Never saved you - 15
تجهم وجه حيدر ، لذا اشاحه بعيدا بينما استمرت أوفيليا في التحديق فيه.
لقد كان معروفا بانه رجل سريع الغضب ، لذا كان من الأفضل ألا تستفزه أوفيليا أكثر . كما انها لا تتوقع أن يصر على الدعوة على أي حال.
و قد كان يمتلك بعض اللباقة على الاقل ، لذا لا ينبغي له أن يظهر يعبر عن غضبه أمامها.
تقدمت أوفيليا واختتمت حديثهما.
– “… سأتغاضى عن كلامك الفظ . لذا كن حذرا في المرة القادمة.”
+ “على الرغم من أنك طفلة غير شرعية ، لكنني اظن انك لن تهتمي برجل اقل مكانة من دوق رونين الأكبر.”
لكنه اجابها بهذه الطريقة.
تنهدت أوفيليا في نفسها .
لقد توقعت الكثير من هذا الرجل مرة أخرى.
لم يكن من الصعب تخمين كيفية معرفته بالشائعات المتداولة بينها و بين إيان.
فبغض النظر عن مدى سرعة انتشار الشائعات ، فلا يمكن لشائعة متداولة في العاصمة ان تصل الى مثل هذه المنطقة المنغلقة في ايام قليلة .
-“لابد أنك أجريت فحصًا دقيقا عني .”
كان الامر واضحا للغاية .
تراجعت أوفيليا إلى الوراء. لانها لم ترد ان تتعامل مع نوبة غضب محتملة من رجل قوي البنية مثل حيدر و هي على مسافة قريبة منه .
لم تعتقد انه سيتجاوز حده ، لكنه حطم جميع توقعاتها السابقة ، لذا لم ترغب في ان تندم .
اقترب حيدر منها مقلصا المسافة بينهما ، و هو يستهزا و قد بدا كوحش يتأهب للهجوم .
+ “لقد سمعت بأنك قد أغريت رجل أختك الصغرى ، عزيزتي الأميرة الإمبراطورية. هل كونك طفلة غير شرعية جعلك تضعين معايير عالية لنوعك من الرجال؟ “
– “من يدري . فربما لن اهتم كثيرا ان لم يكن شخصا نبيلًا ، لكنني متاكدة من أنني لا أحب التعامل مع رجل صعب المراس “.
وبعد أن قالت أوفيليا ذلك تعثرت .
وقد استغرق الأمر منها ثانية لتدرك أنها تعرضت للصفع.
كما كان بإمكانها الاحساس بذوق غريب في فمها ، يبدو ان الدم قد تدفق خارج فمها .
اذاً فقد كان حقًا من ذلك النوع من الرجال الذين يرفعون يدهم لمجرد فقدان صوابهم .
انه مجرد احمق .
– ” لست الا نصف نبيلة ، لكنك تجرات على استفزازي بلسانك ذلك ؟”
آه ، لم يفعل ذلك لكونه احمقا كما افترضت ، بل ان غطرسته هي التي دفعته إلى القيام بذلك .
لم يكن هناك اي شخص بجانب اوفيليا في الوقت الحالي ، و من المستحيل ان تتمكن من التغلب على رجل يبلغ ضعف حجمها.
احست اوفيليا بالمكتب خلفها و هي تتراجع مبتعدة عن حيدر الذي كان يقترب منها و هو غاضب .
لقد صفعها بالفعل مرة لكن عيناه كانت مفتوحتين على مصراعيها و الغضب يملؤهما ، بينما كان يزمجر غاضبا بطريقة تناسب حجمه الهائل .
فقد كان يعتقد أنها لا تمتلك اي فرصة للفوز ضده .
+ ” لا يوجد احد بجانبك ، أليس كذلك يا أميرة؟ و كذلك – فاذا وقع حادث لك ، هل تعتقدين ان شخص ما قد يهتم لامرك ؟ “
أمسك بكتف أوفيليا بعنف ، و هو يضحك باستهزاء .
+ ” لقب” المفتشة ” ذلك هو مجرد غلاف . من الذي لا يعلم أن والدك يحاول بيعك لي فقط؟ هاه؟ كنت سأوافق على الامر على الرغم من انك تملكين دماء قذرة ، لكنك لا تعلمين مكانتك حتى . هل تعتقدين أننا في نفس المستوى؟ “
– “… لقد اخبرني الكثيرون ، أنني لا أعرف مكاني.”
على الرغم من الوضع الذي كانت فيه ، فقد بدت أوفيليا هادئة.
لقد اختبرت مثل هذا الموقف مرات عديدة . أولئك الأشخاص الذين عاملوها بلطف في البداية كما لو كانت الشخص الأكثر أهمية في العالم ، تصرفوا في النهاية مثل حيدر .
لذا فحتى لو حاول استفزازها بالتقليل من شأنها بهذه الطريقة ، فان ذلك لن يؤثر على أوفيليا على الإطلاق.
امر كهذا كان سيجعلها تعيسة للغاية من قبل. لكنها كانت فاقدة للإحساس بالفعل ، فكيف لذلك أن يؤثر عليها؟
لقد تبعتها عبارة “اعرف مكانك” كظلها طوال فترة إقامتها في رونين.
لذا لا يجب ان يقلل حيدر من تقدير خصمه .
كان يجب عليه أن يفكر في مقدار ما مرت به قبل ان يعتقد انه سيجرحها بقوله .
لقد تحملت كل شيء طوال حياتها دون مساعدة احد ، دون ان تملك اي شيء خاص يعينها .
لربما كان سيفكر قبل ان يتكلم ، لو انه امتلك عقلا في راسه الاجوف ذلك .
لا تعرف مكانها ، هي ؟
– ” حيدر لادين ، انت الشخص الذي لا يعرف مكانه هنا ”
مثلما تقدم وصفعها —-
اندفعت أوفيليا نحو حيدر و قامت بضربه على جانبه باستخدام كوعها مستعملة كل قوتها .
+ “أرغ !” ( انين )
عندها ، خففت اليد التي كانت تمسك بكتف أوفيليا قبضتها . و حينها لم تفوت الفرصة في الحصول على الشيء الذي كانت تتطلع إليه منذ فترة.
قلم الريشة الذي لم يجف حبره بعد.
لم ترد تضييع مثل هذه الفرصة.
+ “أيتها العاهرة اللعينة !”
– “انتبه لما وراءك ، يا قطعة القمامة.”
+ “ماذا؟”
اصطدام !!
عندها تحطم زجاج النوافذ الكبيرة لاحد الجدران في الحال ، و سقط حيدر على ظهره .
لأن شيء ضخما طار إلى الغرفة و دفعه بقوة كبيرة.
حتى تلك اللحظة ، لم تكن اوفيليا تمتلك اي نية في خفض حذرها ، لكن عندما أدركت هوية من طار إليها ، ابتسمت بسخرية من الموقف المضحك الذي تتواجد فيه.
∆ “لقد قدمت الى هنا فور سماعي لكلامي اسيلو .”
{الشيء الضخم }الذي دفع حيدر نحو الجدار المقابل وحطم تلك النوافذ وقف بشكل ثابت .
بعد أن طار بشكل مباشر عبر تلك النوافذ ، كان يجب أن يكون جسده مليئا بالدماء ، و لكنه كان خاليا من أي خدوش.
لم تتوقع رؤيته الآن.
الشعر الذهبي الذي يحتوي على خصلات خضراء ، العيون الضيقة التي تميز الطيور الجارحة.
لولا المعطف الكبير الذي كان يغطي جسده ، لكانت أوفيليا تنظر إلى رجل عاري الان ، و الذي نادته باسم .
– “مرحبا ، سانتي.”
* * *
في اللحظة التي نادته فيها باسمه ، ادرك سانتي أن المرأة التي أمامه كانت البشرية التي يُزعم أنها تبحث عنه.
في الليلة الماضية ، جاء اشقاء السيرين مفتعلوا المشاكل اليه و الاضطراب ظاهر عليهم .
٠ سانتي ، تلك المرأة أضاءت المحيط بأكمله! لم أر من قبل ابدا اللافيل متالقا لتلك الدرجة !
٠ لذا منحها كل واحد منا ريشة. لقد اخبرتنا إنها ستحضر لنا طعامًا من الجزيرة في المرة القادمة التي نلتقي بها !
كلما كانت السيرين أصغر سنا ، كلنا كانت اكثر قسوة و اذى .
و مع معرفته بان هؤلاء الثلاثة قد تسببوا في تحطم اغلب السفن في الفترة الأخيرة ، كان من غير الطبيعي رؤيتهم متحمسين فجأة لأنثى بشرية.
لقد كانوا صاخبين للغاية ، لدرجة أن سانتي اعتقد أنه يجب أن يقوم برميهم في المحيط ، لكنه قرر التحلي بالصبر.
بصفته رئيس السيرين ، أظهر سانتي القليل من الرحمة و قام بالاستماع إلى قصتهم حتى هدؤوا في النهاية. و لقد كان ذلك بالتأكيد قرارًا حكيمًا.
٠ حسنًا ، لقد اخبرتنا بان نقوم باحضارك إليها ، سانتي.
من بين كل تلك الجلبة التي احدثوها ، كان هذا هو الشيء الوحيد الذي أثار فضوله.
∆ اخبرني المزيد عن ذلك ، اسيلو . هل تلك المرأة طلبت رؤيتي حقا ؟
— حسنا . هل هي امرأة يعرفها سانتي؟
∆كيف تبدو؟
— شعر أحمر كلون السماء عند الفجر. عيون زرقاء مثل المحيط و هو هادئ . و لديها بنية جسم ضئيلة.
لقد ذكروا أنها كانت تبدو نزيهة لذا من المحتمل أنها نبيلة. هل كانت هناك فتاة كهذه من بين النساء اللواتي قابلهن من قبل؟
كان وصف اسيلو لها غامضًا إلى حد ما ، ولكن ليس طامسا ( غامضا ) لدرجة كبيرة .
بعد عدة محاولات من تذكرها ، وصل سانتي الى استنتاج انهما ربما يكونان قد حضيا بعلاقة عابرة فقط .
فإذا كانت قريبة منه أو مهمة بالنسبة له ، لكانت قد استخدمت ريشته للتواصل معه ، و لكن بما أنها قد استخدمت السيرين اليافعة (صغيرة السن ) للاتصال به بدلاً عن ريشه ، فقد تكون علاقتهما مجرد علاقة عابرة.
لقد كان شيئا معتادا للغاية ، ان لا يتمكن الأشخاص الذين أسرتهم السيرين من نسيانها بسهولة ، لذا افترض سانتي أن هذا هو الحال معها .
– لا أعتقد أنها بتلك الأهمية. صحيح انك أعطيتها ريشا ، لكني لا أرى اي حاجة تدفعني للذهاب إلى هناك بنفسي. إنه امر غير مهم .
—لكن سانتي ، لقد اخبرتني تلك المرأة أن أحضرك إليها.
∆ هل ستفعل ذلك ، لمجرد أنها اخبرتك به ؟
– لا ، ليس ذلك بل لانها قد نادتك باسم “سانتي”.
عندها فقط أدرك سانتي ما كان يحاول أسيلو قوله . عادة عندما يطلبه احدهم ، كان سيناديه برئيس السيرين أو قائدهم .
قام سانتي بإرجاع شعره بخفة إلى الوراء ، لكن جزءا منه سقط على جبهته عندما تركه.
وفي الوقت الحالي ، ركزت عيون سانتي الضيقة على المرأة ذات الشعر الأحمر الواقفة أمامه.
ولم يدم الصمت بينهما طويلا . فبعد أن فحصها من رأسها إلى أخمص قدميها ، انطلق صوت منخفض مليء بالانبهار بين شفتي سانتي الأحمرتين.
∆ ” ان هذا مثير للاهتمام.”
صورة سانتي :
https://images.app.goo.gl/pyB2ooxR7yPQJFxT9
صورة اوفيليا و الي من الفصل3:
https://images.app.goo.gl/RoAAqVRmd3QDQjcf7
يتبع…