I Will Save the World and Retire - 9
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I Will Save the World and Retire
- 9 - القويُّ العنيدُ (2)
009. القويُّ العنيدُ (2)
هناك بضعة أمور تعلمتها أثناء عملي في المجتمع، خاصةً كموظف حكومي في وكالة إدارة القدرات.
أهمها، برأيي، هو التالي.
لا تبرز. لا ينبغي أن يلاحظك أحد.
تأكد من أن منصبك يأتي قبل أسمك في أذهان الناس.
لم يكن الأمر صعبًا. لحسن الحظ، كان بجانبي شخص أكثر بروزًا من أي شخص آخر. ذلك الشخص ليس سوى أعظم صيّاد في كوريا، الذي يدين له كل كوري بحياته على الأقل مرة واحدة.
إذا قدمتُ نفسي بصفتي وو هويجاي، رئيس قسم في غرفة الأوضاع الشاملة لمداهمات الزنزانات في وكالة إدارة القدرات، يبدو أنني سأنجر إلى جلسات استماع كل يوم. لكن إذا قلتُ إنني مساعد هونغ سيوك-يونغ، مدير وكالة إدارة القدرات، فلن يترك ذلك انطباعًا كبيرًا.
غالبية الناس يركزون على أسم المدير لدرجة أنهم لا يهتمون بموظف حكومي بسيط مثلي.
“…من قلتَ أنك تكون؟”
هذا المفهوم ينطبق حتى أثناء مداهمات الزنزانات أو انهياراتها، لكن بمعانٍ مختلفة بعض الشيء.
حتى لو عملتُ بجد واكتسبت أسمًا لنفسك، فهذا يزيد فقط من مسؤولياتك. فقط أنظر إلى يو جي-إيون. رؤية تلك المرأة القوية، التي أصبحت الآن قائدة فريق، جالسة على مكتبها تكتب التقارير، يجعلني أشعر بالأسى عليها. كل ذلك لأنها برزت بشكلٍ غير ضروري.
بالطبع، أنا لستُ جزءًا من فريق المداهمات ولن يتم إرسالي إلى زنزانة، لكن في كل مرة أعطي فيها محاضرات خلال جلسات التدريب الإلزامية لسلامة المستيقظين، دائمًا ما يكون هناك شخص يبرز.
أولئك الذين يعتقدون أنهم مميزون ويتصرفون بتهور بلا مهارات.
إذا كان لديهم مهارات حقًا، فلا بأس. أمتلاك أشخاص أكفاء إضافيين يمكن نشرهم ليس بالأمر السيئ. لكن عادةً، الذين يتفاخرون بصوت عالٍ يفتقرون إلى كل من المهارات والمسؤولية. يتباهون بصوت مرتفع لكنهم أول من يهرب أو يموت عندما تصبح الأمور صعبة.
لو كانوا يموتون فقط، لما كان الأمر مهمًا. لكن هؤلاء عادةً لا يموتون بمفردهم. الضحايا المعتادون هم الصيادون المخضرمون الطيبون الذين لا يستطيعون تحمل رؤية هؤلاء الحمقى يموتون.
كيم تشاي-مين مات بتلك الطريقة.
“مجرد عابر سبيل.”
لذا، وبلا شك، هذا خطئي. كأنني طلبتُ أن أُلاحظ.
أن أكون على بُعد أقل من كيلومتر من قتال وحش كبير مثل المينوتور هو كأنني غير موجود.
كان يجب أن أبقى بعيدًا منذُ البداية.
“عابر سبيل، تقول؟”
إنه تصريح مريب، وأنا أعرف ذلك جيدًا.
لو أنني فقط أبقيتُ فمي مغلقًا وذهبتُ إلى قاعدة المدينة، لما كنتُ قد وقعتُ في هذا الموقف.
خاصةً مع الشخص الذي لا أريد رؤيته الآن على الإطلاق.
“حسنًا، كما ترى….”
“غرووووووووور!!!!”
سقط المينوتور وحرك ذراعيه في توقيت مثالي. لم يستطع النهوض بساق مفقودة، لكن حجمه الهائل جعل حركاته ما زالت تشكل تهديدًا.
تحركتُ بسرعة لأختبئ خلف الصياد الذي يحمل الرمح.
همم.
هذه غريزة بقاء، لا أكثر.
“…فقط أنتظر. لا تذهب إلى أي مكان.”
“كنتُ عابر سبيل، ألا يمكنني متابعة مروري؟ لن أتدخل.”
“كُفّ عن الهراء.”
خفض الصياد رمحه قليلًا وتحدث.
“سأعود قريبًا.”
المدير؟ لا. لا توجد وكالة الآن.
حتى قبل 20 عامًا، كان هونغ سيوك-يونغ، أبي بالتبني، المعروف بأنه أقوى صياد في كوريا، يندفع مباشرةً نحو المينوتور.
حتى لو كان أعظم صياد في كوريا، فهو مجرد شخص وأحد. إذا أردت الهرب بينما هو مشغول مع المينوتور، يمكنني ذلك.
لكن صيادين آخرين بدأوا يتجمعون حولي، وأحدًا تلو الآخر. كل وأحد منهم كان صيادًا أسطوريًا.
“…مرحبًا.”
أجبرتُ إبتسامة محرجة على وجهي.
المحاولة للهرب الآن ستجعلني فقط مجرمًا مطلوبًا.
ليس أمامي خيار سوى قبول مصيري وترك الأمر لإرادة السماء.
فعلتُ شيئًا جيدًا في وقت سابق، لذا يجب أن تكون السماء في جانبي.
…آمل ذلك.
* * *
“إذن، ما أسمك مرة أخرى؟”
“……”
“هيا، لا تجعل الأمر صعبًا. عنادك لن ينفعك بشيء.”
قال المحقق، وهو يدور قلمه بتعبير غير مهتم على وجهه.
تحت الإضاءة الكئيبة والجدران الرمادية.
المحقق، الذي كان يجلس بطريقة ساخرة، سخر وقال. مشتبه به….
شخص مستيقظ يجلس بقلق في مكانه، من الظلم أن يطلق عليّ لقب مشتبه به. لم أفعل أي شيء خاطئ.
على أي حال، هذا مشهد معتاد في غرفة التحقيق في جرائم المستيقظين.
بأستثناء أن الشخص الذي يتم استجوابه هنا هو أنا، كل شيء يبدو مألوفًا. من المحبط أنه حتى بعد 20 عامًا، لم يتغير شيء. بجدية، عليهم زيادة الميزانية.
…أليس أنا من قام بتخفيض الميزانية؟
لنفكر بإيجابية. إنها معجزة أن الوضع لم يزداد سوءًا. بالنظر إلى قوانين المستيقظين البدائية في هذا العصر، فإن الوضع الحالي يعتبر لائقًا جدًا.
“ما هو رقم تسجيلك السكاني؟”
“……”
“رقم رخصة الاستيقاظ؟”
“……”
نظرتُ إلى الأصفاد على معصميّ. هذه الأصفاد، المصممة خصيصًا للمستيقظين، تهدف إلى حجب الطاقة السحرية (المانا). مع هذا التصميم البدائي، لن يكون الهروب صعبًا، لكن….
حتى لو هربتُ، لن أتمكن من فعل أي شيء. سأكون محظوظًا إن لم أصبح مجرمًا مطلوبًا. إنهم صارمون جدًا في هذه الأمور.
لو كنتُ قد قبض عليّ في مكان آخر، كان من الأفضل أن يكون هناك شهود حولي. لو حدث ذلك أمام طلاب المدرسة الثانوية النموذجية، أولئك الأطفال الأبرياء كانوا سيشهدون ليّ بحماس. حينها، كان العثور على ثغرة أسهل بكثير.
“لا فائدة من التهرب، كما تعلم؟ فالمستيقظون يتلقون عقوبات أشد عند الاختباء.”
تمت مصادرة سيف يو جي-إيون بالفعل. الأمر نفسه ينطبق على أغراضها الأخرى. طالما أن ساعة المانا غير مفعّلة، فإنها تبدو كساعة قبيحة عادية ولن تثير أي شكوك.
تمكنتُ بالكاد من إخفاء محفظتي التي تحتوي على بطاقة هويتي. كذلك قلادة المدير. لم أرغب في تعقيد الأمور أكثر بإضافة صداع الاتهام بأنني ‘مسافر عبر الزمن’ بينما يتم معاملتي بالفعل كمستيقظ غير قانوني.
“بصماتك غير مسجلة أيضًا…هل أنتَ صيني؟”
“لا.”
“آوه، كنتَ سريعًا في الإجابة على ذلك.”
“……”
“إذن من أين أنتَ؟”
“……”
“آه، لا تريد الإجابة على هذا؟ إذن فقط أجب عن هذا السؤال. لماذا كنتَ في ميونغ-دونغ؟ لماذا كنتَ تراقب الصيادين؟”
في الواقع، لماذا؟ لقد أنتهى بي الأمر في الماضي عن طريق الصدفة، وكنتُ مبهورًا برؤية الموتى يتحركون بحيوية.
“إذا استمريت في عدم التعاون، فلن يكون لدينا خيار سوى….”
كان هناك ضربة مفاجئة قوية على الباب.
في تلك اللحظة، أنفتح باب غرفة التحقيق. دخل وجه مألوف.
“صياد هونغ!”
المحقق، الذي بدأ يرفع صوته للتو، وقف فجأةً. بدأ هادئًا وغير منسجم تمامًا مع أجواء غرفة التحقيق الصارمة.
“آوه، تبدو تعمل بجد. سأهتم بهذا الشخص. لديّ شيء للتحقق منه.”
“هل هذا صحيح؟”
قطّبتُ جبيني.
لم يكن من الغريب أن يظهر المدير. كان غالبًا ما يساعد في المهام العامة على الرغم من كونه صيادًا رفيع المستوى. كان أيضًا مهتمًا جدًا بالتحقيق في جرائم المستيقظين. إحراق المختبر الذي كنتُ جزءًا منه كان جزءًا من تلك الجهود.
لكن تدخله بهذه الطريقة كان غريبًا. المحقق، الذي كان يعرف المدير، تراجع وترك الغرفة.
“أغلقتُ الكاميرا أثناء دخولي.”
“……”
“لذا يمكنك التحدث بحرية.”
لم أكن ساذجًا بما يكفي لأخذ كلمة ‘حرية’ بمعناها الحرفي.
نظر إليّ المدير وضحك بخفة. بدأ كرجل لطيف، لكن…حسنًا.
“هل نبدأ بأسمك؟ أنا هونغ سيوك-يونغ.”
مد المدير يده نحوي. كانت يدًا خشنة، يد صياد متمرس.
قبل عام من تدمير المختبر، زار المدير دار الأيتام وقدّم نفسه بهذه الطريقة تمامًا.
نظرتُ إلى الصياد الواقف أمامي.
لا يزال شعره أسود فاحم. لم تكن هناك شعرة رمادية واحدة. حتى الصيادون الذين يكبرون بالعمر ببطء لا يمكنهم تجنب الشيب.
برؤية شعره الأسود ووجهه الذي يحمل تجاعيد أقل مما أتذكر، أدركتُ مرة أخرى أن هذا كان بالفعل قبل 20 عامًا.
سحب يده بشكلٍ محرج وهو يحكّ مؤخرة عنقه عندما لم أصافحه. كان هذا يشبه تمامًا المدير الذي أعرفه. تُرى، هل سينقذ هذا المدير الصغير وو هويجاي بعد عام من الآن؟ ويتبنى وو هويجاي الصغير بعد عامين؟
“…وو هويجاي.”
لم أصافحه، لكنني ذكرتُ أسمي.
“وو هويجاي؟ هل هذا أسمك الحقيقي؟”
“…نعم.”
“هممم. إذن، وو هويجاي.”
نقر المدير بأصابعه على الطاولة.
رغم أنه أصغر عمرًا، لا أحد في هذا العالم يعرف ذلك الرجل مثلي. لقد أنقذتُ تلاميذه، لذا لن يتجاهلني. إن أستطعتُ تجاوز هذا الموقف بأمان….
“هل تعرف ما هذا؟”
أخرج المدير قطعة صغيرة من الورق، بحجم بطاقة عمل، من جيبه. كانت هناك آثار حروق على الأطراف.
مع ذلك، لم أواجه أي صعوبة في التعرف على الرسم الموجود على الورقة.
سفينة مقلوبة فوق مجموعة من النجوم السوداء. لم تكن هناك أشرعة. بدلًا من ذلك، حل سيف صدئ مكان الصارية.
كنتُ أعرفها.
بالطبع أعرفها.
كان هذا الرسم مرسومًا على جدران المختبر.
“كما توقعتُ.”
أبتسم المدير إبتسامة واثقة.
ضغطتُ بأصابعي على عيني. الإرهاق الذي كنتُ قد نسيته بدأ يلحق بي من جديد.
لا ينبغي أن أفضح أوراقي هكذا. لا أعرف حتى هدف خصمي، ولا يمكنني إخفاء أوراقي….
“لقد أطفأتُ الكاميرا، ألا تذكر؟ لا داعي لأن تكون متوترًا هكذا. لا يوجد شخص وأحد في كوريا قادر على التنصت دون أن ألاحظ.”
بالتأكيد، قد يكون هذا صحيحًا.
“لنتحدث براحة. لقد كنتُ قلقًا جدًا عليك.”
“…ماذا؟”
قلق عليّ؟
هل تعرفني؟
من المفترض أن نلتقي العام المقبل، أليس كذلك؟
“لو سارت الأمور كما خُطِّط لها، لكنا التقينا في ظروف أفضل بكثير…لقد سببت زنزانة ميونغ-دونغ الكثير من الفوضى.”
رمشت عيناي. كان من الصعب مواكبة المدير الذي كان يتصرف كأنه يعرفني جيدًا.
“على أي حال، أنا سعيد لأنك خرجت بسلام.”
“…لا أفهم ما الذي تقصده.”
“آوه، قلتُ لك أن الأمر بخير.”
لا، أنا حقًا لا أفهم.
“أنا المعلم الذي ذكره كيم-جون.”
“كيم-جون؟”
“بسبب ما حدث لـ كيم، فقدنا الاتصال بك، وكنتُ قلقًا. كنا من المفترض أن نساعدك على الهرب.”
“……”
“كما سمعتُ، مانا زرقاء، نيران، وسيف. أنا أعلم أنك حذر، لكن لا تقلق.”
نظرتُ مجددًا إلى الرسم على الورقة.
لم أشعر بأي ندم تجاه المختبر. لم تكن التجارب مهمة. كان مجرد تناول بعض الأدوية في الوقت المحدد. الباحثون كانوا يصرخون كثيرًا، لكن إن إلتزمت الصمت، كان هناك من يعاملك بلطف.
الأطفال الذين اختُطِفوا من الخارج كانوا يبكون بصوت عالٍ، راغبين في رؤية أمهاتهم، لكنني لم أكن كذلك.
بحلول الوقت الذي كنتُ فيه كبيرًا بما يكفي لأحمل الضغائن، كان المختبر والمنظمة قد دُمِّرا بالفعل.
لم يخبرني المدير أبدًا كيف قضى على المنظمة. بعد انضمامي إلى الوكالة، كان بإمكاني البحث عن ذلك بنفسي، لكنني لم أشعر بالحاجة. البحث في الماضي لن يكون ممتعًا أبدًا.
مع ذلك، ذات مرة، عندما كان ثملًا، ذكر المدير أسم كيم مع أسماء طلابه المتوفين من الثانوية.
“لو أن كيم نجا، لكنتُ قد أنقذتك أنتَ وبقية الأطفال مبكرًا.”
“كيم-جون؟”
“لقد كان الشخص الذي تسلل إلى هناك…كنا متحمسين لأن لدينا شخصًا من الداخل. لكن عندما مات كيم فجأةً، فقدنا الاتصال به ولم يعد لدينا أي فكرة عن الأمر. لهذا أستغرق الأمر وقتًا أطول.”
كنتُ أعرف كل ما أحتاج إلى معرفته.
“أنتَ تريد الإمساك بأولئك الأوغاد، أليس كذلك؟ أشعر بنفس الشيء.”
رفعتُ رأسي.
يا لحظي. التوقيت كان مثاليًا.
كان هذا يفسر سبب عدم امتلاكي لهوية، وبناءًا على ما يقوله، يبدو أن المدير سيكفل هويتي.
لا أعرف ما الذي يفعله المخبر الفعلي المرتبط بـ كيم الآن، لكن بالنظر إلى أنني لم أسمع شيئًا منذُ ذلك الحين، فهناك أحتمال كبير أنهم ماتوا مع كيم.
على أي حال، أنا أتيتُ من ذلك المكان أيضًا، لذا فأنا مخبر، أليس كذلك؟ ليست كذبة. إذا تحققتُ من المعلومات في ساعة المانا الخاصة بي، سأجد تفاصيل ذات صلة، لذا لا مشكلة.
“بسبب حادثة زنزانة ميونغ-دونغ، سنكون مشغولين بالتنظيف لبعض الوقت. في الواقع، هذا أفضل هكذا. حتى لو ظهر صياد فجأةً، لن ينتبه أحد.”
أعاد المدير الورقة إلى جيبه.
“لقد أعددنا هوية لك مسبقًا. كنا نعلم فقط أن أسم عائلتك وو، لذا أعطيناك أسمًا مؤقتًا…هل وو هويجاي مناسب لك؟”
“…نعم.”
“هذا جيد. ستعمل تحت إمرتي في الوقت الحالي.”
“هل أنا تحت المراقبة؟”
“يمكنك أعتبار الأمر كذلك إن أردت. على أي حال، لا يمكنني تركك تتجول بحرية. أنتَ تفهم، أليس كذلك؟”
حك المدير رأسه مرة أخرى، ثم مد يده إليّ مجددًا.
“على أي حال، أتطلع للعمل معك.”
بعد تردد بسيط، هذه المرة، صافحته.
المدير…لا، إنه ليس المدير بعد، ولا أبي بالتبني.
الصياد هونغ سيوك-يونغ أمسك بيدي بإحكام وهزّها.
يُتبع….