استمر المهاجم في إطلاق كرات الضوء على الجدار حتى الفجر، ثم اختفى، استيقظ تالا بعد الظهر، غاضبًا عندما تذكر أن قناع الثعلب ضربه.
“أيها الأحمق!”
نهض من السرير، لكنه توقف عندما لاحظ الديكور المألوف، كان في غرفته بالقلعة تحت الأرض، وليس في مكان للإخلاء، بينما يتفحص المكان، دخلت أناكشا وهرعت إليه:”تالا!”
“أمي.”
نهض تالا وارتدى خفيه: “ماذا حدث؟ أتذكر أن قناع الثعلب ضربني، كان هناك مهاجم، أين هو؟”
“ترك ثقبًا كبيرًا في الجدار، خفنا أن يقتحم شيء ما، لكن الثقب أُغلق بسرعة، ربما بفضل مصاص دماء ماهر.”
مررت أناكشا يدها على شعر تالا: “أنت مهم، فأخذك قناع الثعلب إلى مأواه، ثم أعادك بعد استقرار الوضع.”
كان صوتها يرتجف من القلق، لكن تالا شعر بإهانة، تحملت أمه كل شيء وهو فاقد للوعي، غير مدرك للأحداث، هزيمته أمام لاتيل وشكه في كونه لوردًا زادا من هشاشة ثقته.
“يجب أن يجد قناع الثعلب مكانًا جديدًا، يبدو الأمر صعبًا.”
ربتت أناكشا على خده، لكن تعبيره ظل متصلبًا، سألته: “ما بك؟”
“قناع الثعلب ليس حليفي، ولا حتى أعداؤه، حتى لو انتقلنا، هل سيكون آمنًا؟”
كانت أناكشا تعرف مخاوف تالا من كونه لوردًا مزيفًا، أمسكت يده الباردة.
“حتى لو كنت مزيفًا، لا يهم، هناك سبب لذلك، إما أن الحقيقي ضعيف أو لم يُعثر عليه، هم من يخسرون، فلا تخف، أنت قوي بما يكفي، تصرف بحكمة وستنقلب الأمور.”
أومأ تالا: “كلامكِ حكيم، سأتصرف بحذر.”
“سأجد طريقة لمساعدتك.”
“ابقي بأمان، أمي. سأحميكِ.”
دمعت عينا أناكشا، ممسكة بيده بقوة، كيف لأمير نبيل أن يعاني هكذا؟.
“ستقيم لاتيل حفل عيد ميلاد فخمًا، من سيتذكر أن عيد ميلادك في نفس اليوم؟”
“عيد الميلاد لا يهم.”
كان غضب تالا موجهًا نحو قناع الثعلب أكثر من لاتيل: “هذا الحادث أثبت أن قناع الثعلب أضعف من جرجول.”
“ستستغل ذلك؟”
“ربما، إن كان يريد قتل اللورد الحقيقي، وأخبرته من هو، قد يتحالف معي.”
تذكر تالا صورة رانامون التي يحتفظ بها قناع الثعلب: ‘هو يعتقد أن رانامون هو اللورد.’
“لكن، هل سيوافق؟، قلتَ إنه لا يتفاوض.”
“هذه المشكلة.”
***
ترددت لاتيل طوال اليوم بين إلغاء أمر البحث عن دوميس أو الاستمرار. ‘كارلين سينزعج إن عرف، لكنه زوجي انا، كان يجب أن يحذر.’
في المساء، زارت رانامون عمدًا لتتجنب التفكير، كان عيد ميلادهما قريبًا، فأرادت مناقشة الهدايا.
وجدته يكتب رسالة، مغطيًا الورقة: “هل نأكل معًا؟”
لم تسأل عن الرسالة، ربما كانت لأمور اجتماعية.
“كنت سأتناول العشاء الآن.”
“رائع، لنأكل معًا.”
أشارت لاتيل، فأحضر الخدم الطعام.
“كنت سأطلب الطعام بنفسي.”
“من يدري ماذا قد يُضاف إلى طعامك، ذلك الـ…”
“تفضلي!.”
قاطعها رانامون، متجنبًا ذكرى قديمة، ابتسمت لاتيل لتفاعله الواضح رغم بروده، بعد أن رتب الخدم الطعام وغادر كاردون، ساد جو من الإحراج.
تفقدت لاتيل الطعام: “طلبت اعداده حسب ذوقك، لكن لا أعلم إن كان صحيحًا.”
نظر إليها رانامون بوجه بارد، فلم تفهم مشاعره، أمسكت الملعقة.
“لنأكل.”
كان الحديث مقتضبًا، سألته عن أحواله، فقال إنه بخير، سألها فأجابت بمثل، كان الجو غريبًا، لكنه ساعدها على نسيان كارلين ودوميس.
“أحب غرابتك، رانامون.”
“هل هذا نقد أم مدح؟”
“مدح، تجعلني أنسى أفكاري الأخرى.”
“لستِ الوحيدة التي أؤثر عليها هكذا.”
ضحكت لاتيل لثقته، تبعها بابتسامة خفيفة، قرب نهاية العشاء، سألته.
“عيد ميلادنا قريب، هل قررت ماذا تريد؟”
“وهل قررتِ أنتِ؟”
“أنا سألت أولاً.”
“كمحظي، لا أجرؤ على الإجابة قبلك.”
“أمر إمبراطوري، أجب.”
تغير تعبير رانامون قليلاً، وجدت لاتيل أن ردوده النادرة ممتعة، كأنها تجد طريقًا في متاهة، فجأة، نظر إليها.
“إذن، هل ستحققين أي أمنية أطلبها؟”
شعرت لاتيل بالألفة. ‘أين سمعت هذا؟* ليس جيستا، فقد طلب السفر، ثم تذكرت: *كتاب “بداية الحب”!’
كان رانامون يقرأه، كتمت ضحكتها بيدها، لكن كتفيها ارتعشتا.
لاحظ رانامون، فبرد صوته: “لمَ تضحكين؟”
رفعت رأسها، ورأته محمر الوجه رغم بروده: “ليس سخرية، بل لأنك لطيف.”
“تبدو سخرية.”
“مستحيل.”
“إذن، توقفي عن الضحك.”
حاولت تهدئته، لكن احمراره وصل إلى أذنيه، فأرادت مضايقته.
“لا أريد.”
“!”
كان ردًا وقحًا، لكنه ظل هادئًا، أثار ذلك فضولها: ‘كيف سيبدو غاضبًا؟’
‘وجدت ما أريده لعيد ميلادي، رانامون.’
ابتسمت بشكل مختلف.
“ماذا؟”
“أريد رؤيتك مضطربًا.”
نظر إليها بدهشة، لم تغير طلبها، فأغلق عينيه وفكر، ثم أومأ.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات