Never saved you - 12
عنما نظرت اليه بمثل تلك النظرة اللطيفة ، طرحت شفاه الي سؤالًا آخر من تلقاء نفسها.
– ما نوع العلاقة التي كانت بيننا في الماضي؟
– … هذه الأسئلة كافية لليوم. لقد قلت انني ساجيب على سؤال واحد فقط .
تحدثت أوفيليا بلا مبالاة كالعادة ، لكن الي لاحظ الامر .
لقد كانت مرتبكة جدا.
السبب في أنها استمرت في تجنب الاجابة على سؤاله هو أنها … كانت حورية البحر.
لقد حصل بطريقة ما على إجابة للسؤال الذي كان يثير فضولا شديدا في نفسه ، ولكن أوفيليا كانت لا تزال محاطة بغموض شديد . و لم يحب الي ذلك كثيرًا.
في بعض الأحيان ، كان يشعر كما لو ان الضباب الذي يحيط بها يتلاشى الى ان يختفي ، لكنه كان يعود مرة أخرى . كان منزعجًا من كل ذلك الغموض . في كل مرة تلتقي أعينهم ، كان يلاحظ حاجبيها المنعقدين ( اي انها كانت تبدو قلقة ).
لم يكن يريد مقابلة أوفيليا على هذا النحو .
ومع ذلك ، فقد كان أوفيليا رئيسته.
فحتى لو لم يكونا متصلين من خلال مسألة العثور على ذكرياته ، فسيكون مجبرا مقابلتها بسبب العمل الرسمي.
و لحسن الحظ ، فقد قام بالتعامل مع معظم الشكاوى التي كان بحاجة إلى حلها بمجرد وصوله إلى لادين ، لذا لم تكن هناك حاجة له لمرافقة اوفيليا . فقد تبقى لهم اعادة بناء الطريق فقط .
بالطبع ، لم يكن الناس هناك يتوقعون أن يقوم ساحر ذو رتبة منخفضة بإعادة بناء الطريق بنفسه . لذا فقد طلبوا منه المساعدة في تحريك مواد البناء و اخلاء المكان الذي سيبنى عليه الطريق.
لذا فقبل الذهاب إلى موقع البناء ، كان الي مضطرا الى مقابلة أوفيليا .
لم يكن غير سعيد تماما بأداء مهام ساحر من رتبة منخفضة ، لكنه محرج بعض الشيء الان .
ولكن ماذا بوسعه أن يفعل؟ فإذا لم يقم بمقابلتها ، فسيكون قد أهمل واجباته.
__ ” يوجد كذلك شيء أحتاج إلى اعطائه لها …”
توقف الي عن التذمر . و أخذ نفسا عميقا ، ثم طرق باب أوفيليا.
– “ادخل.”
عندما سمع اذن الدخول الخافت ، فتح الي الباب.
في غرفة ضيافة لادين للأشخاص المهمين ، فحتى الباب كان مزيتًا جيدًا وهادئًا. لذا فتح بصمت ، رفعت أوفيليا نظرها من الكتاب الذي كانت تقرأه.
– “الي ، ما الذي أتى بك إلى هنا ؟”
عندما التقت عيونهم. تجنب الي عن غير قصد النظر إلى ملامحها القلقة ، لذا خفض نظره بعجل . حينها رأى الكتاب الذي كانت تقرأه اوفيليا.
كانت الكلمات صغيرة ومقلوبة ، لذلك كان من الصعب قراءتها من مسافة بعيدة. لكن ، لم يكن من الصعب التعرف على الرسوم التوضيحية الظاهرة على الصفحة.
و للحظة ، شك الي في عينيه.
__ “هل هذا كتاب عن حوريات البحر؟”
– “نعم. فقد جعلتني رؤية الساحل الليلة الماضية أرغب في قراءته “.
عندها اختفت شكوكه السابقة .
فبعد دقائق قليلة من دخوله الى غرفة اوفيليا ، ادرك ان شكوكه كانت صحيحة .
الحلم الذي راوده كان جزءا من ذكرياته ، و من الواضح أنه التقى اوفيليا عندما … عندما كانت لا تزال حورية البحر.
الان تم حل كل التساؤلات التي كانت تزعجه .
“تبدو مرتاحًا ، وكأن ثقلا ما ازيح عن عاتقك “.
عندها ، رصدت اوفيليا التي كانت شديد الملاحظة تغير تعبير الي .
في الحقيقة ، لقد مرت فترة منذ أن لاحظت أنه كان يتصارع داخليًا مع شيء ما ، و قد اثر ذلك بشكل كبير على مزاجه .
ربما كان يظن أنه أخفى الامر بشكل جيد ، لكن أوفيليا التي عاشت حياتها بالكامل دون تلقي قبول من اي احد ، قد لاحظت النظرة البادية على وجهه منذ البداية .
لكنه كان شخصًا فقد ذكرياته كما انه بدأ للتو في معرفة بعض الامور عن نفسه ، و التي قد تكون محيرة بالنسبة له . لذا التزمت الصمت حيال نظراته لها .
‘ ما يهم الان ، انه بغض النظر عن مسالة الي ، فهناك بعض الأمور الأخرى التي لا يمكنني تجاهلها … ‘
حولت أوفيليا عينيها نحو الكتاب الذي كانت تحمله بين يديها ، و قد كانت نظرتها مرتبكة نوعا ما . لقد كان كتابًا عن حوريات البحر ، و لقد كان من الأفضل القول إنه كان كتابًا عن حوريات البحر التي يفترض أنها مجرد أكائنات اسطورية.
فكما هو الامر مع السيرين ، لم يكن البشر متاكدين ما إذا كانت حوريات البحر موجودة بالفعل أم لا.
و على الرغم من معرفتها لذلك ، فقد فتحت الكتاب وقامت بقراته لترى ما اذا كان سيحتوي على بعض المعلومات التي من الممكن ان تساعدها . لكن في النهاية ، وجدت انه كان عديم الفائدة أكثر مما كانت تتصور . ولم يكن من المبالغة القول انها تعرف امورا اكثر من هذا الكتاب .
‘كنت أتساءل عما إذا كان بإمكاني الحصول على بعض المعلومات حول ميزان حورية البحر ، لكن الامر كان مجرد مضيعة للوقت.’
وقد كان السبب الذي جعلها تبحث عن هذه الامور بسيطًا – فقد أرادت أن تعرف السبب الذي جعلها تعود إلى الماضي.
الا. . اذا لم يكن هذا هو الماضي ذاته .
بعد الانتقال الفوري إلى لادين بالأمس ، عانت أوفيليا من دوار حركة شديد ، و حين هدأ غثيانها ، التفتت إلى ألي.
– آمل ألا نضطر إلى الانتقال الفوري مرة أخرى في المستقبل. هل انت بخير؟
ولك على عكس أوفيليا ، التي بدت مرهقة بشكل كبير ، فقد كان الي يبدو في حالة جيدة.
أومأ الي برأسه ثم رد برفق.
__ انا بخير . عادة ما يشعر الشخص بدوار حركة بعد النقل بسبب نقص في تقبل المانا.
– … أنت ساحر ، لذا لن تمر بهذا .
__ هكذا الامر ، لكن …
لكن تعبيرات الي كانت متوترة عندما اجابها
__…يوجد خطب ما . هل يمكنك اعطائي يدك اليسرى للحظة؟
بعد أن مدت أوفيليا يدها ، قام بخلع الخاتم الذي البسها اياه في اجتماعهما الأخير ، ثم تحدث مرة أخرى وهو ينظر إليها بفضول.
__هل قمت بخلع هذا الخاتم من قبل؟
– لا ، لم أستطع نزعه ابدا . هل هناك مشكلة؟
– ان هذا شيء طبيعي. فالأشخاص الذين لا يستطيعون استعمال السحر ، لا يمكنهم نزع الأدوات السحرية.
لقد افترضت أوفيليا أن الخاتم كان عبارة عن أداة سحرية لأنه ناسب مقاس اصبعها على الفور ، لكنها أحست باحساس غريب عند سماع تاكيده .
لكن لماذا اصبح الي قلقا حيال الامر ؟
__ ان التعويذة التي وضعتها على هذا الخاتم تؤدي الى زيادة تقارب المانا لدى الشخص الذي يرتديه .لذا يصبح الشخص العادي قادرًا على تحمل آثار النقل الآني بمجرد ارتدائه.
– … اذا لماذا أشعر بالغثيان الآن؟
__لست متاكدا من السبب . لكن لدي نظريتان.
كان يدير الخاتم بين اصبعيه بقلق ، و هو يفكر .
__ الاولى ، هي ان تقارب المانا لديك منخفض للغاية.
تابع الي كلامه موضحا ان احتمال صحة هذه النظرية منخفض لأنها امر نادر الحدوث ، و من خلال نبرته ، لاحظت أوفيليا أنه كان شبه متاكدا من ان هذه النظرية خاطئة .
ربما لم يكن متاكدا من امكانية حدوث ذلك لشخص اخر ، لكنه كان متيقننا ان الامر ليس كذلك بالنسبة لاوفيليا.
__كما تعلمين ، يولد شعب إمبراطورية ميلست و هم يمتلكون درجة معينة من تقارب المانا.
-…نعم.
__ لهذا السبب لا يمكن اعتبار النظرية الاولى صحيحة . لذا لم تتبق سوى نظرية واحدة يسعني التفكير بها .
بعد قول هذا ، واصل الي شرح كلامه .
يحتمل ان يحدث هذا بسبب وجود سحر شخص اخر .
فور سماع كلامه ، خطر في ذهن اوفيليا شيء واحد .
ميزان حورية البحر. (حراشف الحورية )
و التي كانت تتساءل عنها منذ البداية.
ما الذي كان تتمناه آرييل، لينتهي الامر بأوفيليا بالعودة إلى الماضي؟ وإلى أي مدى يصل تأثير ميزان حورية البحر؟
‘إلا إذا كان الامر الذي كانت تتمناه ارييل حقًا هو العودة إلى الماضي ‘.
كان من الضروري ان تجد اوفيليا الشيء الذي تمنته ارييل ، لو انها استطاعت فقط معرفة ذلك لوضعت خططها بناء على الامر .
فالامر سيكون مختلفا اذا قامت باعداد خطة وفقا لافتراض غير اكيد .
قال ألي أن تعويذة الحماية التي تلقيها العائلة الإمبراطورية على افرادها يمكن أن تفقد فعاليتها بمرور الوقت ، و ان ذلك يمكن ان يؤثر على الجسم بشكل سلبي (مثل دوار الحركة ) . لكن أوفيليا كانت تعلم أن هذا ليس السبب الحقيقي.
فالامبراطور لم يلقي عليها اي تعويذة حماية طوال حياتها.
– هل يمكنك تخمين السبب إذن؟
__ … لدي فكرة . لكن المشكلة هي أنني لا أعرف كيفية تطبيقها .
تنهد الي بهدوء وهو يخبر هذا لأوفيليا.
– إذا لم تتمكني من حل هذه المشكلة ، فهي ستؤثر على حياتك بعدة اشكال . و لن يقتصر الأمر على عدم القدرة على تقبل مانا الآخرين فقط .
لكن الي ، أيضًا ، لم يكن لديه أي فكرة عما يجب فعله ، لذا أنهى المحادثة بعد ان اخذ الخاتم معه .
‘إذن لا يمكنني استخدام سحر الشفاء.’
في البداية ، كانت تخطط للقاء آرييل. لكن الحورية قد ماتت بالفعل عندما استلمت أوفيليا الميزان ، لذلك فهي لا تستطيع ان تجيب على تساؤلاتها ، لكن و على الرغم من ذلك فاوفيليا ما تزال تبتغي مقابلتها .
كانت تتمنى أن تستطيع استشارة آلي ، لكن أوفيليا تذكرت كم كان يبدو متفاجئًا عندما رأى السيرين في الليلة الماضية.
يبدو و كانه لا يعرف أي شيء عن المخلوقات السحرية الأخرى.
‘إذا كان لا يعرف أي شيء عن السيرين ، فأنا أشك بمعرفته عن حوريات البحر.’
لذلك ذهبت أوفيليا إلى مكتبة لادين اليوم وقامت باستعارة بعض الكتب ، و قد شعرت و كانها تبحث عن ابرة في كومة قش .
فقد كانت النتيجة سيئة.
لذا اغلقت اوفيليا الكتاب للخروج من خيبتها ، كما انه سيكون من الوقاحة الاستمرار في القراءة في حضور شخص لمقابلتها .
-“اذا ما الذي جلبك الى هنا؟”
_ “سأضطر للذهاب إلى موقع بناء الطريق قريبًا ، لذلك جئت لرؤيتك.”
-“هل تريد مني أن أذهب معك؟”
__”إذا أعطيتني سلطة القيام بالامر ، فيمكنني ان احل الامر بمفردي . كما انه لن يستغرق الكثير من الوقت “.
وقعت أوفيليا على الوثيقة التي وضعها الي على المنضدة.
في الماضي ، لم تحدث اي مشاكل عندما تم إرسال الي إلى موقع بناء الطريق المجاور للقناة . لذا فان الامور ستكون بخير .
أعادت الوثيقة بعد توقيعها إلى الساحر ، لكن الي وضع شيئًا اخر على المكتب .
كان الخاتم الذي كانت ترتديه حتى الامس .
يتبع…