1 - أنا هي فتاة الثلج (الأول والأخير)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا ف سهل علينا أمرنا يا رب العالمين.
اللهم إن كان خيرا فأتممه و إن كان شرا فأبعده يا رب العالمين ، والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
©جميع الحقوق محفوظة للكاتب و يمنع السرقة .
ـــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا أنا ميرا …
أعيش في قرية أوروبية صغيرة الجميع هنا يعرفني ليس لأنني مشهورة و ليس لأنني أعمل بجد أو لأن لدي الكثير من المال ، بل لأنني الشر الغامض الذي جلب هذا الشتاء الدائم مع ولادته على هذه القارة ، في أحد الأيام كنت أحدق في سماء الشتاء التي امتلأت بالغيوم المثلجة كنت استند على سور البيت معطية ظهري للبيت وكنت منغمسة في أفكاري المتوالية التي تدور حول والداي … لأنني يتيمة ، بدأت ارسم لهم أشكالا في عقلي مستعينة بوصف أخي لهم ، لم أكن أعلم ماذا سيحل بي في ذلك الوقت لأنني كنت طفلة بريئة في عمر العشر سنوات ، وبينما أنا أحدق في السماء و ألعب بخصلات شعري الأبيض متعمقة بأفكاري وتخيلاتي تجمع اطفال القرية حولي ، لم ألاحظهم في البداية و بعد برهة صغيرة بدأ الأطفال برمي الحجارة علي منهم من أصاب وجهي و منهم كسر لي معصمي ، تكورت على نفسي لتخفيف ألم ضرباتهم و بدأت ب البكاء بصوت يكاد لا يسمع و بدأ يدور في خلدي عدة تساؤلات :
– لماذا يفعلون هذا بي ؟؟ ماذا فعلت لهم ؟؟ لماذا يحدث هذا لي ؟؟ هل أخطئت بشيء ما ؟؟ …
و بعد برهة من الزمن توقفوا عن رميهم و توقفت أفكاري معهم ، انتظرت قليلا و أنا متكورةٌ على نفسي ثم رفعت رأسي ببطئ لأتأكد من أنهم قد رحلوا ، ولكنهم لم يرحلوا و لم يتوقفوا عن الرمي بل كان أخي ويليام هو من يصد ضرباتهم عني ، حدقت بأخي قليلا وأنا أرى الدماء قد ملأت جميع جسده و عيونه قد تجمدت كأنه جبل يقف ليحميني ، صرخت وقتها على أطفال القرية بجنون :
– توقفوا !! … توقفوا !! أيها الوحوش المجانين عديمي المشاعر والإحساس ، يا عديمي الرحمة توقفوا !!
توقف الأطفال وقتها عن الرمي ، واقترب أبشعهم مني و لكن أخي منعه من التقدم أكثر فغضب الولد من جمال (أخي) و قام بضربه بقوة على بطنه ف سقط أخي أرضا و أكمل الولد القبيح تقدمه ، بينما أنا كنت أبكي و أصرخ عليه :
– توقف … توقف … لا تتقدم أكثر من ذلك و إلا … و إلا …
قال الولد مكشرا عن اسنانه الصفراء :
– و إلا ماذا ؟؟ أيتها اللعينة حاملة الشؤم ، ماذا يمكنك أن تفعلي ؟؟
غضبت من كلامه كثيرا و بدأت أبحث في الأرض عن شيء يمكنني حماية نفسي به ولكن الدموع منعتني من الرؤية جيدا ، مسحت دموعي و بدأت أبحث عن أي شيء مفيد و وجدت غصن شجرة بالقرب مني فحملته و قلت لذلك الولد الذي مازال يقترب مني بخطوات متقاربة و ب بطئ :
– ابتعد !! إياك أن تقترب مني أيها الوغد الحقير !! و إلا سأقتلك ..
نظر الي الولد بإزدراء ثم قال :
– موتي أيتها الصعلوقة أنت و هذا الغصن اليابس عديم النفع !!
ثم التقط الولد حجرة من الأرض و بدأ بالركض نحوي ، و مع كل خطوة كان يقترب بها إلي كان خوفي ودموعي تزداد أكثر و أكثر ، نظرت إلى أخي المستلق على الأرض من شدة الألم ثم قلت له :
– أرجوك يا أخي ساعدني !! أرجوك !!
لم أكن أعلم لماذا استنجدت به و لكنني كنت أثق دائما أنه سوف يساعدني و أنني لا يمكنني العيش بدونه ، نهض أخي و هو يضع يده على بطنه و حمل حجرة كبيرة من الأرض ثم رماها بقوة على ذلك الولد الذي كاد أن يصيبني ، سقط الولد مغشيا عليه و نظر أخي إلى باقي الأولاد الذين ظهرت عليهم ملامح الخوف ، ثم قال لهم :
– من يريد أن يصبح هكذا – مشيرا إلى ذلك الولد فاقد الوعي – ف ليبقى هنا و يتحداني ، و من يؤذي أختي في أي وقت كان ف سأدمره هو و عائلته و أزوره في كوابيسه ، هل تفهمون هذا ؟؟!!
رد عليه الأولاد بصوت واحد و بخوف :
– أجل مفهوم !!
و بدأ الأولاد بالركض بعيدا عن كوخنا الخشبي عائدين إلى أهلم و هم يبكون ، و بعد برهة صغيرة من الزمن سقط أخي مستليقيا على الأرض وقال لي :
– لا تقلقي يا ميرا سأكون دائما موجودا لحمايتك لذلك لا تخافي من الآن فصاعدا لأنني سأكون سندك الذي يحميك ، هيا فلتمسحي دموعك و ابتسمي قليلا لأن الحزن لا يليق بجمالك !!
مسحت دموعي و ابتهجت من كلام أخي اللطيف و ابتسمت في وجهه ثم ساعدته في النهوض و دخول المنزل ، بينما بقي الولد القبيح خارجاً…
سألت أخي وأنا أجلس بجانبه على السرير :
– ماذا سنفعل الآن ؟؟
رد علي بتعجب :
– بما ؟؟!!
– بذلك الولد الذي بقي خارجاً ؟؟
رد علي بعدم مبالاة :
– أدخليه .
– ماذا ؟!!
أعاد كلامه مرة أخرى بنفس النبرة قائلا :
– لقد قلت لك أن تدخليه إلى الكوخ .
قلت لأخي بتهجم :
– أتريد مني إدخال الشخص الذي تعدى علينا ؟!!
رد علي أخي بنبرة أعلى قليلا من الماضية :
– أنا لا أريد إدخاله لأنه أساء إلينا بل أريد إدخاله لأنني لا أريده أن يموت ، تذكري هذا يا ميرا عليك دائما أن تكوني لطيفة مع الآخرين .
صرخت عليه بنبرة عالية لأنني أقتنع بكلامه :
– هذا ليس وقت اللطف يا جمال !!
وضعت يدي على فمي بسرعة فائقة بعدما صرخت على أخي كأنني بذلك أتدارك خطأي … عم الصمت المكان لبرهة ثم رحت أتأمل في عيني أخي العابستين ، قررت وقتها الذهاب الى الخارج سحبت الولد إلى داخل كوخنا و رميته بجانب المدفئة كما يريد أخي ثم دلفت إلى غرفة أخي وأخبرته أنني أدخلت ذلك الولد إلى الكوخ ، ف شكرني وأمرني بالذهاب إلى غرفتي والنوم بينما هو ذهب إلى المطبخ ، وبالفعل استلقيت في فراشي وبدأت أسرح في خيالي ثم رويدا رويدا بدأت بالنعاس ثم استسلمت إلى النوم ….
استيقظت في الفجر على رائحة حساء البطاطا الدافئ ، كانت الرائحة تملأ البيت كله كما ملأت أنفي ، نزلت إلى غرفة الجلوس حيث مصدر الرائحة ف وجدت أخي يتناول الحساء مع ذلك الولد القبيح الذي سرعان ما رأيته حتى طارت شهيتي كما تطير الطيور من عرين الفهد.
نظرت إلى أخي نظرة عدم قبول هذا الأمر ثم قلت :
– أرى أنكم تأكلون بدوني !!
رد علي الولد وفي فمه بعض من الحساء :
– إذا هيا تعالي بسرعة وكلي معنا قبل أن ينفد الحساء !!
لم أهتم ل طريقة كلامه الذي تغيرت كما اهتمَمْتُ ب الاشمئزاز من بزاقه الذي خرج مع الحساء ، ثم قلت لأخي :
– سأخرج لجلب بعض المياه ، وأتمشى قليلا ريثما تنتهون و يعود بعض الأشخاص لبيوتهم .
ثم نظرت إلى ذلك الولد القبيح لأرى انزعاجه من كلامي و لكنه لم يأبه لي حتى ، يا له من وقح !!
حملت دلو المياه ثم خرجت بفرح إلى البئر و أن أتغنى و ألعب بخصلات شعري الأبيض ، ثم وأن في منتصف الطريق المثلج لمحت بعض أهالي القرية يحملون مشاعل و بعضهم كان يحمل سيوفا … لم أكن أعلم إلى أين يذهبون و لم يهمني ذلك لكنني شعرت بالانزعاج من مظهرهم و ألم في صدري ، و لكن سرعان ما ذهب هذا الشعور بسرعة .
أكملت طريقي و رميت الدلو في جوف البئر ثم رفعته بعد أن امتلأ ، وضعت الدلو بجانب البئر ثم رحت أتأمل الأزهار البيضاء القريبة مني كان جمال هذه الأزهار فائقا كانت بتلاتها تتداخل في بعضها البعض لتشكل دوامة مذهلة ، جلست أتأمل فيها برهة من الزمن ثم وقفت و غادرت المكان في الوقت الذي غلب على ظني أن الطفل قد رحل من الكوخ …
لمحت في طريق العودة دخنة سوداء كبيرة تتصاعد من داخل القرية ، أظن أن بيتاً ما قد احترق للأسف أكملت السير و دخلت القرية و مع كل خطوة كنت أخطوها كانت الدخنة تكبر و تتصاعد ثم أدركت أن الدخان يأتي من مكان بالقرب من كوخنا ، هبط قلبي من الخوف و شعرت بنغزات شديدة بدأت تصيبني و الأفكار تتطاير في رأسي كنت أتخيل أسوء الأشياء و في الوقت نفسه كنت أرجو أن تكون خاطئة و لكن كل هذه الأفكار طارت عندما رأيت منزلي يحترق ، بدأت بالصراخ بشدة و بجنون هستيري:
– لا .. لا يمكن لهذا أن يحدث أخي … منزلي … قد … احترقوا … لا أخي … أخي… ماذا علي أن أفعل ؟؟!! ماذاااااااااا ؟…
بدأت الدموع تنهمر من عيوني ثم رأيت أهل القرية الذين يحملون المشاعل و السيوف يخرجون من وراء المنزل متجهين نحوي ، عرفت وقتها لماذا كانوا يحملون المشاعل ؟!! ثم بدأت بالصراخ عليهم بعدما سقطت أرضا على قدمي :
– لا … لا تقتربوا … لا تقتربوا مني … لاااا … أرجوكم دعوني … دعوني أذهب .. هذه المرة فقط … دعوني …
صرخ علي أحدهم قائلا :
– اصمتي أيتها الطفلة لا نطيق أن نسمع صوتك المزعج الشرير !!
زحفت خطوتين إلى الوراء خوفا منهم و لكن سرعان ما أحاطوني بدائرة و بدأوا بالضحك ، بينما أنا كنت أبكي بقهر اوقفت على قدمي بخوف و ركضت نحو المنزل و أنا أتجاوزهم ثم بدأت ب إزاحة ركام المنزل وهو يحترق و أصرخ بأعلى صوت لي :
– أخي … أخي … هل تسمعني ؟؟… أجبني أرجوك !!… أرجوك … اجبني !! …
سحبني أحد أهالي القرية وقتها قبل أن أحترق وقال لي :
– كفاك بكاءً و تمثيلا يا طفلة الجليد ف أخوك معنا هنا .
ابتسمت حينها و عاد السلام إلى قلبي ، تجاهلت تلقبي ( بفتاة الجليد ) و قتها و قلت بكل براءة وأنا أمسح دموعي:
– أين ؟؟ … أين هو أخي ؟؟.
رد علي الرجل مؤشرا إلى وسط الحشد :
– ها هو هناك انظري !!
ذهبت إلى المكان الذي أشار إليه لرؤية أخي و لكنني وجدت بدلا من ذلك جثة أخي و رأسه المحترق ، سقطت على الأرض بيأس لم أستطع البكاء حتى و اختفى صوتي ثم بدأ الجميع بضربي حتى فقدت الوعي …
في غروب الشمس …
استيقظت عند غروب الشمس لأجد نفسي في الكابوس نفسه و جثة أخي ممدة أمامي و نظرت إلى رماد المنزل المتبقي بحزن ، سحبت الجثة إلى خارج القرية كان الجميع ينظر لي بسخرية وأنا أسحبها و كأنهم انتصروا على عدوهم ، و لكن في الواقع هم لم يقدروا على الانتصار على أنفسهم حتى ، بدأت أتأمل الجثة و انتظر استيقاظ أخي و بعد يوم كامل وأنا أصرخ على أخي و أقول له :
-ألم تعدني بأنك ستبقى بجانبي وأنك ستكون سندي ؟؟!! ألم تكن تقل لي لا تقلقي لأنني بجانبك ؟؟ أين أنت الآن ؟؟ أين ؟؟
شعرت باليأس بعد هذا و دفنت الجثة بحزن ثم بدأت بالبكاء و نمت على هذا الحال ….
استيقظت في فجر اليوم التالي على صوت عجوز رقيق يقول لي :
– استيقظي !! استيقظي يا ابنتي !! هيا !!.
جلست و تراجعت إلى الخلف قليلا ، ثم حاولت الكلام معه و لكنني لم أستطع أو ربما حدث هذا من الصدمة أو من صراخي و نواحي الشديد في البارحة لا أعلم.
و عندما وجدني العجوز لا أستطيع التكلم ، نظر إلى حالي الرثة و السواد الذي على وجهي ونظر إلى مكان الدفن ثم قال:
– لقد فقدت أحدا عزيزا عليك أليس كذلك ؟!!
أومئت له برأسي للأسفل ك نعم ، فقال لي :
– هل لديك منزل ؟؟!!
أومئت له برأسي للأعلى ك لا ، فقال :
– هل لديك أحد من أقاربك على قيد الحياة ؟؟
أومئت له برأسي للأعلى ، انتظر قليلا كأنه يفكر ثم قال :
– حسنا لا عليك ، اتبعيني !!
لم أتبعه في البداية ظنا مني أنه من أهل القرية ولكنه التفت إلي وقال :
– هيا بنا لا تخافي !!
ذهبت ورائه ثم دخلنا الغابة و بعد بضع دقائق من المشي المتعب ، توقفنا أمام كوخ قديم قال العجوز مشيرا إلى الكوخ :
– هذا منزلي يمكنك الإقامة فيه معي ريثما تعثرين على منزل ، حسنا ؟؟
أومئت له برأسي للأسفل مع ابتسامة بريئة .
دخل العجوز إلى المنزل ثم تبعته أنا بخطوات صغيرة ، جلس العجوز على الأريكة ثم قال :
– هناك غرفتان في الأعلى واحدة لي و الأخرى الفارغة لك يمكنك الذهاب لرؤيتها لكن قبل ذلك ، يجب عليك دفع ثمن إقامتك و هو إحضار المياه كل يوم و الاعتناء بالحمار الذي في الخارج ، مفهوم ؟؟
أومئت له برأسي للأسفل ، لأنني لم أملك خيار آخر .
قال لي بعدها :
– حسنا يمكنك الذهاب إلى غرفتك ، و أنا سأعلمك حين يجهز الفطور و حين يجهز العشاء و عندما يحين الظهر عليك الخروج للاعتناء بالحمار وجلب المياه مفطمكوم ؟؟
أومئت له برأسي للأسفل مرة أخرى ، ثم صعدت إلى غرفتي التي كان فيها سرير واحد و كرسي في الزاوية ، استلقيت على السرير و نظرت إلى الخارج عبر النافذة و رحت أتأمل في السماء حتى غفوت ….
استيقظت على طرق العجوز على باب غرفتي و هو يقول :
– أيها الفتاة هيا انزلي لقد أعددت الفطور !!.
انتظرت برهة من الزمن ثم نزلت إلى الأسفل ولفت إلى المطبخ ، جلست على الكرسي المقابل للعجوز ثم تأملت الطعام الذي كان يعتبر فاخرا بالنسبة لي ، لأنه كان عبارة عن دجاج مشوي و خبز طري و حساء البطاطا الحلوة الساخن ، مد العجوز صحنا لي و قال :
– هيا ابدئي بالأكل يا ابنتي!!.
أخذت الصحن منه و بدأت بتناول الطعام ، تكلم إلي العجوز و أنا أضع الطعام في فمي قائلا :
– ما رأيك أن أعطيك اسما ؟؟!!.
وضعت الصحن من يدي و نظرت إليه بجدية كأني لم أرد أن اتخلى عن اسمي لكنني مضطرة لفعل ذلك لعدم مقدرتي بالكلام ، ولكن قبل أن أقبل بذلك خطرت لي فكرة .
وقفت من جلوسي و ذهبت إلى الخارج و بدأت اكتب على التربة بغصن صغير خرج الرجل العجوز خلفي ثم نظر إلى كتابتي وقال :
– إذا “ميرا” هو اسمك !! ،حسنا ياميرا اذهبي واجلبي الماء و اعتني بالحمار فقد حان وقت الظهيرة لا داعي لأن تكملي الطعام .
نظرت له بعبوس ثم ذهبت و جلبت الدلو و ذهبت إلى البئر الذي كنت أحضر الماء منه عندما كنت في القرية ، ثم رجعت إلى كوخ العجوز و وضعت الماء في المطبخ ، وذهبت إلى مكان الحمار الذي أخبرني عنه العجوز ، وقفت بجانب الحمار و بدأت ب تنظيفه و تنظيف المكان من الروث و التراب ، ثم جاء العجوز لعندي في وقت الغروب و نظر إلى عملي الجاد و قال :
– أحسنت !! أحسنت يا ميرا عمل جيد هههه !!
نظرت إليه بابتسامة مشرقة تعبر عن الكثير من الفرح ، وضع العجوز يديه خلف ظهرة و ابتسم لي ثم قال :
– اتبعيني حان وقت الغداء !.
دخلت إلى المطبخ ونظفت يداي ثم تناولت الطعام مع العجوز ، وعندما انتهيت قال لي العجوز :
– لقد وضعت لك بعض الملابس في غرفتك اذهبي و استحمي و البسي الملابس ثم اذهبي إلى النوم ، أه وقبل أن أنسى أنا سأذهب في الليل لجمع الحطب و سأعود في الصباح لذلك لا تخافي إن استيقظت ولم تجديني ، مفهوم ؟؟
أومئت له برأسي للأسفل مع نظرة تعجب علت وجهي … ولكن بالفعل ذهبت للاستحمام و بدلت ملابسي بالملابس الموجودة على السرير التي كانت عبارة عن معطف أسود طويل و بنطال سميك و كنزة سوداء و كمامة سوداء إنها ملابس مناسبة لهذا الطقس الشتوي الذي لا يتغير ، لاحظت أن هذه الملابس تعود لأحد ما وأنا أرتديها، ربما تعود لابنته التي كانت في عمري رجلت شعري الأبيض بالفرشاة الخشبية الموجودة على السرير، ثم استلقيت على السرير و غصت في نوم عميق لشدة تعبي في هذا اليوم الغريب ….
استيقظت في الصباح على رائحة الفطور نزلت إلى الأسفل و جلست على الطاولة وأنا أحدق بالعجوز الذي يحضر الطعام ، انتبه العجوز على شكلي فتوقف برهة قصيرة يتأمل في ملامحي ، ثم قال :
– أنتِ … أنتِ تشبهينها حقا !!
أملت رأسي قليلا إلى اليمين كأنني أستفهم منه ، ثم أردف :
– أقصد أنك تشبهين ابنتي عندما كانت في عمرك …
لمعت عيوني وقتها و بدأت أشير له كأنني أسئله عن مكان ابنته ،فهم العجوز مقصدي ثم قال :
– أه على كل حال هي قد تناستني الآن و لا فائدة لك لمعرفة قصتها .
أكمل العجوز وضع الطعام على الطاولة ثم بدأنا بالأكل ، ثم تحدث العجوز معي فجأة:
– ملامحك الباردة في هذه الملابس تشبه ملامحها أيضا غير أن عيونها قد كانا سوداوين ليس بيضاوين ك عيونك .
أومئت له برأسي للأسفل مع نظرة عدم مبالاة خفيفة ، ثم أكمل العجوز قائلا :
– اليوم سأضطر إلى الذهاب في وقت الغروب و سأعود في الصباح.
أومئت له برأسي للأسفل مرة أخرى ، ثم أنهيت طعامي و أكملت يومي كالبارحة ، و في وقت الغروب رأيت العجوز يغادر من المنزل و يدخل في الغابة ليجمع الحطب كما قال لي ، لكن لماذا يتأخر كل هذا الوقت ؟؟ دارت أسئلة كثيرة في خلدي و لكنني قطعتها كلها بالتفكير بحالي الآن و بما حدث معي ، أنا حقا بدأت أشعر أنني تائهة ولا أعلم ماذا يجب أن أفعل …. لكنني استنتجت شيئا واحدا و هو أن أهل القرية يكرهونني بسبب شكلي و يوجهون أصابع الاتهام حولي على هذا الشتاء ، و لهذا قتلوا أخي وطردوني ، بقيت أفكر في هذا الأمر حتى غفوت و نمت في نوم عميق …..
وبعد ثماني سنوات ، أخيرا أصبحت شابة في عمر الثامنة عشرة أصبحت أقدر على النطق مرة أخرى، نزلت من غرفتي إلى المطبخ لتناول الطعام كالعادة و إعادة الروتين الذي لا ينتهي و لكن هذه المرة وجدت امرأة في الأربعين من عمرها تجلس على طاولة المطبخ بينما جدي يعد الطعام ، تقدمت بضع خطوات ثم قلت لها :
– مرحبا !! ياسيدتي أنا ميرا .
نظرت السيدة إلى ملامحي و كأنها تتفحصني ، ثم قالت و هي تمد يدها لي :
– أهلا يا ميرا !! أنا آنا كبيرة الخدم … كيف حالك ؟؟.
رددت عليها بنوع من الخجل لكوني لم أعرف أحدا سوى جدي :
– بخير !! و أنت كيف حالك ؟؟.
– الحمدلله بخير ، تفضلي و اجلسي !!.
وضع جدي الطعام على الطاولة ثم قال :
– هيا فلنبدأ بالأكل !!.
جلسنا جميعا على الطاولة ، و بدأنا بتناول الطعام و لكن لسبب ما ظلت عيوني معلقة على نظارات آنا الزجاجية ، رمقتني آنا بنظرة انزعاج من تحديقي ف أشحت بنظري إلى الطعام ، ثم تحدث جدي فجأة:
– ميرا هناك موضوع مهم يجب عليك معرفته !!.
أجبت جدي بتعجب :
– ما هو ؟!!.
قال جدي بحنية و عطف :
– لقد أصبحت شابة يا ميرا و لا يليق بك بعد الآن بالعيش معي في هذا الكوخ لذلك ….
سألت مستفهمة :
– لذلك ماذا ؟!!.
أردف جدي قائلا :
– لذلك جلبت آنا و هي صديقة لي طلبا منها توظيفك في القصر الذي تعمل آنا به ، فما رأيك ؟؟.
أجبت بتوتر على عرض جدي :
– حسنا … أنا … أنا .. أنا في الواقع لا أعلم إن كنت مستعدة أم لا لذلك هل يمكنكم إمهالي يوما للتفكير ؟؟.
ردت علي السيدة آنا بثقة :
– أجل ، لا مشكلة في ذلك يا عزيزتي يمكنك أخذ راحتك في هذا الأمر .
انتهينا من الطعام بعد فترة ، ف قمت بجلي الصحون و المواعين ثم ذهبت أحدق من نافذة غرفتي إلى الطقس الشتوي البارد الذي لا يفارق المدينة و أتذكر أقوال أهل القرية عني و أنني السبب في هذا الشتاء، و كأنني صرت أشعر أن كلامهم تفاهة و خرافات لا جنس لها من الواقع ، ثم لمحت جدي وهو يغادر مع كبيرة الخدم ف نزلت بسرعة إليهم و سألت جدي :
– إلى أين أنتم ذاهبون ؟؟.
رد علي جدي :
– أريد فقط أن أرافق السيدة آنا إلى القصر الذي تعمل فيه ، أعلم أنني لم أغادر من قبل في وقت الظهر لكن لا تقلقي لن أتأخر لذلك أدخلي و استرخي في غرفتك ، مفهوم يا ابنتي ؟؟.
ردد عليه بثقة:
– أجل يا جدي سأنتظر عودتك ، لذا لا تتأخر على ابنتك الغالية .
ضحك جدي حتى ظهرت أسنانه الهرمة ، وقال:
– حسنا ، حسنا يا ابنتي لن أتأخر .
عدت إلى غرفتي و رحت أرجل شعري الأبيض على المرآة التي أحضرها لي جدي من جديد ، و بعد برهة من الزمن سمعت صوت الحمار وهو يهوج ، نظرت إلى الأسفل من النافذة فرأيت بضع أناس يحملون مشاعل و بعضهظ يحمل سيوف يقتربون من كوخنا ، هنا أدركت ماذا يريدون بسرعة ، ف جمعت أغراضي و هربت من الكوخ من الباب الخلفي لكن أثر أقدامي كان واضحاً على الثلج ، ركضت بأسرع مايمكن ثم نظرت إلى الوراء فرأيت دخنة سوداء كبيرة تتصاعد في الهواء هن علمت أنهم قد أحرقوا منزل جدي حزنت كثيرا و عادت لي ذكريات طفولتي فبدأت أصيح بصوت داخلي :
– أخي … أخي مرة أخرى أنت لست بجانبي …
أكملت الركض بداخل الغابة ثم جلست قليلا لأستريح ثم سرعان ما غلبني النعاس ، ونمت و أنا مستندة على جذع شجرة .
استيقظت على صوت القرويين وهم يقتربون مني و يبدوا أن أحدهم لاحظني ، ف سرعان ما بدأوا بالجري ورائي و بدأت أنا بالهرب منهم ، بدأ بعضهم يصرخ و يرمي الحجارة علي ويقول :
– انظروا !! انظروا !! إنها فتاة الثلج البيضاء هيا اضربوها …
كان قلبي يألمني من لقب ( فتاة الثلج ) كلما ذكره أحد أمامي ، و كانت قدماي قد بدأتا بالنزيف من شدة ضرباتهم لي بالحجارة ، ثم استطعت تضليلهم بعد برهة و انتظرت رحيلهم ثم بدأت بالمشي و تفقد المكان حولي ، و وجدت نفسي أمام باب حجري كبير مزخرف بزخارف مرعبة و لا يمكنني رؤية ما خلفه …
حاولت فتح الباب و دفعه و لكنني لم أقدر ، و لذلك استسلمت و نمت بجانب الباب ، و عندما استيقظت كان الباب قد فُتِحَ جزئياً و هذا مكنني من الدخول ، دلفت عبر الباب الحجري لأجد نفسي في مقبرة كبيرة محاطة بالضباب الأبيض ، ثم سمعت صوت غلق الباب الحجري هنا علمت أنني عالقة في الداخل ، لمحت بعدها حركة خفيفة في الضباب أمامي ، تقدمت نحو الحركة لأرى إن كان يوجد أحد هنا و لكن فجأة باغتني أحدهم بضربة على رأسي من الخلف جعلتني فاقدة للوعي …
استيقظت و أنا بنصف وعيي على صوت شاب في العشرين من عمره كان يقف أمامي و بجانبه خادمة ، لم أتمكن من رؤية وجههما من كثرة الضاب و لكنني تمكنت من معرفة أنني معلقة من يدي و أن المكان الذي أكون فيه قبو تعذيب تختلط فيه العديد من الروائح المقززة التي حمتني الكمامة منها قليلا ، ثم فقدت الوعي مجددا …
وفي هذه المرة لم استيقظ على صوت لطيف بل استيقظت على بضع لكمات توالت على بطني ، صحوت و أنا أتألم و أصرخ :
– توقف !! توقف !! توقف عن هذا أرجوك … أنا لم أفعل شيئا …
رد علي هذا الشاب العشريني قائلا :
– يا لك من شابة صغيرة مخادعة !! تقولين أنك لم تفعلي شيئا ؟؟ أنسيت أنك قد تعديت على ممتلكاتي و دخلتي بلاط قصري ؟؟!!.
ثم ضربني بالسوط بعد ذلك الكلام ، حاولت التكلم لكن ما كان يخرج من فمي لم يكن الكلام الذي أريد قوله بل كان شلالات الدم التي توالت مع ضرباته ، توقف عن الضرب بعد برهة ثم قال :
– اسمعي أيتها الصغيرة من الآن فصاعدا ستناديني بسيدي !! مفهوم ؟؟
تحدثت بصعوبة و غصة في حلقي :
– أجل … مف..ه.وم.
ضربني بقوةٍ بالسوطِ ثم قال :
– لم أسمعك ماذا قلتِ؟!!.
أعدت كلامي بنفس النبرة:
– أجل … مف.ه.وم ..يا..سي..سيدي.
قال وهو يلف السوط حول يده :
– حسنا هذا جيد !! الآن سأسلك بضعة أسئلة و عليك إجابتي بصدق ، مفهوم ؟؟.
– أجل م..فهوم يا سيدي .
قال بصوت عالي :
– أولا : ماهو اسمك ؟؟ و من أي قرية أنت ؟؟
– اسمي .. اسمي ميرا يا سيدي .. أما القرية فلا أعرف اسمها .. عشت فيها و أنا صغيرة و تم طردي منها ، أرجوك صدقني يا سيدي .
قال و هو يقترب مني حتى استطعت رؤية وجهه الشاب ، تأمل بوجهي قليلا ثم قال :
– أيتها الفتاة أيعقل أنك … أن لقبك هو ( فتاة الثلج ) ؟؟.
شعرت بنغزة في قلبي عندما سمعت ذلك اللقب المشؤوم ، ثم قلت :
– أجل ، يا سيدي.
– ماهو هدفك من الدخول إلى القصر أهو بسبب الانتقام من والدي ؟؟.
سألته بتعجب :
– الانتقام ؟؟ ، صدقني يا سيدي ليس لدي أي دافع لهذا ثم إني لا أعرفك و لا أعرف والدك ف لماذا أنتقم ؟؟.
– يبدو أنك لا تعرفين الحقيقة !! ههههههههه ، حسنا إذا أخبريني ماذا قال لك أهل القرية ؟؟.
رددت عليه بخوف والدمع يتجمع في عيني :
– لقد قالوا لي أنني مصدر هذا الشتاء و قتلوا أخي وطردوني !! يا سيدي .
قال لي بعدها :
– أوه حسنا يبدو أنهم التزموا بالاتفاق ، أمم شعب جيدٌ حقاً .
سألته بتوتر :
– أيُّ اتفاقٍ يا سيدي ؟؟.
أجابني بثقة و ضحك:
– اسمعي أيتها الفتاة الحمقاء !! أتعتقدين أن أهل القرية قد كرهوك و طردوك فقط لظنهم أن شكلك و مولدك هو من جلب هذا الشتاء القارس ؟؟.
– أجل هذا ما أظنه يا سيدي .
مسك رأسي ثم قال :
– إذا اسمعي !! في قديم الزمان كان هناك خادم و خادمة متزوجين و أرادوا حريتهما ولكن الملك رفض ذلك ، و من شدة إصرارهما فرض الملك قانونا عليهم أنهم يمكنهم أخذ حريتهم إن جعلوا ابنتهم ضحية لهذا الشتاء ، وبما أنه كان أمرا ملكي فقد تم تطبيقه ، و ليتملق الشعب للملك ف قد ساعدوه في قصته بالهجوم على الفتاة اليتيمة ، فأمها قد ماتت عند ولادتها و والدها قد اختفى بينما تولى أخوها مسؤولية رعايتها و هذه الفتاة هي أنتِ !!، جنون أليس كذلك ؟!!.
بدأت أحدق بعينيه بخوف وتوتر و صدمة و اكتئاب ثم سألته ببرود ناسية ألمي :
– إذا ما هو سبب الشتاء الدائم هذا ؟؟.
– ها هذا بسيط ، كل ما في الأمر أن والدي أراد جلب قطعة جليد كبيرة من القطب الشمالي و جعلها ملعبا كبيرا له ، مما أدى إلى اختلال درجة الحرارة ، وسيعود الأمر طبيعيا عند ذوبانه و بما أن الأمر قد مضى عليه أكثر من ثمانية عشر عاما فالملعب قد بدأ بالذوبان و لذلك يجب أن تذوبي معه ليبدو الأمر حقيقيا ، لذلك كان أهل القرية يلاحقونك .
نظرت إليه بجدية ثم قلت :
– أرجوك … أرجوك فك قيدي علي تغيير هذا …
قال بسخرية :
– ها ؟؟ تُغِيِّرين ماذا ؟؟ و ماذا تستطيعين أن تفعلي ؟؟ ابقي هنا فقط و ستبقين على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة …
ثم غادر من أمامي بسرعة كأنه لم يكن أمامي و لم أستطع أن أوقفه ،
بدأت بالبكاء بعد ذلك ثم تفحصت المكان بعيوني الذي كان مليئا بالجثث و الدم و أدوات التعذيب و الضباب البارد وهذا يدل على أن صاحب هذا المكان هو مختل عقلي، استسلمت بعدها للنوم و نسيت كل الهموم ….
استيقظت بعد بضع ساعات على صوت الخادمة الكبيرة آنا ، تفاجأت عندما رأيتها و قلت :
– ماذا تفعلين هنا أيتها السيدة ؟!، لا تقولي لي أنك تخدمين في هذا القصر ؟!.
ردت علي الخادمة:
– أجل أنا أعمل هنا ، ولكن الأهم من ذلك الآن هو أن السيد الشاب يريد مقابلتك في غرفة الاجتماع ، لذلك اثبَتي ريثما أفكُ قيدكِ ….
رددتُ عليها :
– ماذا ؟؟ يريد مقابلتي ؟؟ إذا لماذا لم يأتي عوضا عن فك قيدي ؟؟.
ردت علي الخادمة بعدما فكت وثاقي :
– أنا حقا لا أعلم ، كل ما أفعله هو اتباع الأوامر و لا يحق لي بسؤالك أية أسئلة أو الإجابة عن أسئلتك ، لذلك اتبعيني فقط !!.
خرجنا أنا والخادمة من الغرفة و صعدنا عدة سلالم و كلما كنت أصعد درجة أخرى كان ألم الكدمات يزداد في جسدي ،و لكن مع ذلك لفت انتباهي أن كل طابق أجمل من الآخر حتى وصلنا إلى القمة ، وقفت الخادمة أمام باب خشبي كبير ، ثم فتحته ليخرج منه نور شديد دخلت إلى الغرفة لأجد سقف الغرفة عبارة عن زجاج و ضوء الشمس الذي أراه بشكل واضح لأول مرة في حياتي كان يتسلل من النافذة و هذا بسبب أننا في الواقع فوق الغيوم، نظرت إلى المكان حولي لأجد جدي يجلس بجوار الشاب الذي كان يضربني ، انرميت على جدي بسرعة متناسيةً الألم في سدي ثم قلت له :
– أرجوك .. أرجوك يا جدي أنقذني منه أرجوك!!.
بقي جدي جامدا بدون حركة لبرهة ،ثم قال وهو يضع يده على رأسي :
– لا تقلقي كل شيء سيكون بخير يا ابنتي !!.
ابتسمت إلى جدي و عانقته ، ثم تنحنح الشاب الذي اتضح أنه الأمير ثم قال :
– أنت مثيرة للشفقة يا ميرا !!.
رددت عليه بتعجب و انفعال :
– ماذا تقول ؟؟!.
عبس في وجهي قليلا ثم أردف :
– أنت مثيرة للشفقة منذ صغرك ، لذلك شعرت بالشفقة عليك لذا سأسمح لك بأخذ جيشي الذي يقف في الخارج ، خذيه و انتقمي لنفسك .
شعرت بالإرتباك في تلك اللحظة لأنني لم أتوقع ما قاله ، ثم تذكرت مقولة قالها أخي لي قررت أن أقولها و أنا أتناسى البغض والحقد من دون سبب وكأن هناك أحداً يرشدني :
– شكرا للطفك يا سيدي ، و لكنني أحب أن أكون لطيفة مع الجميع !.
– ولكنهم آذؤك !!.
– وليكن ذلك فأنا يمكنني مسامحتهم ، والانتقام لا يجلب لي سوى المشاكل .
رد علي الأمير في تلك اللحظة :
– حسنا بما أنك يمكنك مسامحتهم أنا لا يمكنني ذلك ، لذا سأقوم بمحكمة قضاء لمحاسبة جميع المشتركين في الجريمة بالإعدام .
قلت له بتعجب شديد:
– لا يمكنك مسامحتهم ؟؟ عقوبة الإعدام ؟!!.
– أجل ، هذا ما يستحقونه عندما يستغلون فتاة صغيرة !!.
سألته بتعجب :
– إذا هل ستخالف أمر والدك لأمرأة غريبة مثلي كنت تعذبها قبل قليل ؟؟.
رد علي بزجر :
– أنا لن أخالفه بل سيحاسبه القضاء ، و لو أنك أخذتي الجيش حقا لكنت لن أبالي في موتك و لكن بما أنك لم تأخذيه ف سأقف بجانبك ، لأنك مظلومة فقط .
دخلت كلماته أذني وترددت في عقلي ، ثم قلت له :
– شكرا لك أيها الأمير !! … لكن لماذا تفعل هذا لي ؟؟.
– لا داعي للشكر هذا واجبي ، و أنا أساعدك بسبب جدك العزيز على قلبي الذي أراد مساعدتك ، لذلك لا تقلقي فأنا سأسترد حقك و أنهي هذا الظلم .
نظرت بعدها إلى جدي الذي كان يبتسم ، وقلت له :
– شكرا لك يا جدي !.
ثم نظرت إلى الأمير وقلت له :
– لكن أيها الأمير لماذا تفعل هذا حقا ؟؟ خصوصا و أنك شخص غريب يعذب الجميع !.
غضب الأمير من كلامي قليلا ثم قال :
– لماذا تطرحين العديد من الأسئلة كل مافي الأمر أنني قررت التعاطف معك و مع جدك فقط … يمكنك الانصراف الآن مع الخادمة إلى إحدى الغرف.
ضحكت الخادمة آنا قليلا عندما سمعت هذا ثم خرجت ، خرجت أنا و جدي معها عندها أخبرتني الخادمة أن الأمير قد بكي كثيرا عندما سمع قصتي لذلك قرر التعاطف معي، و هنا أدركت سبب كرمه هذا.
بدأت بطرح بعض الأسئلة على جدي عن هذا القصر ، و اتضح لي أن المكان الذي كان يذهب إليه في الليل هو هذا القصر.
لا أعلم لماذا حصلت كل هذه الأمور الغريبة معي ؟؟ و لكنني قررت عدم السؤال والتعمق فيها .
وبعد بضعة أيام أقيمت المحكمة و نال كل واحد جزائه و سمح لي الأمير لي بالإقامة في القصر ، شعرت بالسعادة و بدأت كل يوم أخرج للتنزه و رؤية أزهار الربيع الجميلة بعد ذوبان الثلج إلى أن حدث ذلك في تلك الليلة….
تمت والحمدلله…
ملاحظة: أشعر أنو السرد ما كتير قوي ف قلولي رأيكم بالتعليقات ، إن شاء الله الرواية القادمة السرد بكون أقوى ، الصور موودة في الواتباد(بنفس عنوان القصة).
.webp)
جدار القصر

كوخ ميرا و جمال

كوخ العجوز

قبو القصر

طريق المدينة
Chapters
Comments
- 1 - أنا هي فتاة الثلج (الأول والأخير) منذ 8 ساعات
التعليقات لهذا الفصل " 1"