‘لمَ هذا السؤال؟ أعطاني لوحة عادية ثم يسأل هكذا؟’ عبست لاتيل، لكنها أومأت.

“إن كانت مرسومة جيدًا، سأحبها.”  

صفّق تيسير، وابتسم كالثعلب، مقربًا شفتيه من أذنها: “الصورة خدعة، الهدية الحقيقية داخلها.”  

“لوحة جريئة، أليس كذلك؟”  

أشار تيسير إلى جوهرة على إطار الصورة: “اضغطي هنا، وانظري إليها وحدكِ.”  

ثم خرج بسرعة، مدعيًا عدم إزعاجها، بقيت لاتيل وحدها، تسعل وتنظر إلى الصورة، بدت عادية، لكن جوهرة الإطار كانت واضحة.  

نظرت حولها، ثم ضغطت الجوهرة وجلست. ‘ما نوع اللوحة التي يجب رؤيتها بمفردي؟’ لكن الصورة بقيت كما هي.

‘هل كان يمزح؟’

أمسكت القلم، لكن سمعت صوت تروس’ التفتت، فوجدت الصورة تدور ببطء، كاشفة لوحة أخرى.

احمرّ وجه لاتيل، وتمتمت: ‘يا إلهي!’

غطت فمها، وهزت يدها: “يا لها من هدية!”  

فجأة، سمعت صوتًا: “جلالتك.”  

غطت اللوحة بجسدها، والتفتت، كان الصوت من خلف الباب، هدأت، لكن قلبها ظل يخفق: “ما الأمر؟”  

ضغطت الزر بجنون: ‘ارجعي، ارجعي!’ لكن اللوحة دارت ببطء. سمعت صوت سونوت.

“سونوت، لدي أمر عاجل.”  

“تبًا!”  

غطت اللوحة بقماش، وجلست، وأمرت بالدخول، دخل سونوت، بوجه جاد: “ما الأمر؟”  

حاولت لاتيل الهدوء، رغم خفقان قلبها، اقترب سونوت، ملاحظًا احمرارها: “هل أنتِ بخير؟ وجهك محمر.”  

“أنا بخير. أكلت شيئًا حارًا.”  

لم يصدقها، لكنه لم يستفسر، وقال: “الإمبراطورة آيني اختفت، الخبر عاجل، التفاصيل قليلة.”  

“آيني؟”  

ضغطت لاتيل على وجهها: “هل هذه خطة داغا؟”  

“ربما، لكنهم يبحثون عنها مذهولين، وكذلك هيسينت.” 

“اختطاف؟ أم هروب؟”  

تذكرت هوس آيني بكارلين في كاريسين، فعقدت حاجبيها. استبعدت الفكرة: ‘لا يمكن أن تهرب إمبراطورة وتأتي إلى زوجي’ لكن آيني كانت تفقد ضبط النفس مع كارلين.  

“لا، مستحيل.”  

“ماذا؟”  

“لا شيء.”  

استعادت هدوءها: “سواء كانت خطة داغا أو هجوم طرف ثالث أو هروب، لا يمكننا فعل شيء الآن، ربما وجدوها بالفعل.”  

أومأ سونوت، ووضع رسائل على مكتبها: “رسائل وصلت عبر الطيور، لكنني أحضرتها.”  

انحنى وتراجع، فجأة، سقط القماش عن اللوحة، اتسعت عينا لاتيل، رأى سونوت اللوحة، محدقًا بدهشة.

“تبًا!”

تمتمت لاتيل، متأكدة أن الاهتزاز أسقط القماشة، بررت بسرعة.

“تيسير أحضرها مازحًا، لم أطلبها، ولا أحب هذا!”  

توقعت سخريته، ربما يذكرها في جنازتها أو يكتب على شاهدة قبرها: {الإمبراطورة لاتراسيل، كانت تعمل وهي تنظر إلى لوحة عارية لعشيقها}  

“اخرج، انتهى عملك.”  

لكنه ثبت، وأشار إلى اللوحة: “الرسم مبالغ فيه، وجه تيسير بشع علي ارض الواق.”  

“اخرج!”  

***

تألم الساحر كأن عملاقًا ناريًا يمزق كتفه، تدحرج، حتى اصطدم بجدار بارد، فتح عينيه : كان في خرابة، أعشاب تنبت من الأرض.  

‘أين أنا؟’ لكنه فرح بنجاته، أمسك جدارًا مهدمًا، ونهض مرتجفًا، لاحظ غياب عصاه، لكنه تذكر الشعر الأبيض للغريب، فارتعد، لم يرَ كيف اقترب منه.  

لمس رقبته، شعر بجروح ودم متجلط.

“اللعنة.”  

جلس على الأنقاض، ممسكًا شعره. ‘إن لم يكن إنسانًا، لمن أبلغ؟’ الأكاديمية؟، الدولة؟، المعبد؟، ماذا سأقول؟، لم يرَ دليلًا واضحًا، فقط سرعة غير بشرية، ربما ساحر سرعة أو فضاء؟  

توقف عن التفكير، شعر بحكة وألم، نهض، والسماء بدأت تضيء، قرر زيارة طبيب، شعر كأن رمالًا ساخنة تفرك جسده.  

فجأة، عندما طلعت الشمس، ارتفعت الحرارة: “آه!”  

تدحرج، مختبئًا في الخرابة في الظل، هدأ الألم، نظر إلى ذراعه، فوجدها محمرة.

“ما هذا؟”  

جاء صوت من خلف الجدار: “ستصبح كائنًا نصف وحش، تائهًا بلا عقل، يا للأسف، ساحر التفجيرات نصف وحش!”  

التفت، فوجد جرجول مسترخيًا: “أنت!”  

رفع جرجول إصبعه: “هدوء، هل تريد أن يعرفوا أنك أصبحت نصف مصاص دماء؟”  

“مصاص دماء؟”  

اتسعت عينا الساحر، نهض جرجول، مبتسمًا.

“إن نفذت أوامري، سأعيدك إلى طبيعتك.”