هل نجحت جهودي لأرى حلم دوميس؟ عندما فتحتُ عينيّ، وجدتُ وجه الخادمة أنيا المفضّل لدى دوميس.

‘حلم دوميس مجدداً.’

“أنيا…”

خرج صوت دوميس. لاحظت لاتيل أن وجه أنيا مبلل بالدموع، وأن المكان ليس داخل القصر. كان خارجاً. ليلاً.

“دوميس، استعدتِ وعيكِ؟”

“ما الذي حدث؟”

“أنا من أريد أن أسأل. ما هذا كله؟”

“……قالوا إن موت أيلي بسببي… سرقوا كل نقودي وجواهري… دفعوني من الدرج…”

“لذا قال لي غادري.”

“ماذا؟”

“واحد من الذين جاؤوا مع أختك غير الشقيقة. جاء واستدعاني. قال لا تعودي وغادري، فسألتُ ما هذا الكلام، فالسبب هذا إذن.”

تذكرت دوميس جرجول فوراً عندما قالت إن أحدهم أنقذها. لاتيل أيضاً اعتقدت أنه جرجول. كارلين في هذه الفترة كان وقحاً.

نهضت دوميس بمساعدة أنيا بصعوبة.

“لحسن الحظ الجروح أخف مما توقعتُ. فزعتُ حقاً.”

“علي قول شكراً لمن أنقذني على الأقل…”

“لو ذهبتِ لتشكريه، ورآكِ سالمة، أولئك الأوغاد سيحاولون إيذاءكِ مجدداً، أو ربنا سيخافون ويحاولون إلصاق التهمة بكِ؟”

“لكن…”

“على أي حال، كله بسبب أختك غير الشقيقة، لما استهدفتكِ صديقات أيلي أصلاً؟ انسي كل عائلتك. هكذا أفضل.”

وقفت أنيا تساعد دوميس، ثم بدأت تمشي في الاتجاه المعاكس للقصر. طريق الخروج.

“أنيا؟ لماذا أنتِ بهذا الاتجاه…؟”

تلعثمت دوميس مفزوعة، فترددت أنيا قليلاً ثم اعترفت: “في الحقيقة، جئتُ لأحقق في حوادث الاختفاء في قصر الكونت لانستر، أنا محققة ملكية.”

“ماذا؟”

تلعثمت دوميس مذهولة، لكنها تذكرت فوراً تصرفات أنيا المشبوهة.

عندما طلب الحارس من أنيا أخذ دوميس لمنصب خادمة، كانت تكره أن تنضم دوميس لعمل الخادمة وانه عمل خطير رغم تقدمها هي، تتجول ليلاً متجاهلة قواعد رئيسة الخادمات، إلخ.

ظنتها متمردة قليلاً، لكن كل ذلك كان لسبب.

“تعالي معي، دوميس. كنتِ مزعجة في البداية، لكن الآن أراكِ كأخت صغيرة. سأكتب لكِ توصية للعمل في القصر الملكي، صارم ومليء بالإجراءات، لكن المعاملة أفضل بكثير.”

* * *

تغيّر المشهد مجدداً، والمشهد التالي لم يكن مقززاً. دوميس ترتدي ملابس نظيفة ومئزراً أنيقاً، تعمل في مكان دافئ رغم الشتاء.

تخرج عندما تسمع “أختك تبحث عنك”، فتجد أنيا تحمل حلويات أو سكاكر أو شوكولاتة.

‘أصبحتا أقرب.’

مشهد جميل… فكرت لاتيل، لكنها تعجبت. ما دور هذه الأنيا؟

ذكريات دوميس التي تراها لاتيل كأنها مخبأة، مشاهد مهمة فقط. لكن أمور أنيا لا تبدو مهمة جداً.

لكن هناك سبب لإظهار هذه الذكرى. ما هو؟

‘ربما الأخت انيا هي الخصم؟ … لا. الخصم في حلم كارلين قريبة من عمري، وجهها مختلف تماماً.’

ثم انقطع المشهد مجدداً، وظهر مشهد دوميس تواجه رئيسة خادمات. مختلفة عن رئيسة الخادمات المشبوهة في قصر الكونت، امرأة دافئة جداً.

“تأخذين إجازة حتى يغادر وريث الدوق كليرند؟”

“نعم…”

“حدث شيء سيء معهم؟”

“نعم…”

[آسفة، يا رئيسة الخادمات، الجدول مزدحم، لكن وريثة الدوق كليرند اختي، سمعتُ أنها قادمة، لا أستطيع البقاء.]

رأت لاتيل غرفة دوميس الخاصة عندما تخيلتها دوميس. تخطط دوميس للاختباء في غرفتها حتى تغادر اختها.

‘نعم. هكذا أفضل.’

وافقت لاتيل على فكرة دوميس، لكن رئيسة الخادمات اقترحت حل أفضل.

“لن تغيري رأيكِ، لا مفر. حسناً.”

“شكراً.”

“بدلاً من ذلك.”

“نعم؟.”

“اذهبي إلى الفيلا الزجاجية، لا تقضي إجازتكِ في غرفتكِ.”

“ماذا؟”

“الفيلا الزجاجية، فيلا جميلة يستأجرها رجال القصر، كانت لأميرة سابقاً… حسناً، لا داعي للتاريخ. هناك مكان كهذا. أنتِ لا تزالين في رتبة عادية فلا تستطيعين استئجارها، لكن سأستأجرها باسمي. ارتاحي هناك.”

* * *

تغيّر المشهد مجدداً، وظهر مبنى يناسب اسم “الفيلا الزجاجية” تماماً.

سقف وجدران معظمها زجاج، يمكن الاستمتاع بالطبيعة داخل المنزل.

‘المنزل جميل. هل أبني واحداً كهذا؟’

كانت دوميس تتجول في الفيلا الزجاجية الرئيسية سعيدة وحدها. فجأة صوت من الخلف. التفتت دوميس مفزوعة، فرأت كارلين بين كومة زهور تصل إلى خصره.

وقف الاثنان ينظران لبعضاً بدون كلام، فتسربت ريح باردة إلى عنق دوميس فانكمشت كتفاها. دغدغة في العنق، لكن الشعور وصل إلى قلبها بشكل غريب.

لم تستطع دوميس سؤاله “لماذا انت هنا؟”، خفضت جفنيها مترددة. الزهور تُصدر صوت عند لمسها، رفعت مزاج دوميس.

عندما رفعت دوميس نظرها بشجاعة، كان كارلين لا يزال هناك. ثم فتحا فميهما تقريباً في الوقت نفسه.

“هل جسدكِ بخير؟”

“أخبر جرجول اني اشكره.”

كان الجو يتأرجح قليلاً عندما كانا صامتين، لكنه تجمد كزجاج مكسور عندما تكلما ربما وهم، لكن لاتيل شعرت بذلك من وجه كارلين.

“جرجول؟”

أومأت دوميس، تمتمت بصوت منخفض: “يبدو أنك تعرف… جرجول أنقذني. في… ذلك القصر.”

برد وجه كارلين، فأمسكت دوميس طرف كمها من الحزن. شعرت لاتيل بحزن دوميس. كانت تفكر “لماذا يكرهني هذا الشخص هكذا؟”

“حسناً.”

أجاب كارلين ببرود، لكن الجو لا يزال متوتراً. تأخرت دوميس في إدراك أن وجود كارلين هنا غريب، فسألت: “لكن السيد كارلين لماذا انت هنا…”

“كان من الأفضل لو جاء جرجول. خاب أملكِ لأنني أنا؟”

“ماذا؟ لا، ليس ذلك، أنت لم تكن في المنطقة أصلاً.”

“كنتُ في طريقي إلى القصر. أنيا مريضة فتبحث عن مكان للراحة. سمعتُ أن هناك قصراً مناسباً للراحة قريباً.”

أدركت دوميس أن القصر الذي يقصده هو الفيلا الزجاجية التي تستأجرها، فرفضت مسرعة: “آه، لا يمكن. أنا أستأجره الآن.”

عندما نظر كارلين “بأي حق؟”، احمرّ وجه دوميس.

“هذا مكان يستأجره خدم القصر، أنا أستأجره الآن، لذا السيد كارلين لا يمكنه المجيء.”

لم ترد دوميس التورط مع أنيا، ولا تريد رؤية أباها، اشتاقت لأمها، لكن ليس لدرجة تحمل إيذاء أباها وتجاهل أنيا.

لكن خوفاً من أن يبدو أنها تغار من أختها إن ذكرت أنيا، رفضت باسم كارلين.

لكن لا فائدة.، برد وجه كارلين أكثر، سخر تقريباً: “وريثة دوق كليرند قادمة، وستمنعينها أنتِ وحدكِ؟ حتى لو كان الدوق الأكبر يستخدمها، يجب إخلاؤها”

“!”

اتسعت عينا دوميس، فتجمد وجه كارلين أكثر كأن شيئاً أزعجه، واستدار:”لا تقلقي. لا نية لي للبقاء حيث أنا غير مرغوب.”

[عندما استيقظ سأوبخ ابن العاهرة هذا]

قال يمكنني الغضب إذا تذكرتُ تصرفاته الوقحة، فسأفعل كما يريد. غضبت لاتيل وصرخت في كارلين “وقح!” داخلياً.

لكن منذ اللقاء الأول، اهتمت دوميس بكارلين بشكل خاص. عندما استدار كارلين هكذا، ركضت دوميس خلفه وغيّرت كلامها: “يمكنك البقاء هنا. لا مكان آخر قريب.”

“قلتِ إنكِ تكرهين مجيئي.”

“ليسك أنت من أكره…”

[تكره أنيا وزوج الأم، يا كارلين الأحمق!]

عندما حدّق كارلين، احمرّ وجه دوميس من هذا الوغد الوقح، خفضت نظرها مجدداً.

ضربت لاتيل صدرها داخلياً، لا تستطيع تحريك يديها حقاً لكن شعورياً فعلت. 

[انا! لاتراسيل!، كنت حمقاء هكذا في حياتي السابقة؟ لا أصدق]

“أم… السيد كارلين، يمكنك البقاء، لكن… هل تأتي لي كل يوم 30 دقيقة؟”

“تأتي؟ أنتِ ستذهبين؟”

“لا أريد البقاء معها…”

“!”

“في نهاية الفيلا مبنى صغير منفصل. سأبقى هناك.”

* * *

تغيّر المشهد مجدداً، كانت دوميس تطبخ في مكان ضيق كمخزن تاركة الفيلا الزجاجية الجميلة. بالضبط، كل ما تراه لاتيل يد دوميس والسكين واللوح.

أعدت دوميس سلطة وحساء بسيط، رتبت مائدتين، جلست أمام الطاولة.

يبدو أن أنيا تعيش هنا بالفعل، تنتظر أن يحافظ كارلين على وعده.

أقسمت لاتيل أن تضربه على رأسه ثلاث مرات إن كسر الوعد، لكن لحسن الحظ، حافظ كارلين عليه.

“أنا لست جائعاً.”

وقح كالعادة، لكنه جلس مقابل دوميس 30 دقيقة بالضبط، يشاهد أكلها.

في المشهد التالي، كان أمامهما طبق آخر، ومرة أخرى لم يمس كارلين الطعام لكنه انتظر دوميس.

تكرر الأمر في اليوم التالي، وفي اليوم الذي يليه. ومع مرور الوقت، أصبحت دوميس تدرك كارلين أكثر.

[دوميس أحبت كارلين أولاً.]

ثم تغيّر المشهد، طبق دوميس شبه فارغ، طبق كارلين كما هو. تغيّر الروتين اليومي قليلاً.

“غداً لا تطبخي.”

قال كارلين وهو ينهض.

“لن تأتي غداً؟”

سألت دوميس بخيبة أمل، فتردد كارلين قليلاً ثم قال ببرود: “أنا أطبخ جيداً.”

لم تفهم دوميس فوراً، أجابت مشتتة: “أها.”

ظنت أنه يتباهى، ثم فكرت “هل يقول إنني لا أطبخ جيداً؟” فحزنت فجأة.

نظر كارلين إليها، كشر باختصار، ثم شرح نيته بوضوح أكبر: “غداً سأطبخ أنا.”

“آه!”

“هل لديكِ طبق مفضل؟”

تلعثمت دوميس لأنه شرح بوضوح، ثم تحسن مزاجها فجأة بشكل مذهل وأجابت: “إذن… طبق بط… أريد أكله.”