Never saved you - 14
إذا هاج البحر وابتلع كل شيء ، هل كانت لتشعر هكذا؟ تدفقت الدموع بغزارة على خديها .
تمنت لو انها لم تعرف شيئا.
رسالة أرييل , حقيقة أن الشخص الذي كانت تعتقده صديقها كان متورط في الواقع مع حورية البحر.
كيف كانت نظرته لاوفيليا و هو الذي ساعد ارييل .
كانت ارييل المتوفاة هي المنقذة الحقيقة لايان …. كم كانت اوفيليا المثيرة للشفقة تبدو سخيفة لالي و هي تتشبث بايان .
اعتقدت اوفيليا ان الي كان صديقها الوحيد ، لكنها ربما كانت متسرعة للغاية في حكمها .
كانت لا تزال تتعافى من رفض ايان لها .
لذا اصبحت اوفيليا مغلقة على نفسها منذ ذلك اليوم ، و لان الي كان مشغولا بمسالة استرجاع ذاكرته من خلال العودة الى البرج ، فلم يتمكنا من التقابل لمدة طويلة .
‘ لماذا تذكرت ذلك فجأة.’
لقد غرقت في التفكير و هي تدير الريشة بين اصابعها ، تذكرت حينها الوقت الذي غادر فيه الي إلى البرج .
لقد مر وقت طويل على ذلك بحساب الأيام التي عاشتها قبل أن ترجع الى الماضي . فبعد فترة طويلة من مغادرة الي ، قررت أوفيليا الموت.
“شعرت بالمرارة ، عندما رأيت الرسالة.”
في الحقيقة ، سيكون اكثرا صدقا القول انها شعرت بشعور مربك للغاية . فقد عرفت امورا لم ترغب ابدا بمعرفتها . و بسبب تلك الرسالة اصبحت اوفيليا محتارة بشان الي .
ولكن فقط بعد مغادرة الي أدركت أوفيليا ، انه حتى لو كانت صداقتهم غير حقيقية تماما ، فانه برحيله قد ترك فراغًا كبيرا .
ادركت انها استطاعت الصمود و البقاء على قيد الحياة بفضل وجوده .
و وصل بها الامر الى نقطة لم تهتم بها بالطريقة التي رآها بها الي . كانت فقط تفتقد دفأه .
ففي الوقت التي كانت يائسة لاقصى درجة ، كان الي هو من منحها شريان الحياة ( سبب للبقاء على قيد الحياة).
لكن ، هذا لايعني انها كانت مستعدة لفتح قلبها مرة اخرى .
فحتى الآن ، في هذه الحياة الجديدة – ما زالت أوفيليا لا تستطيع اخبار ألي بكل ما تعرفه.
فلو انها لم تجد الرسالة ، لكانت اخبرته بكل شيء و هي مغمضة العينين . ( اي و هي تضع به كل ثقتها )
نقر إصبعها بايقاع على كتاب بعنوان “حكايات حورية البحر الغامضة” و بعد بضع نقرات متقطعة ، توقف الإصبع. كانت نظرة أوفيليا باردة لان ذهنها شرد مرة أخرى .
نظرت إلى الرسم التوضيحي الذي توقف عليه إصبعها.
‘كان هذا بالتأكيد المظهر الذي كان لديك في ذلك الوقت.’
كان سبب تذكر اوفيليا لذلك الامر فجاة دون وعي منها هو الشكل الذي بدا عليه الي قبل ان تهرب خارج الغرفة .
كان يبدو مرتبكا و خجلا في نفس الوقت ….
هذا هو بالتحديد ما بدا عليه عندما رآها تبكي .
لم تكن فضولية ابدا حول الافكار الداخلية للأشخاص الآخرين ، لكنها تساءلت عما خطر في ذهن الي ليظهر مثل ذلك التعبير
ربما يمكنها معرفة ذلك .
‘لا . الامر لا يهم.’
قامت أوفيليا بشد قبضة يدها. لان فكرة عديمة الجدوى قد خطرت لها .
فتحت الكتاب مرة أخرى ، ليس في الجزء الذي كانت تقراه عندما جاء الي سابقا . بل بعد بضع الصفحات من ذلك ، حيث توجد مذكرة خفية كتبها أوفيليا.
لم تكن هناك معلومات في هذا الكتاب يمكن أن تفيد أوفيليا فقد كان عبارة عن مجموعة من الحكايات الشعبية.
فبعد كل شيء لم يتم طباعة هذا الكتاب لنقل معلومات عملية ، لذا كان الامر متوقعا . حتى أن ليليث قد نظرت الى أوفيليا باستخفاف عندما راتها تقرا هذا الكتاب.
×حوريات البحر؟ لم أكن أعلم أنك مغرمة بمثل هذه القصص الخيالية الطفولية.
-نحن بالقرب من المحيط بعد كل شيء.
× يا لك من مسترخية ، لو رآك الناس لاعتقدوا اننا جئنا الى هنا لقضاء عطلة ، بينما اركض انا هنا و هناك لاتفقد و اتاكد من لوازم اعادة بناء الطرق.
كانت ليليث ، دائما ما تنتقد الاستقراطيين رفيعي المستوى ، و كانت دائما ما تشتكي من اضطرارها للقيام بكل الأعمال الشاقة لأنها وُضعت تحت قيادة أميرة إمبراطورية فاشلة .
– إذا كنت تشعرين بالظلم الشديد ، فلماذا لا تصبحين أميرة؟ فإذا لم أكن اميرة ، لكان بإمكاني الاستمتاع بهذه الرحلة كإجازة كما قلتِ قبل قليل .
قالت أوفيليا ذلك دون ان يرجف لها جفن.
حسنًا ، إن كتاب الحكايات هذا يحتوي على بعض المعلومات على الأقل .
فأثناء قراءته ، أدركت أوفيليا أنه يحتوي على بعض الامور التي تشبه تلك التي كانت تعرفها.
فقد ظهرت حورية البحر و السيرين معًا في قصة ما …
‘ انه مشابه .. ‘
لكنه لا يزال يحتوي على اختلافات طفيفة بالطبع. فحين تم تنويم بطل القصة بصوت السيرين الساحر ، أنقذته حورية البحر من الخطر.
قيل ان ذلك قد حدث لكون حوريات البحر طيبة القلب ، أو بسبب كره حوريات البحر للسيرين – ولو كانت هذه الحكاية مقتبسة من أحداث حقيقية ، لكان الاحتمال الثاني خاطئا لان السيرين هي التي تكره حوريات البحر.
‘لكنني لا أعرف ما إذا كانت تستند حقًا إلى أحداث حقيقية.’
قامت بكتابة بعض الملاحظات الهامة اسفل الورقة حتى لا تختلط عليها الامور ، فقد كانت ستقابل رئيس السيرين عند غروب الشمس.
لذا أرادت أوفيليا أن تكون مستعدة لكل شيء.
هل هناك شيء آخر تحتاج إلى تدوينه؟ وبينما كانت تفتش في رف الكتب ، سمعت طرقا على الباب.
من الذي سيبحث عنها في هذا الوقت؟
رتبت أوفيليا مكتبها على عجل وأخفت كتبها وملاحظاتها ، ثم قالت .
– “ادخل.”
فُتح الباب ودخل رجل بتعبير مبهج. تذمرت أوفيليا في نفسها حين رات الطارق .
– ” حيدر .”
+ “لقد شعرت بالقلق عندما لم أرك في الجوار ، لكنني وجدتك هنا على الفور.”
دخل حيدر ، اللورد الإقطاعي للادين ، إلى الغرفة و هو يقول ذلك . كانت في يده زهرة لو راها اي بستاني لشرع في البكاء على الفور ، كما كان يحمل ظرفا .
عندها فقط تذكرت الامر الذي نسته لأنها كانت منشغلة مع الي.
‘اذا فهو اليوم.’
اليوم الذي دعا فيه حيدر شخصيا أوفيليا إلى مأدبة اقامها للترحيب بها.
ربما لم تتمكن من محوها بسهولة من عقلها لان تلك الذكرى تركت اثرا لاذعا عليها .
حدقت اوفيليا في حيدر بنظرة باردة .
لم يكن سيد الإقطاعية يعلم بما كانت تفكر فيه ، لذا القى الزهرة الذابلة و الظرف أمام وجهها .
+ “أنا أستضيف مأدبة عشاء في الفيلا الخاصة بي اليوم. و قد صادف ان سموك قد وصلت إلى لادن في الوقت المناسب ، لذا اعتقدت أنه سيكون من الجيد إعتبار ذلك حفل ترحيب لك أيضًا ، لذا احضرت لك هذه الدعوة . هل ستأتين؟”
مأدبة وحفل ترحيب في نفس الوقت. عرفت أوفيليا سبب رغبته في حضورها.
– الم اقل لك ؟ تلك الأميرة مجردة نكرة . لقد قامت العائلة الإمبراطورية بأرسال امرأة مثلها كمفتشة لأنهم يخشون التدخل مباشرة في شؤون لادين – لذا أرسلوا تلك المرأة!
بالحكم على قدوم حيدر و هو مخمور الى هنا ، فمن الواضح انه قد اقام مراهنة مع اصدقائه .
بغض النظر عن مدى بُعد لادين عن متناول العائلة الإمبراطورية، فإن أي منطقة ريفية سترتفع إذا ارتبط سيدها باحد الجالسين على العرش.
و يبدو أن حيدر دعا أوفيليا إلى الحفلة لإثبات أنه يمكنه التعامل بسهولة مع الأميرة .
و قد كان ذلك رهانًا مضمونا لصالح حيدر.
فعدم ذهابها الى المأدبة ، سيكون علامة أكيدة على أن العائلة الإمبراطورية تخاف منه.
‘إنه ثعلب يتظاهر بأنه نمر.’
في الماضي ، دون أن تعلم بامر الرهان ، لم تحضر أوفيليا المأدبة.
اعتقدت انه دعاها لانه يملك اهتماما خفيا بها ، لكن ذلك كان مجرد امل خائب منها .
فقد كان حيدر لطيفًا معها ، لذا ظنت انه قام بدعوتها لأنه أراد أن تشعر بالترحيب.
لطالما اعتقدت أوفيليا أنها كانت تغلق باب قلبها بحزم ، لكنها الآن و بعد أن نظرت إلى الوراء ، أدركت أنها عاشت حياتها و هي تملك توقعات اعلى مما كانت تعتقد .
ضحكت أوفيليا بلا وعي لأنها وجدت نفسها مضحكة للغاية.
حيدر ، الذي رأى ذلك ، رفع حاجبًا و هو متعجب.
+ “هل حدث شيء ما ؟”
– “آه ، لا ، الامر فقط … ممتع.”
+ “…المعذرة؟”
سرعان ما تلاشت ابتسامتها و هي تنظر الى حيدر ، ثم قالت بصوت بارد .
– “لقد مررت بالعديد من التجارب عند تفتيش الإقطاعيات الأخرى ، لكن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها لورد إقطاعي محترم بإجراء حفل ترحيبي لي ، … يتزامن مع مادبة سبق له التخطيط لها . هل هذه افضل مجاملة يمكن أن تقدمها لادين للعائلة الإمبراطورية؟ ” ( اي ان حفلة الترحيب بها يجب ان تكون منفصلة و ليست مع مادبة )
+ “ها ، هاها ، قد تكون صاحبة السمو الإمبراطوري معتادة كثيرا على رفاهية العاصمة.” ( اي انها معتادة على كثرة الحفلات )
– “رفاهية ؟”
عند دحض أوفيليا لكلامه ، تصلبت أكتاف حيدر. و شعر بقشعريرة تسري على طول عموده الفقري.
على الرغم من حجمها الصغير ، فقد اخترقته عيناها الزرقاوتان مثل النصل الحاد . اقتربت منه خطوة واحدة ، ثم قامت بفتح شفتيها بهدوء.
– “انا أعرف المسؤول عن الشؤون المالية والثقافية للعاصمة. إذا كان لديك أي شكوى بشأن الامر ، فسأرسل له شكواك . حيدر لادين ، أخبرني مرة أخرى. ماذا قلت بخصوص رفاهية العاصمة؟ “
+ “لا ، أنا ..”
لقد ارتكب خطأ . مع ادراكه لهذه الحقيقة ، كان عقل حيدر مليئًا بالكلمات النابية (الشتم ).
سمع أن الأميرة الإمبراطورية الأولى كانت امرأة هادئة ورزينة لدرجة انك قد لا تلاحظ وجودها ، هل كانت الشائعة كاذبة؟
صر حيدر على أسنانه.
‘لا أصدق أنني أتعرض للترهيب من قبل امرأة مثلها ‘
لقد تعرض لاذلال لم يختبره من قبل كسيد لادين الاقطاعي .
ولكن حتى لو شعر بالعار الان ، فإن عارا اكبر سيلحق به إذا فشلت خطته.
‘اريد أن آخذ هذه المرأة إلى مأدبة اليوم و اهينها هناك’
عندما انتشرت الشائعات بأن الأميرة الإمبراطورية الأولى ستأتي إلى لادين ، انجرف نبلاء المنطقة في المشاحنات فورا ، نظرا لأنهم نادرًا ما يذهبون إلى العاصمة ، فإن مشاهدة أي فرد من أفراد العائلة الإمبراطورية يعتبر كتناول الفراولة خلال فصل الشتاء. ( اي انه شيء نادر )
و لولا حقيقة أنها كانت مجرد ابنة خادمة متواضعة وأن العائلة الإمبراطورية كانت تتجاهلتها تمامًا ، لكانت أوفيليا قد حصلت على اهتمام افضل .
لهذا السبب احتاج حيدر ، الذي أراد التباهي بمكانته كحاكم لادين الأعلى ، إلى إذلال أوفيليا علنًا.
‘انظر كم يبدو خجلا من نفسه . من الطبيعي ان يكون هكذا فهو لم يعامل هكذا من قبل .’
كانت اوفيليا مدركة للامر لكنها لن تسمح له بفعل ما يشاء.
يتبع ……