“راون، لنذهب لتناول الوجبة الخفيفة.”
“هل ستفعلين ذلك حقًا؟”
سأل راون بعبوس عند ظهور رويلا التي جاءت لتنادينه.
“ماذا؟”
“أقصد تناول الوجبة الخفيفة معًا مرةً واحدة في اليوم.”
“يا إلهي، بالطبع! لقد كانت تلك أمنيتي.”
أن تكون أمنيتها تناول وجبة خفيفة معًا مرة واحدة يوميًا……
‘حقًا، كأنها طفلةٌ صغيرة.’
هزّ راون رأسه وأغلق الكتاب الذي كان يراجعه.
“كنتَ تدرس؟”
“نعم، لا يمكنني التهاون في دراستي حتى خلال العطلة.”
“همم، هذا رائع. يبدو أنكَ طالب متفوق.”
“.……”
لم يأتِ أي رد، فحدّقت رويلا في راون.
ثم……
“أوه……”
أدركت أنها قالت شيئًا خاطئًا.
كان وجه راون ممتلئً يالغضب، وقبضته مشدودة بقوة.
يداه الصغيرتان، المستندتان على ركبتيه، كانتا ترتجفان.
‘هل درجاته سيئة؟’
هل هو من النوع الذي يدرس بجد لكن لا يحصل على نتائج جيدة؟
إن كان الأمر كذلك، فقد تكون كلماتها قد جرحت كبرياءه.
‘لهذا السبب لا ينبغي لي التحدث عن الدرجات!’
شعرت رويلا بالندم و تحدثت بارتباك،
“……في الواقع، ما أهمية الدراسة؟ الصحة هي الأهم!”
ولكن……
“بالنسبة للطالب، فإن التحصيل الدراسي هو الأهم.”
لم يكن لكلامها أي تأثير.
أوه، حسنًا. إذاً، التحصيل الدراسي هو الأهم بالنسبة للطالب. حقًا، لو وُلد في كوريا كطالب، لكان مثالًا للمثابرة الأكاديمية.
‘في هذا الموقف، كيف يمكنني التحدث عن تناول الوجبة الخفيفة مع هيلديون؟’
عندها، خطرت لها فكرةٌ جيدة.
“الآن بعد أن فكرت في الأمر، أعرف شخصًا متفوقًا في دراسته.”
“شخص متفوقٌ في دراسته؟”
“نعم، خلال أيام دراسته في الأكاديمية، لم يفقد المركز الأول ولو لمرة واحدة. و كان بارعًا في الفنون القتالية والأدبية، وفي كل شيء تقريبًا.”
“هل يوجد شخصٌ كهذا حقًا؟”
ظهر على راون بعض الاضطراب لكلام رويلا. فلم تفوت الفرصة وهمّت باقتراح غير مباشر،
“وعلاوةً على ذلك، تصادف أنه جاء اليوم كضيف. ما رأيك؟ هل تود مقابلته والتحدث معه؟”
***
“تادا! عملية الاختطاف نجحت!”
بدا هيلديون متفاجئًا، وكأنه لم يكن يصدق أنني تمكنت بالفعل من إحضار راون.
أما راون، فعندما أدرك أن الشخص الذي كنت سأقدمه له هو ولي العهد، حدّق بي وكأنه شعر بأنه قد خُدع.
‘ههه، لم أكذب عليه بأي شكل من الأشكال.’
ابتسمت ببراءةٍ وقدمت هيلديون،
“حسنًا، هذا هو ولي العهد هيلديون كايروس، الأول على الأكاديمية منذ تأسيسها.”
عند هذا التقديم غير المتوقع، أصدر هيلديون صوتًا خافتًا وكأنه فوجئ.
غمزتُ له بسرعة، مرسلة له إشارةً واضحة،
‘رجاءً، سايرني في الأمر!’
لحسن الحظ، فهم هيلديون الإشارة وأومأ برأسه بهدوء.
ولكن……كلماته التالية لم تكن هادئة على الإطلاق.
“أنا هيلديون كايروس، الأول على الأكاديمية منذ تأسيسها.”
……أوه، لم يكن عليه أن يبالغ في مسايرتي إلى هذا الحد.
نظر راون بيني وبين هيلديون قبل أن ينحني بأدب ويحييه،
“تشرفت بلقائكَ، سمو ولي العهد.”
لحسن الحظ، لم يظهر عليه أي خوف من هيلديون.
لاحظ هيلديون ذلك أيضًا، فارتسمت ابتسامةٌ مشرقة على وجهه. فابتسمت بدوري.
“حسنًا، لنجلس جميعًا أولًا.”
بمجرد أن قلت ذلك، جلسنا نحن الثلاثة حول طاولة مستديرة.
وسرعان ما وُضع على الطاولة كعكة غنية بكريمة طازجة مغطاة بكمية وفيرة من الفراولة الصيفية الناضجة.
و بذكائه المعتاد، بدأ هيلديون الحديث.
“إذا كان لديكَ أي سؤال، فلا تتردد في طرحه.”
“……هل يمكنني حقًا أن أسألكَ؟”
“بالطبع، سأجيب على أي شيء أعرفه.”
تألقت عينا راون مجددًا بكلمات هيلديون. و تردد للحظة، ثم طرح سؤاله أخيرًا.
“……كيف يمكن للمرء أن…يفعل…بهذه الطريقة…؟”
“الأمر ببساطة هو…إذا قمت بـ…فستحصل على…”
همم، لا أفهم شيئًا على الإطلاق.
لكن على عكس حيرتي، ازداد وجه راون إشراقًا شيئًا فشيئًا.
طفل يضيء وجهه أثناء الحديث عن الدرجات؟ إنه نادر جدًا، بلا شك.
استمرت المحادثة لفترة طويلة. لدرجة أنني بدأت أشعر وكأنهما نسيا وجودي تمامًا.
‘لكن، حسنًا……كلاهما يبدو مستمتعًا……’
أسندت ذقني إلى يدي وأنا آكل الكعكة ببطء، مستمتعةً بالمشهد. عندها، ظهر موضوع مثير للاهتمام في حديثهما.
“صحيح، قريبًا سيكون هناك اجتماع عطلة الأكاديمية.”
اجتماع عطلة الأكاديمية؟
ما هذا؟
هل هو نوع من الفعاليات التي تنظمها الأكاديمية؟
انتظرت إجابة راون بفضول، لكنه رد بلا مبالاة تامة.
“لستُ مهتمًا.”
“من الأفضل أن تحضره للحفاظ على علاقاتكَ مع زملائك.”
علّق هيلديون بنبرة ناصحة، لكن راون اكتفى بهز كتفيه.
“لست مهتمًا بالعلاقات الاجتماعية أيضًا.”
…..؟
ماذا……ماذا قال للتو؟
من شدة الصدمة، ارتخت قبضتي عن الشوكة التي كنت أمسك بها.
دق-
لكن قبل أن تسقط، التقطها هيلديون في الهواء بسرعة.
“هل أنتِ بخير، آنسة رويلا؟”
“آه، أنا بخير.”
حاولت أن أبتسم بأكبر قدر ممكن من الهدوء. لكن رأسي كان في حالة فوضى تامة.
‘غير مهتم بالعلاقات الاجتماعية؟’
هل يعني ذلك……بأنه ليس لديه أصدقاء؟
هل هذا هو سبب الخطأ العالق به؟
كنت أرغب بشدة في سؤاله مباشرة، لكنني خشيت أن أخلق جوًا محرجًا مثلما حدث سابقًا، فعضضت شفتي وتحملت.
وهكذا، انتهت لحظات الفوضى أخيرًا.
بعد أن أوصلتُ راون إلى غرفته، ودّعت هيلديون.
“أشكرك على اليوم، سموّك.”
“لا، بل أنا من يجب أن يعتذر على زيارتي المفاجئة.”
“لا داعي للاعتذار. لكن بالمناسبة، بالكاد تناولتَ قطعةً واحدة من الكعكة.”
تحدثت بقلق، متسائلة عما إذا كان لم يعجبه طعم الكعكة.
توقف هيلديون للحظة، ثم حرك حاجبيه قليلًا وأجاب،
“كنت مستمتعًا بالحديث مع راون لدرجة أنني نسيته تمامًا. لذا، إن كان بالإمكان……”
توقف عن الكلام ونظر إلي مباشرة.
كانت نظراته الهادئة تتسلل إليّ بخفة، بينما ارتسمت ابتسامةٌ طفيفة على شفتيه.
“هل يمكنني الحصول على دعوةٍ أخرى في المستقبل؟”
حدقت به بذهول، رغم أنني أراه كثيرًا، إلا أن عينيه اليوم……
‘يبدو أكثر وسامة من المعتاد.’
همم، من الواضح أن مظهره يتحسن يومًا بعد يوم.
هل هذا هو الشعور الذي تتحدث عنه هاميل عند سعيها وراء الجمال؟
فكرت في ذلك للحظة قبل أن أومئ برأسي.
“بالطبع، تعال متى شئت.”
عند ردي المرح، اتسعت ابتسامتهُ أكثر.
يا لهذا الرجل……يبدو خطرًا بطرق متعددة.
وهكذا، بعد أن ودعته وعدت إلى غرفتي، سمعت صوت دينغ! مفاجئ، مصحوبًا بإشعار،
<تمت إزالة خطأ هيلديون.>
بصراحة، لم أُفاجأ، فقد توقعت ذلك إلى حدٍ ما.
‘هذه هي المرة الخامسة، إذًا لم يتبقَّ سوى النصف.’
كانت مهمة إزالة أخطاء هيلديون تسير بسلاسةٍ تامة.
لكن المشكلة الحقيقية الآن كان راون.
‘ما زلت حتى الآن غير قادرةٍ على العثور على خطئه.’
بما أنني لا أعرف السبب، فلا يمكنني حتى تخمين طريقة لإصلاحه.
وسط ذلك، لم أستطع التوقف عن التفكير في موضوع العلاقات الاجتماعية الذي طُرح في حديثنا سابقًا.
‘هل حقًا ليس لديه أصدقاء؟’
حسنًا، من الممكن أن يكون بلا أصدقاء. فليس من الضروري أن يكون لدى الجميع أصدقاء ليعيشوا حياتهم.
لكن……راون لا يزال في الثانية عشرة من عمره فقط. من المبكر جدًا أن يتخلى عن تكوين الصداقات بهذه البساطة.
والأمر الأكثر إثارةً للقلق هو سبب افتقاره للعلاقات الاجتماعية.
هل هو من اختار ذلك بنفسه، أم أن هناك سببًا ما جعله يتخلى عن الأمر؟
بعبارة أخرى……
‘هل يمكن أن يكون مُهمَلًا أو مُستبعَدًا من قِبل الآخرين؟’
وإذا كان هذا هو السبب في ظهور الخطأ لديه……
شعرت بتوتر غير مبرر، فبدأت أقضم أظافري بلا وعي.
‘التنمر.’
كانت تلك الكلمة جزءًا لا يتجزأ من حياتي. فقد كنت فقيرة، والفقر أصبح نقطة ضعفي.
وهذا العالم مليء بالأشخاص السيئين.
أولئك الذين يستمتعون بالإمساك بضعف الآخرين والتلاعب بهم كما يحلو لهم. وبالنسبة لهم، كنت الفريسة المثالية.
استمر التنمر لمدة عام كامل. و اعتقدت أنني أستطيع تحمله، لكنني لم أستطع.
‘لكن في النهاية، قلبت الطاولة عليهم ككلب مسعور.’
عندها فقط، انتهى كل شيء.
لكن هذا لم يكن يعني أنني حصلت على أصدقاء، التنمر توقف، لكنني بقيت وحدي.
عندما دخلت المدرسة الإعدادية، تمكنت من تكوين بعض الصداقات، لكن هذا لم يمحُ ذكريات الماضي.
بالطبع، لم يعد لذلك أي تأثير علي الآن.
‘بعد وفاة جدتي، واجهت أمورًا أصعب بكثير.’
لم يكن أمامي سوى أن أصبح أقوى لأتمكن من الصمود في هذا العالم. و لم يكن هناك وقت للبقاء عالقةً في الماضي المؤلم.
لكنني لم أكن أريد لراون أن يمر بتلك التجربة. لم أرغب في أن يصنع لنفسه ذكريات لا تنفك تتبعه كأثقال ثقيلة.
بينما كنت أفكر في ذلك، نهضت فجأة من مكاني.
‘لا داعي للقلق هكذا، يجب أن أتحقق من الأمر.’
لكن كيف سأتحقق منه؟
كنت أفكر في ذلك عندما تذكرت كلام هيلديون.
“اجتماع عطلة الأكاديمية.”
ربما سأتمكن من اكتشاف شيء هناك.
من الواضح أن معظم الطلاب يشاركون في هذا الحدث، ما لم يكونوا مثل راون، الذين لا يهتمون.
على الفور، ناديت جين.
“هل ناديتني، آنستي؟”
“أريدك أن تتحققي من بعض التفاصيل حول الفعالية التي تقيمها الأكاديمية خلال العطلة.”
“فعالية الأكاديمية؟”
“نعم، يبدو أن هناك حدثًا ما خلال فترة العطلة.”
“حسنًا، سأتحقق من الأمر.”
مع إجابة جين، كانت على وشك التحرك بسرعة.
‘أوه، نسيت شيئًا!’
“جين!”
ناديتها بسرعة وأمسكت بها.
ثم أضفت بتأكيد،
“تأكدي من الأمر دون أن يعرف راون. يجب أن يكون هذا سرًا.”
________________________
هيلديون فعل وضعية استغلال الفرص
صادق راون وقال لرويلا بجي مره ثانيه😭
باقي راون يناديه يا أخي ~
المهم من الحمير الي يتنمرون على ولدي🤨
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 83"