجاهٍ غريبٍ قليلًا.
“هل من الضروري أن تتزوّجي مرةً أخرى؟”
رغم أنّ وجهه بدا وكأنّه سينفجر من الخجل،
إلا أنّه أشار بثباتٍ إلى نفسه.
“الزوجُ المثاليُّ، المُتفاني، والمُناسبُ تمامًا لكِ… إنّه هنا.”
ما هذا الوضع الغريب؟
“أتدري؟ كنت أحبك.”
صديقة طفولتي الوحيدة اعترفت بذلك قبل يوم واحد من أن تصبح عروس مايو.
“يبدو أنك لم تعلم حقًا.”
“لا، إطلاقًا.”
“لا تقلق، كان أمرًا عابرًا فقط.”
في ذلك الوقت لم أكن أعلم ماهية هذا الشعور الخانق.
عندما عجزت عن قول أي شيء، بقيت هي لطيفة معي حتى النهاية.
“عليك أن تعيش حياة جيدة حتى بدوني، حسنًا؟”
“حسنًا.”
لو كنت أعلم أن صديقة الطفولة التي رحلت ستعود إليّ جثة باردة…
بينما كنت أندم بجنون محتضنًا التابوت وباقيًا بجانبه، عدت بمعجزة إلى سن الثامنة عشرة.
“لن أدع ذلك يحدث مرة أخرى.”
قرر دانتي أن يغير كل شيء.
—
“كيف يجب أن أتصرف لأجعل شخصًا يقع في حبي؟”
“لو كان مثلك يا سيدي، فبإمكانك الاعتماد على وجهك فقط، ثم عندما تسنح الفرصة تدفعه دفعة حاسمة!”
“ماذا؟ لو سقط سيتأذى.”
“……”
“لماذا هذا الوجه؟”
هربَت البطلة إلى قريةٍ نائيةٍ في الريف،
وكانتَ حاملًا.
وبعد فترةٍ، سَيظهرُ زوجها ويدمّر القريةَ بأكِملهاَ.
ولمنعِ هذا المِستقبل، بذلَتَ رنايا، الفلاحةُ التي تَسكنُ بجِوارها، جهِدها لتُعامل البطلةَ بلطفٍ شديدٍ.
لكن النتيجةُ كانتَ… أنّ البطلةَ قد اختفتَ “مرّةً أخرى”.
”أرجوكِ ، عتنِ بـ لِيليا.”
هكذا قالت، ثم تركت ابنتها خَلفَها.
في العام الذي كبُرت فيه لِيليا مثل شجرةِ تفاح، وبلغتَ السابعةَ من عمرها…
تولّى لوردٌ جديدٌ إدارةَ الجنوبِ.
وكان نفس الشخص الذي أنقذتَ رنايا حياتهُ قبلَ عدّة سنوات.
“هل تندمين على إنقاذي؟”
“نعم.”
لقد أنقذتُ شخصيّةٍ ثانوية كان من المفترضِ أن تموت في وقتٍ مبكرٍ في القصةِ الأصليةِ.
“…والطفلةُ التِي رأيُتها البارحةَ؟”
“لِيليا هي ابنتي.”
رنايا فيليت، العانس والأمُ العزباء، وجدتَ نفَسها وقد انجرفتَ بالكاملِ في دوّامةِ القصةَ الأصليةَ.
ليريان، الّتي تَمْلِكُ عَقلَ طِفلٍة صغير، لكنّها أصبحت بطلةً بفضل مَهارتِها الخارقة في السّيف.
بعد أن دَمَّرَ الفسادُ في العائلة الإمبراطوريّة والكنيسةِ هذا العالَم، عادت عشرين عامًا إلى الماضي، إلى زمن السّلام…
“أبي! أظنّ أنّني قد عُدتُ بالزّمن!”
وقرّرت أن تخبر عائلتها بكلّ ما سيحدث في المستقبل.
وبعد اجتماعٍ عائليّ طويل، كان القرار هو: يجب الإطاحة بكلّ الرؤوس العفنة في الإمبراطوريّة.
الأب، زعيم سياسيّ عظيم.
الأم، ظلّ خفيّ يتحكّم في المجتمع المخمليّ.
الإخوة الكبار، أصحاب النفوذ الماليّ.
عائلة إيرسيوني قرّرت أن تُصبح “أشرارًا” من أجل إنقاذ العالم.
“وماذا عنّي أنا؟”
اعترضت ليريان لعدم وجود دورٍ خاصّ لها.
“ليرياننا ستكون تميمة العائلة. اسمها: الشريرة الصغيرة!”
“وما معنى ذلك؟”
“فقط… أن تساعدي العائلة كلّها.”
بالطّبع باستخدام براءتِها وجمالها. لكنّ العائلة كتمت بقيّة الكلام.
غير أنّ ليريان فهمت الأمر بطريقة مختلفة:
‘يعني إذا لزم الأمر، عليَّ أن أقطع رؤوس المزعجين؟’
لا تقلقوا، سأحميكم جميعًا!
رحلةُ غزوِ العالم مع العائلة الشرّيرة بل بالأحرى: قصّةُ إنقاذه
لقد تجسدتُ داخل رواية رومانسية فانتازية.
كشخصية ثانوية… بل حتى بدون اسم!
نعم، هذا بالضبط ما يُسمى تجسد في دور إكسترا.
“لقد أصبحتُ بطلة في عالم الرواية!”
بعد أن استوعبتُ الموقف بسرعة، بدأت أستمتع بحياتي الجديدة، وتقربت من بطل القصة، ومن الرجل الثاني، وحتى من الشرير الخفي.
وبدا لي أن الجميع يكنّون لي مشاعر خاصة، لكن لم أعد متأكدة من سيكون رجلي حقًا.
لذلك قررت أن أسأل بصراحة:
“لوتشي، هل تحبني؟”
“ولماذا توهمتِ شيئًا كهذا؟” أجاب بدهشة.
إذن، يبدو أن البطل الذكري للرواية ليس رجلي.
“هاريسون، هل تحبني؟”
“لا تقولي مثل هذا الكلام عبثًا.” قالها بجدية.
……وهكذا اكتشفت أن الرجل الثاني في الرواية ليس رجلي أيضًا.
“ديميان، هل تحبني؟”
“هل تودين لو أنني أحبك؟ هل تريدينني أن أحبك إذن؟”
قال ديميان ذلك وهو يرفع زاوية فمه بابتسامة ساخرة.
لم أتوقع أن أُقابل حتى بالسخرية…
إذن، حتى الشرير الخفي في الرواية لم يكن رجلي.
أنا حقًا مجرد إكسترا لا أكثر.
لماذا لم أدرك ذلك إلا الآن؟
رغم شعوري بالفراغ، إلا أنني كنت ممتنة أنني استعدت وعيي ولو متأخرًا.
من الأفضل أن أبحث عن زوج مناسب لمستواي الحقيقي.
“سأعود لأبحث عن زوجٍ لي بنفسي.”
أعلنت رحيلي لثلاثة الأصدقاء الذين لم يحبوني أبدًا.
“ماذا؟ تبحثين عن زوج؟”
“لم أتوقع أن أسمع شيئًا كهذا.”
“ماذا تعنين…؟”
لو رآهم أحد لظن أن الثلاثة جميعهم يحبونني.
لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق.
“هَه، تظنون أنني سأُخدع مجددًا؟”
لقد قررتُ ألا أنخدع بأفعالهم بعد الآن.
“أنا مشغولة، وداعًا!”
صرتُ خادمة في بيت كونتٍ من عائلة ما في نابولي.
بيت عائلة ريتشموند مكان مريح للعمل، ما عدا إن فيه أحيانًا أشياء غريبة تحصل.
يوفرون سكنًا، والراتب جيد، والطباخُ طبخهُ لذيذٌ، والكونت… وسيمٌ جدًا ومغرٍ.
كنت أنوي أن أعيش هناك طول حياتي، في هذه الوظيفة الحلوةِ مثل العسل.
لكن فجأة، قال لي الكونت:
“لقد فزتِِ يا لينا.”
“ها؟”
“يمكنكِ الرحيل من هنا، أنتِ حرّة الآن.”
هل يُعقل أن الكونت الذي وثقتُ به يحاول طردي؟
“هذا غير ممكن! لِمَ تريدُ طردي؟! لقد وعدتكَ أن أبقى بجانبكَ ما حييت!”
تعلّقتُ بقلقٍ بطرف سرواله وأنا أرجوه.
لعلّ الطقس كان حارًا في ذلك اليوم، لأنّ وجه الكونت بدا محمرًّا على نحوٍ غير معتاد.
‘يشبه ثمرة الطماطم تمامًا…’
آه، أجل… تذكّرت الآن.
لقد تجسّدتُ داخل هذه رواية.
سؤال:
إن كان هذا العالم الذي تجسدتُ بهُ هو “سباغيتي” الغريب، هو في الحقيقة حكاية رعب…
فماذا عساي أن أفعل؟
ولا سيما إن كنتُ على علاقةٍ بذلك الرجل المخيف الذي يقولُ:
“لقد وعدتِني، أن تبقي إلى جواري إلى الأبد.”
“لا، ليس هذا ما قصدت…”
“فات الأوان للهرب، يا لينا.”
لفّ لينوكس ذراعه حول خصري، وجذبني نحوه بقوة،
وكأنّه يعلن بوضوحٍ: لن أدعكِ تذهبين أبدًا.



