الملخص
وُجدتُ فجأة داخل وِب تونٍ رومانسيٍّ كنتُ أستمتعُ بقراءته في حياتي السابقة.
لكنّني لم أُبعثُ كبطلة القصّة، ولا كشريرةٍ حتى، بل كشخصيّةٍ هامشيّةٍ لا تكادُ تُذكَر.
كنتُ أعيشُ حياةً هادئةً بسيطةً بصفتي “القرويّة رقم واحد”، أُؤدّي دوري بصمتٍ وأتأقلمُ تدريجيًّا مع هذا العالم الجديد.
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تغيّر فيه كلُّ شيء، حين صادفتُ تمامًا كما في الأحداث الأصليّة بطلَ القصّة، المظلومَ بتُهمةِ الخيانة، وقد أصبح عبدًا بائسًا مُلقىً في أعماق الغابة.
قال لي بصوتٍ خافتٍ متوسّل:
“أيتها السيّدة… أتوسلك خذيني معكِ، واستخدِميني كما تشائين، فقط أعطيني طعامًا ومأوًى.”
ثم تابع بابتسامةٍ باهتةٍ يُخفي بها ضعفه:
“قد لا أملكُ خبرةً كبيرة، لكنّني أُجيد كلَّ ما يتعلّق بالأعمال الجسديّة.
سأتعلّم بسرعة.”
“ما بكِ؟ ألستُ من نوعكِ المفضَّل؟”
أنا؟ مع بطل القصّة؟ أحقًّا يقول هذا؟
كان يتصرّف كعبدٍ حقيقيّ بلا ذرّةِ خجل، ولو رآنا أحدهم في تلك الحال لكان الموقفُ كارثيًّا.
لذلك لم يكن أمام أبريل خيارٌ آخر سوى أن تصحبه معها.
خطّتُها كانت بسيطة: أن تعتني به مؤقّتًا، ثم تُعيده إلى البطلة كما أرادت القصّة الأصليّة.
لكنّ البطل لم يتوقّف عن محاولاتِ التقرب منها في كلِّ ليلةٍ تقريبًا.
“إنْ لم تكرَهيني، أرجوكِ…
لا تُبعِديني عنكِ.”
قضيا عامًا كاملًا سويًّا.
وحين بدأتُ أعتادُ وجوده بجانبي، ظهرت البطلة فجأة، واضطررنا للانفصال بسبب ظروفٍ خارجةٍ عن إرادتي.
كان الفراقُ مؤلمًا، لكنّني تقبّلتُه كما تقبّلَت كلُّ الشخصيّاتِ الثانويّةِ مصيرَها.
لذا انسحبت أبريل بهدوءٍ من القصّة، متمنّيةً لهما حياةً سعيدة.
لكن بعد أعوامٍ طويلة…
“ها أنتِ أخيرًا.”
“ما زلتِ تلتقطين أولئك التائهين البائسين يا أبريل؟ …أم أنّني لم أكن كافيًا لكِ؟”
“ستعودين معي. ستعيشين في قصرِي، في غرفتِي، تحت نظري…
ولن أسمح لأحدٍ سواي بأن يراكِ.”
‘ما الذي أصاب البطل؟!’
تجمّدت أبريل في مكانها وهي تحدّق في تيسون بنظراتٍ مضطربة، وقد سرت في جسدها قشعريرةٌ من الرعب.
متى الفصول