بينما كانت لاتيل تعود إلى القصر، تخلع ملابسها وتزيل قناعها، تمتمت في داخلها: ‘ما قاله كارلين كان صحيحًا، دوميس التي التقاها كانت مزيفة.’
مشطت شعرها المتدلي بعشوائية وجمعته في ذيل حصان، ثم تأكدت من أن لا أحد حولها واتجهت إلى ممر المشي.
كان قلبها ينبض بجنون، حتى لو لم يكذب كارلين، فهذا لا يعني أنه سيتغير فجأة إلى شخص آخر.
علاوة على ذلك، حتى لو كانت دوميس الحالية مزيفة، فإن حب كارلين لها وعدم نسيانه لها لا يزالان قائمين.
لكن ما إن أدركت أن كارلين لم يكذب، شعرت لاتيل برغبة عارمة في رؤيته، تغيرت خطواتها المتجهة إلى القصر الرئيسي بشكل طبيعي إلى غرفة كارلين.
شعرت وكأنها طفلة اكتشفت أن آخر آيس كريم في العالم على وشك الذوبان، اندفعت نحو غرفته.
كان قلبها ينتفخ كبالون كبير، شعرت أنه سيكون هناك، يتكئ على النافذة كالمعتاد، وينظر إليها مبتسمًا ويقول “مالكتي”.
‘نعم، كارلين سيكون هناك، قال إنه سيعود إذا لم أخف، الآن، الآن هي اللحظة التي لا أخاف فيها، اللحظة التي اختفى فيها الخوف’
قبل أن يتمكن الحارس أمام الباب من تحيتها، فتحت لاتيل الباب بعنف واندفعت إلى الداخل.
“!”
لكن الغرفة كانت غارقة في الصمت، لم يكن كارلين يقف عند النافذة، اقتربت من السرير ورفعت ستارة السرير، لكن الرجل الذي أرادت رؤيته لم يكن هناك أيضًا.
“…”
أنزلت لاتيل الستارة بلا قوة ونظرت حول الغرفة الواسعة، عندما كان كارلين موجودًا، لم تبدُ واسعة جدًا، لكن اليوم، لمَ تبدو كبيرة هكذا؟.
“كارلين؟”
حاولت مناداته بحذر، لكن لم يأتِ رد.
ترددت لاتيل، ثم اقتربت من المكتب وفتحت درجًا وأخرجت دفترًا.
كانت الصفحات الأمامية تحمل آثار ضغط القلم، لكن المحتوى كان ممزقًا وغير مرئي.
فتحت لاتيل الصفحة الأخيرة وأخرجت قلمًا من جيبها وكتبت : ‘كارلين، لم أعد أخاف منك، عُد’
لكنه لم يعد لا في اليوم التالي ولا في اليوم الذي يليه.
“لقد هدأ خوفي، إذا تأخرت أكثر، سأغضب، سأجعلك أنت من يخافني، أيها الوغد.”
نظرت لاتيل بحزن إلى الملاحظة الموضوعة على المكتب، ثم خرجت من الغرفة بلا حول ولا قوة.
***
بعد فترة.
التقطت يد طويلة الملاحظة التي كانت لاتيل تنظر إليها.
“يا للأسف.”
كان تيسير هو من التقط الملاحظة، نظر إلى خط الإمبراطورة الأنيق، وقبّل الورقة، ثم أعادها إلى المكتب.
“يبدو أن الإمبراطورة لم تطرد ملك المرتزقة.”
إذن، هل غادر ملك المرتزقة بمفرده؟، تذكر تيسير اللحظة التي مر فيها مع خادمه أمام غرفة ملك المرتزقة.
كان الحارس يقف في الممر كالمعتاد، والخادم يحمل وعاءً مملوءًا بالماء الساخن ومسحوق معطر ويدخل الغرفة دون أن يرمش.
كان الجميع يتصرفون كما لو أن كارلين لا يزال في الغرفة.
‘قد لا يعرف الحارس، لكن الخادم لا يمكن ألا يعرف، إذا ترك خادمًا خلفه، فهذا يعني أنه ينوي العودة…’
نظر تيسير حول الغرفة، حيث كانت جميع الأغراض والأثاث كما هي، ووضع يديه خلف ظهره.
لكن لمَ؟، إذا لم تطرده الإمبراطورة، فما الذي دفع ملك المرتزقة للمغادرة بمفرده؟، لو لم تكن الإمبراطورة تفتقده، لظن أنه ذهب في مهمة سرية، لكن هذا ليس صحيحًا، أليس كذلك؟
‘هل غادر بسبب علاقته بالخصم؟ لا يبدو أن هذا هو الحال.’
بما أن الإمبراطورة لم ترسل أحدًا للبحث عنه، فمن المؤكد أن كارلين أخبرها بمغادرته…
لكن مهما فكر تيسير في الغرفة، لم يستطع فهم تصرفات كارلين الغريبة، فقرر إراحة عقله والخروج من النافذة.
“يا إلهي، سيدي الصغير! تعال بسرعة!”
كان هيرلان، الخادم الذي كان يراقب من أمام النافذة وهو جالس، يصيح مثل نقار الخشب عندما رأى ساق تيسير الطويلة تظهر.
“كدت أموت خوفًا من أن يأتي أحد!، يجب أن نذهب الآن!”
“إذا جاء أحد، قل إن ساقك تشنجت، ما الذي يخيفك؟”
“من سيصدق كذبة كهذه؟!”
استمع تيسير إلى تذمر هيرلان بأذن وأخرجها من الأخرى، وسار بخطوات واسعة.
على الرغم من معرفته بموقف تيسير، استمر هيرلان في التذمر، معتقدًا أن تذمره المستمر قد يصلح شيئًا ما، وتبعه.
“آه!”
لكن فجأة توقف تيسير فجأة، فاصطدم هيرلان بجبهته في ظهره وتوقف.
“لماذا؟”
وضع تيسير إصبعه على شفتيه بعلامة “صه” وأشار بعينيه إلى مكان ما.
“جلالتها؟”
كانت الإمبراطورة لاتيل هناك، جالسة علي الأرض، نظر هيرلان بدهشة إلى خديها المسحوقين مثل عجينة الدقيق بسبب وضع وجهها على ركبتيها.
“تبدو أقل رعبًا من المعتاد هكذا.”
عندما تكون محاطة بالوزراء في زيها الرسمي، شعر أنها بعيدة جدًا عنه حتى لو كانا في نفس المكان، لكن الآن، بدت مثل اي شابة في سنها، فاستمر هيرلان في الشعور بالدهشة.
“بالفعل، إنها لطيفة.”
“ماذا؟ لا، ليست كذلك، أعني فقط أنها أقل رعبًا من المعتاد.”
عارض هيرلان تقييم تيسير بحزم وأدار رأسه، لكنه فوجئ عندما بدأ تيسير فجأة بالسير نحوها وأمسك بثوبه.
“سيدي الصغير!، إلى أين أنت ذاهب؟”
“إلى زوجتي التي أصبحت سمكة مسطحة.”
صُدم هيرلان من وصف تيسير، ونظر حوله، وعندما تأكد أنه لا أحد موجود، خفض صوته وبدأ يتذمر: “الآن؟، لا يمكنك الذهاب الآن، انظر إلى جلالتها، من الواضح أنها في مزاج سيء، إذا ذهبت الآن، قد تتعرض لغضبها!”
كان هيرلان لا يزال يتذكر بوضوح الإمبراطورة التي جمعت الجميع عندما تناول رانامون دواءً غريبًا وأمرتهم بتناوله، أو عندما أصيب جستا بحجر وجمعت الجميع لتحذيرهم…
لكن الأكثر صدمة كان إعدامها لأخيها غير الشقيق فور تتويجها.
لم يكن في القصر آنذاك، لكن سماع الخبر وحده كان صادمًا.
والآن، يريد سيده الصغير المزاح مع الإمبراطورة الحزينة؟، أليس هذا الوقت المثالي لكسب كراهيتها؟
“لا مكان للتسلل إلى قلب شخص سعيد.”
“ماذا؟”
“إذا أردت الاقتراب، فالآن هو الوقت.”
لكن تيسير ضحك بلا مبالاة، ونزع يد هيرلان عن ثوبه وأمر: “الهدية التي طلب مني والدي تقديمها لجلالتها، اذهب وأحضرها، بسرعة.”
***
مسألة ما إذا كانت دوميس حقيقية أم مزيفة لا فائدة منها بدون كارلين.
أرادت التأكد مما إذا كانت دوميس حقيقية أم مزيفة لأنها كانت تأمل أن تكون مزيفة.
شعرت لاتيل بالاكتئاب وهي تفرك وجهها على ركبتيها بلا قوة، مدركة قليلاً مشاعرها الحقيقية.
كان كارلين قد وعد بإعطائها هدية عيد ميلاد، لكنه هرب بعد هذا الوعد، مما أغضبها.
‘نعم، هذا مجرد هروب، لم يكن لأجلي، بل هرب فحسب، جبان، لو كان حقًا قد غادر من أجلي، لكان أخبرني كيف أستدعيه’
حاولت استجواب الخادم، لكنه بدا أكثر ارتباكًا منها ولم يكن لديه أي فكرة عن مكان كارلين.
حتى عندما أرسلت أحدهم لمراقبته، لم يتغير شيء، استمر الخادم في أداء واجباته كما لو أن كارلين لا يزال في الغرفة، ولم يبدُ أنه يتواصل معه بشكل منفصل.
“ها…”
وفي خضم هذا، كان قرط الكاهن الأعظم يقلقها أيضًا، لمَ تحطم بمجرد لمسه؟، هل سيجدها الكاهن الأعظم مشبوهة لاحقًا؟
عندما رفعت رأسها، رأت فرسان المعبد يقومون بدوريات حول البحيرة، مما زاد من اضطرابها.
عند رؤيتهم، تذكرت أنها أرسلت فرسان المعبد والجنود في كل مكان لتحديد مواقع الأعداء، لكن لم يأتِ أي تقرير مهم بعد.
توقعت لاتيل أنه بما أن وجود السحرة السود قد كُشف، فسيبدأون في ارتكاب كل أنواع الأعمال الشريرة، وستصبح مشغولة للغاية.
لكنهم كانوا هادئين بشكل غير متوقع، كما لو كانوا يعملون في الخفاء أو لم يكونوا قويين بما فيه الكفاية بعد.
الحدث الوحيد الملحوظ كان ظهور وحش من البحيرة، لكنه عاد ادراجه بعد رؤية الكاهن الأعظم.
حتى في كاريسن، كان الوضع هادئًا، كان أكبر حدث مؤخرًا هو اختفاء الإمبراطورة آيني، ولم تظهر أي أخبار عن ظهور زومبي مرة أخرى.
‘أين ذهبت الإمبراطورة آيني؟’
في تلك اللحظة، سمعت صوت خطوات تقترب، فأدارت لاتيل رأسها دون رفع وجهها من ركبتيها.
“!”
كان صندوق هدايا ضخم، صندوق هدايا ضخم يمشي على ساقين.
بينما كانت تحدق بدهشة، اقترب الصندوق وسمع صوت منه: “جلالتك، إنها هدية.”
“هذا واضح للجميع… تيسير؟”
عرفت لاتيل الصوت ونادته، فظهر وجه صغير من خلف الصندوق، كان تيسير بالفعل، كان الصندوق كبيرًا جدًا لدرجة أنه أخفى الجزء العلوي من جسده.
“إنه ثقيل.”
أصدر تيسير صوت أنين وهو يضع الصندوق على الأرض، بينما نهضت لاتيل وسألت بدهشة: “ألم تعطني هدية بالفعل؟”
“نعم، هذه ليست هديتي، بل هدية من والديّ لجلالتك، أنا مجرد ساعي.”
‘آه، عندما صادفته خارج القصر قبل أيام، كان يحمل شيئًا، ربما ذهب لأخذ هذه’
تذكرت لاتيل تلك اللحظة التي تبعها فيها تيسير فجأة، وأومأت برأسها.
“شكرًا، لم ينسوا عيد ميلادي.”
“عدد المواطنين الذين ينسون عيد ميلاد جلالتك شبه منعدم.”
ابتسم تيسير مازحًا، واقترب منها بشكل طبيعي، وأمسك طرف شريط الصندوق وسأل: “بما أنني حملته إلى هنا، ألا نرى ما بداخله معًا؟”
“ماذا يحتوي؟”
“يجب أن أراه لأعرف، لم يخبروا.”
“حقًا؟ لم يقولوا شيئًا؟”
“أخي الوسيم داخل الصندوق.”
“ماذا؟”
صُدمت لاتيل ونظرت إليه، فضحك تيسير بهدوء وهمس في أذنها: “لا تقلقي، إنه وسيم.”
“ماذا، لا، انتظر، هل هذا حقيقي؟”
سمعت أن لتيسير شقيقين أصغر منه، لكن هل أرسلوه داخل الصندوق حقًا؟.
كان الصندوق كبيرًا بما يكفي ليختبئ فيه شخص إذا انثنى جيدًا، فأسرعت لاتيل لفك الشريط بدهشة.
لو كانت الهدية من دوق أتراكسيل أو رودس، لاعتبرت كلام تيسير مزحة، لكن والد تيسير نصح ابنه ذات مرة بارتداء “ملابس تُخلع بلمسة”، وقد رأت لاتيل ذلك بنفسها.
بما أن له سوابق، كان الأمر مريبًا للغاية.
عندما سحبت الشريط أخيرًا، سقط ورق التغليف وكشف عن صندوق كبير.
فتحت لاتيل الصندوق بقوة.
“!”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 176"