Never saved you - 20
-“سانتي مختلف عن تلك السيرين اليافعة ، كما انه لن يكون من السهل طلب خدمة منه . لذا كنت بحاجة إلى امر يحفزه نوعا ما . و سبب تحدثي معه حولك ليس سريا للغاية “.
لكن ما قالته أوفيليا لم يكن له تاثير كاف على الي .الذي كان لا يزال مرتبكًا – إذا لم تكن تثق في سانتي ، فلماذا اخبرته بكل ذلك؟
غير أن ن السؤال عن كل هذه الأشياء يتطلب جسارة كبيرة . لذا تردد الي لفترة طويلة قبل أن يفتح شفتيه.
__ ” اذن ، هل كان من الضروري قول أنك لا تثقين بي؟”
– ” نعم .”
__ ” لماذا؟”
-”لانني يا الي لا أثق بك “.
عند سماع إجابة أوفيليا الصريحة و البسيطة ، خفق قلب ألي. لقد كان مخطأ … عندما اعتقد أنه لن يشعر بهذه الطريقة إذا أخبرته أوفيليا ذلك بنفسها ….
كان الامر مؤلما ، حتى بعد سماعه ذلك من شفتيها مباشرة .
الي الذي تُرك عاجزًا عن الكلام ، كان يحدق بها بهدوء ، في حين تابعت اوفيليا كلامها .
– “لقد أخبرت سانتي فقط بما هو اساسي ، لكنني سأخبرك بالمزيد من التفاصيل.”
__ “… لماذا انت لا تثقين بي؟”
– “و لماذا يجب علي أن أخبرك؟ لا يعيش الناس و أفكارهم الباطنية معروضة للجميع “.
حولت أوفيليا نظرتها إلى الي ، وحينها سألته تلك القزحية الزرقاء عما إذا كان يعتقد الأمر نفسه. حدق الي بها و هو قاطب حاجبيه (اي انه عابس ) لانه لم يستطع دحض كلامها .
ربما توقع انها لن تستمر في التكلم .
لكن صوت اوفيليا استمر في الخروج بهدوء بعد ان استدارت .
– “أنا فقط لا أثق في إمكانية استعادتك لذكرياتك في الوقت الذي اجده مناسبا لي .”
لكن حينما سمع ألي أفكار أوفيليا الباطنية ، وجد ان ذلك كان اشد عسرا مما كان يعتقده .
استدارت أوفيليا باتجاه البحر ، لكن الي استمر في النظر نحوها. منذ تلك اللحظة ،اختلفت وجهات نظر كلا الشخصين .
الآن بعد أن فكر الي في الأمر جيدا ، تساءل لماذا لم يدرك ذلك من قبل ، فكل شيء أخبرته به أوفيليا كان متعلقًا بالبرج السحري.
– “الوقت الذي املكه أقصر بكثير مما تعتقد. لهذا السبب لا يمكنني الاعتماد عليك فقط لاستعادة ذكرياتك ، لذا يجب أن أجد طريقة للذهاب إلى البرج باستثناء تمني أن تكون ذكرياتك كافية “.
__”هل يمكنني أن أسأل عن ماهية هذه الطريقة؟”
بعد التحديق في البحر طوال الوقت ، حولت أوفيليا نظرتها مرة أخرى نحو الي .و قد بدت كما لو انها كانت تبتسم بطريقة ما . تساءل الي ان كانت قد فعلت ذلك حقا .
-“لقد هدَأْت الأمواج بالأمس ، أتذكر؟”
__ “نعم ، ذلك ما حدث.”
-“لقد غيرت تدفق ماء البحر. فقد كان يتدفق بقوة نحو الداخل ، لكنك جعلت الأمواج تندفع نحو الخارج “.
رسمت أوفيليا دائرة في الهواء بيديها. و قد كان ذلك ما أشار إليه الي عندما هدّأ البحر بالأمس.
__”… كيف لهذا ان يفسر أي شيء؟”
– ” و لا يوجد طريقة اخرى لفعل ذلك سوى استخدام التحريك الذهني . انت على معرفة بالأساسيات بالفعل “.
استمرت اوفيليا في الكلام دون ان تعير سؤاله اهتماما .
– “الشيء الخطير في الموضوع هو أن التيارات تعد جزءا من تدفق المياه. فلمس التيارات البحرية في هذا المكان ، سيؤثر على أماكن أخرى. اي ان تيارات المحيط التي قمت بحلها هنا سابقا يمكن لها ان تتشابك في مكان آخر “.
__ “لكن الامر مؤقت فقط. فما قمت به سيؤثر على المياه لمدة ثلاثة أيام على الأكثر “.
حتى بعد ان احتج الي ، قامت أوفيليا بالابتسام بطريقة جافة .
– “ثلاثة أيام هي مدة كافية.”
مدة كافية لاغراق سفينة.
* * *
كان غرق (تحطم ) السفن اكثر شيوعا مما يتوقعه الناس ، كما كان من الشائع أن يمر الأشخاص الموجودون على متنها بمحنة شديدة .
لكن لم يكن من الاعتيادي ان تعلم اوفيليا أن إيان سيمر بمثل تلك المحنة.
لو انها أحتفظت بسبب حدوث ذلك لنفسها ، لكانت أوفيليا ربما ستكون الشخص الوحيد الذي يعرفه .
فأوفيليا و ألي هما الوحيدان الذان كانا يعلمان أن الي قام بالتلاعب بتيارات المحيط لتهدئة البحر ، لكن الي لم يكن يعلم أن ذلك سيؤثر على تيارات أخرى.
كانت أوفيليا قد عرفت الأمر في رونين.
لأن إقليم رونين كان منخرطًا في التجارة البحرية ، فقد كان عبارة عن أرض تمت فيها دراسة تكنولوجيا و هندسة بناء السفن .
وقد ادركت أوفيليا حقيقة أنه لا يوجد مكان آخر يتم فيه بناء السفن بشكل أفضل من رونين.
و لهذا السبب فقد كان كل المسؤولين ذوي المستوى الراقي في رونين يمتلكون خبرة جيدة بالمعرفة البحرية. لذا اضطرت أوفيليا إلى الانغماس في الدراسة للانضمام إلى مجتمع رونين الراقي.
فحتى لو لم يثقل عليها الأشخاص المحيطين بها بالمفاهيم الصعبة المتعلقة بذلك الموضوع ، فقد كانت ملزمة بالتكيف مع الكلمات التي يتم ذكرها كثيرا بسبب قربها من المحيط.
وقد عملت أوفيليا بجد لبناء معرفتها حتى تتمكن من الانخراط في المحادثات . لذا فقد تعلمت عن تيارات المحيط ، وكيفية قياس الطقس ، ونوع السفن الموجودة هناك.
وقد عرفت ان الطريق الذي سلكه إيان للعودة إلى رونين من ميليست كان طريقا معروفا بعدم تعرضه للحوادث نظرا لعدم وجود الكثير من التدخلات بين التيارات.
بالطبع ، لا يعني الامر عدم وقوع حوادث على الاطلاق.
لكن حتى و ان وقع حادث في ذلك الطريق فلا ينبغي له ان يكون ضخما كفاية لإسقاط سفينة كبيرة ، كبيرة كتلك التي يركبها الدوق الأكبر لبلد ما .
الا اذا حدثت تصادمات مفاجئة في تيارات المحيط .
لم يكن الوصول الى ذلك الاستنتاج صعبا بالنسبة لها و ذلك راجع للمعرفة التي كانت تمتلكها .
ومع ذلك ، فهي ستحتاج إلى العديد من المفاهيم لكي تتمكن من شرح الامر بشكل صحيح في الوضع الحالي.
لفتت أوفيليا انتباه الي نحو الأفق.
– “من الصعب بالنسبة لك فهم ما أقوله الآن ، ولكن هذا هو كل ما يمكنني إخبارك به.”
__”… هل ذكرت هذا لسانتي؟”
– “لا .”
عند سماع رد أوفيليا ، تنفس الي تنفس الصعداء اخيرا . (هدأ و استراح )
_ ” اذا لا بأس بذلك . أنا لم أفهم بالضبط كل ما قلته ، لكنني لن أسألك بعد الآن “.
نظرًا لأنه لم يكن شيئًا أخبرته لسانتي ، فهو لن يصر أكثر.
بالإضافة الى ذلك ، فقد اراحته معرفة أنها كانت مستعدة للتوضيح الامر اذا طلب منها ذلك.
لكنه اراد أن يسأل عن امر آخر.
__ ” ساتوقف عن التدخل في ما اخبرتني به ، لكن هل ستقومين بالاجابة على سؤال آخر؟”
-“و ماهو هذا السؤال ؟”
__ “ما الذي ساعدك فيه سانتي ؟”
– “آه.”
أظهرت أوفيليا تعبيرًا مريراَ إلى حد ما. و قد تساءل الي عما إذا كان قد اظهر مثله قبل مدة ، تعبيرا يشبه تعبير وجود طعم لاذع على اللسان.
لم يكن ليسأل لو انه كان شيئًا مختلفًا ، لكن الي أراد التأكد.
فعندما اكتشف أن حيدر قد تعرض للضرب من قبل سانتي ، أراد أن يدحض ما كان يفكر به في نفسه . ( اي انه فكر ان السبب الذي احتاجت فيه سانتي هو ان حيدر ضربها و اراد التأكد من انه مخطئ )
– “كان حيدر يهددني.”
لكن الحقيقة كانت في كثير من الأحيان اسوأ توقع قد يتوصل له الشخص .
-” لقد دعاني إلى المأدبة ، لكني رفضت. فقد رايت من خلال نواياه ، أنه اراد مني الحضور فقط لكي يتمكن من السخرية مني … لذا رفضت ، ولكنه بدا كما لو أن كبريائه قد تأذى تماما “.
__”… اذن لهذا السبب.”
– “سأخبرك مسبقًا ، انا بخير. فقد قابلت أشخاصًا أسوأ منه “.
__ “يبدو أن مثل هذه الامور تحدث لك كثيرا . فإذا لم اوقف تلك المرأة في ذلك الوقت ، فان كلا من خديك كانا سيكونان متورمان الآن “.
– “آه ، كاديليا.”
تذكرت اوفيليا ذلك متاخرة ، فقد خطر على بالها الامر الان فقط ، لقد كادت كاديليا تصفعها حتى مع علمها أنها ستغادر القصر في ذلك اليوم .
عند رؤيتها تتدراك الامر بعد فوات الاوان ، تحركت يد ألي لتلمس ذقنها مرة أخرى. و بلمسة خفيفة ، أدار رأسها إلى الأمام ، مما جعلها تلتقي بنظراته.
كانت تلك القزحية الذهبية أقرب قليلاً من ذي قبل. حيث ان أوفيليا كان بامكانها رؤية انعكاس نفسها في عينيه.
امال رأسه قليلاً لينظر إلى خدها ، ثم فتح شفتيه ليقول .
__ “إذا لم يكن الامر يستحق ان تتباهي به ، فاحمِ نفسك أكثر .”
-“هل انت توبخني؟”
__ “إذا رأيت الامر على ذلك النحو.”
بعد قول ذلك ، نفخ الي برفق على خدها. و قد مرت اللمسة الرقيقة لأنفاسه بلطف على بشرتها.
بعد ذلك ، شعرت أوفيليا أن الالم الذي ظل يخفق على خدها طوال اليوم قد اختفى.
فحتى لو كان التورم قد خف قليلا في وقت سابق ، الا انه كان لايزال مؤلمًا الى حد ما ، لذا شعرت براحة اكبر الآن.
عندما لمست أوفيليا خدها ، انكمشت زوايا شفتيها دون أن تدري.
-“اذا يمكنك القيام بهذا بسحرك أيضًا. شكرا لك.”
__”لم يكن بشيء يذكر .”
ابتسمت اوفيليا ، على الرغم من إجابته الجافة .
لقد مرت فترة قصيرة منذ ان قررت انها لن تبني اي توقعات ، لكن ، الان بعد ان أُلقي عليها اللطف الذي قدمه الي بسهولة. فكرت في نفسها أنه سيكون من المؤسف أن يختفي هذا الشعور.
بالعودة إلى الماضي ، فقد كان الي في الواقع ودودًا للغاية ، حتى لو بدا مرعبًا في بعض الأحيان.
تذكرت الماضي ، الذي كانت تتكئ فيه على عاطفته غير المبالية في كثير من الأحيان.
‘لست متأكدة مما اذا كان قد اعتبرني صديقة له بحق . ‘
لكن لا يمكنها إنكار أن عطفه كان كمطر مرحب به جعلها تشعر بالحماية مثل ما حدث الآن .
ربما لو انها تحدثت معه ، لكانت قد تمنت ألا يذهب بعيدًا.
فكرت أوفيليا في الامر لبرهة. ثم تحدثت.
“الي”.
يتبع …