سألت لاتيل بنعاس وهي تكرر السؤال تلقائيًا، لكن عندما رأت شفتي جايسين تتحركان تحت إبهامه، استيقظت تمامًا ورفعت جسدها بسرعة.
“قبلة؟”
عند سؤال لاتيل، ابتسم جايسين بضعف، كأنه يتساءل كيف يمكن لرجل دين أن ينطق بمثل هذه الكلمة، ثم أومأ برأسه.
‘بدلاً من مداعبة شفتيك هكذا، ألا يفترض أن تكون صريحًا؟ ذلك سيكون أقل… إثارة.’
فكرت لاتيل وهي تراقب شفتيه الناعمتين تتحركان تحت أصابعه، لكنها ترددت في الإشارة إلى ذلك ولم تقل شيئًا.
كانت شفتاه، المضغوطة تحت إبهامه والممتلئة أكثر من المعتاد، تأسر انتباهها تمامًا.
‘عندما جاء هيسينت من قبل، قبلته بدافع الغضب.’
تذكرت لاتيل تلك اللحظة، وشعرت مرة أخرى بشعور الخطيئة يتسلل إليها، مما جعل أطراف أصابعها ترتجف، فركت أذنها بحرج وهي تحاول التفكير فيما تقوله.
“أم… القبلة…”
في ذلك الوقت، كانت مدفوعة بالغضب، فلم يهمها أن الشخص الذي أمامها هو الكاهن الأعظم، كل ما أرادته هو إغاظة هيسينت.
لكن الآن، في هذه الأجواء، مع وجود الاثنين فقط بالغرفة، وبطلب الكاهن الأعظم للقبلة، شعرت بقلبها وكأنه طين يتشكل بحرية.
“أم… القبلة، إذن…”
هل يجب أن أقول إنه رجل دين، وهو هنا كزوج بزواج صوري، فكيف يطلب هذا؟، نظرت لاتيل إليه بنظرة جانبية.
كانت عينا الكاهن الأعظم تلمعان بسعادة، كأن القبلة الأولى التي جربها أعجبته كثيرًا، لم تتعرض لاتيل لطلب قبلة بهذا الشكل من قبل، فحركت أصابع قدميها بحرج.
ثم ألقت نظرة خفية على وجهه، الذي بدا كأن الالهة أرسلت لها أجمل ملاك، نقيًا وعفيفًا وجميلًا.
أخيرًا، سعلت لاتيل وقالت: “حسنًا؟”
ما إن سمع جايسين ردها، اقترب على ركبتيه ونظر إليها مباشرة.
ابتلعت لاتيل ريقها وأمسكت ذقنه برفق، شعرت بقلبها ينبض بسرعة من لمسة بشرته الناعمة حتى قبل أن تلتقي شفتيهما.
‘أليس هذا مبالغًا فيه؟’ فكرت، لكنها اقتربت بتردد ووضعت شفتيها على شفتيه.
كما شعرت عندما فركهما بإبهامه، كانت شفتاه ناعمتين للغاية، رفعت لاتيل يدها من ذقنه إلى خده وأغمضت عينيها.
مع إغلاق عينيها، أصبح إحساسها بنعومة شفتيه أكثر وضوحًا، مما جعل رأسها يدور.
ثم شعرت لاتيل بجسدها يتحرك للخلف، كأن توازنها يختل.
في البداية، كان الكاهن الأعظم يقترب بحذر، لكنه بدأ يتحرك بنشاط أكبر، فاعتقدت لاتيل أنه يدفعها، وركزت فقط على استكشاف شفتيه.
لم تدرك إلا عندما شعرت بشيء ناعم على ظهرها، ففتحت عينيها بسرعة.
‘متى حدث هذا؟’
عندما فتحت عينيها، وجدت نفسها مستلقية على السرير، والكاهن الأعظم، الذي كان جالسًا على الأرض ويميل نحوها، صعد فوقها بشكل طبيعي.
كان وجهه، الذي كان يخجل حتى من طلب القبلة، محمرًا وممتلئًا بالعاطفة.
“واو.”
رفع يد لاتيل وفرك شفتيه على كفها.
بينما كانت لاتيل مبهورة بالمشهد، فتح جايسين عينيه المغلقتين ونظر إليها.
كانت عيناه البنفسجيتان مليئتين بمشاعر لم تستطع لاتيل فهمها.
عندما رفعت يدها لتمسح خده، عبس جايسين بعيون أكثر قتامة، واقترب منها وهمس:
“أشعر… بشعور غريب، جلالتكِ.”
“ايها الكاهن الأعظم.”
“جايسين.”
“جايسين…”
عندما نادت لاتيل اسمه، مرر جايسين يده الكبيرة على شعرها المبعثر، وهمس بصوت خافت: “أريد أن أجرب الفساد.”
“جايسين.”
“إذا استسلمت لكِ، أنا، خادم الرب… هل سيتركني الرب؟، أنا خائف.”
“!”
“لكن الآن، أحب أن أكون هكذا…”
صوته بدا وكأنه، هو الشيطان الذي يغوي الناس للسقوط في الجحيم، وليست لاتيل، شعرت لاتيل بنفسه يتسلل إلى أذنيها، ودون وعي، عانقته.
جماله وصوته المغري كانا جذابين، لكن تناقض وجهه العفيف مع تصرفاته جعل قلبها يرتجف من الإثارة.
“جايسين، جايسين.”
فجأة، سمع طقطقة قوية على الباب، فاستعادت لاتيل وعيها وسألت: “من هناك؟”
تنهد جايسين ودفن وجهه في كتفها عند سماع صوتها الحاد.
“جلالتكِ، أنا سابيل.”
كان الصوت ينتمي إلى شخص غير متوقع.
“رئيس الخدم؟”
ربتت لاتيل على جايسين لينتقل إلى الجانب، وعندما تحرك، رتبت ملابسها وسألت: “ما الأمر؟”
“جلالتكِ، لقد عاد السير سونوت!”
“سونوت!”
عند سماع اسمه، قفزت لاتيل وهرعت إلى الباب.
عندما فتحت الباب وخرجت، رأت رئيس الخدم واقفًا بابتسامة سعيدة، لكنه تفاجأ عندما رأى الكاهن الأعظم داخل الغرفة.
لو كان زوجًا آخر، لما تفاجأ، لكن بما أنه الكاهن الأعظم، شعر بالصدمة.
“أين سونوت؟”
تجاهلت لاتيل دهشته، وهزت كتفيه وهي غارقة في فرحة عودة سونوت.
“جلالتكِ.”
جاء الرد من مكان قريب، التفتت لاتيل لترى سونوت يقف بجانب عمود، مبتسمًا.
“السير سونوت!”
كان يرتدي زيه الرسمي المعتاد، وكأنه عاد لتوه من العمل اليومي.
هرعت لاتيل إليه، فابتسم سونوت بفخر، ومازحها بنبرته المغرورة المعتادة: “بعد غيابي الطويل، يبدو أن قلبكِ يتحدث، هل أنا مرحب بي لهذه الدرجة؟”
“كيف لا تكون مرحبًا؟”
استخدمت لاتيل نبرة الفارس الخاصة به، وفتحت ذراعيها وعانقته بقوة.
ضحك سونوت بمكر، وعندما اندفعت لاتيل إلى حضنه، عانقها بدوره دون قصد.
“…”
نظر رئيس الخدم إلى المشهد بامتعاض، لكنه قرر تجاهل الأمر اليوم بسبب غياب سونوت الطويل.
“أين كنت؟ لماذا عدت الآن؟”
“كنت مختبئًا في مكان نائي، فتأخرت في سماع الأخبار.”
“لم يكن يجب أن تختبئ في مكان نائي!”
“أنتِ متطلبة جدًا.”
رفعت لاتيل رأسها وحدقت به، فضمها سونوت بقوة وهو يشعر بالرضا.
“أنا آسف لعدم وجودي بجانبكِ عندما كنتِ بحاجتي.”
“لقد عدتَ الآن، وهذا يكفي.”
كانت رائحة ملابس سونوت الجديدة تفوح من زيه، غمرها الفرح بعودته، لدرجة أنها نسيت الكاهن الأعظم الذي تركته في الغرفة.
***
“الكاهن الأعظم…”
بينما كان جايسين يجلس على كرسي هزاز، يحدق في السماء بلا هدف، ناداه توبه، خادمه وكاهنه التابع، بقلق.
“هل أنت بخير؟”
من خلال السرير المبعثر وشفتي جايسين المنتفختين، خمن توبه ما حدث عندما زارت الإمبراطورة.
لكن، على عكس المرة السابقة عندما كان سعيدًا بقبلتها، كان رد فعل جايسين هذه المرة غريبًا.
لم يشرح شيئًا، فقط جلس على الكرسي الهزاز يحدق في السماء بحزن واضح.
“يقولون إن السير سونوت كان بجانب جلالتها منذ الطفولة.”
“نعم، هكذا قالوا.”
“جلالتها تعرضت للخيانة من الإمبراطورة السابقة وأخيها الأكبر وأخيها غير الشقيق، من بين من عرفتهم لفترة طويلة، فقط الماركيز سابيل، الكونتيسة اغنيس، والسير سونوت ظلوا مخلصين، رئيس الخدم والمربية كانا آمنين من البداية، لكن السير سونوت كان مطاردًا واختفى، لذا كان من الطبيعي أن تهتم به أولاً.”
عند كلام توبه الطويل، رفع جايسين زاوية فمه على مضض.
“نعم، أعرف، لا داعي لمزيد من الشرح.”
“لكن وجهك لا يقول إنك تعرف…” تنهد توبه بقلق، ثم سمع شيئًا لا يصدق.
“لم أكره أحدًا من قبل، توبه، لكن هذه المرة، كرهت شخصًا لأول مرة.”
“ماذا؟”
رفع توبه رأسه، فغطى جايسين وجهه بيديه وأخفض رأسه.
“لكنني لا أستطيع ألا ان أكرهه، أعتقد أنني سأستمر في كرهه لبعض الوقت، أشعر بالذنب لدرجة أنني لا أستطيع مواجهة السير سونوت الآن، ماذا أفعل؟”
***
في هذه الأثناء، بعد القضاء على نصف الزومبي، ظهر رجل يرتدي ملابس فاخرة، ليس زومبي.
“الأمير تالا!”
تعرف تيسير عليه على الفور، وركل زومبي يندفع نحوه بأسنان كبيرة، وصاح بنبرة غنائية: “هل هؤلاء الزومبي تحت سيطرتك، سمو الأمير؟”
تساءل تيسير إن كان تالا زومبي أيضًا، لكن من الواضح أنه لم يكن كذلك، كانت بشرته شاحبة لكن نظيفة، ولا توجد أجزاء متعفنة في جسده.
على عكس الزومبي الذين فقدوا عقولهم ويهاجمون بعشوائية، كان تالا هادئًا جدًا.
عندما أخرج تالا سيفًا من خصره ببطء، قفز تيسير من الطابق الثاني، وقطع زومبي فوق رأسه ليفتح طريقًا نحو الأمير.
لكن عندما نظر إلى تالا، كان كارلين قد بدأ بالفعل بمواجهته، بل وسيطر عليه بسهولة.
“واو.”
تساءل تيسير للحظة إن كان يجب أن يساعد، لكنه أدرك أن ذلك غير ضروري وأصدر صوت إعجاب.
كان يسمع عن “ملك المرتزقة”، لكن رؤيته هكذا أظهرت أنه أقوى من الإشاعات، كان يبدو كوحش في هيئة إنسان وهو يهزم أعداءه بقسوة.
“يا إلهي، رائع!”
لكن بينما كان تيسير يهتف لكارلين، لاحظ شيئًا غريبًا وتوقف عن الهتاف.
كان تالا، الذي ظهر كزعيم نهائي، يبدو مرتبكًا وهو يواجه كارلين، وكأنه يفكر: “هذا ليس صحيحًا؟”
بينما كان تيسير يقطع زومبي يهاجمه، فكر في سبب ارتباك تالا.
هل ظن أنه أصبح قويًا بعد أن عاد من الموت؟، أم لم يتوقع أن يكون كارلين بهذه القوة؟
في تلك اللحظة، هز تالا سيفه بقوة، دفع كارلين للخلف، وهرب إلى قبو في الزاوية.
كانت أناكشا، والدة تلا، تتجول عند مدخل القبو، وعندما رأت ابنها، استدارت وهربا معًا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات