(م:عذراً غلطت بنهايه الفصل 9 لمه كتبت ضربكِ كان المفروض ضربه اي يقصد جيف مو بريل)
المهمة التي أوكلتُها إلى كايمون الليلة الماضية كانت تحذير لاكي.
كان بالإمكان التخلص من البقية الذين معه دفعة واحدة، لكن الحقيقة أنه لم يكن ثمة حاجة لذلك.
فأمثال أولئك الذين ينغمسون في مثل هذه الألاعيب الرخيصة، لا يتحركون إلا بأمر من زعيمهم.
ولم أكن أرغب من جانبي في تعقيد الأمور بالتورط مع عدة عائلات في آن واحد.
“ما الأمر؟ هل حاول التنصل بالادعاء أنه لم يضربه؟”
“ليس تمامًا…”
كان تردده مريبًا.
“إن لم يكن كذلك، فماذا إذًا؟”
“لم يكن هناك داعٍ لتدخلي. كان قد ضُرب حتى أصبح أشبه بالحطام.”
“ماذا تقصد؟”
“……”
“لا تقل لي…”
هل يعقل أن جيف هو من فعلها؟
وكأن كايمون قرأ أفكاري، فقال:
“يبدو أنه كذلك.”
“وهل هذا ممكن؟”
رغم أنه مجرد فتى مدلل يتفاخر بنفوذ عائلته إلا أن لاكي تلقى تربية رسمية كإبنٍ لعائلة نبيلة.
لا يُعقل أن يكون جيف النحيل الهزيل قادرًا على هزيمته في نزال فردي…
في تلك اللحظة لمعت في ذهني صورة العضلات الخفيفة التي كانت مرسومة على ساعد جيف.
أضافة إلى ذلك أنه الطفل الغامض الذي حطّم كُرة بوابة سحرية…(تقريباً بالفصل 5)
صحيح أن في مخيلتي هو فتى نقي الملامح لا يبدو غريبًا عليه ارتداء الفساتين…
لكن كثرة الأدلة كانت تشير إلى جيف.
“أما لاكي، فقد بدا محرجًا لدرجة أنه لم يبح لمن ضربه حتى النهاية.”
“ماذا؟ إذًا جيف فعلاً هو من…؟”
ياله من شخصية مثيرة.
لم أتمالك نفسي من الابتسام، لكن كايمون قرر أن يقول ما لا لزوم له:
“أظن أن هذا الفتى خطير يا مولاتي. أظن أنه لا يليق بك الاحتكاك به…”
“أنا من يقرر ما يليق بي وما لا يليق، فلا تتدخل فيما لا يعنيك. هل أوصلت التحذير إلى لاكي؟”
رغم أنني وصفت الأمر بـ”تحذير”، إلا أنني أعلم جيدًا أن تحذيرات كايمون لا تقتصر على الكلمات، بل تتعداها إلى التهديد الصريح وربما أكثر.
“لن يجرؤ على الاقتراب مرة أخرى.”
“شكرًا لك، يمكنك الانصراف.”
رغم أنني صرفت كايمون، فإن تفكيري ظل مشغولًا.
‘هل يُعقل أن يكون جيف فعلاً هو الفاعل؟’
وإذا كان لاكي قد انكمش بتلك الطريقة، فلا بد أن الأمر صحيح…
كان في جيف شيء ما يجعلني لا أكف عن التفكير فيه.
وبينما كنت أتردد هل أسأله أم لا؟
حملت قدماي إلى لافي إن روز.
كان جيف قد سبقني وكان ينتظرني هناك.
يبدو أن عمله انتهى مبكرًا اليوم.
في يده كان حجر كريم أزرق يلمع مثبت بإتقان على إصبعه الرابع.
اليوم، كنت أنوي منحه جزرة(مُكافأة) بدلًا من عصا(عقاب).
فالإفراط في استخدام العصا لا يجلب سوى نتائج سلبية.
وكانت الجزرة التي أعددتها له اليوم:
خبز كريم الجبن المخبوز حديثًا!
ولأشرح، هذا الخبز يُعد كنزًا بين بنات الطبقة الأرستقراطية، فلا يُباع إلا نادرًا.
يُطلق عليه اسم “خبز النبلاء”.
طعمه يشبه البيتزا إلى حد كبير، ولذلك أنا أفضّله أيضًا.
وقد اشتريته للتو بعد أن خرج من الفرن، لذلك من المؤكد أن قشرته ستكون مقرمشة.
حين وقعت عيناه على الخبز، أضاءت عينا جيف كأنهما رأتا كنزًا.
أخرجتُ واحدًا وناولته إياه.
ولم أنسَ العبارة التي حضرتها خصيصًا:
“أعطيكَ إياه لأنك لا تزال ترتدي الخاتم كما هو.”
فكلما كانت المكافأة سخية، زاد الولاء.
لكن جيف بمجرد أن تسلّم الخبز، وضعه برفق على الطاولة.
‘هل لا يحب الخبز؟’
‘أم… لا يُحتمل أنه… يريد الاحتفاظ به؟’
وحين هممت أن أقول له “كُل قبل أن يبرد”، جمع يديه بأدب.
أهو… يُصلّي؟
ظل يُحدق في الخبز ثم أغلق عينيه بوقار… مشهد أقرب إلى مشهد هزلي.
وما جعله أكثر طرافة هو يقيني أنه وهو في تلك اللحظة يفكر بي فقط.
وحين أنهى صلاته رفع رأسه بثقة وأمسك بالخبز.
وفي اللحظة ذاتها حملتُ أنا الأخرى قطعة وأخذت قضمة.
عندها باغتني بالسؤال:
“لماذا لم تُصلِّي أنتِ؟”
“صليت وأنا أراقبك.”
جيف البريء صدق كلمتي دون أدنى شك وأخذ قضمة.
توسعت حدقتا عينيه وفمه بدأ يمضغ ببطء وعيناه الزرقاوان لا تفارقان الخبز…
يبدو أنه ذُهل من الطعم.
كان من السهل أن أتوقع ردة فعله.
فأنا أيضًا عندما تذوقت خبز الإمبراطورية لأول مرة كدت أُصاب بالذهول.
“انضمامك لطائفة بريل كان قرارًا صائبًا، أليس كذلك؟ كل كما تشاء.”
خبز يزيد من إخلاص المؤمنين… أية مكافأة أروع من هذا!
بالطبع، لم أشترِ الخبز فقط من أجل هذا الهدف.
اليوم كنت أعتزم التحدث إلى جيف بشأن الإلهام.
وبالطبع لم أكن لأطرح هذا الموضوع إلا بعد أن أهيّئ له ظرفًا يستحيل عليه أن يرفض فيه.
وكان هذا الخبز بمثابة الطُعم في هذه الخطة.
جيف البريء الذي لا يدري شيئًا التهم قطعة الخبز الأولى وهو يمضغها بنهم.
وقبيل انتهائه من القطعة الأولى سكبت ما أعددته من خبز على الطاولة أمامه.
عيناه اللتان كانت تلمعان ببريق الطمع بقيتا معلقتين على الخبز طويلًا قبل أن تنتقلا نحوي أنا صاحبة الوليمة.
ككلب صغير ينتظر أمرًا من سيده بقي ثابتًا في مكانه أمام الطاولة دون أن يتحرك.
ولكنني بطبيعة الحال، لم أكن لأمنحه الخبز بهذه السهولة.
“هل تريد أن تأكل هذا؟”
هز جيف رأسه بعنف كأنما يقول “أليس هذا واضحًا؟”
وكما هو معروف، لا شيء ينجح في استمالة الأطفال أكثر من الطعام.
ويبدو أن هذه القاعدة عالمية.
“سنلعب لعبة. إن فزتَ ستحصل على كل الخبز.”
حين سمع أن الجائزة هي الخبز كله، بدا وكأنه فقد توازنه للحظة.
عيناه تذبذبتا بلا وجهة محددة، ثم ما لبث أن استعاد تماسكه وعاد إلى وقاره المصطنع.
“وإن خسرتُ؟”
عندها امتلأت عيناه المرتجفتان بابتسامتي الخبيثة.
“إن خسرت، عليك أن تحقق لي أمنية.”
اللعبة محسومة قبل أن تبدأ.
أُمنية في مقابل خبز؟ لا شك أنها صفقة لا تُرفض ولا أخشى خسارتها.
فإن فاز سأشعر بالرضا وأنا أطعم إلهامي بنفسي،
وإن خسِر سأظفر بأمنية قد أستغلها كما أشاء.
باختصار، سواء ربحتُ بهذه الطريقة أو بتلك… فالنتيجة واحدة… أنا الرابحة.
والأهم من ذلك كله… جيف لا يمكنه الفوز عليّ.
فقد وضعتُ خطة محكمة لهذه اللعبة منذ البارحة.
لكن جيف الذي لا يعلم شيئًا عن مكائدي أغرته رائحة الخبز وسحبته إلى الحفرة بخطاه الصغيرة.
“ما اللعبة؟”
قد يخطر بباله أننا سنخوض لعبة من نوع RPG (تقمص ادوار) بسبب حديثي عن التخطيط، لكن…
اللعبة التي اخترتها كانت بسيطة ومعروفة للجميع:
“جينغا!” (يكون برج من الواح وكل دور تشيل لوحه من البرج وتحطها فوق البرج واذا وقع البرج على دورك بتخسر)
هذه اللعبة الخشبية المحبوبة التي تتوارث شعبيتها عبر الأجيال، أصبحت اليوم من ألعاب النخبة لدى النبلاء.
أما جيف فلم يسبق له أن رآها لذا بدا عليه الارتباك قليلًا.
لكن من مزايا جينغا أنها لا تحتاج إلى شروح مطولة.
فبجملة واحدة، يمكن لأي شخص أن يتقنها.
“انزع واحدة وضعها فوق البرج. ومن يُسقِط البرج يخسر.”
“لكنكِ… لعبتِها كثيرًا من قبل، أليس كذلك؟”
“ماذا تقول؟ أنا لم أقترب من هذه الألعاب قط بسبب دراستي! اليوم أول مرة أجربها.”
لا حاجة لأن أقول إن هذا الكلام محض كذبٌ.
لكنّي أتقنت الكذب حتى بات وجهي لا يهتز.
بفضله بدا جيف غارقًا في التفكير يحاول تقدير فرصه في الفوز.
وكنت أود البدء سريعًا، لكنّه لم يكن بالسذاجة التي اعتقدتها.
استطاع أن يستخرج نقطة ضعف خطتي من بين كومة من الأكاذيب.
“لكنّ الرهان غير عادل. كيف تقارنين خبزًا بأمنية قد تطلبين فيها أي شيء؟ لا أريد اللعب.”
يا لجيف… لقد كبر فعلًا.
لكن رغم ذلك لن يتمكن من مجاراة هذه النونا التي أكلت 810 وجبات أكثر منه في الحياة.
“هل تعرف كم هذا الخبز ثمين؟”
خبز ثمين؟ حتى أنا لم أفهم ما عنيت، لكنني تحدثت بكل ثقة:
“هذا الخبز لا يُصنع منه سوى 100 قطعة في اليوم!
الناس يصطفون طوال الليل للحصول عليه ويدفعون ذهبًا خالصًا في المقابل!”
بهذا المستوى من الترويج، كان عليّ أن أستحق لقب “ملكة المبيعات” من المخبز ذاته.
“وفوق هذا، كل مكوناته تُستورد من الغرب. ومن لم يحصل عليه اليوم… لن يتذوقه لعام كامل!”
في الحقيقة، هذا المخبز يفتح 24 ساعة في اليوم على مدار الأسبوع.
وهو مقصد كل بنات الطبقة المخملية.
بمعنى آخر… كل ما قلته كان محض كذبٌ.
لكني لم أخشَ أن يُكتشف أمري.
فجيف كونه من العامة لن تطأ قدمه ذلك المكان على الأرجح طوال حياته.
وعندما أخبرته بأنه قد لا يأكله لعام كامل ارتجفت عيناه بوضوح.
“يا لهذا الخبز العظيم… وما هذا الجفاء في معاملته. هل تعلم كم عانيتُ لأجلبه؟… قلبي يتفطر حقًا.”
“ل-لم أقصد ذلك…”
اصطنعتُ نظرة حزينة بأداء تمثيلي بات مثاليًا.
“لا بأس… سأأكله بنفسي إذًا.”
وبنبرة يائسة، تناولتُ قطعة خبز وبدأت ألتهمها.
كان عليّ أن أبدو راقية لكن جائعة، لذا أكلت بهدوء وأنا أمضغ ببطء.
راقبني، يا جيف…
عبق الجبن الفاخر، ملمس النقانق الممتلئة…
إنها نكهات لا تُنسى.
جيف الذي تذوق واحدة منها قبل قليل بدا وكأنه يتعذب أمامي ويبلع ريقه بصعوبة.
وتظاهرت أنني لا أراه، وأكملت وجبتي.
عمّ المكان صوت القرمشة… وكأننا نعيش لحظة ASMR من الدرجة الأولى.
كل شيء كان مقصودًا.
ظل جيف يحدق في فمي لا يحرك ساكنًا حتى اختفت القطعة الأولى.
وحين مددتُ يدي لألتقط الثانية…
أغمض عينيه فجأة وقال:
“حسناً! سأفعلها! جينغا!”
وانطلقت المعركة.
قرصت فخذي لأُبقي نفسي مركّزة، وأمسكت بقطع الخشب بخفة واحتراف.
“ألم تقولي إنها المرة الأولى التي تلعبين فيها؟”
كاد أن يفضحني لكن التردد في مثل هذه اللحظات قد يقتل الخدعة.
فتظاهرت بالبراءة وأجبت فورًا:
“كل ما تحتاجه في هذه اللعبة هو سرعة اليد وحسب.”
نظر إليّ بريبة لكنه سرعان ما ركز في اللعب.
باتت عينا جيف لا تفارق الخشب.
وحركاته الدقيقة كانت تصرخ “أعطني الخبز!”
‘جيف، ما كل هذه الجدية؟’
أما أنا، فبحكم آلاف جولات الجينغا التي لعبتها في حياتي الماضية، كنت واثقة أنني لن أخسر.
بل حتى لم أكن أعتقد أنني سأحتاج إلى خطتي البديلة.
ولكن…
مهارات جيف المكتسبة من عمله لم تكن هينة.
حركته في سحب القطع كانت سلسة.
تركيزه في أعلى مستوياته.
لقد بدا وكأنه وُلد لأجل الجينغا… أو لأجل الخبز!
كان يقترب من النصر شيئًا فشيئًا.
لم يتبقَ سوى قطعة واحدة.
وإن نجح في إخراجها، فالنصر له.
بدأ جيف يتحرك ببطء محاولًا سحب آخر قطعة خشب.
وإن نجح سأخسر فرصة طلب الأمنية.
لكن… لم يكن الوقت قد فات بعد.
وفي اللحظة الحاسمة، بينما كانت أصابعه تمسك بالقطعة، صرختُ وأنا أنظر إلى الباب:
“أبي!”
___________
ترجمة : سنو
فتحت جروب روايات في التيليجرام يمديكم هنيك تقرأو الروايات بدون نت🌟!
اكتبو في البحث تبع التيلي :
@snowestellee
واتباد :
@punnychanehe
واتباد الاحتياطي:
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 10"