Never saved you - 29
∆ ” ماذا اذا اعطيتك فرصة للهرب ؟ لكن اذا هربت يا اميرة فسيحصل هذا الرجل على عقوبة حوريات البحر بدلا منك. “
^”لا ..لا يمكنك فعل ذلك!”
صاحت ارييل بصوت يوشك على البكاء ، لكنه كان عذبا كصوت الجرس.
و بينما كانت أوفيليا تستمع بهدوء إلى المحادثة الجارية بين الاثنين، تساءلت فجأة.
– “لكن يا سانتي، أي نوع من العقاب هو هذا ؟”
∆ “آه، انها عقوبة حوريات البحر. من الطبيعي أن يبدو الامر غريبا بعض الشيء بالنسبة لك لانك تسمعين به لاول مرة “.
وقد كانت تلك العقوبة في حد ذاتها قاسية بشكل لا يوصف. فبعد الإعدام، يتم ربط الحورية في وطد لكي لا تحصل على الراحة و لو بعد موتها . و كان ذلك العقاب يقام للمذنبين الذين ارتكبوا اكثر الجرائم وحشية.
و هذا يعني أن جريمة ارييل كانت كبيرة كفاية لكي تليق بمثل هذه العقوبة.
+( حسب فهمي فالعقوبة كانت الحوريات هن من يطبقنها على الحوريات اللواتي يرتكبن جرائم وحشية )
∆” لكن، حوريات البحر يعتقدن انه مهما كان الشخص سيئا ( غير شريف ) ، فهو يملك على الاقل نقطة خير بداخله ، لذا فاذا كانت تلك اول مرة للمذنب فهن سيسمحن له بالافلات من العقاب . انهن مجرد مخلوقات ساذجة “.
^ ” ذلك ليس لاننا ساذجات ، بل لانكم ايتها السيرين لا تملكون أية رحمة في قلوبكم !”
لقد كان لكل منهما رأي مختلف .حينها بدأت أوفيليا تدرك السبب الذي جعل الحكايات الشعبية تصور حوريات البحر في كثير من الأحيان على انها المخلوقات التي تقوم بإنقاذ البشر.
والآن، فقد بدا لها منطقيا السبب الذي جعل ارييل تبتغي إيان على الرغم من أنها قد تحصل على العقوبة العليا التي يمكن لحورية البحر الحصول عليها.
‘ حتى الآن، يمكنك ايضا و بكل بساطة التخلي عن إيان والهرب. ‘
عدم قدرتها على القيام بمثل هذا شيء بسيط، كانت تلك هي سمة حوريات البحر التي جعلت من السهل استغلالهن .
هل كانت هي السبب الذي جعل ارييل تعطي أوفيليا الميزان (الحراشف) ؟
استذكرت أوفيليا محتويات الرسالة التي ارسلتها حورية البحر إلى ألي في حياتها السابقة.
كتب في الرسالة، أن ارييل بادلت صوتها مقابل الحصول على ساقين ، وأنها إذا لم تستطع كسب حب إيان فانها ستتلاشى بعد ان تتحول الى زبد بحر.
لمنع هذا، قطعت أخوات ارييل شعرهن و اعطينه الى الي مقابل خنجر تطعن به إيان ، لكي تتمكن ارييل من العودة الى حياتها كحورية بحر.
ولكن ارييل لم تتمكن من طعن إيان. فقد اختارت ان تموت هدراً بدل أن تفعل ذلك بالشخص الذي تحبه.
و قد كان هناك جملة كتبتها في تلك الرسالة .
「لكن كيف يمكنني ان اطعن إيان؟ إذا قمت بطعن شخص ما، فسيكون … 」
اعتقدت اوفيليا انه إذا طلب إلي من ارييل ان تختار طعن شخص ما، فذلك الشخص سيكون هي .
‘ لذلك ، أعتقدت أن ارييل طلبت اعطاء ميزان الحورية لي لكي تقتلني.’
شعرت اوفيليا بالهلع على الرغم من انها كانت تعلم أن واقعها الحالي ليس مجرد حلم .
الم تتمنى ارييل ان تصبح أوفيليا أكثر تعاسة ؟
ولكنها حصلت في المقابل على فرصة ثانية لكي تعيش ، لربما كانت حورية البحر تريد رمي أوفيليا في هذا الواقع البائس؟
لقد كانت بحاجة إلى اثبات.
نزعت أوفيليا ببطء الخاتم من إصبعها الرابع.
كان الخاتم الذي صنعه إيلي لها، هو الذي منع جميع المانا من التدفق في جسم أوفيليا.
– “ارييل، هل يمكنك النظر الى وجهي للحظة . فقط للحظة قصيرة اقصر من أن العد من واحد الى ثمانية “.
^ “ما – ما الذي تحاولين فعله ؟”
-“ليس بالأمر الجلل . لقد سمعت أن حوريات البحر جيدات في الكشف عن السحر. الا تشعرين بوجود شيء مألوف داخلي ؟ “
^”شيء … مألوف …؟”
في تلك اللحظة ضاقت عينا أرييل اللتان كانتا مفتوحتين . و في نفس الوقت عبرت موجة ضحلة على سطح الماء.
^ “اي – أي نوع من البشر أنت؟ لماذا أشعر بوجود المانا خاصتي داخلك ؟ “
– “… اذاً أعتقد أن افتراضي كان صحيحًا.”
نطقت أوفيليا تلك الاجابة ببساطة.
تمامًا كما توقعت ، كان سبب تدفق المانا الغير الطبيعي داخل جسدها هو ابتلاعها لحرشفة أرييل.
كما ، أكد ذلك أن وجودها هنا الان (عودتها الى الماضي) كان عائدا إلى أرييل.
الان ، لم يتبق سوى امر واحد فقط.
ما الذي يمكنها أن تفعل لكسر هذه التعويذة؟
فحتى عند منع المانا من التدفق ، فهي لا تزال موجودة في هذا الزمن .
كانت آرييل هي مفتاح الحل الوحيد التي تمتلكه أوفيليا.
اقتربت أوفيليا ببطء من الصخرة المحدبة التي كانت ارييل تخبئ نصف جسمها خلفها.
شددت ارييل حذرها اتجاه اوفيليا ، و قد بدت مثل قطة انتصب (وقف ) فراؤها -كتعبير عن عدوانيتها – لكن لم يبدو أن ارييل ستسبح بعيدًا.
لقد شعرت آرييل بذلك – شعرت بحقيقة أنها كانت متورطة في امر غير عادي .
فإذا كانت أوفيليا إنسانة عادية ، لكانت أرييل قد لاذت بالفرار منذ فترة طويلة ، لكن بعد رؤية أوفيليا ، فان مخلوق سحري مثلها سيميل إلى اكتشاف الأمور غير العادية و مواجهتها وجهاً لوجه بدل الهرب منها.
فالمخلوقات السحرية ستختار دائمًا التصدي للأشياء غير العادية كما لو كانت مجرد مد بحري ذو ارتفاع بسيط ، فقد تعلموا من خلال التجارب أن تجنب هذه الأشياء غير العادية من شأنه أن يخلق مشاكل أكبر لاحقًا.
لذا فلا يمكنها تفويت هذه الفرصة .
انحنت أوفيليا وجلست على صخرة. و قد التقت نظراتهم ، بعد ان كانت حورية البحر تحدق في البشرية الجالسة على الصخرة و التي كانت تشبهها الى حد كبير .
– “لقد سأِلت عن السبب الذي يجعلك تشعرين بوجود المانا الخاصة بك داخلي . ارييل ، إذا وعدت بالاستماع لما سأقوله ، فأنا سأعدك بدوري أنني سانقذ هذا الرجل “.
لقد منحته قلبك بالفعل.
فقد اهتزت عيون ارييل عندما أشارت أوفيليا نحو إيان.
– “لا يهم كم مقدار الرعاية الفائقة التي ستقدمينها له ، فهناك حد لعنايتك به و ذلك راجع إلى كونك حورية البحر. فإذا حل الليل و هو لا يزال متواجدا هنا ، فان درجة حرارة جسمه ستنخفض . مما سيؤدي إلى موته. و عندها لن يكون بامكاني ان انقذه. “.
^ “كيف … كيف بامكانك ان تكوني قاسية لهذه الدرجة ؟ هل اخطأ و لو لمرة واحدة في حقك ؟ “
أخطأ ؟ نعم لقد فعل ذلك.
لكن المشكلة هي أن أوفيليا كانت الشخص الوحيد الذي يتذكر ما فعله في حقها ، فإيان الان يعتبر بريئا .
أجابت أوفيليا بجفاء .
– ” فلتفكر كما يحلو لك . فانا لست بحاجة الى شرح مشاعري و تصرفاتي لك “.
^ ” لستِ مقربة من السيرين دون سبب ( اي انها قاسية مثلهم ) . لطالما اعتقدت أن البشر سيكونون افضل و لو بقليل من السيرين “.
∆ “ان هذه لمجاملة.”
هز سانتي الذي كان خلفها كتفيه. و قد كانا الاثنان لا يزالان ينتظران إجابة آرييل.
^ “…حسنا . سأفعل ما تريدينه ، لذا فلتنقذيه “.
– “اختيار جيد .”
^ “ما الذي تريدين قوله ؟ بحق الجحيم فلتقولي م- “
-“ششه.”
لكن أوفيليا قاطعتها في منتصف كلامها ، واضعة سبابتها فوق شفتي ارييل .
و قد كانت النظرة المنهكة الممزوجة بالوقار لا تزال موجودة على وجه آرييل.
من أين لها أن تبدأ؟ اختارت أوفيليا ، التي كانت لا تزال تحدق في حورية البحر التي كانت كقطة في حالة تأهب قصوى ، الكلمات التي ستقولها. ثم فتحت شفتيها.
– “أرييل ، لقد عشت في خط زمني مختلف عن هذا و الذي لقيتي حتفك فيه .”
* * *
سبحت ارييل في اعماق البحر . فاذا قامت بتتبع التيارات التي يمكنها التعرف عليها حتى و لو كانت مغلقة العينين ، فهي ستكون قادرة على الوصول الى قصر حوريات البحر.
و الذي كان قصرا مبنيا على جزيرة غارقة بواسطة السحر.
“ارييل! هل حضيت برحلة جيدة؟ “
“اهلا بعودتك ، ايتها الاخت الصغيرة !”
منحت الأخوات الأكبر سنا ارييل ترحيبا حارا ، فقد كن قلقات بعد إرسالها إلى السطح.
“لماذا تأخرت كثيرا ؟ لقد قلت انك ستعودين بسرعة . الم تشتاقي لنا ؟ “
” كان يجب عليك ان تاخذي حصان البحر معك لكي نتمكن من التواصل معك . إنه يوم مولدك ، لكنك ذهبت إلى هناك ولم تعودوا الى بعد ان اوشك اليوم على الانقضاء “.
“لقد كان الجميع قلقا بشانك ، لكنني ممتنة لانك عدتي بسلامة . هل استمتعت برؤية السطح؟ ما رأيك؟ لم يكن بالشيء المبهر ، أليس كذلك؟ “
^ “نعم، لا يوجد شيء مميز فيه .”
حقا.
حاولت ارييل جاهدة رسم ابتسامة على وجهها. و لانها لم تكن تجيد الكذب، فقد تمنت ان تكون الابتسامة التي اظهرتها مقنعة .
في رأسها ، ظل صوت الإنسان الذي تحدثت معه قبل فترة قصيرة يرن في أذنيها .
– تترك الحوريات حينما تموت ميزانا ( حرشفة ) ، و قد أعطتني أخواتك خاصتك .
صوت هادئ مثل هدوء البحر ليلا ، مثل الرفرفة الخفيفة التي تحدثها اجنحة الطيور المائية. كان خافتا مثل الضوء ، كانت تعلم انه امر لن تتمكن من التخلص منه مهما حاولت.
‘ لقد كانت أنيقة. ‘
طريقتها في الكلام، صوتها، نظرتها، كل حركة – كل امر تقوم به كان مثل رفرفة ذيل اسماك قوس قزح عندما تسبح مع التيار . ( اي ان كل امر كان دقيقا و مذهلا )
كانت مثل الجليد ، بل مثل الكورال. ( حجر المرجان )
لقد كانت البشرية التي يمكن ان تناسب البشري الذي انقذته ارييل .
فإذا أراد ذلك البشري أن يجد شريكة ، فقد ارادت ارييل أن توصي بها له .
‘ لو كنت في مكانه ، لفضلت الحصول على امرأة من بني البشر مثلها بدل حورية بحر مثلي. ‘
امرأة مع الساقين اللتين لم يكونا لديها ، و مع الملابس الجميلة التي لن تمتلكها أبدا، و بجمال بارد لا يمكن أن لا يلاحظ.
كيف يمكن لكلتيهما ان تكونا متشابهتين كثيرا و مختلفتين للغاية في نفس الوقت ؟
لقد قالت أوفيليا أنها تلقت ميزان الحورية بعد أن ماتت ارييل في ذلك الخط زمني . و قد قالت انها عادت الى الماضي بعد ابتلاعه .
و قد كان هذا هو السبب في وجود المانا الخاصة بارييل داخلها.
لقد كان ذلك أمرا مفاجئا للغاية لارييل.
فعلى الرغم من أنها كانت تعلم أن الحرشفة الاخيرة الباقية من حورية البحر كانت شيئا مذهلا ، الا انها لم تسمع ابدا ان بامكانه اعادة الزمن الى الوراء .
‘ وبالإضافة إلى ذلك، فلا أستطيع أن أصدق أنني مت. ‘
لم تكن تريد ان تصدق قصة التي سمعتها، ولكن لم تمتلك خيار غير ذلك .
فداخل أوفيليا، و على الرغم من أنها كانت نسبة قليلة جدا ، فان مانا ارييل كان تتدفق هناك.
يتبع…