تاريخي
في أحد الأيام، بينما كنتُ أعيش كمحاميةٍ شريرةٍ لا تهتمّ إلّا بالمال،
تجسّدتُ بشخصية إيلينا كريستي، وهي شخصيةٌ فقيرةٌ في روايةٍ كوميديةٍ رومانسية.
“دعونا نرى، مَن لديه أكبر عددٍ من الأموال المُعلَّقة حول عنقه؟”
هرباً من جحيم الفقر الذي هو أشدّ رعباً من جحيم النار
قرّرتُ أن أدافع عن الأرشيدوق بنديكت ريتشارد، أعظم شريرٍ في العالم، والذي كان على وشك أن يُحكَم عليه بالإعدام بتهمة القتل. وجزاء النجاح هي مصادرة نصف ماله.
“هل يوجد أيّ دليلٍ هنا على أن المُتّهم قتله؟”
ظننتُ أنني مزّقتُ الملعب بالدفاع المثالي ….
ماذا؟ هل تقول أن عليّ القبض على الجاني الحقيقي لاستعادة الممتلكات الخاصة به؟
القبض على الجاني الحقيقي.
واستعادة الممتلكات.
ركضتُ بأقدام متعرّقة للقبض على القاتل،
وقمنا أيضًا بتسوية الوضع المالي للأرشيدوق الذي كان على وشك الإفلاس بسبب مصادرة ممتلكاته.
ربما سيساعد ذلك في الحصول على البراءة، لكنه ساعد أيضًا في إدارة صورة الأرشيدوق، الذي وُصِف بالقاتل.
كنتُ مشغولةً جدًا بمحاولة حماية مكافأة النجاح التي سأحصل عليها.
“علاقتنا تعاقديةٌ فقط، هذا كلّ شيء. أتمنّى ألّا يكون لديكِ أيّ توقّعاتٍ أخرى.”
أدلى الأرشيدوق ببيانٍ مؤثّرٍ للغاية مفاده أنه لا توجد حوافز خاصّة غير التعويض الموعود.
هززتُ رأسي في وجهه، فهو كان بخيلًا جدًا ولا يتناسب مع حجمه الكبير.
* * *
“هاه …..”
تنهّد بنديكت ريتشارد بعذاب. لقد كانت هذه صفقةً كبيرةً حقًا.
تمتم ولمس جبهته بتعبيرٍ خطيرٍ للغاية.
“أعتقد أن إيلينا كريستي تحبّني.”
كان من الواضح أن شيئًا غير عاديٍّ كان يحدث.
“لقد دمرتَ أحلامي.”
من فتاةٍ قرويةٍ جميلةٍ لكن فقيرة،
إلى وريثة كونتٍ بين عشيّةٍ وضُحاها – إيري إرنست.
بطل البحرية الذي عاد،
لورانز برينغر، الذي يبحث عن عروسٍ فقط من أجل اللقب.
أسوأ لقاءٍ أوّل يُشابِك مصيريهما بطرقٍ غير متوقّعة،
ويجعل كلٌّ منهما يرغب بالآخر بأكثر الطرق نوايا غير نقية.
***
“إنها المرّة الأوّلى في حياتي التي أقول فيها مثل هذا الكلام التافه.”
“سير، أنا…”
“أحبّكِ.”
قال لورانز ووجهه مشوّهٌ من الألم.
لكن بمجرّد أن مسح وجهه، بدا وكأنه على وشك الانفجار بالبكاء.
“آنسة إيري إرنست، أنا أحبّكِ.”
دوى اعتراف الرجل الأخرق في غرفة الصلاة كصرخةٍ أخيرة،
وخفق قلب إيري بقوّة.
“هلّا تتزوّجينني؟”
“تلك الأميرة العمياء، ألا تزال غير قادرة على فتح عينيها؟”
النظرات التي يُلقيها الناس على إيريال، التي لا تستطيع الرؤية، كانت دائمًا متشابهة.
سخرية وازدراء، أو نظرات مليئة بالشفقة.
ثم تقدّم إليها رجل يُعتبر أفضل عريس في الإمبراطورية بعرض زواج.
سواء كان ذلك بسبب عائلتها، أو حتى بدافع الشفقة، لم يكن ذلك مهمًا.
إيريال، التي لم يكن لديها مكان تذهب إليه، قبلت عرضه بكل سرور.
وعندما وقفت إلى جانبه، مستعدة لتحمّل الإهمال والاحتقار…
“سيدتي، هل يمكنكِ تخيّل ملامح وجهي؟”
لم يتجاهلها الرجل.
لم يأتِ بعشيقة، ولم يؤذِها.
بكلامه الراقي، وسلوكه الأنيق، وبلمساته المليئة بالاهتمام، شعرت إيريال بالراحة.
“أنا بخير.”
نعم، هكذا كان.
هذا الزواج كان أفضل مما توقعت.
… هكذا ظنت.
“أنا… يبدو أنني وقعتُ في حب الكونت.”
حتى أحبت إيريال ذلك الرجل، دون أن تعرف حقيقة شخصيته.
هكذا يكونُ حالُ المُعجب الذي أدركَ حُلمَهُ أخيرًا!
لقد وجدتُ نفسي متجسِّدةً داخل تلك اللعبة التي التهمتْ من عمري خمسَ سنينٍ كاملة.
أنْ أرى “سيدريك” المفضَّل لديّ أمام ناظريّ، وأسمعَ نبراتِ صوتهِ، وألمسَهُ بيديّ؟ يا لَلجنونِ الجميل!
كنتُ أظنُّ أنّني سأحيا في سعادةٍ أبديةٍ إلى جانبه، وأنّ الحكاية ستُختَتمُ كخرافةٍ دافئةٍ لا تعرفُ الحزن.
لكنّ رسالةً غادرةً ظهرت فجأةً أمامي:
[عند الوصول إلى النهاية السعيدة، سيُعاد اللاعب إلى عالمه الأصلي.]
“أأُفارِقُ مَن أحبُّ وأعودُ إلى واقعٍ باهت؟! أنا الآن ابنةُ نَبيلٍ، أتوهّجُ بين الرخامِ والحرير، فَلِمَ أعود؟!”
لهذا السبب، صار عليَّ ألّا أدعَ حبَّ “سيدريك” يكتمل، مهما كلفني الأمر.
لقد تَجسَّدتُ حقًّا داخل لعبةٍ رومانسيةٍ!
واسمُ اللعبة نفسُه كان يقولُ كلَّ شيءٍ:
بل حتى اسمُ جرْوي الصغير الذي أُربيه هو “ساراني” أي “الحبّ”!
ومع ذلك… كم هو ساخرٌ أن أُحرَمَ من الحبّ نفسِه.
وُلِدتُ في عالم رومانسيّ خيالي لا أعرف فيه مَن البطل، ولا ما هو العمل.
لا أملك ذَرّة موهبة في السيف أو السحر، لذا أمسكتُ القلم مجدّدًا.
كلّ ما فعلتُه هو كتابة القصص كوسيلة لتجنّب زواجٍ مدبَّر.
“الأسرة الإمبراطوريّة تُقيم حفلة تنكّرية بحثًا عن الحبّ الحقيقي والرومانسيّة!”
“تصريح من سيّد السيف بيرن”
“قرأتُها مئة مرّة، وبكيتُ مئة مرّة، وفكّرتُ مئة مرّة.”
عن كيف أصبحتُ، على حين غرّة، واحدة من أشهر الشخصيّات في الإمبراطوريّة.
الملخّص
“رأيت أنّك لم تكوني بائسة بما يكفي.”
أُهديت “أورِيبِه” إلى الإمبراطور، الذي يكبرها بعقود، كما تُهدى القرابين، فغدت إمبراطورة دمية لا حول لها ولا قوة.
غير أنّ حالها البائس ازداد سوءًا حين أدخل الإمبراطور عشيقته إلى القصر، فانحدرت مكانتها إلى أسفل درك.
“إن تجرأتِ على إلحاق الأذى بامرأتي، فسأردّه مضاعفًا عليكِ، أيتها الإمبراطورة.”
هكذا كان الإمبراطور يتوجّس منها وكأنّه مصاب بجنون الارتياب، يخشى أن تؤذي عشيقته.
“أتعلمين؟ مدّة جلوسي على العرش ستطول أكثر من عهد أبي، فمن الأجدر بكِ أن تنالي رضاي أنا.”
وما إن اتخذ والده عشيقة، حتى بدأ الابن وليّ العهد يتقرب من زوجة أبيه، الإمبراطورة أورِيبِه، في سلوكٍ شائن.
“سلطة تافهة، لكنها تظل سلطة، لذلك لا يريد أحد التفريط بها.”
“ما زلت لا أفهم لماذا اختار جلالته مثل هذه المرأة لتكون إمبراطورة!”
أما النبلاء، فسعوا إلى كسب ودّ عشيقة الإمبراطور، فتهافتوا على إذلال أورِيبِه والسخرية منها.
غير أنّ الأقدار لم تتركها لتفنى؛ إذ ظهر رجل غامض مدّ يده نحوها قائلًا:
“أتمنّى أن أكون السند الذي تستند إليه جلالتك.”
ولأوّل مرّة منذ جلوسها على العرش، شعرت أورِيبِه بحرارة يد تمتد إليها بصدق. غير أنّ اللحظة لم تدم طويلًا، فقد تقدّمت عشيقة الإمبراطور بكلمات غريبة:
“مولاتي، لقد صرتُ عشيقة الإمبراطور لا حبًّا به، بل انتقامًا منه.”
أهي مصيدة ماكرة، أم حقيقة دفينة؟ هل يُمكن الوثوق بكلماتها؟ الحيرة تعصف بالإمبراطورة المهجورة.
فهل تنجح أورِيبِه في الانتقام من الإمبراطور الذي أسقط وطنها، وتجد إلى جانب ذلك حبًّا صادقًا طالما حُرمت منه؟
كان ذلك في يومٍ صيفيٍّ غارقٍ في موسم الأمطار.
في ذلك اليوم، التقت فتاةٌ صغيرة تُقدِّم مظلتها، بوليّ العهد الذي أخفى هويته.
غمرتهما رائحة المطر والتربة، وفي ذلك الصيف،
تسلّل الحب البريء إلى قلبيهما دون أن يشعرَا.
“أحبّك! أحبّك حقًا! أرجوك عُد مجددًا، لا تتركني!”
“وأنا أحبّك، يا ليلى! سأعود… أعدك بذلك!”
لكن في اللحظة التالية، دوّى انفجارٌ رهيب،
واشتعلت النيران في العربة التي كان يستقلّها.
“لااا…!”
وهكذا، لم يكن ما تركه الصيف في نهايته هو الحب… بل الموت.
⸻
ومع هذا، وبعد مرور ثلاث سنوات،
لم تكن تتوقّع أن تلتقي مجددًا بحبها الأول الذي ظنّته ميتًا.
“كيف تكون هنا؟! كيف؟!”
ولم تكن تدري أن لقاءهما، وحبّهما، وكلّ لحظة بينهما…
كانت كلّها مجرّد خدعة.
“إيستِن!”
“…ليلى!”
ذلك الحبّ الذي تفتّح في نهاية ذلك الصيف…
كان متألّقًا إلى درجةٍ جعلته أكثر مأساوية.
لقد ماتَ والداي.
تجنَّبتُ بطريقةٍ ما الديونَ بالممتلكاتِ التي ورثتُها، لكن لديَّ ثلاثَةُ أشقاءٍ أصغرَ سنًا!
كان من المستحيلِ العيشُ بعيدةً عن أُسرتي، لذلك عملتُ كخادمةٍ وربَّيتُ أشقائي الصغارَ بشكلٍ جيِّد.
الآن بعد أن كبرَ إخوتي الصغارُ، كنتُ سأحاولُ عيشَ حياتي وأعثرَ على حُبِّي المُقدَّر، لكن…
“أختي، ارمي هذا الرجلَ بعيدًا، سأُعرِّفُكِ على رجلٍ طيبٍ من معارفي.”
جاء الاقتراحُ من قِبَلِ أخي الأول، إدوارد. إنَّه أخي الصغيرُ، لكنَّهُ كان رجلًا بلا دماءٍ أو دموعٍ.
إذا كان هناك رجلٌ لائقٌ وفقًا لمعاييرِه، فمن المُخيفِ تخيُّلُ ما هو معيارُه الحقيقي، لذلك عندما رفضتُ الموعدَ الأعمى، ابتسمَ إدوارد بهدوء.
“أختي، بعد إجراءِ تحقيقٍ عن خَلفيَّةِ هذا الرجل، وجدتُ أنَّهُ مَدينٌ بـ 50 مليون بيرك.”
بعد ذلك، تظاهرَ دانيال، أخي الأصغرُ الثاني، بالدَّهشةِ بسببِ الدَّينِ العِملاق.
هممم… لكن دانيال، ألم تكن أنتَ من جعلَ هذا الرجلَ مَدينًا بهذه الديون…؟
“أختي! أختي! لا تتزوَّجي فقط، بل عيشي معنا لبقيةِ حياتكِ!”
أصغرُنا، ليونارد، قال ذلك بينما كانت الدماءُ تتناثرُ على ملابسِه.
عند التفكيرِ بالأمر، فكلُّ شخصٍ واعدتُه قد تجنَّبني بشكلٍ غريبٍ بعد مقابلةِ ليونارد بالتحديد…
و كان سماعُ اسمِه منِّي فقط يجعلُهُم يرتعدون.
بالتأكيد، حاولتُ تربيةَ إخوتي الصغارِ جيِّدًا، فكيفَ حدَثَ كلُّ هذا؟!
استيقظتُ لأجدني رهينةَ عالمٍ قصصيٍّ غارقٍ في العتمة، خاوٍ من الرجاء كأرضٍ نُزِع عنها النور.
تجسدتُ في هيئة الابنة الكبرى لأسرةٍ نبيلةٍ عُرفت ببراعتها في السحر، غير أنّي كنتُ عاطلةً عن أيِّ موهبةٍ أو هبةٍ تُذكَر، مجرّد هامشٍ في الحكاية، ظلٍّ يتلاشى بين السطور.
لكن…
لم أكن لأدع البؤس يبتلعني كما ابتلع سواي!
حين تهاوى وريثُ إحدى الأسر العريقة من عليائه إلى حضيض الهلاك، مددتُ نحوه يدي، وانتشلته من بين ركام قدره، ووهبتُه عنايتي كما تُوهَب الحياة لمن على وشك الفناء.
راعيتُه بإخلاصٍ لا شائبة فيه، وصدْقٍ لم تَمسّهُ الأنانية، على مدى أعوامٍ كانت كفيلةً بأن تُعيد صياغة كلِّ شيء.
لكنّ الزمن لم يكن رحيمًا.
فبعد أربعِ سنواتٍ كاملة، تبدّلَ كلّ ما كنتُ أعرفه.
“ألعلّكِ…
تفكّرين في التخلّي عنّي؟”
همس بها صوته المرتجف كأنّه سؤالُ حياةٍ أو موت، وكانت عيناه تُمسكان بي كما يُمسِك الغريق بطوق نجاةٍ أخير.
ومنذ تلك اللحظة، لم يعد يبتعد عنّي طرفة عين.
—
“لوسي…”
نطق اسمي وكأنّه يتذوّقه، ثمّ تابع بصوتٍ تخالطه رعشةُ امتنانٍ وحنين:
“حين تكونين إلى جانبي، أشعر أنّ كلّ ما ينهار داخلي يمكن أن يُبنى من جديد، وأنّ العالم – على قسوته – يغدو محتمَلًا.”
توقّف فجأة، ثمّ مدّ ذراعيه نحوي واحتواني بقوّةٍ صادقةٍ أربكت أنفاسي.
كانت أصابعه تجوس في شعري وعلى ظهري بارتباكٍ شبيهٍ بالعطش، كما لو أنّه يخشى أنّه إن تراجع لحظةً واحدة… سيفقدني إلى الأبد.
“أنظري إليّ،” قال بنبرةٍ واهنةٍ ولكنها دافئة،
“ما إن بقيتِ معي ساعاتٍ معدودة حتى عادت إليَّ روحي، وعاد قلبي ينبض بثبات.”
ابتسمتُ بخفةٍ لأكسر ثقل اللحظة وسألته برقةٍ ممزوجةٍ بالتردّد:
“وهل يعني ذلك أنّه بإمكاني الابتعاد قليلًا الآن؟”
لكنّ رافين لم يُجِب بالكلمات.
قبض على يدي بعنفٍ مفاجئ، قوّته كانت تفوق كلّ ما عهدتُه منه، حتى شعرتُ بالألم يزحف عبر معصمي.
“لا تجرّبي ذلك.”
قالها بصوتٍ خفيضٍ، ولكنّها انغرست في قلبي كسيفٍ مسلول.
ضاقت عيناه قليلًا، وارتسم في ملامحه صرامةٌ لم أعرفها من قبل، ثمّ أردف ببطءٍ حاسمٍ:
“هذا أمرٌ لا يُسمح به. لن أسمحَ به، أبدًا.”
تردّدتُ صامتة، وبين ضلوعي شيءٌ يشبه الخوف…
أو الارتباك… أو لعلّه شيءٌ أعمق من كليهما.
كلماته تلك لم تكن مجرّد رفضٍ، بل قَسَمٌ غامضٌ يحمل في طيّاته وعدًا وعُقدةً لا تنفصم.
ورغم قلبي الذي تاه بين النفور والعطف، أدركتُ أنّني كنتُ — بطريقةٍ ما — أُصبح مركزَ عالمه المتهالك شيئًا فشيئًا.
تجسدت في رواية قرأتها في حياتي السابقة. مقدّر لي أن أكون خطيب الشرير في المستقبل غير البعيد، لكن ذلك … “نوعي المثالي هو 190 سنتيمترًا طولًا، وسيم، وغني ولا يصبح سمينًا عندما يكبر!” ثم أنقذت حياة بطل الرواية الشاب قبل أن أبدأ البحث عنه؟ خطتي للحصول على حياة هادئة و خالية من الهناء قد دمرت منذ ذلك الحين! « انا آسف، لكن آرييل قالت: ‹ لا استطيع ان ابعد عيني عن اجمل وأوسام الناس في العالم. ‘” “ماذا؟. أنا؟ “. “أنا -أنا آسف، لقد كنت وقحا جدا. أرجو أن تنسوا اقتراحي! ” “انتظروا! لا! أرجوكم انتظروا! “
بعد الحادث، استيقظ داخل جسد “كاميلا سوربل”.
المشكلة هي:
“يا أبي! أنقذني!”
مصير هذه المرأة هو الموت في كل مرة!
بما أن تمديد خط حياتها هو الأولوية، فلنبدأ بالتحدث إلى الأشباح هنا أولاً، أليس كذلك؟
“سوف تطلق قريباً.”
“…ماذا؟”
أصبح جو قاعة الاجتماعات صامتاً مرة أخرى عند الكلمات التي قيلت بهمس.
“ماذا تقولين الآن…؟!”
“زوجة خادمك.”
كان الارتباك واضحاً على وجه الرجل عند سماع الكلمات التالية.
“إنها أيضاً زوجة أحد مرؤوسيك الذي يكن له أكبر تقدير.”
“ماذا…؟!”
“هل سمعت الإشاعات عني؟”
ابتسمت كاميلا وتقدمت خطوة للأمام.
“يقولون إن أميرة عائلة سوربل تعرف شيئاً عن قراءة الطالع.”
أوركسترا لا تنتهي، وثرياتٌ ساحرة، وعطورٌ فاخرة، وقبّعاتٌ أنيقة… تلك هي الحياة التي فُرضت على “لينور دي بيلوف” — أن تحيا في عالمٍ من الأناقة والإتيكيت الصارم.
في زمنٍ أخذت فيه قيمُ الماضي التي حافظت على مجد المدينة تتهاوى، برزت أسرة “بونيل” كإحدى العائلات الجديدة الثرية.
وُلدت “أنِيت بونيل” في نعيمٍ مترف، وعاشت حياةً مكلّلة بالبهاء والمجد، إلى أن اتجهت هي وعائلتها إلى العاصمة.
‘يقولون إنّ صيف بيلوف يشبه فتىً مراهقًا.’
يمرح بحماسةٍ لا تنتهي، ثمّ يذبل عند لمحةِ عين، حارٌّ بالأمس، ماطرٌ اليوم… ذاك المزاج المتقلّب للصيف هو ما شهدت خلاله “أنِيت” لقاؤها به.
إنه “ليونيل يوركشر” — سيّدٌ من علية القوم، ورمز الشرف والرقيّ، الرجل الذي حصد أعلى الأصوات في استفتاء “الرجال الذين ترغب النساء بالزواج منهم”، وربما كان أجملَ السادة في البلاد قاطبة.
لكنّها ذات يومٍ شهدت الوجهَ الآخر لذلك الرجل.
“سأتخلّص من إيمِريت مِلتون خلال يومين. لم أُرِد أن أصل إلى هذا الحد، لكنّه هو من حفر قبره بنفسه…”
يا لها من مصيبة! بدافعٍ من ضميرها الذي لم يطاوعها، قرّرت أن تكشف للعالم جرائمه.
“السير ليونيل ف. يوركشر هو من قتل البارون إيمِريت ج. مِلتون!”
غير أنّه كان رجلاً بوجهٍ سميكٍ لا يعرف الخجل.
“…تذكّري فقط، أنّ من جعل الأمر يخرج عن السيطرة… هو أنتِ.”
ماذا… ماذا كان يقصد بذلك؟

