دخل “شهاب” وهو قلق حتى وجد “رينا” جالسة على سريرها و “نجوى” نائمة وهي جالسة بجانب “أمل” التي يبدو عليها التعب وهي مصابة ونائمة عندما رأت “رينا” والدها قامت من سريرها وضمته وهي تعتذر وتقول ان كل ما حدث بسببها حاول “شهاب” تهدئتها وهو يشعر بالذنب لأنه ترك عائلته بأشد الأوقات كانت “رينا” تقول له وهي حزينة: “اخي بسببي تحكم به فراس لقد اختفى لا اعلم اين هو”
صدم “شهاب” من الاسم وقال: “ماذا …ف فراس هل انتِ متأكدة انا أسف لأنني تركتكم عانيتم كثيرا لكن لا تقلقي الان فأنا هنا سيعود اخوك وانت يا يامن ابقى بجانب اختك رينا”
اقترب “شهاب” ليرى “نجوى” التي كانت تمسك بيد ابنتها وعيونها تتساقط منها الدموع وهي نائمة استيقظت “نجوى” فوجدت “شهاب” امامها ثم قالت: “لم اكن اما جيده شهاب اسفه”
ابتسم لها وقال بلطف: “لا تقولي هذا واذهبي لغرفتك لترتاحي واتركي امر الاعتناء برينا وامل ويامن لي”
وافقت “نجوى” وذهبت لغرفتها جلس “شهاب” على كرسي بجانب ابنتيه وكانت “رينا” تضم “يامن” لتجعله ينام ثم ابتسمت وهي تقول: “اعتذر لأنني لم ارحب بك يا ابي … اهلا بعودتك لقد اشتقنا لك … لم اكن مؤهله لأكون مسؤولة المبارزات كنت سببا في تخريب تلك المسابقة اخي كان يريد ان يفوز لكن … فراس هو السبب انه يريد قتلي انتقاما لوالديه”
تنهد “شهاب” واقنعها انه لم يكن خطأها كان يحدق في إصابات “رينا” المتعددة اولاها إصابة رأسها بسبب العربة واصابة اخيها لها واصابة اختها في وجهها الذي سبب لها صدمة
قال بغضب: “لن ينجو فراس مما اقترفت يداه سيعود أمجد وكل شيء سيعود بخير”
ثم ذهب لغرفة الاجتماعات الذي جمع فيها كل الملوك وكل من شهدوا الحادثة كان “رائد” و “ماهر” يحرسان غرفة “رينا” و “أمل” نامت “رينا” بجانب اخيها الذي نام بسبب بكاءه وهي تنظر له وهي تقول: “سأعيد أمجد ليلعب معك ونتنزه معا سيعود”
شعرت “رينا” بأن احد يراقبها من النافذة فاقتربت منها فوجدت اخوها يبتسم لها من بعيد ما كان هذا الا لاستدراجها استعملت طاقة الاختفاء حتى خرجت لتتبع “أمجد” وكانت تحاول ان لا تفقده كان امامها مباشرة استدرجها الى غابة الوهم خارج حدود المملكة
قبل خروجها فتحت “أمل” عيناها فرأت اختها تذهب فخرجت من الغرفة فأخبرت “رائد” و “ماهر” اللذين كانا يحرسان الباب
وهي تقول وهي مذعورة: “ماهر رائد خرجت رينا اتبعاها”
نظرا لبعضهما ثم خرجا بسرعة واخبرا “أمل” ان تذهب لغرفة الاجتماعات للقاء والدها واخباره
في غابة الوهم كانت “رينا” قد تعبت من الركض فوقفت واخبرت “أمجد” بالتوقف فسمعت صوت من الشجيرات صوت خطوات اقدام فقد ظهر “فراس” امامها بابتسامة ثم قال لها: “اهلا يا وريثة النقاء اميرة الممالك كم انا سعيد بلقائك
وقفت “رينا” بعزم وعيناها تلمعان بالغضب وكانت قد اخذت سيفا معها رفعته في وجه “فراس” وقالت بغضب: “اعد اخي والا قتلتك هنا والان”
في لحظة خاطفة هجم “أمجد” على “رينا” بسيفه صدت هجومه وهي مصدومة لكن لم تتزحزح عزيمتها وتراجعت وهي تحاول ان تقنعه انها اختهوهو يقوم بهجمات متتالية عليها وهي تصد بكل قوتها وتقول له: “هل نسيت أنك انت من علمتني كيف استعمل السيف”
حتى قال تلك الجملة التي اسقطت السيف من يدها وجثت على ركبتيها لان تلك الجملة قالها اخوها الأكبر لم تتوقع في حياتها ان تسمعها منه رفعت رأسها نحوه ثم ابتسمت ودموعها تتساقط ثم رفع السيف نحوها وانزله
قال أمجد وعيناه مليئتان بالغضب: “لو لم تولدي لما حدث كل ذلك … لما تغيير عمي لما ظننا اننا فقدنا والدينا ما عانينا كله بسببك”
سقطت “رينا” على ركبتيها ونظرت في عيني “أمجد” بابتسامة حزن وقالت بصوت متألم: “اذا هذا ما تشعرون به … اذا لما تنقذونني دائما … انا اريد ان اختفي لقد تحملت كثيرا ان كان قتلي سيعيدك لعائلتنا افعل ذلك دون تردد يا اخي”
رفع “أمجد” سيفه وكاد ان ينزله على “رينا” لكن “ماهر” و “رائد” تصديا له بسيفيهما المتقاطعان ثم نظرا له بحزم وقالا له: “هل انت واعي بما تقوله لأختك او ماذا كنت ستفعل بها الان”
صرخت “رينا” بقوة: “اتركاه يقوم بها”
ثم امسكت بحد سيف اخيها وقطرات من دمائها تسيل وابتسمت ونظرت في عينيه بدأ السيف يشع نظر “أمجد” في عيني اخته ويداه أصبحت ترتجف حاول “فراس” تدارك الوضع والتحكم به مجددا لكن ذكرياته كانت تتدفق بغزارة وتساقطت دموعه وترك سيفه ونظر لأخته التي كانت لا تزال تبتسم وعينها تحمل كلمات لا يمكن قولها
اقترب “أمجد” من “رينا” لكن “رائد” و “ماهر حاولا منعه لكن “رينا” اخبرتهما ان يتركاه
ضم “أمجد” اخته واعتذر لها وهو يشعر بألم وحزن غير طبيعيين
قالت “رينا” له وهي تبتسم: “اهلا بعودتك يا أمجد”
ضحك “فراس” وقال: “لما تهزمينني دائما … رينا أدعوك الى مبارزة بالسيف بعد غد انتِ ضدي إذا فزتِ فيمكنك قتلي وإذا فزت لن اتردد في قتلك”
وقفت “رينا” وقالت دون تردد بعزم لا يلين: “انا موافقة … سأنتقم لما فعلته بعائلتي يا فراس لن اتركك”
حاول “أمجد” ان يوقفها لكنها ظلت مصرة اختفى “فراس” مجددا
تنفست “رينا” بعمق وقالت لأخيها: “هل انت بخير يا اخي”
نظر “أمجد” لإصابة “رينا” وقال: “انا من يجب علي سؤالك… انا اسف يا اختي”
ضحكت “رينا” وقالت: “أكره هذا التعبير الذي يعلو وجهك يا أمجد … والان لنعد لمنزلنا الجميع ينتظرنا”
قال “رائد” وهو يضرب ظهر “أمجد” بقوة: “لقد اقلقتنا عليك يا صديقي”
قال “ماهر” بهدوء: “لقد اخفت الجميع عليك لكن من الجيد عودتك سالما”
كانت “رينا” تمسك بيديها التي ينزل منه دم قطع “أمجد” جزء من ردائه وضمد به جرح اخته وقال: “هيا امسكي يدي يا اختي الصغيرة”
قالت “رينا” بضجر: “انا لم اعد صغيره يا اخي عمري 16 عام وانت 20 الفرق 4 سنوات”
ربت على رأسها بحزن وقال: “حسنا لكن لا زلتي لطيفة وستظلين اختي الصغرى … حقا من قد يظن أنك تحمين وتنقذين من تعهد بحمايتك … “
وهم في طريق عودتهم توقفت “رينا” ثم قالت بصوت منخفض: “امجد هل كنت تقصد ما قلته … اخبرني”
قال “أمجد” لها بقلق: “هل انتِ بخير هل تعبتِ من المشي”
ردت “رينا” بحزن: “لا … لا شيء هيا لنعد للمنزل”
نظرا لها “ماهر” و “رائد” بحزن لانهما سمعا ما قاله “أمجد” لها
عند بوابة القصر كان الجميع واقفا ينتظر عودتهم رأى كل من “شهاب” و “نجوى” عندما أمسك “أمجد” يد اخته “رينا” رأياهما وهما صغيران حتى كبرا من ان علم “أمجد” اخته المشي
ركض “يامن” على اخوه وهو يبكي ثم ضمه ونظر له وقال: “الم تعدني بأن تلعب معي لكنك اختفيت اشتقت لك يا اخي الكبير”
ابتسم “أمجد” له وربت على رأسه وقال: “انا اسف يا يامن اليوم سألعب معك حتى تتعب “
تقدم “أمجد” نحو والده وانحنى معتذرا بينما كانت “أمل” لا تزال خائفة نظرت “أمل” لأختها فرحت “رينا” باستيقاظ اختها الصغيرة وقالت وهي تربت على رأسها: “لقد قلقت عليك من الجيد انك استيقظتِ”
امسكت “أمل” بيد “رينا” وقالت بخوف: “ما هذا رينا يدك انها مجروحة بقوة اين سلام”
سمعت “سلام” الضجة فخرجت مذعورة وعندما رأت “رينا” مجروحة ووجدت “أمجد” ينظر لها بحزن قامت بتجاهله وذهبت لتعالج يد “رينا” المصابة
كان “أمجد” صامتا لم يستطع التكلم حتى قال له والده بلطف: “احسنت بالتغلب على الظلام يا أمجد … إنك بخير الان… اعتذر لأنني لم أكن موجودا لحمايتكم كنت بعيدا في أكثر وقت كنتم تحتاجونني به “
التعليقات لهذا الفصل " 57"