بَهْجَةٌ تَغَلْغَلَتْ، وسُرُورٌ يَغْمُرُ. نحن لسنا مجرد كائنات عابرة؛ نحن أفانينُ من الرضا والقبول.
إنني أتجافى تماماً عن تلك الفرضية البالية التي تَقْطَعُ حبل اليقين؛ مقولة الدَهْرِ المُنَاصِف الذي يَعْزِلُ الحياة إلى إِبَانِ وُجُومٍ وإِبَانِ حُبُورٍ.
الحقيقة التي يجب أن تُنْقَشَ في لُبِّ الفؤاد هي أن هذا المَجَال كله مُسْتَضَافٌ لك.
كلَّ تَقَلُّبٍ، وكلَّ غُدُوٍّ، وكلَّ طَرْفَة عين، هو هَزيعٌ خُصِّصَ لك. فـ الخالِقُ الأعظمُ قد سَخَّرَ لنا هذا الفلكَ بكل أسراره، كي نسير، كي نَنْبَثِقَ، وكي نُدرك.
إنَّ كُلَّةَ الأمر — سواء بدا في مُتَبَادَرِهِ نَكَدَاً مُحِقَّاً أو هناءَاً سَلِساً— هو في جَوْفِهِ مِزْوَجَةٌ من العطاء. فليس هنالك شرٌّ مُطلق، بل حكمة تُدار بها السَّمَاوَاتُ والأَرَضُون.
لذلك، لا تقُل “يومٌ لي ويومٌ عليّ”، بل قُل: “الدهرُ كله مسخر لأكون أفضل “.
التعليقات لهذا الفصل " 5"